بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته .. لكل الأخوة و الأخوات في مضايف شمر ..
الموضوع مقتبس .. من إحدى الصحف المحلية ..
وتجربة رائدة .. تستحق الاهتمام .. و كذلك النشر ...
نموذج للأمومة ... بالوكالة..
قصة أقدم أم عمرها/ 39 عاماً/ وربت 28 طفلاً في الاسرة البديلة.. فوزية دياب: التجربة الواقعية في الرعاية البديلة في قرية الاطفال sos
عندما قرأت الشابة فوزية/ 28 عاماً/ الإعلان في الجريدة... اعتقدت انها وجدت الوظيفة المناسبة..
في اليوم التالي توجهت برفقة والدها من قريتها متوجهة الى العاصمة لتتقدم الى الوظيفة... وكانت تخاطب نفسها وهي في الطريق كلها دوام ثماني ساعات... سأخرج قبل ساعة من بيتي وسأعود اليه بعد انتهاء الدوام
وبعد التقدم للمسابقة فوجئت الشابة كما فوجئ والدها بتفاصيل المهمة او الوظيفة التي ستشغلها وهي« أم بديلة»
استمعت جيداً الى كل ماقيل وعندما عادت الى منزلها... فوجئت مرة ثانية برفض العائلة اجمعها لهذه الوظيفة.
فكرت فوزية ملياً... بالوظيفة والمهمة وناقشت الاهل... وكان لها الخيار في ان تجرب لمدة شهر. ثم تأخذ قرارها النهائي بفرصة العمل التي وجدتها.. دخلت فوزية قرية sos ،والطبيعي حسب النظام الداخلي للقرية ان تبقى اية موظفة جديدة ثلاث سنوات تحت التدريب تسمى خلالها الخالة حتى تصبح مؤهلة لان تكون أماً بديلة
اما الشابة فوزية فمنذ اليوم السادس والعشرين من دخولها القرية تحولت وبدون المرور بفترة تدريبية الى الام البديلة بما تحمله من اخلاق عالية ونزاهة وكفاءة روحانية طبيعية.
وبقيت منذ ذلك الحين حتى الان الام البديلة المثالية في القرية ويسمونها ام المصاعب فهي تتولى رعاية الاطفال ذوي الحالات الصعبة او المعقدة هي وحدها من تتصدى لتلك المهمات. هي الاجدر والاقدر. ماما فوزية.. تقارب مامافوزية اليوم الاربعين اما اولادها الذين ربتهم حتى الان فقد تجاوز عددهم 28 طفلاً معظمهم تخرج من بيتها وتزوج وانجب ..وعن أصعب اللحظات تذكرت الام فوزية ودموعها تدغدغ خديها احدى الفتيات اللاتي تربين على يدها وهي تطلبها اثناء الولادة وعندما حضرت الام البديلة... طلب منها الطبيب مساعدتها للولادة... كيف وماما فوزية لم تتعرض بحياتها لهذا الموقف الحرج... فهي لم تتزوج يوماً ورهنت حياتها وتفانت لرعاية الاطفال الرعاية البديلة عن اسرهم الحقيقية..
بكثير من الصبر والحنان والحكمة تتعامل« ماما فوزية» كما ترغب... مع اطفالها وتقول السيدة فوزية دياب: أفضل أن استقبل الصغار بأعمار مبكرة وهو أفضل للمربية عموماً فهي تعطيهم من قلبها ويستطيع الطفل التأقلم معها كأم حقيقية.. ومع ذلك أنا عادة مايكون عملي مع الاطفال ذوي الحالات الخاصة جداً.( اطفال سلوكهم صعب ـ لديهم اكتئاب ـ اعاقة..)تطالبها والدتها بين حين واخر بالعودة عن هذه المهمة بحكم طبيعتها ورغبتها بأن تتزوج ابنتها... وترك المهمة لغيرها... لكن مايهون الامر كما تقول السيدة فوزية: طبعاً كان من الصعب اجتماعياً كوننا نعيش في الريف القبول بهذه الوظيفة ولكن ما ساعدني وساعد اهلي ربما نظرة الناس في الارياف الى اليتامى وكفالتهم ورعايتهم.
عندما بدأت مهمتي / الوظيفة/ اماً بديلة احتضنت تسعة أطفال وبدأت الرحلة والمشوار... وطبعاً اصبحت اليوم لدي خبرة كبيرة في الرعاية والتربية.. لم أبخل يوماً في رعايتي للاطفال بالعطاء او الحنان حتى التفاني من اجل هذه المهمة التي لم اعد اشعر بأنها وظيفة وأتقاضى راتبا شهرياً عليها منذ اللحظة التي قررت فيها ان أكون اماً... ولعله اكثر ما أشعر به وأقوله دوماً إن الأم هي من تربي وتسهر على الأبناء وليس فقط من تنجبهم..
تعيش السيدة فوزية الان كامل أمومتها وهي لم تتزوج فعلياً ولم تنجب... وعندما التحقت الشابة بقرية الاطفال وبعد عام فقط التحقت اختها الصغرى بنفس العمل وهما الان تعيشان جارتين في اسرتين بديلتين متجاورتين في قريةsos بقدسيا تقول السيدة فوزية: لاشيء يعادل قيمة ماتفعله الام البديلة وماتقدمه من الصعب ان ينظر الى مقابله ماديا. لابل تحولت علاقتي مع اهلي الى علاقة داعمة لعملي فأهلي بشكل دائم يأتون لزيارة أولادي وأسرتي البديلة.
وإذا تأخروا... اطفالي يسألون عنهم. وكذلك اقوم معهم بزيارات الى الاقارب والاصدقاء.
تحمل فوزية شهادة الاعدادية فقط لكنها بنظر كل من تعامله وعملت معه ومن أجله هي الام المثالية في العناية والتربية واللطف والحنان وهي الان اقدم أم في قرى الاطفال sos الكل يتحدث عنها وعن معجزاتها في التربية وعن اخلاقها ومع ذلك هي تقول: عمل الام البديلة يتطلب رغبة جادة لدى من تريد هذه المهمة والصبر هو مفتاح نجاحها ولاشك في انه اختلفت مهاراتنا عبر الخبرة التي اكتسبناها من العمل المباشر. صحيح ان الدراسة والشهادة الجامعية ضرورية ولكنها اثبتت انها ليست الاساس فهي تبقى مجرد معرفة نظرية مالم تقترن بعمل حقيقي مثمر. والان بفضل المشروع الذي طرح وبدأنا فيه فعلياً اعتقد أنه مفيد لتقوية القدرات والمهارات وتعزيز الايجابي وطرد السلبي. فهناك مراحل في التربية تحتاج الى معرفة علمية وأسس تربوية كالمراهقة مثلاً. لكن الأهم القناعة بأهمية ماتفعل ولمن نفعل وماذا نصنع.
سألناها: ماهي وسيلة العقاب التي تختارهامع الاطفال فالطبيعي ان هناك اطفالاً ذوو طباع خاصة فقالت: الضرب ممنوع نهائياً طبعاً وليس موجوداً في مفرداتنا التربوية والعقاب مثلاً يمكن ان يكون حرمان ساعة من الكمبيوتر والالعاب والمكافأة ممكن ان تكون بزيادة ساعة اضافية للطفل الذي يقوم بإنجاز مهم أو إيجابي أو نتيجة جديدة. نوار طفل في الثامنة من عمره احتضنته ماما فوزية منذ كان عمره ثلاث سنوات قال لنا: احب قريتي واسرتي وأمي ماما فوزية لأنها تهتم بي وباخواتي في أسرتنا.
أما الطفل محمد/ عشر سنوات/ فقال: احب ماما واقدر تعبها وجهدها وحنانها معنا واهتمامها بنا بشكل كبير ولا أستعيض عنها. سألنا من يعذب من فقال: أنا أعذب ماما ولكن لم أعد أعذبها واتفقنا ألا اشاغب لأن من لايشاغب ماما قالت تعطيه
المفضلات