نعم سيدة القلم لو فكه الله من بعض الصطلحات
وللــه يابو خالــد انا وش حليلي.. بس مدري ليش تفهموني غلــط..
والمصطلحــات ذيــك .. خلاص تبت عنهــا.. وبحاولـ ابتعد عنها قدر الإمكــان..
استوقني حديثك عن الألم وتساؤلك عن ملازمته للمؤمن واستنتاجك بأن الملحدين لا يتألمون لأنهم لا يخشون الله وكأن في ذهنك شبهه حول ارتباط الآلام الدنيوية بالخشية من الله والخوف من عذابه!
فأقول لك أختي الكريمة وجميع من يقرأ هذا الرد بأن لا ارتباط بين الخشية والخوف من الله بالألم ، ولا ارتباط بين البعد عن الألم بالبعد عن الدين وعدم خشية آله العالمين!
بل أن الألم يزداد ويتضاعف كلما قلة الخشية لله وأفرط الإنسان بإطلاق العنان لشهواته ورغباته ، والدليل على ذلك التناسب الطردي بين حالات الإنتحار وتوفر المادة والإنغماس بالشهوات مع قلة الدين أو انعدامه وأكبر مثال عليه هي نسبة الإنتحار العالية بدول مثل السويد والنرويج وهي في أعلى القائمة بالغنى والحرية الفردية التي وصلت الى التشريع للشواذ وكفالة الدولة لهم!
ومن المعلوم بأن الإنتحار هو نتاج شدة الألم التي لا يرى صاحبه خلاص الا بإزهاق نفسه!
وبالمقابل فالإيمان يذهب الألم ويخلق السعادة وحتى عند التفكير بالذنوب والخوف من العذاب فالمسلم يستحضر سعة العفو والمغفرة الإلهية فيرتاح ولا يبقى من الألم شيء
ففي حديث للنبي صلى الله عليه وسلم يقول فيه: (عجبا لامر المؤمن, ان امره كله خير, ان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له, وان اصابته سراء شكر فكان خيرا له)
وأظن ربما مر عليك قول أحد التابعين الفضلاء وكان في شظف من العيش وضيقه عندما سئل عن حاله قال: (لو علم أبناء الملوك ما نحن فيه من السعادة لجالدونا عليه بالسيوف)
فالعلاقة بين الإيمان والألم علاقة عكسية!
فكلما زاد الإيمان قل الألم والعكس صحيح!
وأشد الآلام المفضية للأنتحار تأتي من انعدام الإيمان! ولعله مرت عليك حادثة انتحار ديل كارنيجي صاحب الكتب عن كيفية تحصيل السعادة والتي لم تغني عنه شيء مع انعدام الإيمان!
أسئل الله لي ولك ولجميع الأخوة والأخوات قوة الإيمان واليقين الموصلتان للطمأنية والسلام النفسي والفوز الأخروي
نعــم
اخبرنــا قرأننا الكريــم بأن من يعُرض عن ذكــر الله تصبح حياته ظنكـــا وصدره ضيقاً حرجــاً..
ولعلنـــا نلمس ذلـك بعد الصلاه بثلث اليل والتهجّد والدعاء بما نشعر به من راحـــه نفسيه..
وطمئنينه روحيــه والشعــور بالرضاء عن النفس وعن الحيـــاه ككــل..
من خلالــ تواجدي على الشبكه العنكبوتيــه تعرفّت على "بيير" وهو شخص ملــحد ..اردني الجنسيه..
هذا الشخص اعرفــه من زمن ليس بقصير.. كنت اتحـــدث معه ذات يوم عن الألــم النفسي..
او الشعور بالضيـــق.. ..
اخبرته بأن المسلم المؤمن الحق الذي عرف طريق الله.. لايتعب نفسياً ابداً.. وتعبه يكون كسحابه صيف.. او تعبٍ عارض لايدوم ..
لأننا نعقل وعقولنــا تدلنا على قــوه خفيه نلجأ اليها كلما شعرنا بالضعـــف.. .. هذه القوه الجباره الخفيه
هي الحــي القيوم.. ..
قالــ لي..
لاحاجــه لي بآلهــكم فعندمــا اشعر بالضيق اذهــب إلى اخصائي نفسي ويصرف لي الدواء..
قلــت له: الطبيب قد تحتاجه في وقت اجازته ولا تجده..
قد تلجأ اليه بوقت انشغاله وتكدر مزاجه ولايشخصك التشخيص السليــم..
الطبيب بشر مثلــك قد يخطئ وقد يصيب..
وقد تحتاجـــه في وقـــت ليلٍ وتجد عيادته الطبيه مُغلقـــه..
ولكــن الحي القيوم تجده في كــل حين وبأي حالــ تكون..
لايطلب منك مالاً لشفائك .. ولا قطع مسافات طويله لزيارته ..
كل ماتحتاجـــه ..هو ان تدعوه بقلب خاشـــع ذليـــل..
وستأتيــك الأستجابــه بـِكرمٍ من الله..
انتهى نقاشنا ..
بعدها ارسل لي رساله خاصــه يخبرني بأن فكره الأنتحار تراوده كثيراً.. .. وان المُلحد هو اشقى الخــلق نفسياً .. وان تظاهروا بالكبرياء والسعادة ..
رغــُم انه احد زبائن العيادات النفسيه الدائميــن.. ..
قــلت له
" تحسس الله بعقلك وروحــك كما تتحسس ألآمـــــك ..عندها ستجد حلاً لفكره الأنتحــار "
رد قائلاً..
اعدك بذلــك.. وان لم استطع فلن تريّ معرفني هنــا مره اخرى..
ولا ادري رده هذا كــان يهــزئ بي .. او كــان جاداً بموقفـــه..
ولله لا ادري..
المهــم اني لم اعــد اراه منذ ذلـــك الحيـــن..
الظاهر انه طمر من فوق العماره
واحمد الله على نعمــه الأسلام حمداً كثيراً.. ..
وكمـــا تفضلت لا سعاده دون أيمـــان..
الأصمعـــي :
ردك كان شافياً كــالبلســــم على الروح..
فشكراً لك..
وجزاكـ الله عني وعنهم خير الجزاء..
كـــُن بخير
.
المفضلات