كان لثورة المعلومات وتقنية الاتصالات القدح المعلا في فتح باب الأخذ والرد بين أصحاب الفكر والثقافات المتضادة على الأقل في بلادنا الإسلامية وعلى وجه الخصوص في المملكة العربية السعودية ، حيث سيطرة ثقافة دينية محافظة على الحياة الاجتماعية بكافة جوانبها من تعليم واقتصاد إلى أخره وكان هناك انسجام تام تقريبا بين هذه الثقافة وكافة أطياف المجتمع باستثناءات بسيطة وغير مؤثرة وكانت كافة المنابر تخدم هذا التوجه باستثناء الصحافة هذا المنبر الذي نشأ حديثا وكان يتمرد على استحياء بين الفينة والأخرى بسبب قوة وسطوة الثقافة المحافظة المبنية على الدين ، هذا المنبر الذي نشأ على يد العديد من العلمانيين وأنصارهم من أصحاب الفكر المتحرر الذين في الغالب تلقوا تعليمهم العالي في الغرب وبالتالي سيطروا عليه وكان منبرهم الوحيد رغم وجود خطوط حمراء كان يصعب عليهم تجاوزها إلا إنهم حرموا هذا المنبر على العلماء والمشايخ والدعاة الدينين باستثناء بسيط لبعض المشايخ بحكم موقعهم السياسي أو قربهم من السلطة السياسية وفيما يخدم توجههم بالذات حيث كانت الصحافة تداهن هذه القلة من المشايخ على غير قناعة [مرغم آخاك لابطل ] واستمر هذا الوضع حتى حرب الخليج الثانية التي غزا فيها صدام الكويت وتواجدت القوات الأجنبية في منطقة الخليج وعلا صوت الإسلاميين المعارضين لهذا التواجد وتعكر صفو العلاقة بين الساسة والإسلاميين نوع ما وبدأ الاصطياد في الماء العكر وكلا ادعى حرصه على المكتسبات الوطنية ومصالح البلاد والعباد وطبعا كان الهدف الأول هو النيل من الحظوة التي يتمتع بها قادة الفكر الإسلامي لدى الساسة والعامة والهدف الثاني هو كسب الموقف الأمريكي
الذي لم يعجبه موقف الإسلاميين على خلاف ما كان سائد أثناء الحرب الروسية في أفغانستان وتوافق المصالح آنذاك والكل يعلم ماذا تعني أمريكا لأصحاب الفكر العلماني ومن كان على شاكلتهم فهي كعبتهم وجاء دورهم وعلا الصوت وظهرت حقوق المراءة والديمقراطية إلى أخره وقصم ظهر البعير ظهور الانترنت منبر من لامنبر له وظهور الأسماء المستعارة واستعرت الفتنة وبدأ زرع بذورها " فمن يستأصل من " هذا علماني لبرالي ملحد وهذا سلامي إرهابي تكفيري وأصبح المجتمع يسمع صوت كلا الطرفين ملئ أذنيه، ودخل الطرف الأمريكي على الخط فيما بعد خدمتا لمصالحه والذي وجد ضالته في هذه الفئة التي استغلت الأحداث الإرهابية في البلاد و الزخم الأمريكي فيما يسمى الحرب على الإرهاب وهو في الحقيقة على الإسلام حتى أن الصوت الإسلامي المعتدل أصبح يوصم بالإرهاب وأصبح في موقع دفاعي حتى في بلاد الغرب معقل الحريات كما يدعون حيث أصبح التضييق على الإسلاميين والفكر الإسلامي سيد الموقف وأصبح يطارد الإسلاميين اللذين هم في الأصل تنازلوا عن كثير من ثوابت الدين لظروف معيشتهم هناك ومع ذلك لم يشفع لهم ذلك لأنه مجرد كونهم مسلمون يعلنون إسلامهم فهم خطر والفكر الإسلامي يخيفهم كثيرا لأنه يوافق فطرة النفس البشرية فقد ازتاد مد الفكر الإسلامي في السنوات الأخيرة بشكل ملفت للنظر حسب الإحصائيات المعلنة رغم الحملة التي يشنها عليه أعدائه ،،
و لا نبالغ إذا قلنا إننا ندرك ونعلم سلفا إن هدف الأمريكان والغرب الاستراتيجي بعد سقوط الكتلة الشيوعية هو الإسلام وان نفوا ذلك فقد استخدموا الدبلوماسية وصنعوا الأسباب التي تبرر حربهم القادمة ولكنهم يبقون اقل خطرا من دعاة التغريب من أبناء الإسلام اللذين يعيشون بين ظهرانينا ويتكلمون بلساننا لأن هولاء الذين أذهلتهم الحياة المدنية الغربية التي طغى عليها عنصر المادة والإنتاج وتجاهلت القيمة الإنسانية للنفس البشرية تبنوا كثير من مطالبها الشهوانية التي تهدر القيم والأخلاق بحجة الحرية واللبرالية محاولين نشرها في المجتمعات الإسلامية هولاء هم الأعداء أنا يؤفكون وهولاء هم خدم أمريكا في بلدانهم فنجد إن أمريكا لم تدخل بلد إسلامي إلا بأذناب من تربيتها من هذه الفئة والتاريخ شاهد وعليكم مراجعته ويكفي من القلادة ما يحيط بالعنق فهذه أفغانستان والعراق بلدين إسلاميين خير شاهد على ذلك .
وللحديث بقية ودمتم بألف خير...
المفضلات