دراسة امريكية ثانية
ولكن هذه المرة عن المرأة ذات الكعب العالي؟؟؟؟
كيف يمكن أن نعرف الرجل الذكي من أخيه الغبي؟
هذا سؤال محير اختار له البعض اجابة مريحة في أن الصلع هو دليل ذكاء, من دون أن يعني ذلك طبعاً ان كثافة الشعر دليل غباء بالمقابل, لكن اجابة هذا السؤال تزداد صعوبة في حالة النساء, لأنه لا توجد هناك إمرأة صلعاء حتى نحكم لها بالذكاء حسب مقياس العر هذا , حتى طلع لنا خبراء بمقياس آخر لذكاء المرأة هو طول أو قصر كعبها.
وما دام أن هؤلاء قرروا أنه لا فائدة في النظر الى رأس المرأة لاختبار ومعرفة ذكائها, فقد اختاروا قدميها بدلاً عن ذلك, وتوصلوا الى أن المرأة ذات الكعب العالي غبية, وذات الكعب القصير ذكية, أكرر: ذات الكعب العالي غبية وذات الكعب القصير ذكية, في دراسة أمريكية شملت 531 امرأة عاملة خلصوا منها الى أنه كلما زاد تحصيل المرأة التعليمي وزاد ذكاؤها قصر كعبها.
ونختصر نتيجة الدراسة في أن 58% من النساء اللاتي حصلن على أربع سنوا من التعليم العالي يلبسن أحذية بكعب عادي, ويتميزن بالذكاء, وفيما عداهن يلبسن أحذية بكعب عالٍ, لكنهن لسن في المستوى نفسه من التعليم والذكاء, وهي نتيجة لو صحت, فإنها لن تكتفي بإثارة غضب ذوات الكعب العالي عبر العالم كله, وإنما في كساد سوق الكعوب العالية, طالما أنها دليل غباء وحمرنة, ولو كانت هذه من جلد النعام والغزال والفراش والعصافير. طبعاً الكلام السابق خطير حقيقة, لأن معناه أن كثيراً من النساء عقولهن في أقدامهن, وهي مقولة تؤكد ما كان يعتقده آباؤنا وأجدادنا, ثم معناه أن المرأة تسير وتمشي فوق مخها ودماغها, تدهسه دهساً كلما تحركت, فكيف يمكن لهذا الدماغ المدهوس المفعوص أن يفكر؟
كما أن معناه أن المرأة التي تغضب من زوجها أو من أي شخص آخر فتعاقبه بالضرب بالحذاء ذي الكعب العالي, إنما تضربه بأعز ما تملك, أي دماغها, من دون أن تشعر, كما أن معناه أن المرأة من دون حذاء لا عقل لها, وأنها كلما خلعت هذا الحذاء للنوم مثلاً أو للاستحمام أو لغيرهما, تكون قد خلعت دماغها.. وهكذا. غير أننا نحمد الله ونشكره ان الدراسة لم تظهر سوى 42% من النساء يلبسن هذا الدماغ, عفواً هذا الحذاء ذي الكعب العالي, مقابل أغلبية ولو بسيطة منالنساء ذوات الكعب العادي ذكيات ومتعلمات, ما يفسر أن العالم لا يزال بخير, لأن هناك نساء يعرفن كيف يتصرفن ويفكرن ما يجعلنا نتجنب كثيراً من المشكلات بسبب قلة العقل والذكاء. مع ذلك فنتائج الدراسة أثارت ردود أفعال شديدة حيث وصفت بأنها غير دقيقة وغير منطقية, أبرزها الرد الذي استشهد بكل من المحامية الشهيرة هيلاري كلينتون والاخرى المحامية أيضاً شيري بلير, زوجتا كل من الرئيس الأمريكي بيل كلينتون ورئيس الحكومة البريطانية توني بلير, بوصفهما من ذوات الكعب العالي والذكاء معاً, لدحض نظرية قياس ذكاء المرأة من كعبها, وهورد طبعاً تنقصه الدقة بدوره, لأنه إذا اتفقنا على ذكاء شيري بلير مثلاً, حتى الان على الأقل, فإننا لا يمكننا الاتفاق على ذكاء هيلاري كلينتون, وإلا كيف استطاعت واحدة من ذوات الكعب العالي (أي الغبيات) هي مونيكا لوينسكي أن تصنع ما صنعت بزوجها وهي يا غافل لك الله لو كانت ذكية حقاً؟ وبما أن نظرية الكعب العالي والواطي وارتباطه بالذكاء عند المرأة مجرد نظرية جديدة حتى تثبت صحتها تماماً, فإننا نحن الرجال نرفض كذلك نظرية الصلع وارتباطها بالذكاء, ولدينا في آخر القرن الحالي مثال حي يدحض هذه النظرية هو بيل جيتس, عبقري المبيوتر, الذي توشك ثروته ان تصبح 100 مليار دولار مرشحة لأن تزيد مع استمرار معدل نموها الحالي, مع حلول عام 2005 عن الناتج القومي البريطاني كله, وبيل جيتس كما نعرف ذو شعر كثيف وبنى إمبراطوريته باستخدام ذكائه, ويبقى على المرأة بالمقابل دحض نظرية الكعب العالي والذكاء, في مثال حي ومعروف, وهو ما أتصور أنها ستنجح فيه مع بدء الألفية الرابعة, ان شاء الله.
جريدة البيان
الكاتب/عبدالحميد أحمد
المفضلات