بعـــــــد التحيـــــــــــة والسلام :-
هذهـ قصيدة ناصح الدين الأرجاني في وصف الشمعة
القصيدة في (99) بيتاً, مائةً إلا واحداً, وهذا نصفها
[poem=font="Simplified Arabic,5,white,normal,normal" bkcolor="black" bkimage="" border="double,5,seagreen" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
نَمَّتْ بأسرارِ لَيْلٍ كان يُخْفيها = وأطْلَعتْ قَلْبَها للنّاسِ مِنْ فِيها
قلبٌ لها لم يَرُعْنا وهْو مُكْتَمِنٌ = ألاّ تَرى فيه ناراً مِن تَراقيها
سَفيهةٌ لم يَزلْ طُولُ اللِّسانِ لها = في الحَيِّ يَجْني عليها ضَرْبَ هَاديها
غَريقةٌ في دموع وهَيَ تُحرِقُها = أنفاسُها بدَوامٍ من تَلَظِّيها
تَنَفّسَتْ نَفَسَ المَهْجورةِ ادَّكَرَتْ = عَهْدَ الخَليطِ فباتَ الوَجْدُ يُبْكيها
يُخْشَى عليها الرَّدَى مهما ألَمَّ بِها = نَسيمُ ريحٍ إذا وافَى يُحيِّيها
بدَتْ كنَجْمٍ هَوَى في إثْرِ عِفْرِيَةٍ = في الأرضِ فاشْتَعَلَتْ منه نَواصيها
نَجْمٌ رأى الأرضَ أولَى أنْ يُبوَّأَها = منَ السّماء فأمسَى طَوْعَ أهليها
كأنّها غُرّةٌ قد سالَ شادِخُها = في وَجْهِ دَهْماءَ يَزْهاها تَجَلّيها
أو ضَرّةٌ خُلِقَتْ للشّمْسِ حاسدةً = فكلما حُجِبَتْ قامَتْ تُحاكِيها
وَحيدةٌ بشَباةِ الرُّمْحِ هازمةٌ = عساكرَ اللّيْلِ إن حَلَّتْ بِواديها
ما طَنَّبَتْ قَطُّ في أرضٍ مُخَيِّمةً = إلاّ وأقمرَ للأبصارِ داجيها
لها غَرائبُ تَبدو من مَحاسِنها = إذا تَفكّرْتُ يوماً في مَعانيها
فالوجْنةُ الوَرْدُ إلاّ في تَناوُلِها = والقامةُ الغُصْنُ إلاّ في تَثَنِّيها
قد أثمرَتْ وَرْدةٌ حَمْراءَ طالعةً = تَجْني على الكَفِّ إن أهويتَ تَجْنيها
وَرْدٌ تُشاكُ بها الأيدي إذا قُطِفَتْ = وما على غُصْنِها شَوكٌ يُوقِّيها
صُفْرٌ غَلائلُها حُمْرٌ عَمائمُها = سُودٌ ذَوائبُها بيضٌ لَياليها
كصَعْدةٍ في حَشا الظَّلْمَاءِ طاعنةٍ = تَسْقى أسافِلَها رِيّاً أعاليها
كَلوءةُ اللَّيْلِ إمّا أقبلَتْ ظُلَمٌ = أَمسَتْ لها طَلْعةٌ للصَّحْبِ تُذْكيها
وَصيفةٌ لستَ منها قاضياً وَطَراً = إن أنت لم تَكْسُها تاجاً يُحَلّيها
صَفْراءُ هِنديةٌ في اللَّوْنِ إن نُعِتَتْ = والقَدِّ والدِّينِ إنْ أتْمَمْتَ تَشبيها
فالهِنْدُ تَقْتُلُ بالنِّيرانِ أنْفُسَها = وعندَها أنَّها إذْ ذاكَ تُحْييها
ما إن تَزالُ تَبِيتُ اللَّيلَ لاهِبةً = وما بِها غُلّةً في الصَّدْرِ تُظْميها
تُحْيي اللّياليَ نُوراً وهْيَ تَقْتُلُها = بئْسَ الجَزاءُ لعمْرُ اللهِ تَجْزيها
وَرْهاءُ لم يَبْدُ للأبصارِ لابِسُها = يوماً ولم يَحْتَجِبْ عنهُنَّ عاريها
قُدَّتْ على قَدِّ ثَوْبٍ قد تَبَطَّنَها = ولم يُقَدَّرْ عليها الثّوبَ كاسِيها
غَرّاءُ فَرعاءُ ما تَنْفَكُّ فاليةً = تَقُصُّ لِمّتها طَوراً وتَفْلِيها
شَيْباءُ شَعْثاءُ لا تُكسَى غَدائرُها = لَوْنَ الشَّبيبةِ إلاّ حينَ تُبْليها
قناةُ ظَلْماءَ ما تَنْفَكُّ يأكُلها = سِنانُها طُولَ طَعْنٍ أو يُشَظّيها
مفْتوحةُ العَيْنِ تُفْني ليلَها سَهَراً = نعَمْ وإفْناؤها إيْاهُ يُفْنيها
ورُبمَّا نالَ من أطْرافِها مَرَضٌ = لم يُشْفِ منه بغَيْرِ القَطْعِ مُشْفيها
وَيلُ امِّها في ظلامِ اللَّيلِ مُسعِدةً = إذا الهمومُ دعَتْ قلبي دَواعيها
لولا اختلافُ طباعَيْنا بواحدةٍ = وللطِّباعِ اخْتلافٌ في مَبانيها
بأنّها في سَوادِ اللَّيْلِ مُظهِرةٌ = تلك الَّتي في سوادِ القَلْبِ أُخْفيها
وَبَيْنَنا عَبَراتٌ إن هُمُ نَظَروا = غَيّضْتُها خَوْفَ واشٍ وهْي تُجْريها
وما بها مَوهناً لو أنّها شَكَرَتْ = ما بي من الحُرَقِ اللاّتي أُقاسيها
ما عانَدتْها اللّيالي في مَطالبها = ولا عَدتْها العوادي عن مَباغيها
ولا رمَتْها ببُعْدٍ من أحِبَّتها = كما رَمتْني وقُرْبٍ من أعاديها
ولا تُكابِدُ حُسّاداً أُكابِدُها = ولا تُداجي بني دَهْرٍ أُداجيها
ولا تَشكَّى المَطايا طُولَ وِحْلَتها = ولا لأرجُلِها طَرْداً بأيديها
إلى مَقاصدَ لم نَبْلُغْ أدانيَها = مَعْ كَثْرَةِ السَّعْي فَضْلاً عن أقاصيها
فَلْيَهْنِها أنّها باتَتْ ولا هِمَمي = ولا هُمومي تُعَنّيها وتَعْنيها
أبدَتْ إليِّ ابتِساماً في خلالِ بُكاً = وعَبْرتي أنا مَحْضُ الحُزْنِ يَمْريها
فقلتُ في جُنْحِ ليلٍ وهْي واقفةٌ = ونحن في حَضْرة جَلَّتْ أَياديها
لو أنّها عَلِمتْ في قُرْبِ مَن نُصِبَتْ = من الورَى لَثنَتْ أعطافَها تِيها
وخَبَّرتْ أنّها لا الحُزْنُ خامَرَها = بَلْ فَرحةُ النّفْسِ أبكاها تَناهيها
مَنْ مِثْلُها حينَ ردَّتْ عَيْنَها فرأتْ = خِدْنَ النَّدى وهْو مُحتلٌّ بِناديها
وأنّها قُدِّمَتْ في حيثُ غُرَّتُه = تُهْدي سَناها فزادَتْ في تَلاليها
في ليلةٍ جَاورَتْ شَمْساً فمزَّقَها = نُورٌ تضاعَفَ فابْيَضَّتْ دَياجيها
إحدى ثلاثينَ مِثْلِ العِقْدِ قد نُظِمَتْ = غُرّاً تبارى بأنوار تُجَليِّها
تَرى المصابيحَ زُهراً في جَوانبِها = وقد جَلا صَفْحَةَ الغَبْراءِ ذاكيها
كأنّهنَّ نُجومُ الأُفْقِ نازلةً = جاءتْ تُقبِّلُ أرضاً أنت واطيها
شَرائفٌ في اللّيالي رُصِّعَتْ عَجَباً = منها ذَوائبُ للظَّلْماء تُرْخيها
لك القراءةُ فيها والقِرَى جُمِعا = فأنت قارِئُها نُسْكاً وقاريها
ما لَيْلُها بصَلاةٍ منكَ أشْغَلَ مِن = نَهارِها بصِلاتٍ فيه تُسْديها
شَهْرٌ يُعَدُّ من الأيّامِ مثْلَكَ في الـ = أنامِ فَرْداً إذا عُدَّتْ مَعانيها
كأنّ ضَوْءَ هلالٍ لاحَ فابْتدَرَتْ = زُهْرُ النُجوم تَبدَّى مِن نَواحيها
قُضاةُ فارسٍ التَفّتْ مَواكبُها = تُخبُّ مُسرِعَةً في إثْرِ قَاضيها
يا ماجداً لم يُنِرْ شَمسٌ ولا قَمَرٌ = إلاّ بفَضْلةِ نُورٍ منه يُهْديها
يَعُدُّ آباءَ صِدْقٍ كلّما افْتَخَروا = يَفوقُ أوّلَها في المَجْدِ ثانيها
تَخَيّروا فارِساً داراً وظِلُّهمُ = على البسيطة قاصيها ودانيها
كالعَيْنِ تَخْتَرِقُ الآفاقُ ناظرةً = أجَلْ ومَحْجِرُها للصَّونِ يَحْويها
كأنّها غابَةٌ تَغْدو مُمَنَّعةٌ = ما أصبحَتْ وأبو الأشبالِ يَأويها
ألا فَدامَ تَحلِّيها بهمْ أَبَداً = ولا أُتيحَ لها منهم تَخَلّيها
أمّا الشّريعةُ مُذْ فاءتْ إليكَ فقد = ضَرَحْتَ عن عَيْنها ما كانَ يُقْذِيها
وما أرَى كالفَزارِيّينَ مِن عُصَبٍ = مُشْتَقَة من مَعانيها أساميها
من آل بَدْرٍ وحِصْنٍ رَشّحوكَ لَها = بَدْراً هَداها وحِصناً ظَلَّ يَحميها
لك العُلُو لعَمْري والعلومُ معاً = إرْثاً جُدودُ بني العَلْياء بانيها
مِن سِرِّ قَيْسٍ مُلوكٌ لا يُقاسُ بهم = في العزِّ حاضِرُ أحياءٍ وباديها
لقد جَلا أُفُقَ الإسلامِ شمسُ هُدىً = تَهْدي إلى طُرُقِ المعروفِ هاديها
طَوْدٌ وقارٌ ونارٌ في الذَّكاء معاً = والنّارُ تَزْدادُ فوقَ الطّوْدِ تَنْويها
مُحدِّثٌ بصَوابِ الرَّأْيِ خاطرُه = خافي الأُمورِ لدَيْهِ مثلُ باديها
نَفْسٌ مُوفّقةٌ في كُلِّ ما شَرَعَتْ = من أمرِها حُمدَتْ فيه مُساعيها
لم يُوطِها زَلّةً يوماً تَسرُّعُها = ولم يُفِتْ سابقةً والحَقُّ تاليها
وهِمّةً بمَناطِ النّجمِ ساميةٌ = تَبغي العُلا والعَطايا من مَراقيها
نالَ المَعالي فقالوا تلْكَ غايتُها = فقلتُ لا تَغْلَطوا هذي مَباديها
وإنّما أكْبَروا منه تَملُّكَهُ = مَراتباً قَصَروا هُمْ عَنْ تَمَنّيها
خِرْقٌ إذا زادَ جُوداً زادَ مَقْدرةً = وفَعلَةُ الخيرِ يَجْزيها جَوازيها
وما عَوارِفُ يُوليها بمُقْنعةٍ = فِعالُها في الوَرى حتّى يُواليها
فَحاطَهُ اللهُ من مَلْكٍ خَزائنُه = أيدي العُفاةِ إذا جاءتْ تُرَجيِّها
أموالُه في رقابِ النّاسِ يَكْنِزُها = للذُّخْرِ لا في بُطون الأرض يُلْقيها
يُزْهَى بفَضْل غَناءٍ لا بفَضْلِ غنىً = والنّفْسُ عزَّتُها لا غَيْرُ تُغنيها
ما اسْتَكفَتِ الدَّولةُ الغّراءُ في زَمَنٍ = إلاّ ونُصْحُ عمادِ الدِّينِ يَكْفيها
ولا اشْتَكَتْ مَرْضةً من حادثٍ جَلَلٍ = إلاّ نِطاسيُّ رَأْيٍ منه يَشْفيها
ذو همّةٍ تَحسُدُ الأفلاكُ رِفْعَتها = فما لَها كَوكبٌ أمسى يُساميها
سَماءُ مجدٍ سَجاياهُ كواكبُها = يُعيدُها للوَرى زُهْراً ويُبْديها
تُريكَ شَمْلَ العُلا والمَجْدِ مُنتظِماً = له شَمائلُ قد رَقَّتْ حَواشيها
كُلٌّ غدا من بَني الدُّنْيا أَخا خُدَعٍ = يَبْغي لباطِله بالحَقِّ تَمْويها
وطاهِرٌ طاهِرٌ مِثْلُ اسْمِه أَبداً = من كُلِّ ما شان تَهْذيباً وتَنْزيهاً
خُذْها إليك عمادَ الدِّين سائرةً = ما النَّجْمُ في الأفُقِ الأعلَى يُباهيها
أَردْتُ مدْحَ فتىً نَدْبٍ أَغرَّ بها = فأقبلَتْ كلُّها غُرّاً قَوافيها
كأنَّهنَّ كؤوسٌ راحَ يُتْرِعُها = راحٌ ولكنْ بلا راحٍ تُعاطيها
راحٌ إذا طافَتِ الأيدي بمُشْبِهها = عَزَّتْ فكانَ بأفواهٍ تَهاديها
يا خَيْرَ مَنْ راحَ من قُرْبٍ ومِنْ بُعُدٍ = إلى مَغانيهِ يَحدو العِيسَ حاديها
صَبيحةُ الصَّومِ ما أدْري وقد وفَدَتْ = بها نُهَنّيكَ فَخْراً أَم نُهَنِّيها
أَيّامُ عامِكَ فيما عِندَها شَرَعٌ = فاسْعَدْ ببَهْجةِ ماضِيها وباقيها
مُمَتَّعاً بِبَنيكَ الغُرِّ تَكْنُفُهمْ = في دولةٍ لا يَخيبُ الدَّهْرَ راجيها
يَبْقونَ في نِعمةٍ كالقَطْرِ دائمةٍ = مَقْرونةٍ بهَواديها تَواليها
لم يُدْرَ أَيُّهما أَوفَى بها تَعَباً = فُؤادُ حاسدِها أَم كَفُّ مُحْصِيها[/poem]
عسى ان تكون قــد اعجبتكم !!؟
وسلااااااااااام ...
..
المفضلات