الأطفال التوحديين لديهم نمو الدماغ غير مفهوم
كتب ياسر الفهد – الرياض
لا أحد يعرف قطعيا ما هو سبب التوحد، ولكن العلماء يُرّكزون على بعض الاختلافات البيولوجية بين أطفال التوحد والأطفال ذوي النمو الطبيعي.
و في بحث جديد، وُجد أن الدماغ لدى أطفال التوحد أكبر من معظم الأطفال ولكن كبر الدماغ ليس بالضرورة أفضل، وذلك لأن أطفال التوحد غير قادرين التعرف أو التفاعل مع التغيرات العاطفية لدى الآخرين.
تقول الباحثة/ جيرالدين داوسون مديرة مركز التوحد بجامعة واشنطن: أن هذه الدراسات تخبرنا أن المشاكل المرتبطة بالتوحد هي ذات مستوى أساسي من الإجراء العاطفي و الاجتماعي.
و درس الباحثون في جامعة واشنطن مجموعة تتكون من 50 طفلا تتراوح أعمارهم بين 3 – 4 سنوات بعضهم لديهم توحد والبعض لديهم تأخر في النمو والبعض الآخر لديهم نمو طبيعي. تقول الباحثة/ داوسون أن أطفال التوحد لديهم اختلافات في الأعراض. ووفق ما ذكرته الباحثة/ داوسون أن أول الأشياء التي لاحظها زميلها البروفيسور/ ستيفن داجر (بروفيسور في الطب النفسي و الأشعة) أن أدمغة الأطفال التوحديين أكبر بنسبة 10 % من الأطفال ذوي النمو الطبيعي أو الذين لديهم تأخر في النمو.
تقول الباحثة/ داوسون أن عند الولادة يكون حجم الدماغ طبيعيا، لذلك شيئا ما يحدث بين الولادة وسن الثالثة يزيد سرعة نمو الدماغ لدى الأطفال التوحديين. وباستخدام نوعا خاصا من تصوير الرنين المغنطيسي اكتشف البروفيسور/ داجر أيضا أن جزء من الدماغ والذي يعرف بـ AMYGDALA (منطقة على شكل اللوزة في الدماغ) كبير وغير متكافئ لدى الأطفال التوحديين. ووفق ما ذكرته الباحثة/ داوسون أن AMYGDALA جزء من الدماغ يستخدم للإجراءات العاطفية، وخصوصا لالتقاط تلميحات العواطف لدى الناس. وتقع AMYGDALA في الفصيصات في كلا الجانبين من المخ خلف الصدغ.
و تقول داوسون: أن هذه الاكتشافات مهمة لأننا نعلم أن مشاكل التوحد تكمن في التواصل مع عواطف الناس.
فريق داوسون يرغب في أن يرى كيفية تفاعل الأطفال التوحديين لصور من الناس يستعرضون تعبيرات عاطفية مختلفة. و بعد أن تم تثبيت حساسات SENSORS لمراقبة أنشطة الأدمغة عُرض على الأطفال صورتين واحدة لسيدة ذات تعبيرات طبيعية والصورة الأخرى لسيدة ذات تعبيرات مرعبة. ووفق ما ذكرته داوسون أن الباحثون اختاروا الصورة ذات التعبيرات المرعبة لسببين هما أن AMYGDALA حساسة جدا لالتقاط الرعب. و من البحث لدى الأطفال ذوي النمو الطبيعي يعرف أن الأطفال في سن سبعة أشهر يُظهرون تفاعلا مختلفا للوجه المرعب عن الوجه الطبيعي. تقول داوسون: بأن هذه الاستجابة ربما نمت خلال النشوء لأنه من الضروري بمكان أن تكون قادرا على الاستجابة إذا كان الفرد الآخر يظهر الرعب.
على أي حال تقول داوسون: الأطفال ذوي التوحد ليس لديهم اختلافات في نشاط المخ عندما عرضت عليهم الصورتين بينما الأطفال ذوي النمو الطبيعي أظهروا استجابة دماغية أكبر عندما شاهدوا الصورة المرعبة. وهذا يقترح أنه في المرحلة الأساسية ... أن هؤلاء الأطفال لا يفسرون أو يستجيبون لالتقاط العواطف بالطريقة الطبيعية. و تقول: أن هناك أجزاء من الدماغ مشوشة.
وأضافت أن بمعرفة هذا يمكن التوصل إلى أفضل الطرق لبرامج التدخل المبكر. و إذا الطفل لم يستجيب عند 10 – 12 شهرا فإن ذلك تحذيرا بأن نقوم بفحص التوحد لدى الطفل. و التدخل المبكر هام جدا حيث أنه كلما بدأ العلاج مبكرا كلما كان هناك فرصة لإعادة ربط نمو الدماغ.
نتائج هذا البحث عرضت في الاجتماع الأول لبحث التوحد الذي هو جزء من الاجتماع السنوي لجمعية علم الأعصاب. ويقول نائب رئيس الشئون الطبية للتحالف الوطني لبحث التوحد الدكتور/ إريك لوندون بأن منطقة البحث في الدماغ من المناطق الهامة جدا.
وأضاف الدكتور/ لوندون أنه ربما تكون هناك اختلافات بيولوجية مميزة جدا ذات علاقة بالتعرف على الوجوه وفي هذه الحالة ينتهي بنا الوضع إلى علاج لها عندما يكتشف الباحثون قطعيا ما هو الخلل في أدمغة الأطفال التوحديين.
المفضلات