[align=center]السلام عليكم
بعد أن إنتهينا من النثر البديع في رسائل البديع
هذه جملة من أشعار الهمذاني نبدأها بقصيدته " سقى الله نجداً"[/align][poem=font="Simplified Arabic,4,skyblue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
" سقى الله نجداً" والتي يمدح بها إبراهيم بن أحمد
سقى الله نجداً كلما ذكروا نجدا=وقل لنجد أن أهيم به وجدا
طربت وهاجتني شمال بليلة=وجدت لمسراها على كبدي بردا
ويا حبذا نجد وبرد أصيله=وعيشاً تركناه بساحته رغدا
ليالي شملي بالأحبة جامع=وإذ غصني الريان لا يسع الجلدا
.......
وعزم إذا خيمت سافر وحده=شققت به لليل عن منكبي بردا
فطمت عليه العزم قبل رضاعه=إليه وأعملت المسومة الجردا
ولا غررٌ إلا شممت له يداً=ولا خطر إلا قدحت له زندا
ولا قفرة إلا وأمسيت صلها=ولا حضر إلا وَظَلْتُ له وفدا
إلى أن يمدح فيقول:
متى أتت الشيخ الجليل مطيتي=فقدت يدي ان لم أقد لها جلدا
تزر ملكاً يعطي الجزيل إذا صحا=ويضرب هامات الملوك إذا شدا
يحكم إلا في محارمه الندى=ويعمل إلا في مكارمه القصدا
أعرني يداً تهمي دنانير في الندى=كما تنثر الأغصان يوم الصبا وردا
أعرك ثناء لا تغيب وفوده=كما تنشر الأمطار فوق الربى بردا
وألبسك مدحاً لا يعاد فريده=كما ينفح الند الذكي إذا ندا
.
.
.
هذه يتشوق بها لهمذان ويمتدح هراة وواليها عدنان الفزاري
يا زفرةً لي لا يكاد أزيزهـا=يسع الضلوع إليك يا همـذان
قسما لقد فقد العراق بي امرءاً=ليس تجود بردّه الـبـلـدان
يا دهر إنك لا محالة مزعجي=عن خطتي ولكلِّ دهرٌ شـان
فاعمد براحلتي هراة فإنـهـا=عدنٌ وإنّ رئيسهـا عـدنـان
.
.
.
وهذه يصف فيها سعيه للمعالي ويعرج بمدح ممدوحه:
على أن لا ريح العيس والقتبا=وألبس البيد والظلماء واليلبا
حسبي الفلا مجلساً والبوم مطربةً=والسّير يسكرني من مسِّه تعبـا
وطفلة كقضيب البان منعطـفـاً=إذا مشت وهلال الشهر منتقبـا
تظلُّ تنثر من أجفـانـهـا درراً=دوني وتنظم من أسنانها حبـبـا
قالت وقد علقت ذيلي تودّعـنـي=والوجد يخنقها بالدمع منسكـبـا
لا درَّ درُّ المعالي لا يزال لـهـا=برقٌ يشوقك لا هوناً ولا كثـبـا
يا مشرعاً للمنى عذبـاً مـوارده=بيناه مبتسم الأرجاء إذ نـضـبـا
أطلعت لي قمراً سعداً منـازلـه=حتى إذا قلت يجلو ظلمتي غربا
كنت الشبيبة أبهى ما دجت درجت=وكنت كالورد أذكى ما أتى ذهبا
أبى المقام بـدار الـذّل بـي كـرمٌ=وهمّةٌ تصل التوحيد والـخـبـبـا
وعزمةٌ لا تزال الـدّهـر ضـاربةً=دون الأمير وفوق المشترى طنبـا
يا سيّد الأمراء فخـر فـلا مـلـكٌ=إلاّ تمناك مولى واشـتـهـاك أبـا
وكاد يحكيك صوب الغيث منسكـبـاً=لو كان طلق الحميّا يمطر الذهـبـا
والدهر لو لم يخن والشمس لو نطقت=والليث لو لم يصد والبحر لو عذبـا
.
.
.
وله من أخرى في خلف بن أحمد:
وليلٍ كذكراه كمعناه كـاسـمـه=كدين ابن عبادٍ كـإدبـار فـائق
شققنا بأيدي العيس برد ظلامـه=وبتنا على وعدٍ من السير صادق
تزجّ بنا الأسفار في كلِّ شاهـق=وترمي بنا الآمال من كلِّ حالق
كأنَّ مطايانا شـفـارٌ كـأنّـمـا=تمدُّ إليهنّ الفلا كـفُّ سـارق
كأنَّ نجوم الليل نـظـارةٌ لـنـا=تعجّب من آمالنـا والـعـوائق
كأنَّ نسيم الصبـح فـرصة آيس=كأنّ سراب القيظ خجلة واثـق
.
.
.
ومن أخرى يمدح خلف بن أحمد:
وفيها تشبيهات جميلة جداً
سماء الدُّجى ما هذه الحدق الـنُّـجـل=أصدر الدجى حالٌ وجيد الضحى عطل
لك الله مـن عـزمٍ أجـوب جـيوبـه=كأنِّي في أجفان عين الدجى كـحـل
كأنّ الدّجى نقعٌ وفي الـجـو حـومةٌ=كواكبها جـنـدٌ طـوائرهـا رسـل
كأنّ مـطـايانـا سـمـاء كـأنـنّـا=نجومٌ على أقتابها برجـنـا الـرحـل
كأن السرى ساق كان الكرى كلا=كأنها لها شرب كأن المنى نقـلا
كأنّ الفلا نادٍ به الـجـنُّ فـتـيةٌ=عليه الثرى فرشٌ حشيَّته الرّمل
كأنَّ أبانا أودع الـمـلـك الـذي=قصدناه كنزاً لم يسع روة مطل
ولمّا بلوناكم تلونـا مـديحـكـم=فيا طيب ما نبلو ويا حسن ما نتلو
ويا ملكاً أدنى مناقبه الـعـلـى=وأيسر ما فيه السماحة والبـذل
هو البدر إلاّ أنّه البحـر زاخـراً=سوى أنّه الضرغام لكنه الوبـل
محاسن يبديها العيان كمـاتـرى=وإن نحن حدَّثنا بها دفع العقـل[/poem]
المفضلات