[align=justify]يحفظ الرواة الشعبيين داخل البلاد وخارجها القصيدة الكافية الشهيرة للشاعر الشريف بركات التي يوصي فيها ابنه مالك، والكثير من محبين ومتذوقين الادب الشعبي استمعوا لتلك القصيدة وترنموا ببعض ابياتها وحفظوا بعضها لما احتوته من وصايا وحكم بليغة.
ولكن للأسف الشديد يجهل الكثيرين بمعرفة صاحب القصيدة الشريف بركات، وبعضهم يخلط بينه وبين الشاعر الشريف بركه أحد أمراء دولة المشعشعيين.
واليوم سوف نسلط الضوء على هذا الشاعر موضحين اسمه ونسبه وموطنه وعصره ونبحر من خلال احدى قصائده مع مناسبة القصة.
نسبه:-
هو الشاعر الشريف بركات بن محمد بن مالك بن أبي طالب بن الحسن بن احمد بن محمد الحارث بن الحسن بن محمد أبو نمي الثاني.
من قبيلة الأشراف الحرث، من فرع يسمى ذوي مالك، ولقد درج عقبه بعد وفاة ابنه مالك الذي لم يعقب احداً من الذكور واعقب ابنه واحده اسمها موضي.
عصره:-
عاش الشاعر الشريف بركات خلال النصف الثاني من القرن الثاني عشر الهجري والنصف الاول من القرن الثالث عشر الهجري ( 1150هـ - 1250هـ).
عاصر مجموعة من امراء مكة المكرمة الاشراف منهم الشريف سرور بن مساعد بن سعيد بن سعد بن محسن بن حسين بن الحسن بن محمد أبو نمي الثاني، الذي تولى امارة مكة المكرمة سنة 1186هـ واستمر حتى وفاته سنة 1202هـ.
عاصر الشريف بركات احداث الخلاف الذي نشأ بين امير مكة المكرمة الشريف سرور بن مساعد والشريف عبد الله بن احمد الفعر بن زين العابدين بن عبد الله بن الحسن بن محمد أبو نمي الثاني. والتي استمرت من سنة 1187هـ وحتى تمكن الشريف سرور من القضاء على فتنته ومن ثم سجنه في ينبع حتى مات وقيل قتل خنقاً سنة 1189هـ. ويؤكد صحة هذا القول ان بعض ابيات قصيدة الشريف بركات حملت تحذيراً لابنه الشريف مالك من امير مكة المكرمة الشريف سرور بن مساعد ، كما دعاه الى الاعتبار مما جرى للشريف عبد الله الفعر نتيجة خروجه على امير مكة المكرمة الشريف سرور بن مساعد حيث قال:[/align]
[align=center]واحذر سرور بغبة البحر يرميك
= = = = = ولا هو مفكر في تجزعك وبكاك
واعرف ترى اللي وطا الفعر واطيك
= = = = = ولا انت اعز من الجماعة هذولاك [/align]
[align=justify]
موطنه :-
سكن الشريف بركات وادي المضيق - وادي الليمون - وهو ما يعرف قديماً بوادي نخلة الشامية، وسمى بالمضيق لان الجبال تحف به من كل جانب.
ولا يزال الى الوقت الرآهن يسكن الاشراف الحرث بهذا الوادي ولهم فيه املاك واوقاف.
وقفه:-
للشريف بركات وقف خيري مشهور في وادي المضيق عبارة عن نصف ساعة من ماء عين المضيق الغزيرة ، تصب في صهريج ضخم تحت الارض، ثم احتيج منذ سنوات الى باقي عين المضيق لسقيا اهالي مكة المكرمة فأصبح وقف الشريف بركات من جملة المياه التي استفاد منها سكان البلد الحرام.
شعره :-
للاسف الشديد فقد ضاع اكثر شعر الشريف بركات ولم يصل الينا سوى قصيدته المشهورة الكافية وبعض من ابيات قصيدته الحائية، ورغم بعض الرواة الشعبيين ينسبون بعض الابيات المتفرقه له لكن لم يجزم احد بنسبتها اليه.
قصيدته الحائية ومناسبة القصة :-
كان للشريف بركات احد الاصدقاء من الاشراف الحرث اهل الخرمة، وفي احدى السنوات اجبرته ظروف خاصة على مغادرة بلده الخرمة ، فطلب منه الشريف بركات البقاء عنده في وادي المضيق فسكن صديقه في المضيق. وبعد فترة ثار حنينه الى موطنه وقومه بعد ان تحسنت ظروفه فاستاذن من صديقه الشريف بركات في الرحيل الى الخرمة ، واخبره انه يعشق الاراضي الواسعة ولا يريد البقاء في وادي المضيق ، ثم توجه الى اهله وقومه، وبعد فترة ارسل اليه الشريف بركات هذه القصيدة التي يتمنى فيها لو كان واديهم واسع الجوانب يكفى لنزول جميع اصدقائه واحبابه لديه حيث يقول : [/align]
[align=center]
الحارثي رد المثايل قراحي
= = = = = سواة عدٍ من مخاييل الاقراح
للصاحب اللي سند الدرب ضاحي
= = = = وروح ولكن ضميري فلا ارتاح
لن ضاقت الديرة وشح المراحي
= = = == تلقى رفيقٍ باسط الوجه والراح
وياليت وادينا بأرضٍ براحي
= = = = = يكفى جميع اللي نبيهم ونرتاح
يا ما حلا الفنجال بأرضٍ بياحي
= = = = ريح العويدي ذاخره عقب ما فاح
في ظل سرحه والركايب ضواحي
= = = = والبال من كثر الهواجيس منساح
الفي مال وصوتوا بالفلاحي
= = = == وشالوا على هجنٍ عليها الحلق لاح
وتنحروا شيخٍ قليل المشاحي
= = = == = = اللي على ضين المربين ذباح [/align]
[align=justify]وعندما وصلت قصيدة الشاعر الشريف بركات الى صديقة رد عليه بقصيدة مماثلة نذكر منها هذه الابيات حيث يقول : [/align]
[align=center]وانته يا ابو مالك كسبت الرباحي
= = = = بردان تسقي وراعي الزرع مرتاح
لك وجبةٍ تلبسك زين الوشاحي
= = = = == تكرم رفيقك والخطاطير سياح
وتنضب تصب لو كان ماها شحاحي
= = = == اشوى من اللي يرقب السيل نطاح
مرة يسيل ومرة ما يلاحي
= = = = = = = لكن ربك قد تكفل بالارواح [/align]
اخوكم الحربي
.
المفضلات