لافي بن جابر العماني الغيداني الحربي من مواليد عام 1352ه هجري ومن سكان بلدة دخنه إحدى مدن القصيم. وشاعرنا قوي العبارة جميل المعنى اشتهرت بعض قصائده على مستوى المملكة وبرغم شاعريته إلا أنه بعيد عن الإعلام وبما أنه شاعر مخضرم فقد جمع في شعره بين الأصالة وجمال الأسلوب والتصوير الرائع والحكمة في معظم قصائده. ولقد أحسن ابنه الشاعر نادر العماني صنعا حين جمع شعره حديثا بديوان أصدره حديثا باسم ديوان لافي العماني . عموما الديوان صدر في الشهر الماي بمئة وأربع وعشرين صفحة من القطع المتوسط وقد كتب مقدمة الديوان الزميل القدير الشاعر الحميدي الحربي رئيس القسم الشعبي في جريدة الجزيرةوهو أهل لذلك بلا شك وقد تطرق بمقدمته لشاعرية شاعرنا واستعرض بعضا من أبيات قصائده هذا وقد تم تقسيم الديوان إلى عدة موضوعات هي: القصائد الوطنية والقصائد الاجتماعية وقصائد منوعة وقصائد المساجلات وقصائد الرثاء.
وأخيرا القصائد الغزلية.
وسوف نبدأ بالوطنيات إذ يقول بإحداها:
يادارنا دار الشجاعة والأبطال
دار الوفا.. دار النقا والعروبة
كم سجل التاريخ من مجدوأفعال
على مواليد السعود محسوبة
ال السعود اللي بهم تضرب أمثال
سادات قوم غالبه ومغلوبة
صقر الجزيرة بالوفا حال ثم صال
وحكمه على فتح الرياض أعلنوابه
وعندما زار أمير منطقة القصيم سابقاً صاحب السمو الملكي الأمير/ عبدالإله بن عبدالعزيز بلدة دخنه قال شاعرنا:
يا مرحبا بأمير منطقة القصيم
ترحيبة تفتح لها تسعين باب
ترحيبة مهداة من قلب سليم
حلو المطر من ودق وبال السحاب
دخنه يهز أغصانها لطف النسيم
ومن الفخر والمجد لابسة ثياب
لصاحب السمو الملكي تزهم زهيم
تفق بها كفوف الشيوخ مع الشباب
لحاكم ولد حاكم وتاريخه قديم
أهل السيوف مطوعة كل الصعاب
وبعد أن تنتهي القصائد الوطنية يأتي دور القصائد الاجتماعية حيث يعالج بقصائده بعض القضايا الاجتماعية كغلاء المهور إذ يقول:
عساك ياللي تاخذ السوق بالعار
دايم مجاذبها سلوك دقاقة
تجرها يمك وتمسك بشنكار
بصيخ مبهم ماتفصم حلاقة
يابايع بنته بخيبه ودينار
على بعيد الناس وإلا رفاقه
ثم يتابع بإيضاح مصير ذلك وإنه من أسباب فشل الزواج ويتابع قائلاً:
من ناسب الردين ياطا على الحار
وزود على حمله يشيل الوساقة
نسب الردي كالحنظلة بين الأشجار
خضر الغصون تعاف عقب العشاقة
اللي يبي منها محاصيل وأثمار
هذاك ضايع مخ قطاع ساقه
ومناسب الطيب صناديق محار
تلقى الذهب عند انكسار الطباقة
مهما تطول أيام حلوات وامرار
بارد جناب وصافي بالصداقة
ويستمر شاعرنا بنثر الحكم في قصائد الديوان ومن ذلك قوله:
إن كان تبكي ربعنا يابو عجاب
جيران وإخوان وذخاير جدودي
على كذا الأيام تفريق الأحباب
مادايم الدنيا حياة وخلودي
تبكي وأنا أجحد ماكدر لما طاب
ونفسي على لمس الحفوفا جحودي
لاتبكي إلا اللي على راسه تراب
الحي لابده لحيه يعودي
وللنصح والحث على الخصال الطيبة نصيب في ديوان شاعرنا لافي العماني إذ أضاف إليه عصارة تجاربه في هذه الحياة فيقول:
يا حمود تكفى لاتصير أقشر الناس
خلك على ظني وغاية مرادي
طير السعد يعرف قبل يجي قرناس
وعزي لمن طيره ردي الهدادي
عزي لمن يجناه من مجنى الافلاس
يباردي الخال يطلع جوادي
ياحمود خلك قاسي الضلع والراس
لين الحرير وكالحجر بالعنادي
خلك لربعك مثل قصر على ساسr
دافي شتا والقيظ دايم برادي
دلبح لهم لو زادو الحمل لاباس
ترى الجمال إلها الوسايق تعادي
ثم يتابع وصيته بالحث على إكرام الضيف والجار.
وله بالشيب والكبر عدة قصائد منها قوله يسند على ابنه نادر«جامع هذا الديوان»:
واحالي اللي يانويدر غدا رمت
والجسم عيت لاتشيله عظامي
كن الرجول مسلسلات إلياقمت
وأشره على عمري بثقل المقامي
اللي مضى لو تطلع الشمس مانمت
دقيت سلف مطيرات العسامي
واليوم لو تغمض عيوني تحملت
شاركت خدرات النسا بالمنامي
ماكني إلا جاهل ما تعلمت \nماسلم المفتاح وقت الظلامي
ياكثر مافي خاطري وأكمته كمت
ما أبينه لمفسرين الأحلامي
وللوصف لدى شاعرنا لذة جميلة، كيف لا وهو من وصف لوحة السيارة بالزمام على خشم الهنوف الجميلة.. إذ يقول:
ياراكب اللي رموز الرقم باللوحة
مثل الزميم بخشم الجادل الضاري
تطلع من البيت والبيبان مفتوحة
مغرورة الوقت ربة زين وتماري
أسبق من اللي بريح الملح مسنوحة
لدت وشافت حجاج ورمش وسواري
وبعد القصائد الاجتماعية والوصف يأتي دور المراسلات إذ ان لشاعرنا قصائد متبادلة مع كل من اشاعر بكير سبيل بن سند ومطلع الجابري وبندر البتلاء وعطالله الجابري ونايف العياش وبندر الطريسي ونداء الغيداني.
نختار أبياتاً من قصيدة مطلع الجابري إذ يقول:
راكب اللي وردوا فيه امتيازي
فيه ميزات تهيض راكبينه
المكيف والدرايش بالقزازي
والتوانك زر فيها صانعينه
إيتذير مثل مذعور الجوازي
حاز شايف والرماه مذيرينه
دق سلفه والتقم سلفه ونازي
حذف ويله من يسار ومن يمينه
كن وقده يوم حول من خزازي
وقد صاروخ تنصا طالبينه
وهي طويلة.. وقد رد عليه شاعرنا لافي العماني بقصدة منها قوله:
يوم جانا مع شفا دخنه ينازي
كنه الصاروخ غادٍ له رطينه
يوم جانا من بعيدين المغازي
دايسين الراي واختاروا سمينه
طيبهم يبحل معابير المجازي
وفعلهم كل القبايل خابرينه
والقصائد طويلة ولكن نكتفي بذلك لنمر سوياً على قصائد الرثاء بالديوان
ونقف عند رثائه لشاعر حرب الكبير/ سبيل بن سند الحربي الذي توفي في المستشفى وتوفي ابنه سلمان بحادث سيارة في نفس الليلة«رحمهما الله تعالى» فيقول:
العلم جا فجعة خبر حادث أجواد
ماهيب إشاعة علم الاثنين ماكود
أول سبيل وراح سلمان ماعاد
نفذ قدر عن صاحبه غير مردود
لانوخت تبغالها حمل وشداد
لاوافره طفلٍ.. ولا راحمة عود
دنيا لاهلها عبوها مر الأكباد
كم فرقت ما بين والد ومولود
تضحك وتبكي بين زارع وحصاد
وتلعب على الحبلين بالهون والكود
ثم يستمر إلى أن يقول في الشاعر الكبير سبيل بن سند:
ماكل من يبدأ بالأشعار قصاد
والشعر من ثلث البشر صار مضهود
يسني على غير السنع سني معواد
ياسرع ماهو مقفي جيب مردود
إلا سبيل منقد الشعر نقاد
سابع بحر ياصل به القوع ويعود
رحل رحل مالحد عنه مقعاد
ومن لايصدق قدمه الريع مقعود
مرحوم ياللي مالفرجتك سداد
اللي لها قيمة وحسبان وبنود
جعلك من الفردوس لك فرش ووساد
ورضاك من حوض النبي صدر وورود
مرحوم ياللي شبته فخر الأمجاد
سبيل له في قمة المجد مشهود
والقصيدة طويلة.. كما أن له رثاء في تركي بن وصل الغيداني رحمه الله.
أما قصائده الغزلية فليست كثيرة لأنها حسبما ذكر ابنه نادر قديمة عهد لايتذكرها شاعرنا منها قوله:
ياللي تمر الرجم بالك تويقه
ترى الخطر من مشرفات المراقيب
عسى طواريق الهوى في حرقه
مثل رشا بقعا ردي المجاذيب
حيث إن فيه من الجلال ودقيقه
سلك الحرير اللي يجر النشاشيب
يامعاشقات طيور خضر الحديقة
فيكن يحطون الشبه والعذاريب
قلوبهم مما تحصل خريقة
توشي فتيل أهل الوجيه المخاضيب
الله يكشف ستر كاشف عشيقه
كشف الذي يسرق زهاب المعازيب
ليا من خطو اللاش علم رفيقه
كشاف ستر المترفات الرعابيب
ودت بيبان الضلوع تغليقه
ما يكشفه غير الذي يعلم الغيب
وهكذا كنا مع ديوان الشاعر/ لافي جابر العماني
المفضلات