هذه القصيده اليتيمه والمحزنه للشاعر عبدالرحيم المطوع التميمي ومن عشقي وإعجابي بهذه القصيده فلقد قرأتها أكثر من 30 مرة ولم أمل بعد من قرآتها ، ولكم كانت هذه القصه حزينه على قلب هذا المسكين والمغلوب على أمره وعلى من سمعها بعده وهذه القصه:
قيل أنه عشق فتاة بنت (صائغ) ، وكانت صغيرة السن ، جمالها باهر وبأعلى مستوى من العفه ، فطلب من أهلها تزويجها له بخفيه ومنحهم ماطلبوا ومضى على زواجه مده لم يعلم بها أحد ، وكان والده وأخواته يشيرون عليه الواج وهو يرفض ، وكان لزوجته صديقه ، وبعد أن أنجبت منه ولدا اشارت صديقتها عليها بأن تشيع الخبر ، فلما وصل الخبر الى أهله غضبوا فقرروا الخروج وهو معهم للبريه وهناك يطلبون منه الطلاق أو يقتلونه ، فلما وصلو الى منطقة النقا (على ما أعتقد أنها بقرب مدينة أوشيقر) ونزلوا ، وكان بقربهم غزا ل صغير نائم ، فأمسكوا به فلما شاهده عبدالرحيم تذكر أوصاف زوجته المشابهه لوصف الغزال (كيف رقة قلب المحب) ، وبعد نزولهم أخبروه بخبرهم ، فقال أمهلوني للأستخاره (كم هو مسكين ذلك المغلوب على أمره) ثم ارتفع الى أعلى النقا وكتب هذه القصه اليتميه الرائعه ثم عض ابهاميه ومات جزعا وقهرا.
ويقال أن قبره في نفس منطقة النقا ، وموقعه معروف لدى أهل هذه المنطقه.
القصيده:
يقول التميمي الذي شب مترف ........ مدا العمر ماشا في زمانه جاه
ياراكب ياللي من عقيل تقللوا ........ من نجد الى الريف المريف مداه
في الأبيات القادمه يصف الموقع اللذي مروا به:
حدروا بنا من جوعكل وقوضوا ........ على كل هباع يمد خطاه
علاكم تجد السير لكن وصفها ........ على قطعة البيدا وكثر اسراه
صريمة ربد حدها جال تيما ....... على الأرض من عالي النبا بوطاه
فلما جو الدهنا والأنسان ماله ........ ملاذ وماكتب عليه وطاه
عندما رأى الغزال والتي في مكانها مرتاحه ، تهيض وبدأ وبدأ يتذكر زوجته وهي بنفس أوصاف هذه الغزال (قمة في الأبداع) ، وترجى أخوته أن يتركوها سبيل لشبهها من زوجته ويقول :
لقو جادل في زربها مستكنه ........ حماه من لفح السموم ذراه
غشاها لذيذ النوم والنوم قد غشا ........ من القوم حذر وايتلوه عداه
فقلت لأخواتي ومثلي ومثلهم ........ يشكي إلى من الزمان وطاه
دعوها سبيل كود من ي فعايله ........ يجزى على فعله يشوف مناه
هنا يشير الى الهجن التي يتمنى أن تصل الى زوجته:
ياشمل يامأمونة الهجن هوذلي ........ إلى دار من صعب على لقاه
ادقاق حجل اطراف ياناق وان طرى ........ على البال زاده من عناه شقاه
وتتبدل حال المحب ذو القلب الرهيف الى القسوه على من يحول بينه وبين محبوبته:
لعل قصر حال بيني وبينها ........ لنجم من المولى يهد بناه
أبغى الى هد العلا من قصورها ........ وذهلن عطيرات الجيوب حياه
يظهر عشيري سالم من ربوعها ........ هذاك مطلب الفتى ومناه
هنا يشير الى أستحالة فرقاه لحبيبته ، وكيف يسمح لعينيه أن تراها وقد اصبحت حليلة لغيره :
الا واعنا عيني إلى ريت صاحبي ........ جضيع لغيري وأحترمت لقاه
سيره ممروع لغيري ويهتوي ........ وساقيه ما ينحى علي بماه
دع ذا وسل رب الملا في محلتم ........ سرى يشعق بظلما شعاع سناه
لكن بأمر الله تطلق ركونه ........ عزايله وصف السحاب رداه
وفي هذا البيت يقول لاتبني قصر من رمل وأنت ضعيف (فهذه تشبيه بحالته الضعيفه):
حوراك تبن والذراعين زجهن ........ من اليح زعاج وطار سناه
أما هذه الأبيات الثلاثه فهي من أقوى ابيات الشعر النبطى على الأطلاق ، ومن أصعبها فهما وقد اشار العارفين بأن المقصود في البيت الأول الى التاريخ والثاني الى الناس هذا يمح الآخر وهكذا.
وطا ماوطى واللي وطا مابعد وطا ........ غطا ماوطا واللي وطاه غطاه
محا ما محا واللي محا بعد مانحا ........ محا ما محا واللي نحاه محاه
عصا ما نصا واللي عصا بعدما نصا ........ نصا ماعطا واللي عطاه نصاه
وان كان لي ظن وهاجوس خاطري ........ قد حال بين البازمين غشاه
من بعنا بالهجر بعناه بالنيا ........ ومن جذ حبلي ماوصلت رشاه
الا قفا جزا الا قفا ولاخير في فتى ........ يريد هوى من لا يريد هواه
أما في هذه الأبيات القادمه فهو يصف حبيبته بوصف لم يصفه أي حبيب لمحبوب:
خليلي يشادي خاتم العاج وصطه ........ تقول انفرج لولا البريم زواه
خليلي خلا قلبي من الولف غيره ........ عفت الأخلا والخدون حذاه
خليلي لو حال البحر بيني وبينه ........ ذبيت روحي فوق غبة ماه
خليلي لو يرعى الجراد رعيته ........ أهظله من حشمته ورضاه
خليلي لو يزرعازيرع سقيته ........ من الدمع لوشح القليب بماه
خليلي لو يبذق على الشري ريقه ........ غدا عسل والتاجر يزيد شراه
خليلي لو ياطا قبر ميت ........ بأمر الولي حكاه حين وطاه
خليلي لو يطا على جمرة الغضا ........ وطيت في رجلي تبع ماطاه
خليلي معسول الشفاتين فاتني ........ كما فات لقاي الدلي رشاه
وهنا يحذر من الأقتران بمن هي اقل من 17 عاما ، فإن عاديتها لا تعلم وإن صافيتها ايضا لاتفرق وليست زوجته المقصوده):
كن عن صغير السن حذر ولاتكن ........ دنوع إلى شفته بسن سفاه
\r
وإن كان ما جاوز ثلاث مع اربع ........ وعشر فلا يشفي الفؤاد لقاه
تعاديه ما يدري وتصافيه مادرى ........ وما سمع من غالي الحديث حكاه
ويختتم قصيدته الحزينه بنهايته الحزينه:
عضيت روس انملي بنواجدي ........ وقلت آه من حر المصيبه آه
لو أن في قول آه تبري علتي ........ كثر أن في ضامري قول آه
الأيام ماخلن على حد ماكونه ........ ومن لاكونه عابيات عباه
رحم الله شاعرنا واسكنه فسيح جناته ، وقد ترك لنا هذه الدره اليتيمه الرائعه .
يقال أن هذه القصه حدثت قبل 300 ام.
المصدر من آدابنا الشعبيه بالجزيره العربيه لمنديل أبن فهيد.
المفضلات