كيف تجعل ابنك مطيعاًعبد اللطيف بن يوسف المقرنكيف تجعل ابنك مطيعاًإعداد / عبد اللطيف بن يوسف المقرنرمضان 1423هـللآباء مع الأبناء علاقة ليست ككل العلاقات فهي اللحم والدم, والأبناء مهجة الحياة لآبائهم وهم أحد صنوف الفتنة التي أخبر الله تعالى عنها:"إنما أموالكم وأولادكم فتنة" فعلى أي لون من ألوان العلاقة بينهما وجدت معنى الفتنة حاضراً, ولا شك أنه يتجلى بوضوح في قضية الطاعة والتأديب.وفي هذا الجهد المتميز يتحفنا أ.عبد اللطيف المقرن بحيثيات جميلة توصل سالكها بعد توفيق الله لابن مطيع.التحريربسم الله الرحمن الرحيمفضل تأديب الولدقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لأن يؤدب الرجل ولده خير من أن يتصدق بصاع) الترمذي و قال (ما نحل والد ولداً أفضل من أدب حسن ) الترمذي .كيف تجعل ابنك مطيعا ً؟نقصد بالولد/الذكر والأنثى, ومن كان دون الرشد و ليس رضيعاً, و إن كان لكل مرحلة سمات و أساليب في التعامل , لكن الحديث هنا عام بسبب صعوبة التفصيل لكل مرحلة على حدة , و منعاً للإطالة .ما هي صفات الابن الذي نريد ؟أن يتصف بصفات فاضلة أجمع العقلاء على استحسانها و جاء الشرع حاظاً عليها و أهمها ما يلي :أ_ الديننعني الابن صاحب القلب و الضمير الحي , و الابن موصول القلب بالله و المؤمن حقاً .قال تعالى: (والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم ) الطور و قال عليه الصلاة والسلام : (ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح سائر الجسد إذا فسدت فسد سائر الجسد ألا وهي القلب ), فصلاح القلب بالدين فإذا استقام دين المرء استقامت أحواله كلها . قال تعالى ( ربنا هب لنا من أزواجنا و ذرياتنا قرة أعين و اجعلنا للمتقين إماماً ) الفرقان ب_ كبر العقل قال الشاعر:يزين الفتى في الناس صحة عقله و إن كان محظورا عليه مكاسبهيشين الفتى في الناس قلة عقله وإن كرمت أعراقه و مناسبهيعيش الفتى بالعقل في الناس إنه على العقل يجري علمه و تجاربه و أفضل قسم الله للمرء عقله فليس من الأشياء شيء يقاربه إذا أكمل الرحمن للمرء عقله فقد كملت أخلاقه و مآربه وأشد ما يخشاه المرء الحمق, قال الشاعر :لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها ج - الطاعة :أن يستجيب لتوجيهاتك ويعمل ما يعلم أنك ترضاه و يترك ـ ما يريده ـ رغبة في تحقيق رضاك (إنما الطاعة بالمعروف ) وبالقدوة الحسنة يتربى الابن على صفات الأب الحسنهد- حسن الخلق:وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم ) الحديث فالابن الحسن الخلق كثير الطاعة لله و لوالديه .من الذي يصنع الرجال؟ من يحدد سمات الابن؟لاشك أنه الأبوان حيث أنه كلما كانا قدوة حسنة لأبنائهم كلما كان صلاح الأبناء أقرب , ففي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما من مولود الا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ) الحديث و إذا كانا مسلمين كان الولد مسلماً , فصلاح الآباء سبب لصلاح الأبناء قال تعالى: ( وكان أبوهما صالحاً )الكهف .