تفاني العرب في الصدق


هذه القصة حصلت لمحمد بن حماد بن وعلة من الوداعين من الدواسر .
أجدبت ديار قبيلته وكان الخصب في الجنوب ديار يام فسار هو وإبنه بإبله إلى الجنوب وكان برفقة جماعة من أل عاطف من قحطان فمرهم عرجاني من العجمان أخواله من أل عاطف قوم بن سعيدان فعقد لهم الجوار وأمنهم في جواره أما الدوسري فلم يعقد الجوار مع العرجاني وصار يرعي معهم واستمر على ذلك إلى أن غزاهم من العجمان شيخهم من أل دامر فعرفوا وسم إبل الدوسري وكان معها إبنه فأرادوا أخذها فقال أنا بجوار العرجاني وشهد له أل عاطف القحطانيون بذلك فلما طلب أل دامر اليمين من الدوسري الأب على أنه جار لأل عاطف أبى اليمين وقال لست جار لإحد.
فأخذوا إبله وأخذوه هو وأبنه معهم حتى لا ينذر بهم الدواسر فيفزعون عليهم وفي طرق سيرهم عندما وأزنوا الهدار قالوا له أختر أحد الأمرين إما أن ننقلك إلى إلإحساء بعيدا عن جماعتك وإما ندعك في بلادك وتعاهدنا بأن لا تنذر الدواسر بنا .
قالوا ذلك وهم واثقون بصدق معاهدته لأنه صدق معهم في الأولى .
فلما عاهدوه خيروه في ثنتين من إبله وثنتين من إبله لولده .
فلما وصل بلاده كتم الأمر وقال جئت في طلب هذه الإبل التى معى ومع ولدى شردت منا ولم يخبرهم إلا بعد يقينه من أن العجمان فاتوا الطلب .
وهذا من عظم تمسكهم بالصدق