الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
اما بعد
فهذه اجابة الشق الثالث من سؤال الاخ براك الفريسي
هل يستطيع الكاهن او الساحر علاج المسحور ؟
في الحقيقة الجواب على هذا السؤال يندرج تحت مقدمة بل اصل من الاصول الا وهو الابتلاء بالشر والخير قال تعالى ( ونبلوكم بالشر والخير فتنة والينا ترجعون ) ولولا وجود الخير والشر لما خلق الله الجنة والنار وهذه هي الحكمة من خلق الله للعباد وما شاء الله لمشكلة
ولا لمطلب حيتي ولا لامر ان يكون الا وجعل له طريقين وهما طريقا الخير والشر فتامل كلام الله عز وجل ( ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ) وقوله تعالى ( وأحل الله البيع وحرم الربا ) وقوله تعالى ( فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع )
ثم قوله تعالى ( ولا تقربو الزنى انه كان فاحشة وساء سبيلا ) وقوله تعالى ( حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما اهل لغير الله به ) ثم قوله تعالى ( وكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا ) وقوله ( احلت لكم بهيمة الانعام ) وقوله صلى الله عليه وسلم فيما اخرجه ابو داوود ( فتداوا ولا تتداووا بحرام ) والشواهد في هذا المعنى كثيرة الامر الذي يجعل المؤمن في حذر دائم من ان يقع في طريق الشر وعادة طريق الشر هو الاسهل وهو الذي ياتي قبل طريق الخير وذلك لغرض التمحيص والاختبار ولذلك قدم سبحانه الشر على الخير في قوله ( ونبلوكم بالشر والخير فتنة والينا ترجعون ) ولو لم يكن كذلك لما قال الله سبحانه ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ) ذلك ان الانسان لمااعتقدانها انفسحت امامه سبل الشر وقلت سبل الخير فهو ينظر يمنة ويسرة فلا يجد الا وعد الله سبحانه بقوله ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ) فان آمن بوعد اله وصدق به وصبر جاءه طريق الخير وهيأ الله له المخرج وان استعجل وغلبت عليه الشقوة والتقم طريق الشر هلك قال تعالى ( ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الاخرة من خلاق ) أي نصيب وقد يكون هناك شيء من الشفاء عند الكهنة والسحرة بسبب ترك الجني المكلف بالسحر لهذا المسحور مقابل انه كفر وفرط في ايمانه فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( من اتى كاهنا او عرافا فسأله عن شيء فصدقه بما يقول فقد كفر بما انزل على محمد ) فهل سيقول شخص انا ساذهب للكاهن ولكنني لا اصدقه فكيف يكون ذلك تناقض عجيب ( وقد ورد ان النبي صلى الله عليه ولم اتته امراة وقالت يارسول الله قد نهيتنا عن اتيان الكهان فمالي انقلب الى ذلك اليهودي فيرقاني عن الم يصيب عيني فتسكن فقال عليه الصلاة والسلام : تلك نخسه ينخسها الشيطان فاذا رقاك سكنت ) فترك الشيطان لها من باب الافتتان بالكاهن اليهودي
قال سماحة الامام عبدالعزيز بن باز رحمه الله
واما سؤال العرافين والمشعوذين والمنجمين واشباههم ممن يتعاطى الاخبار عن المغيبات فهو منكر لا يجوز ، وتصديقهم اشد وانكر بل هو من شعب الكفر ......) الى اخر كلامه رحمه الله
فالصواب وان استطاع السحرة والكهنة علاج شيء من ذل فان ذلك المريض يفقد بذهابه اليهم اكثر مما حصل عليه
واذكر ان رجلا لديه بنات تتابعت اعمارهن وكبرن ولم ياتهن خاطب فاجتهد والدهن لما شك في الامر واتصل على كاهن فقال له الكاهن ان بناتك مسحورات بتعطيل الزواج وان اردت اعالجهن بثلاثة الاف ريال فعاد الى الكبرى وكن مدرسات وقص عليها القصة وكانت ملتزمة بالدين فقالت ياابتي : ان شاء الله زوجنا امنت بالله وكفرت بالجبت والطاغوت وابت ومرت الايام فرات في المنام ان سحرا مدفونا في زاوية البيت ثم راته ثانية وثالثة فاخبرت والدها فازالوا البلاط واستخرجوه فتعجبت من اوافه التي لم تختلف عن التي راته في المنام وبعدها جاء الخاطبون وجعل الله للمتقين مخرجا .
اسأل الله عز وجل ان اكون قد وفقت للاجابه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوكم عبدالله الواكد
مشرف المضايف الاسلامية
المفضلات