[ALIGN=CENTER]
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء
والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:


قال تعالى


فقد كثر في هذه الأزمان أناس لم يكتفوا بفعل المعاصي والمنكرات حتى
عمدوا إلى المجاهرة بها والإفتخار بارتكابها والتحدث بذلك بغير ضرورة،
والله تعالى يقول:
( لاّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ ) [النساء:148].


وقال النبي : { كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من الإجهار أن يعمل العبد
بالليل عملا، ثم يصبح قد ستره ربه، فيقول: يا فلان! قد عملت البارحة كذا وكذا،
وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه }
[متفق عليه].

وهذا رجل يتحدث أمام الملأ عن سفرته وما تخللها من فسق وفجور، فيتفاخ
ر بذلك في المجالس ويحسب أن ذلك من الفتوة وكمال الرجولة، وهو – والله – من الذلة
والمهانة وضعة النفس وخبث الباطن وضعف الإيمان جداً وقسوة القلب.

وهذا شاب يتحدث عن مغازلاته ومغامراته.
وهذه فتاة تتحدث عن علاقاتها الآثمة عبر الهاتف. .


إليكم هذه القصتان وانظر فرق التربية
أولاً .. قصة طفل نشأ على طاعة الله

سلم الإمام وانتهى من صلاة ظهر يوم الأربعاء 27 / 3 / 1424 هـ..في أحد أحياء الرياض..
خرج صاحبنا فيصل الزهراني.. الذي لم يتجاوز عمره العشر سنوات..من المسجد..
ماشياً على أقدامه..
رأه إثنان من أصحابه وهم في سيارتهم..
أرادو أن يمزحوا معه..
وكان فيصل أمامهم..في منتصف الشارع..
فمالوا عليه بسيارتهم بسرعة خاطفة..
ورجعوا في طريقهم.
ولكن فيصل من خوفه..كان قد وقف أمام السيارة..وهو لم يشعر.
فضربه أصحابه بوجه السيارة التي بلغت سرعتها الـ 100..
فوقع فيصل..مخضباً بدمائه..يتخبط من شدة الألم..
أخذوه الى مستشفى الحرس الوطني..ولكن الله كتب أن تنتهي حياته..ويودع هذه الدنيا.
قبل دخول المستشفى فرحمه الله..رحمةً واسعة..
هذه قصة كالكثير من القصص..قد لايرى بعضكم فيها مايستحق أن أضعها هنا..
ولكن الذي ربما أنكم لاتعرفونه..
أن هذا الصبي صاحب العشر سنوات..
شهد له جماعته..بأنه منأهل صلاة الفجر..التي تركها كثيراً منا..بدون سبب..أو بسبب لن ينفعه امام الله جل وعلا..
فيصل هذا ياأيها الأحبة..شهد له من يعرفه بأنه ممن لايفارقون المسجد..لإاين أبناؤنا وإخواننا...من الصغار أمثاله..أو ممن لاح الشيب في رأسه وعارضيه..
فيصل رحمه الله..ترى النور يشع من وجهه..تحبه حين تراه..لطاعته وصلاحة..نحسبه كذلك والله حسيبة..
بقي أن أقول "
أنه في يوم الإثنين الذي سبق موته..أي قبل رحيله بيومين..أقامت حلقات القران التي يدرس فيها حفلاً تكريمياً.
وكان ممن كُرموا في هذا الحفل..
والعجيب أنه وقف أما الحاضرين في هذا الحفل..ورتل بصوته العذب الجميل قوله تعالى " القارعة..مالقارعة وماأدراك مالقارعة..
وهاهو الان تحت التراب.
والله لن يقوم من قبره.
حتى تأتي القارعة.
فرحمه الله رحمةً واسعة..واسكنه فردوسه الأعلى

لله دره
وجزى الله والدية خير الجزاء على هذه التربية
ونسأل الله أن يكون لهم شفيعاً يوم لا ينفع مالا ولا بنون


وانظر الفرق بينه وبين هؤلاء الشباب
خرجت من الكلية مع عشيقها.. فداهمهما الموت في كراج السيارة
الحسبة : وقع في أواخر شهر ربيع الأول من العام الهجري الحالي 1424هـ واقعة كبيرة تسامع بها الناس في أحد الدول العربية
وإننا حين نضع هذه القصة - وأشباهها كثير - بين أيديكم لنرجو من الجميع أن يراجعوا أنفسهم ما بين أرباب أسر أو في مناصب المسؤولية
( خرجت في صباح ذاك اليوم من منزلها مع السائق متجهة إلى الكلية وطلبت من السائق أن ينزلها بعيداً عن البوابة ، فنزلت وذهب السائق ظناً منه أنه سيُعيدها إلى بيتها في الثانية عشر والنصف ظهراً ، وبعد دقائق قليلة من مغادرة سائق ( العائلة ) توقّف بالقرب منها ذلك الشابُّ الذي واعدتْه مسبقاً ليأخذها من أمام الكلية ، وركبتْ وظنتْ أن لا أحد يراها ، وانطلقا إلى حيث كان المصير المحتوم والخاتمة السيئة ، واتجه الشاب إلى منزله في حارة ( .......) بمحافظة ( ...... ) وفتح ( كراج ) السيارة ليضمن أنه أصبح آمناً بدخوله البيت – إذا كان هناك من يتبعه – إذ لن يستطيع أحد القبض عليهما ، ونسي أن هناك من يستطيع القبض عليه في أي مكان وأي زمان ودون ما استئذان . وأقفلَ ( الكراج ) ، وترك السيارة تعمل ليستمتع بوجود الهواء البارد المندفع عبر فتحات السيارة ، وبدأ بالسوء ظناً منه أنه بعيد عن كل الأعين ، ونسي أن هناك مَنْ يراه ويطلع عليه ، وفي نشوة الحرام نسيا ذلك الغاز المنبعث من فتحات المكيف ولم ينتبها إليه ، وراحا يستنشقان ذلك السم حتى أصبحا غير قادرين على الحركة ، وفقدا الوعيَ ، ثم طال الوقتُ ، وتمكن منهما الغاز بشكل كبير جداً ؛ حتى فارقا الحياة وهم بشكل فاضح – للعيان - .

ويطول الوقتُ ، ويذهب السائق إلى الكلية لإحضار البنت التي أنزلها في الصباح الباكر ، ولكن طال انتظاره ولم يبقَ في الكلية أحد ، وأُغلقت الأبواب .واضطرّ – بعدها – السائقُ إلى العودة وحده ، وواجه الأبَ الذي سأل السائقَ عن ابنته ؟ وأين هي ؟ ولماذا لم يحضرها ؟ وكانت إجابة السائق بمثابة الصاعقة على مسامع الأب والأم ( لم أجدها ) وراح الأب يتصل بإدارة الكلية ويمضي الوقتُ دون جدوى ، وتوجه إلى مركز الشرطة للبحث عنها ، وإلى المستشفيات للسؤال عنها ؟ ويستمر مسلسل البحث إلى أن يشاء الله .

ومن جهة أخرى يشعر والدُ الرجل بإحساس الأبوة أن ابنه تأخر كثيراً منذ الصباح ، وحيث أن (كراج ) السيارة مغلق من جميع الجهات عدا الباب الخارجي على الشارع العام ؛ فمن الصعب معرفةُ ما إذا كان أحد في ( الكراج ) أو لا ؟
ولكن الأب وأثناء مروره بجانب ( الكراج ) من الخارج سمع صوت السيارة التي كانت ولا زالت تعمل ؛ رغم أن الساعة حوالي الحادية عشرة ليلاً ، وكانت الفاجعة عندما فتحَ ( الكراج ) وانبعث ذلك الدخانُ الكثيف ، والخانق وبشدة مما دفع الأبَ للابتعاد عن ( الكراج ) من شدة الدخان المحبوس طوال تلك الساعات داخل تلك الغرفة ، وقد ظنّ أن الابن لوحده ، وعندما اقترب من السيارة وجد ابنه وعشيقته ( الفتاة ) بشكل فاضح عاريين تماماً ، وقد تجردا من الحياء والحشمة والستر : صورةً وحقيقةً ، مظهراً ومخبراً . والله المستعان .


( ترى من المسؤول عن ضياع الأعراض ؟؟) – سؤال هامّ جداً لا بدّ فليتقِ اللهَ كلُّ امرئ ، وليؤد الأمانة التي في عنقه ، فالرسول صلى الله عليه وسلم قال : (( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته … )) . وعلى الأباء أن يتقوا الله ، وأن يغلبوا جانب الحزم والشدة ، فهذه أعراضنا وهي غالية علينا ، ولا نرضى بتعرضها للشبهات والشهوات .

إن المعصية ولو كانت صغيره تمهد الطريق لأختها حتى تتابع المعاصي ويهون أمرها
، ولا يدرك صاحبها خطرها ، وتتسرب واحدة وراء الأخرى إلى قلبه ، حتى لا يبالي
بها ، ولا يقدر على مفارقتها ويطلب ما هو أكثر منها ، فيضعف في قلبه تعظيم
الله وتعظيم حرماته ، كما أنها تضعف سير القلب إلى الله والدار الآخر وتعوقه
أو توقفه فلا تدعه يخطوا إلى الله خطوة ، فالذنب يحجب الواصل ، ويقطع السائر ،
وينكس الطالب ، ولهذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم
(( إن العبد إذا أذنب
ذنباً نكت في قلبه نكتة سوداء ، فإذا تاب ونزع واستغفر صُقل قلبه ، وإن زاد زادت
حتى تعلوا قلبه ، فذلك الران الذي ذكره الله عز وجل
{ كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ}

إن نعمة رقة القلب من أجل النعم وأعظمها ، وما من قلب يُحرم هذه النعمة إلا كان
صاحبه موعوداً بعذاب الله فقد قال سبحانه
{ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ }
(الزمر:22) ، وما رق قلب لله وانكسر إلا كان صاحبه سابقاً إلى الخيرات ، شمراً
إلى الطاعات ، أحرص ما يكون على طاعة الله ومحبته ، وأبعد ما يكون من معاصيه
.


فمن عرف ربه حق المعرفة رق قلبه ، ومن جهل ربه قسا قلبه ، وما وجدت قلباً قاسياً
إلا وجدت صاحبه أجهل العباد بالله عز وجل وأبعدهم عن المعرفة به ، وكلما عظم
الجهل بالله كلما كان العبد أكثر جرأة على حدوده ومحارمه ، وكلما وجدت الشخص
يديم التفكير في ملكوت الله ، ويتذكر نعم الله عليه التي لا تعد ولا تحصى ،
كلما وجدت في قلبه رقة


الانس ثمرة الطاعة والمحبة ..فكل مطيع لله مستأنس... وكل عاص لله مستوحش


عمِّر فؤادك بالتقى .. فالعمر محدود السنين
واحمل بصدرك مصحفا .. يشرح امرك في كل حين




انظر ما حولك من الأزمات والفتن التي أطاحت بالشعوب
وتذكر قوله تعالى
( أحسب الناس أن يقولو آمنا وهم لا يفتنون )

حرب في العراق
وزلزال في الجزائر
وتفجير في الرياض
وموجة حر في الهند
ومظاهرات في غالب الدول


العودة إلى الله



ركعتان ودعاء....في ظلمة الليل
تكشفان الظلمة
وتنصران الامة
وانشرها...لايقاظ الهمة



اللهم إنا نسألك زيادة في الدين

وبركة في العمر

وصحة في الجسد

وسعة في الرزق

وتوبة قبل الموت

وشهادة عند الموت

ومغفرة بعد الموت

وعفوا عند الحساب

وأمانا من العذاب

ونصيبا من الجنة

وارزقنا النظر إلى وجهك الكريم

اللهم ارحم موتانا وموتا المسلمين واشفي مرضانا ومرضا المسليمين

اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات

اللهم ارزقني قبل الموت توبة وعند الموت شهادة وبعد الموت جنة

اللهم ارزقني حسن الخاتمة

اللهم ارزقني الموت وانا ساجد لك يا ارحم الراحمين

اللهم ثبتني عند سؤال الملكين

اللهم اجعل قبري روضة من رياض الجنة ولا تجعله حفرة من حفر النار

اللهم اني اعوذ بك من فتن الدنيا

اللهم اني اعوذ بك من فتن الدنيا

اللهم اني اعوذ بك من فتن الدنيا

اللهم قوي ايماننا ووحد كلمتنا وانصرنا على اعدائك اعداء الدين

اللهم شتت شملهم واجعل الدائرة عليهم

اللهم انصر اخواننا المسلمين في كل مكان

اللهم ارحم ابائنا وامهاتنا واغفر لهما وتجاوز عن سيئاتهما

وادخلهم فسيح جناتك والحقنا بهما يا رب العالمين

وبارك اللهم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

بعضها من قولي والبعض من منقولي

تحيات أخوكم ومحبكم بالله


طاب الخاطر
[/ALIGN]