[c] قال تعالى ( والشعراء يتبعهم الغاوون )
لأحد المفتونين قصيدة عنون لها ..بين الطواف وزمزم
يتحدث فيه عن فتاة سلبت عقله وقلبه في هذا المكان
فتعجب من هذا القلب إلى أي تيه وصل … في أطهر
بقعة من بقاع الأرض … في موقع تذوب فيه القلوب
وتخضع فيه النفوس ..وتدمع فيه العيون ….في مكان
يكون الإجلال لله أعظم … والتأدب بشرائعه أحكم
رانت على قلبه غشاوة …. فانفجرت قريحته الشعريه
الشيطانيه ، فلم يصن قلبه عن محارم الله ..….تلبست
عليه نفسة الأمارة بالسوء …… ولو جعل ما صدرة
مستوراً مخبوءاً لكان خيراً من جهره بمعصيته …….
ولتقارن بينه وبين شاب من الصحابة عمرة ست عشرة سنه
(ثعلبة بن عبدالرحمن )
كان يكثر الجلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم…
فأرسله يوماً في حاجة ..فمر بيت من بيوت الأنصار وكان
الباب مفتوحاً.. فنظر فإذا بستر مرخى على حمام فأتت …
الريح ثم حركت الستر ، فإذا خلف الستر امرأة تغتسل…
ثم قال أعوذ بالله رسول الله يرسلني في حاجة وأنا أنظر إلى
عورات المسلمين…والله لينزلن الله فيَّ آيات ، وليذكرني ..
الله مع المنافقين فخشي أن يرجع إلى رسول الله …
فهام على وجهه.
فما زال رسول الله ينتظره ، وينتظره ، ثم قال لأصحابه
ابحثو عنه في المدينه ،
قالو يا رسول الله بحثنا عنه في كل مكان فلم نقف له على أثر ، ثم لما لم يرجعو إليه بخبر
قال : أبحثو عنه في الصحاري..
فمضى الصحابه حتى وقفوا على جبال بين مكة والمدينه
فإذا بأعراب يرعون غنماً لهم ، فسألهم عمر ؟
أما رأيتم فتى صفته كذا …وكذا؟
قالو لعلكم تبحثونا عن الفتى البكاء ،
قال عمر : والله ماندري عن بكائه.
لكن ما خبر ذلك الفتى ؟
قال الأعرابي إن في سفح الجبل شاباً منذ أربعين يوماً لا نسمع إلا
بكاءه و أستغفاره ، وإنه ينزل إلينا كل يوم عند الغروب ، فنحلب
له مذق من لبن فيشربه ، ثم يصعد إلى الجبل مرة أخرى ..
فاختبأ له الصحابه ، حتى نزل ، فإذا هو كأنه فرخ منتوف..
فخرج له الصحابه ، ففزع منهم ، قالوا رسول الله يطلبك ،
فقال : أرحموني واتركوني أموت في سفح هذا الجبل ، فما زالو به
حتى حملوه إلى بيته و أضجعوه على فراشه ،
فدخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم فوجدة طريحاً على فراشه
كأنه جلد بال فتربع رسول الله جالساً
ووضع رأسه على فخذه
فقال ثعلبه يا رسول الله أبعد رأساً قد أمتلأت بالذنوب والمعاصي
وبكى حتى أشتد بكاؤه ..
فقال عليه الصلاة والسلام : يا ثعلبه ما ترجو ؟
فقال: أرجو رحمة ربي
قال : ومما تخاف؟
قال: أخاف عذابه..
فقال رسول الله : أرجو من الله أن يؤمنك مما تخاف وأن يعطيك ما ترجوه ، ثم توفي رضي الله عنه..
حملة الصحابة على نعشة
ورسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي وراءه
فكان عليه السلام يمشي على أطراف قدميه
وكأنه يمشي في زحام
فقال عمر رضي الله عنه : يا رسول الله ما بك تمشي وكأنك في زحام ، والصحابة قد أوسعو لك ؟
فقال : ويحك يا عمر !
والله لا أجد لقدمي موضعاً من كثرة ما يزاحمني عليه من الملائكة
(فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقَّهم نضرة وسرورا)
فليستلهم هذا الشاعر وأمثاله العبرة من هؤلاء الأتقياء ،
ويكفوا نظرتهم الجائعة عن التلصص على محارم الله ، وليستشعر قلبه رقابة الملك القهار..
هذا ما كتبته / أم محمد … في مجلة الأسرة…
جزاها الله كل الخير على غيرتها على دين الله عز وجل
وياليت قومي يعملون بما يعلمون
….
تحيات .. أخوكم ومحبكم بالله
طاب الخاطر
[/c]
المفضلات