اخوتي الاعزاء .. ااسف للاطالة مقدما لكني اعتقد ان الامر مهم و جدير بالمناقشة ..
لاحظت في الكثير من المنتديات ظاهرة التقليل من اهمية الزواج و الاستهزاء به .. و اصبح شعار (الزواج شر لا بد منه ) قاعدة لدى الكثيرين .. بل تمتع البعض في استخدام الكاريكاتيرات التي تظهر حال الشخص قبل و بعد الزواج .. و غيرها من ( النكات ) التي تسير على نفس النهج ..
السؤال الذي اطرحه : اذا كان الزواج شراً كما تقولون ، هل يعقل ان يامر به رسول الله صلى الله عليه و سلم .؟! اكان الرسول يامر بالشر عندما قال ( يا معاشر الشباب تزوجوا ) .. ؟! اتكون سنة الرسول التي قال عنها ( و اتزوج النساء .. هذه سنتي فمن رغب عن سنتي فليس مني ) شراً ؟
حاشا للرحمة المهداة ان تامر بالشر .. لكننا اصبحنا نتبع الغرب حذو القذة بالقذة حتى اذا دخلوا جحر ضب دخلناه وراءهم ، فانا لله و انا اليه راجعون .. فقد اصبحت شعاراتهم تسبق اقوال رسولنا صلى الله عليه و سلم .. و ما داموا قالوا لنا ان الزواج شر فهو شر .. لكن لماذا يعتبر الغربيون الزواج شرا ؟

في عام 1992 حدث استفتاء تاريخي في الولايات المتحدة اظهر و لاول مرة في تاريخ دولة الرذيلة ان اغلبية نساءها يفضلن العيش مع رجال دون الارتباط معهم برباط الزواج .. و هذا يعتبر انتصاراً كبيراً لدعاة الاباحية و حرف الفطرة السليمة .. و ليس من المستبعد ان يجري استفتاء في دولة مسلمة بعد 10 سنوات يخبرنا فيه المجتمع بعدم رغبته في الزواج .. و بالطبع فان النتيجة ستكون تفشي الفاحشة و التحلل الخلقي الذي يعاني منه الغرب الان .. و كل من يساهم في نشر هذه الصورة الاستهزائية بالزواج سيكون مشاركا في اثم المجتمع انذاك ..

ان الغرب بدا يتحلل من كل قيوده الاخلاقية و الدينية .. و كان تفشي الجنس و سيلة الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في المجتمعات .. و عملوا كل ما بوسعهم من اجل ذلك و بالتالي اصبحت المراة سلعة مبتذلة في الشوارع و اماكن العمل و دور الدعارة .. فلماذا يربط الرجل نفسه بزوجة في حين يستطيع ان يحظى بالف محظية و عشيقة ؟! .. و لماذا تلزم المراة نفسها بزوج في حين انها تستطيع ان تبدل الرجال كتبديل الثياب ؟!

بات المجتمع الغربي خالٍ من الحب و العاطفة التي لا يراها الغربيون سوى في الافلام .. اما في حياتهم العامة فان الحب اصبح من خرافات الماضي .. لذا فالزواج عندهم شركة اقتصادية او جنسية تخلو من المودة و الرحمة التي جعلها الله نعمة من نعم الزواج .. و اذا حدث و ان تزوج اثنان عن طريق الحب فان ذلك سرعان ما سيتهاوى امام سيل الحياة المادية ..

لكن قد يتعرض المسلم الى مشاكل في زواجه ..غير ان هذه المشاكل ليست قاعدة حياته بل هي الاستثناء .. و ذلك في حالة كون اختياره للزوجة كان نابعا من الاسس الشرعية الصحيحة القائمة في قوله صلى الله عليه و سلم ( و اظفر بذات الدين تربت يداك ) و اهل المراة الذين اذا اتاهم من يرضون دينه و خلقه زوجوه .. لانهم يعرفون انهم ان لم يفعلوا فانهم مشمولون بوعيد رسول الله صلى الله عليه و سلم ( الا تفعلوا تكن فتنة في الارض و فساد كبير ) .. اما مشاكل الزواج فحلها موجود في ظل اتفاق الزوج و زوجته على ما يرضي الله .. لذا لم نسمع عن صحابي تقليله من اهمية الزواج واستهزاءه به كحالنا اليوم .. و اذا حدث بين الزوجين مشكلة فليست العلة في الزواج بل في الزوجين او احدهما .. اما الزواج فهو بريء من التهم المنسوبة اليه .. و يمكن للمسلمين الرجوع الى شرائط المحاضرات و الكتب عن الاسرة الاسلامية و تكوينها و استمراريتها ففيها خير كثير لمن اراد الاستفادة ..

ان الذين يجعلون المعايير الغربية في اختيارهم لازواجهم لا بد ان يعانون من مشاكل .. فالرجل الذي يتزوج امراة فقط لانها جميلة سيغير من معاملته لها بعد الزواج لانه تزوج ( صورة ) سرعان ما سيالفها فتصبح بلا قيمة لديه .. او يعتريها الزمن باثاره فيسحق جمالها تحت عجلاته الي لا تتوقف .. و العكس بالعكس .. فالمراة التي تتزوج رجلا لجماله ستعاني نفس الشيء .. اما الزواج من اجل المال فهو طامة كبرى فصاحب المال ( رجلا كان ام انثى ) سيتعامل مع قرنه تعامل السيد مع مولاه و المالك مع مملوكه و هو امر كفيل بان يدمر الحياة الزوجية خصوصا مع شعور المملوك برغبة جامحة في التخلص من اسر مالكه .. اما الزواج بعد الحب فهو السلاح الذي يرمي به انصار الفاحشة .. و لا تعتقدوا باني لا اؤيد الحب .. لكنه الحب المُسيَّر .. لا الحب العبثي الذي يجمع بين اثنين لا يجمع بينهما شيء اخر .. و بالتالي و بعد الزواج و عند انطفاء جذوة الحب يكتشف الزوجان الحقيقة التي اعمى الحب انظارهما عنها قبل الزواج .. فيبدأان بمحاولة معالجة تلك الفروقات و الخلافات حتى اذا اتسعت الهوة بات من المتعذر على الحياة الزوجية ان تستمر .. و هذا السبب الرئيسي لفشل الزواج في الغرب .. فالحبيبان يمنيان نفسيهما بحب دائم فيتغاضيان عن الفروقات المادية و الاجتماعية و غيرها .. ثم ما تلبث ان تطغى هذه الخلافات على السطح بعد الزواج فتهدمه .. لذا نظر الغرب الى الزواج باعتباره مهدما للحب ..

ما الذي يحدث اذا لم يكن هناك زواج ؟
* قد يروق الامر لكثير من الشباب الذين يبجثون عن ملذاتهم ان لا يوجد زواج .. فكلما قل الزواج زادت الفاحشة .. و كلما تعرت النساء قلَّ الزواج .. ( مع الاسف ان بعض البنات يعتقدن ان كشف محاسنهن سيؤدي الى زواجهن و هن واهمات في ذلك ) ..
* في بعض دول اوربا حذر المختصون من انقراض الجنس الاوربي لان نسبة السكان سجلت نقصانا في بعض دول اوربا .. ( للمعلومات فان معدل الزيادة فينسبة السكان في الدول الاسلامية يبلغ 3% سنويا .. و هم يحاربون هذه الزيادة بحجة الانفجار السكاني ) و ذلك ناتج من انعدام الزواج و بالتالي عدم رغبة اغلب ( العشاق ) الذين يقيمون علاقات جنسية غير شرعية بجلب طفل يربطهم ببعض .. رغم ذلك وصلت نسبة الاطفال المولودين من الزنا في السويد الى اكثر من الاولاد الشرعيين ، بل ان رئيس وزراء السويد السابق ابن زنا و هو يعترف بذلك و لا يخجل منه ..
*يحذرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم بقوله ( ما ظهرت الفاحشة (الزنا) في قوم الا اصابهم الله بامراض لم تكن في اسلافهم ) .. و معروف ان عدم وجود زواج يؤدي الى الفاحشة و الفاحشة تؤدي الى الامراض التي توعدنا بها رسول الله صلى الله عليه و سلم و على راسها الايدز و الامراض الجنسية نسال الله العافية . و العكس بالعكس حيث اكتشف العلماء المعاصرون ان الرجال المتزوجون اقل عرضة للاصابة بامراض القلب و الامراض النفسية ..
* عدم وجود زواج يعني عدم وجود استقرار في المجتمعات .. فواحدة من اهم اهداف الزواج في الاسلام هي السكينة في قوله تعالى ( لتسكنوا اليها ) .. و الاعزب و العزباء خطر على المجتمعات .. اما المتزوج فهو عنصر استقرار كما اثبتت تجاربنا الواقعية و تجارب علماء الغرب العلمية ..

هناك الكثير من النقاط التي ارغب بذكرها لكني اطلت عليكم بما فيه الكفاية ..

ارجو من الاخوة و الاخوات في المنتديات ان يكفوا عن نشر ما يدعو الى عدم الزواج خشية الوقوع في النهي عن المعروف و الامر بالمنكر و العياذ بالله .. و جزاكم الله خيرا .