بسم الله الرحمن الرحيم
حياكم الله في هذه الرحلة المكوكية العابرة لصفحات كثير من البيوتات السعودية
والتي قد تشترك في كثير من صفحاتها مع دولٍ أخرى يجمع بينها رابط الدين
والدم
و اللغة
.......................
أولا .... دعونا نحدد معنى كلمة (رفلا ) أو (إمرأة رفلا)
و لنرى مدى تداول هذا الوصف محليا وخليجيا وعربيا
من جهة التداول ........
حسب علمي البسيط هي وصفٌ متداول على نطاق واسع في كثير من القبائل
ولكن .....
هل هو وصف خاص تستخدمه القبائل في السعودية فقط ، أم أنه مُستعمل لدى القبائل في الخليج
بشكل عام ؟
وهل نجد هذا الوصف عند القبائل العربية من حولنا ،بذات المعنى و الدلالة
هذه الأسئلة لا جواب لها لدي ، وأترك ذلك للأخ راعي الوقيد
............................................
أما من جهة المعنى .......
إمرأة (رفلا) أي إمرأة لا تجيد ولا تحسن تدبير شؤون منزلها .......
و أكثر ما اصطلح الناس على وصف (رفلا) به ... هو المرأة التي لا تحافظ على نظافة منزلها ومجلسها
.
.
لكن دعونا نوسّع هذا المعنى و نزيد من محيط دائرته ليدخل تحته معنى آخر ...... أو لنجعل منه دليلا على شيء جديد .......
فبما أن (الرفالة) هي عدم الإجادة ، و سوء التصرف ، فسنجعل من الأخطاء الدينية و الخُلقية (رفالةً) أيضا
يعني ....... سنجعل (الرفالة) قسمين:
رفالة شكلية ...... و رفالة معنوية
...........................................................
الرفالة الشكلية أو المنزلية .......
أكبر المصائب ... أن تتعمد الأم (ترفيل) بناتها ..... نعم لا تعجبوا
وذلك من باب عدم الثقة بهن أو الخوف من أخطائهن
إحدى القريبات كانت في زيارة لنا .... حينما جاء وقت العشاء كان الخبز الذي أعددته معه (خبز تنور)
فكانت تطل عليّ في المخبز و تطلب مني أن أعطيها أول رغيف يخرج من التنور
حينما انتهيت قلت لها (يبدو أنك تحبين هذا الخبز)
قالت ... موووت لكني لا أجيد عمله
فقلت لها .... دعي فلانه تأتيني وأنا سأعلمها (فلانه ابنتها وهي قتاة طيبة وحسنة الأخلاق)
فقالت ... من فلانه إيه لا أبد .... ما وراها عز
فقلت .... لييييييه
فأخذت تتحدث عن قلة عملها وكسلها
مرت الأيام ... وزرتهم في بيتهم وكانت الفتاة تتحدث معي فعاتبتها على عدم مساعدتها لأمها
فقالت لي ... و الله إني أبي الشغل بس أمي ما تخليني
قلت ... ما تخليك ... هل يعقل أن أما لا تريد مساعدة إبنتها
و لكن تعجبي ما لبث أن زال عندما ذهبت الفتاة إلى المطبخ لإعداد طبق ما
فما أن رأتها أمها بالمطبخ إلا و........ (اطلعي من المطبخ .... لا تحرقينا .... وش تخبصين .... لا تخربين)
لا إلى إلا الله على عملية التحبيط النفسي
لما عادت الأم .... سألتها عن سبب معاملتها لبناتها بهذا التثبيط الفاضح فكان عذرها (ما يعرفن و الله ما عندهن إلا الخبص والربص)
ياااااااااااااه يا أم فلان .... ومن منا لم (يخبص ويربص) في أول أمره
وهل هناااك أتقن من العمل الذي كنت (تخبص) في أوله حتى تمكنت منه
دعيها (تخبص .... و تربص ... وتحوس) فغدا سيتحول (الربص و التحويس) إلى فنٍ و إبداع
سقى الله أول (كبسة) أعددتها في حياتي....
لم أدع (صحنا) لم أخرجه .... و لا (مسواطا) إلا و أنزلته
و آخرالمشاهد الدراماتيكية (رز مخبوص وزايد ملحه)
و مع هذا انهل المدح علي من كل حدب وصوب و كأنني أعظم (شيف) في العالم
و وجهت لي الملاحظات من طرفٍ خفي ... وعلى طريقة ( الللللله بس الملح شوي طالع و إلا الكبسة روووووعة بس العيش مخبوص لكن يهبل .....)
و أول رغيف خبزته (نص عجين والنص الثاني حرقان) ولكن أمي من شدة الفرح علقتني فوق الثريا
و اليوم ولله الحمد ... مع التعلم من أخطاء الماضي أصبح تلميذ الأمس الفاشل أستاذا و معلم
...........................
لماذا لا تدعينها تتعلم في بيت أبيها ... أليس ذلك بأفضل لها من أن تتعلم في بيت زوجها
أنا أرى أن مثل هذه الأم هي أخطر من أي أم مهملة لأنها قد تسبب لإبنتها حالة من عدم الثقة بالنفس فلا تعود بعدها تجيد شيئا من فنون الحياة.
عجبي من هكذا أمهات.......
.................................................................
بيوت لا تعترف نساؤها بشيء يسمى (الترتيب)
تدلف إلى بيوت تظن أن معركة قد دارت فيها و الحجة (نرتب والعيال يحوسون)
و لو أنك دققت لوجدت أن الذي (يحوس ) هن البنات
نتيجة طبيعية ...
أكثر الأمهات لا تعود أبناءها على الترتيب في الصغر ... ثم تعجب من (تحويسهم) في الكبر
عجبي من هكذا أمهات
...................................................................
بيوت لا تعترف نساؤها بشيء اسمه (جدران) حتى انقلب لونها إلى الصفار من شدة الوساخة
وحين إحداهن إلى ذلك ..... تقول (جداااااار ....... من ينظف جدااار)
وطبعا ..... كل بنت تعيش بين أمثال هذه الجدران ، فلن يكون من العجب أن تنقلها إلى عش الزوجية
وسلامي على جدران الزوجية الصفر
.................................................................
بيوت بلغت بها (الرفالة) حدا أصبحت فيه تصل إلى الضيف و الخاطر
مغاسل الرجال ....... قد أحاط السواد بأطرافها
(فرش وبطانيات) الضيوف ........ أي بطانيه (مخنزة) يمكن أن ترمى للضيف
وحين تقديم الطعام له تصوروا كيف يضعون (سفرة الرفلا) لذلك الضيف
أن أضع هذه السفرة لأسرتي الخاصة ممكن ... أما أن أقدمها لضيوفي فواعجبي
و هنااااااااااااااااااااا.....
يشارك الرجل أهل بيته في (رفالتهم)
فكيف تجرؤ أيها الرجل على أن تعطي ضيفك (بطانية ) تعبق بروائح أبنائك الصغار
كيف تمر من أمام مغاسلك و حمامك مرور الكرام
هل تظن أن ملاحظتك قد تنقص من رجولتك
إذا كانت الزوجة ..... غير مهتمة بوضع مفارش و أغطية خاصة للضيوف ألا تهتم أنت؟
ألا تخشى من أن يتسرب داء الرفالة إلى بناتك
....
عندما تتزوج الفتاة يقال (فلان خذا بنت فلان)
فماذا صنعت يا (فلان) مع صغيرتك حتى يقال (والنعم)
............................
بعض الأمهات ...... تطلب من ابنتها أن تحضر (الكاسات والفناجيل)
فتحضرها .... بنت مطيعة
جاءت الكاسات ....... وقد غسلتها غسلا أشبه ما يكون بالمسح ، لتحضرها (شهبا) (مغبرة)
الأم.......... (عادي ولا حولك أحد ... ياللله حيهم وتصب بالشهب لنا و تسميها كاسات)
...................................
بيوت تبدو نظيفه من النظرة الأولى (المطبخ فاضي من المواعين .... ما فيه حوسة ملابس ... الأرض مكنوسة ...... )
لكن أنظر إلى الداخل.....
الأرض مكنوسة ...... ولكن رائحة العفن ترفل من جنباتها.
المطبخ منظم مرتب ....... ولكن افتح الدواليب سترى الأواني وقد تكومت فق بعضها البعض ، يقطر الماء منها قطرا ، ورائحة الفطريات التي تنمو في الرطوبة والدفء تملأ المكان
المكتبات منظمة ......... ولكن الغبار يتكدس ..... فوقها مرر أصبعك لترى النتيجة
الحمام خالٍ تماما من الغسيل والملابس ..... ماشاء الله بهذه السرعة انتهيتم من الغسل
انتظر ........ المسألة ليست سرعة ونشاط .... بل تكديس الملابس في الغسالة حتى تئن دون الفص بين الملابس ، وتجديد مائها
يعني ... (غفرة همّ)
أما الملابس ... فلا تسل عن حالها ...... ثياب الرجال البض أصبحت صفرا
و الملونة ..... نفضت ألوانها على بعضها البعض لتعطي لونا جديدا في عالم الفن التشكيلي
وسلامي يا لابس الثوب الأصفر
..................................................
و الله يا إخوان لقد دخلت بيوتا (حماماتها) تشبه حمامات إستراحات الطريق حينما تكون مسافرا
والمصيبة أن البيت ملئ بالبنات
ولكن التعود على هكذا أجواء ولَّد نوعا من التبلد لديهن
و لا أدري كيف ستكون بيوتهن في المستقبل
....................
بيوت وبيوت وبيوت
أنواع الرفالة المنزلية كثيرة جدا ولكن أسأل الله العفو و العافية
..............................................................................
الرفالة الأخلاقية والدينية ......
هذه (الرفالة) هي أقبح الأنواع لأنها ضياع دنيا ودين
الأم قد تكون أفضل مديرة منزل ولكنها شديدة (الرفالة) في طباعها ودينها
.
.
في السوق .... الأم عباءة رأس وخلفها اثنتان أو ثلاث أو أكثر (كتافي و مخصر )
و كأنما الستر للكبيرات في السن دون الشابات
لا تسأل البنات قبل أن تسأل أمثال هذه الأم و قبلها ذلك الوالد الغافل
................................................
الهاتف يرن ... ترفع الفتاة السماعة .... تغلقها
الأم .... مِن
البنت ... عمتي تبي تجينا
الأم ..... لا حول وهذي كل يوم مقابلتنا
فلا تعجب بعدها من قطيعة الأرحام ... وعدم إحترام كثير من الفتيات لكثير من أقاربهن
...................................................
أذن الظهر وبنات البيت نائمات حالمات .... أين الأم ؟ ...... أين الأب ........
بل ... أين الصلاة؟!!!!!!!!!!!!!!!!!
...................................................
البنت ... يمه أبي أنفخ براطمي
الأم ...... وشو جانا عمل الفنانات ما فيه (موقف الأم رافض)
وبعد عدة أيام شوهدت الفتاة وقد أصبحت براطمها (كفرة سيارة)
أين الأم الرافضة ..... (والله عجست عنها صجت راسي)
سلامي على الشخصية الحديدية و الراسخة
...................................................................
ياااااه أحبتي مصائب البيوت حولنا كثيرة .... يشترك فيها الأب و الأم
أنا لا أعترف بمبدأ البنات لكِ و الأولاد لي ..... على أي قانون رباني أو بشري جرى هذه التقسيم لفلذات الأكباد ؟!!!!!!!!!!!!
لا يعيب الرجل أن يلاحظ بناته سواء في (رفالتهن) المنزلية أو الأخلاقية
بل إنه في الثانية من أكبر و أول من سيسألهم الله عنها يوم القيامة
.
.
المنزل إدارة مشتركة بين الرجل و المرأة ....... مهام مقسمة بالتساوي حتى تسير سفينة الأسرة بثبات وسط أمواج الحياة الصاخبة .