والله يا أخي عبدالرحمن بعضهم من زود البخل فقدوا بصيرت قلوبهم
وفقدوا سمعهم في سماع مما قد يتكلم به الناس عنهم..
وكأن هذا البخل تملك منهم وأخذ مكانه الخاص في أرواحهم.
ولكن لولا لم يكونوا بخلاء ما جمعوا شيئاً من تلك الأموال..
وبعضهم تجده ليس بخيلاً إلا على نفسه وليس على أهله..
وأن ذلك العمل الذي يقوم به من سواق وغيره هو شغفه للعمل
وحبه الدائم الذي اعتاد عليه لفترة طويله والذي لا يتقن غيره
فهو يجد راحته في ذلك.. فأعلم أن بستطاعته أن يفعل بتلك الأموال
الكثير من المشاريع ولكنه في ذلك العمل لطوال عمره قد جعل عمله
كأنه يجري في دمه ولا يرى سعادته إلا في ذلك العمل وبنفس الطريقه
وهذا ليس جميعهم بل القليل منهم.
لكن في الآخير أن البخل صفة مذمومة ولا تجعل المرء بخيلاً
في ماله فقط بل تجعله بخيلاً أيضاً حتى في مشاعره ولا تجد
منه ذلك العطاء حتى لو كان قليلاً.. لأن ذلك البخل ملكة تتمكن
يوماً بعد يوم من كل جزء من أجزاءه..
أشكرك يا عزيزي بعمق