باقة النرجس 2
by
, 28-01-2010 at 15:46 (5013 المشاهدات)
الصداقة هدية من الله تعالى للإنسان
لأن المخلوق البشري بطبيعة الحال لا يستطيع العيش بمنأى عن الآخرين
شر البلاد مكان لاصديق به ( المتنبي )
نحيا في هذه الحياة ونتعلم منها الكثير احداها كيف الصداقات وخلق عملية اتصال
بين مجموعة تنتمي لنفس الفكر والمبادئ والقيم والاخلاق ...
فالروابط تلك من أهم دعائم الصداقة و بنيانها المرصوص ..
وإن فقدت الصداقة احدى محاورها وأسسها سريعاً تتلاشى و تحقق انهيار
كبير ...
يقول املي بكنسون (الاصدقاء اوطان صغيرة )
اذن تنتقل الصداقة بنا من الانا والذات لتنطلق نحو مشاعر أسمى وأرقى من الانانية
وهي مفهوم الاوطان والوطن ...
فالصداقة المولودة على ارض ذلك الوطن بمثابة جبال راسية وأما افراد الصداقة
يستحقون منا كل الاهتمام وكل الحب ..
هناك صداقة تسمى ( وقتية ) ما إن يرحل افرادها حتى يتلاشى ذكرهم
و تنأى الذاكرة عنهم ...
إن الصديق الوافي و المخلص و الامين يشكل امتداد لنا فيصبح بمثابة الاسرة الثانية
و يصبح الملاذ المحمود اللجوء اليه في اي وقت وضمن اي محنة أو ظروف قاهرة .
تتكسر اجنحة الصداقة حينما يشوه معانيها الجميلة بعض الانتفاعيين والمتسلقين
على جدرانها ... فتنقلب من علاقة انسانية الى علاقة نفعية مما يؤدي آخراً الى
تمزقها وبعثرتها وأحياناً تصل الامور بنا الى الكفر بمعنى الصداقة ...
فإن وصلت الصداقة الى مرحلة العداء تصبح اشر انواع العلاقات
لذلك قيل : ان اسوء العدوات هي عداوة الاصدقاء لان الصديق يعرف عنك كل شيء...
وهنا تكمن الخسارة الحقيقية ليس للصديق إنما للمصداقية في علاقة الصداقة
فيصبح الكل عبارة عن اعداء ... فالعقل البشري لا يقبل اهتزاز القيم النبيلة
وإن سارت كل القيم الاخرى في طريق مظلم و وعر .
وحينما تتحول العلاقات الى مجرد مصالح نفعية تصبح عملية ايجاد صديق
مالبحث عن الدرر والمرجان في اعماق المحيطات نحظى بالاصداف
ولكننا نجدها جوفاء وفارغة ..
ولا أجد ختاماً اصدق من قول شاعر :
وإذا الصديق عنك تولى ……..فتصدق به على إبليس
والعياذ بالله من ابليس ...