View RSS Feed

رسائل من الأعماق

الذبائح كثيرة.. والذابحون أكثر.. !!؟

Rate this Entry





ما أصغر النفوس وما أحقرها عندما تجد في الحب وسيلة من الوسائل التي تقضي لها رغباتها وشهواتها..
فوالله ما مــرَّ عليَّ من أمور الحياة أكبر أثـماً وأسوأ أثـراً وأرذل نفساً من نفس ذلك الرجل الذي خدع محبوبته
خدعها بأسم الحب وساومها على حبها على أن يسلب منها نفسها وشرفها وعفتها.. بعدما أعطته من حبها وصدقها
ووفاءها وإخلاصها ما لم تعطيه لغيره.. فلم يكن حظها منه بعد عطاءها غير أن تكون بعينه أصغر شأناً في عين نفسه
فما كان في حياتها إلآ أنه كان يمسك في نفسه رغبة من رغباته أو نزوة من نزواته التي تنتهي بعدما ينتهي منها..
وعلى ذلك يرى أنه ستسوء سمعته وقدّرته أمام أصحابه و أمثاله إن لم يأخذ منها الآخذ الذي يفتخر به على صبره عليها
وعلى الأيام التي قطفها من عمره لينال منها ما ينال..
فتلك الفتاة المسكينة شعرت بالحب الذي تشعر به كل فتاة يخفق قلبها لأول مره في الحب.. فلا أم لها ترشدها ولا ناصر لها يعينها..
لم تتمالك نفسها بعدما تلقت أكبر صدمة من حبيبها فشهقت شهقة كادت تكون نفسها فيها..
فزدحمت مدامعها في عينيها وكأن سحابة الموت تغشي على بصرها.. وكأنها لم ترى من أيام حياتها أعجب وأغرب
من إعجابها لموقف حبيبها منها..
فأخذت ترجوه كي لا يغلبها حبها له ولا تمكنه مشاعرها أتجاهه أن تكون بين يديه ويأخذ فوق ما وهبته له..
ويسلب منها أكثر مما أعطته..
فالمرأة التي تهب قلبها ومشاعرها لرجل هبة لا يخالطها نزوة من النزوات أو شهوة من الشهوات
هي إمرأة صاحبة قلب طاهر نقيّّ فلا أقل من أن يحبها لنفسها لا لنفسه..
فركعت بين يديه ومدّت يدها إليه راجية متوسلة تذكره بالأيام والأحلام وسعادة الحب التي كانت بينهم..
ولكنه قد أضمر لها في نفسه من الدّنائة والرذالة ما لا يضمر لمثله الرجل الشريف الفاضل إلآ من غلبته شهواته وملذاته..
مسكينة أحبته ولم تكن تعرف عنه شأناً من الشؤون سوى أنها تحبه ويحبها.. وهو لا روح فيه ولا صدق له..
لأنه تنقصه الأخلاق وشيمها..
وبعدما نفضت يدها من الرجاء منه وأضمر اليأس منها وفنيت حيلتها..
دارت بعينيها يُمنةً ويُسرةً فلم ترى سبيلاً للفرار من بين يديه..
فأستنصرت قوتها وتجمعت وتجمعت فألتقطت قلماً في جيبها فضربته بعنقه ضربة نفضت يده من هذه الحياة إلى الأبد..
فما هي إلآ مسكينة بائسة حارت بها السُّبل وأنتهى أمرها مع حبيبها بقتله وأنتهى أمره دون أن ينال منها ما يريد تناوله..
فأستحق ما كان يستحق..
فكما هناك ضحايا في الحب.. هناك أيضاً من يـتّـجر في مشاعر البشر وأخلاقهم وأعراضهم.. أنهم سماسرة المشاعر والأخلاق
أن القلوب التي تدنسها الشهوات والنزوات هي قلوب صابها الخراب والأنحدار إلى إنحطاط الأشياء من عاليها إلى سافلها..
ولن يسكنها غير الخفافيش التي تختفي في النور وتظهر في الظلام لسواد روحها ونفسها..
فمن كان يزرع في نفوسنا ويخبرنا أن الحياة.. في غير الحب وغير الأخلاق.. ؟
غير هؤلاء الذين أُنتزعت من أنفسهم الأخلاق الفاضلة لتستحل مكانها أرذل الأخلاق حتى ماتت فيهم ضمائرهم وأنتهت..
والكثير من ضحاياهم بأسم الحب وقعوا فريسة لهم وسلبوا منهم ما سلبوا حتى تدنست حياتهم لا ثائر يثأر لهم ولا ناصر ينصرهم
ويعينهم على أمرهم..
فيجب الحيطة في الحب فيما حولنا..
لنعرف من منهم يحبنا لأرواحنا ومن منهم يحبنا لأجسادنا.. !؟
أن حب الأجساد يفنى كما تفنى باقي الأشياء.. وحب الأرواح باقي لا يفنى ولو بعد الممات..

للمشاعر بقية..



Submit "الذبائح كثيرة.. والذابحون أكثر.. !!؟" to Facebook Submit "الذبائح كثيرة.. والذابحون أكثر.. !!؟" to Google Submit "الذبائح كثيرة.. والذابحون أكثر.. !!؟" to StumbleUpon Submit "الذبائح كثيرة.. والذابحون أكثر.. !!؟" to del.icio.us Submit "الذبائح كثيرة.. والذابحون أكثر.. !!؟" to Digg

الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد إضافة/ تعديل الكلمات الدلالية
التصانيف
Uncategorized

Comments

  1. الصورة الرمزية لوليتا
    *
    *

    الحب الحقيقي هى ارواح تتلاقى فى ملكوت الله
    يجمعها دون ترتيب انسى انما هى الاقدارتؤلف القلوب التى تشاء
    ان لم يكن الحب روحى فليس بحب وما دونه مجرد حيوانية


    أن حب الأجساد يفنى كما تفنى باقي الأشياء.. وحب الأرواح باقي لا يفنى ولو بعد الممات..
    خلاصة راائعة لمسير مرهق

    بهى جدا رغم النزف الواقعى هنا
    دمت القا ايها الاخر

    *
    *
  2. الصورة الرمزية شام
    لأول مرة أقرأ نص ادبي واقعي وكأنه مرآة لمجتمع
    ولعلاقات تبدأ بالخداع والمكر و تنتهي نهاية فجائعية
    وتحت شعار وستار الحب يدنس الحب
    و يلغى دوره الاساسي
    ليصبح معول هدم ...
    يحطم القلوب و الارواح
    حاشا للحب أن يكون بتلك الصورة البشعة
    إنما الحب اسمى المشاعر التي خلقها الله
    فالمعضلة في التفوس التي تميل للشر وللرغائب
    و تتناسى أن هذا الاحساس المقدس
    أسمى من كل التصرفات والافعال والاقوال ...
    كاتبي القدير ...
    سررت بعودتك و بمداد قلمك
    الذي يضيء الافكار ويبلسم الارواح
  3. الصورة الرمزية ام الرغفان
    نص رائع يعكس رؤيه حقيقيه((حب الاجساد فقط))


    ابدعت
  4. الصورة الرمزية أبــو عبدالعزيز
    الشهوة غريزة غرزها الله تعالى في الجنس البشري
    وهي من المقاصد الشرعية لتكاااثر الجنس البشري وإعمار الأرض
    والحب له عدة جوانب ومن ناحية جانب الإستمتاع الجسدي
    لاأرى شيء فيها مما ذكرت في المقال ولغة الحب الغير شرعية عموماً مكروهه
    لتحريم الشارع لها أي ليس لذاتها وهي مطلب كما ذكرت ولكن الكراهه لغيرها
    وهو أن الله حرم ذلك على الناس لمقاصد أخرى
    لم تتطرق أخي الآخـر لأي شيء منها في المقال
    وآسف على الإطاله أحببت التوجيه للمقال
    Updated 29-01-2010 at 16:19 by أبــو عبدالعزيز
  5. الصورة الرمزية الآخــــــــــر
    أهلاً بكِ لوليتا...
    والحب كما ذكرتِ..
    طهارته في تلاقي الأوراح في عالم لا يخضع للشهوات والرغبات والنزوات..
    ولا يرى فيمن يحبه غير نفسه..
    شكراً لكِ.. أسعدني هذا الحضور..
  6. الصورة الرمزية الآخــــــــــر
    نعم فاضلتنا شام
    أن الحب الحقيقي لا يظهر منه غير المشاعر الطاهرة والنبيلة كما كونها خلقها..
    وفي غير ذلك يكون بعيد كل البعد عن ذلك الحب الطاهر الشريف..
    ولا يكون غير الفناء الفاني الذي لا يبقى منه شيئاً..
    شكراً لكِ شمسنا تواجد رائع ورد أروع..
  7. الصورة الرمزية الآخــــــــــر
    أم الرغفان..
    هو كذلك... واقع يتنفس في عالمنا...
    شكراً لحضورك وأسعدني ذلك..
  8. الصورة الرمزية الآخــــــــــر

    أبو عبدالعزيز...
    الأستمتاع الجسدي في غير ما شرع الله محرماً...
    وليس هناك في الحب شرعية وغير شرعية..
    هناك حب واحد طاهر يسقط كل الأقاب.. لأنه حب صادق يدعوا أصحابه إلى الطهارة التي يجب أن يكونوا عليها حتى لا يفقدوا مصدقيتهم
    فأنا في النص لم أذكر أيَّ جانب من جوانب الحب غير الحب نفسه لأنه واحد وأبدي يتجرّد من كل الشهوات والملذات..
    والغرض منه للوصول للأجساد لا يكون حباً... يكون رغبة وشهوة
    والمقاصد الأخرى التي تدعوا بأنني لم أطرق باباً من أبوابها.. فأعتقد أنني ذكرت أعظم ما حرم الله في مشاعر الحب وأستغلالها..
    فمقصد ذلك الرجل وخداعه لتلك الفتاة كافي ليكون أذم وأرذل المقاصد.. لهذا أكتفيت به.. وأجده خير إكتفاء ليوصل الهدف من ذلك النص..
    وفي النهاية المقال يتكلم عن حياة فتاة خدعها رجل بأسم الحب.. وهو بعيد كل البعد عنه...
    فلا يحتمل الموضوع ذكر شئ غير أحداثة التي حدثت به..
    وهناك نموذجين حب طاهر صادق.. وحب خاطئ كاذب تمثل بين تلك الفتاة وبين ذلك الرجل..
    هي تحبه لنفسه وروحه وهو يحبها لنفسه لا لنفسها لشهوته لا لمشاعرها لأنه يخفي في أعماقه غرضاً رذيلاً..
    فأيَّ حباً ياعزيزي وأيَّ جانب من الجوانب التي لم أذكرها.. !! ؟
    أهناك حباً أخر تعرفه.. غير ما أعرف !!؟
    أهناك جانباً من جوانب الحب الطاهر يدعوا إلى حب الأجساد مثلما يدعوا إلى حب الأرواح.. !!؟
    أنني في الحب أعرف جانباً واحداً... يتمثل في الطهارة والمصدقية... ويتجرّد من كل ما يفقد طهارته..
    وغير ذلك لا أجده غير الرقص مع الشياطين..
    هنا أشكرك عزيزي على ذلك التوجيه وأحترم رأيك وأقدّره... ولكنه لا يوافق فكري ولاعقلي..
    فلك تقديري..
  9. الصورة الرمزية أبــو عبدالعزيز
    إذاً خلافنا في معرفة الحب ماهو ؟ وهل هو حب مشاعر فقط ؟ أم له جوانب أخرى ؟
    وربما تبنى القصص على فهم خطأ !!
    ولعلنا نتبادل الحوار في مساحة أخررى شكراً لك
  10. الصورة الرمزية الآخــــــــــر

    ليس هناك حب مشاعر أو حب جسد أو حب تسلية..
    هناك حب واحد طاهر أبدي..
    فمن الصعب أن أحب بعض الوقت.. والبعض الآخر أفكر بالخيانة..
    فنحن نؤمن بظواهر الأحداث بأفعالها وأقوالها أما بواطنها لا نعلم منها شيئاً..
    والأحداث التي حدثت بالقصص هي عنوانها ومشاعرها...
    لهذا من الخطأ أن نعرف أحداث قصه ما ونكتب عنها ونقول بعد هذا أنها بنيت على خطأ..
    فأيَّ بناء قد يكون في غير أحداثها.. !! ؟


  11. الصورة الرمزية أبــو عبدالعزيز
    ههه
    مشكور على الإصرار والعزيمة في الدفاع عن رأيك !!

    وعلى رأيك إذا الزوجين إنعدمت بينهم المشاعر
    يعيشون حياه بهيمية حتى لو كان بينهم أولاد !!
  12. الصورة الرمزية الآخــــــــــر


    قهقهة رائعة من إنسان رائع...
    عزيزي ابو عبدالعزيز...
    لقد أكتشفت أن جميع مشاكل البشر هي الحب..
    فلو وجد الناس مكاناً للحب في داخلهم ما كان في حياتهم ما يعيق أمور أحوالهم..
    فمشاعر الحب هي الصلة الوحيدة التي تربط الزوج بزوجته.. وإن أنقطعت تلاشى جميع ما بينهم..
    فتصبح الحياة قائمة على العشرة والأولاد حينها سيصبح كل شئ قائم على الحياة الروتينية..
    مما يتسرب الملل إلى حياتهم..
    شكراً لك مرة أخرى أخي..