الثقة أسم آخر للحب.. !
by
, 21-01-2010 at 15:55 (4470 المشاهدات)
جاءت والدموع في عينيها غارقة...
قالـت : إنكَ قاسي القلب.. وكأنكَ في قسوتك لم تعطي من حبك ومشاعرك وروحك شيئاً..
ولم تذرف دمعاً من أجل محباً أعطى كل مشاعره وقلبه مالم يعطيه لغيرك..
فما كنت يا ربيع القلب أحسب أنني في قلبك رحلة قصيرة وتنتهي منك إلى الأبد..
قلـت : كنتِ رحلة عمري وأجمل ما كان في حياتي قبل أن يكون حبي لديكِ يوماً وليس عمراً..
كنتِ الحب في خلقه وأخلاقه وصدقه وثقته التي ترويني الكثير من الحياة..
كنتِ كل ما لدي وكل ما أملكه في الوجود.. حتى أيقنت بأن حبكِ سيصبح زماناً وليس مجرد ساعة..
حينها رأيتُ نفسي بكِ محلقة عالياً.. ورأيتكِ في قلبي وكأنني لم أرى أحداً في حياتي غيرك..
بل رايتكِ غير كل النساء في عيني.. وبأن حبكِ أطول من كل الأعمار في جمالها وطهارتها..
إلآ إنني الآن أراكِ شيئاً غريباً يختلف عما كنت أجده من قبل.. فما أقرب المسافة بيننا كَقرب الروح للجسد
وما أبعدها الآن بين قلبينا..
قالـت : كل هذا من أجل أني أختبرتُ شيئاً من مشاعرك وبعض شيّم أخلاقك وبعض قيّم المبادئ التي تنتمي لها..
فما كنت أحسب أن ذلك الأختبار سيذهب بك إلى كل هذه المذاهب..
قلـت : حينما يصل المحبين إلى أعلى الدرجات في الحب والطهارة فأنهم وصلوا إلى أعظم ما يكون عليه البشر..
وأكمل ما ينبغي أن تصبح عليه القلوب التي تجتمع على طهارة الحب ووفائه..
وأبعد ما تكون عليه خطايا البشر.. لأن الحب في الحياة يطهرنا ويجعلنا
ملائكة تسمو بكمالها..
والآن بعد كل هذه الأعوام من الحب والشوق والحنين والإخلاص والوفاء.. وبعد ما أعطيتكِ كل ذلك
تأتين لتكتشفين تلك الأخلاق التي أنتمي لها..
ليتك سألتِ أو أمرتِ أرحم على قلبي من أن تتغمصين دور الحية التي تنقض على فريستها..
أرحم من أن تتشبهين بإمرأة أخرى تدعي حبها لي..
لكي تختبر حبي ووفائي لها..
فأنتِ أكثر إمرأة كانت تعرف الأخلاق والمشاعر والصدق في حياتي..
فما كنتُ أعلم قبل اليوم أن المرأة التي تحب وتعاهد من عاهد لها
وتقسم من أقسم لها يمين الإخلاص والوفاء تفتح لرياح الشك باباً
تحطم به تلك الثقة الطاهرة..
فما أحسب إلآ إنكِ خدعتِ نفسك بنفسك
فما كنتُ أحبك لأجازيكِ على حب مثله ولا لأنكِ عاقلة أو جميلة ولا لشئ مما يحب الرجال له النساء..
بل أحببتك للحب نفسه.
قالـت : كنتُ أمازحك ولم أقصد أن يحدث كل ذلك..
ولو كنت أعلم ما سيصل عليه حالنا لبقيتُ بعيدة عن كل تلك
الأفكار التي فرقت بيننا.
قلـت : كل شئ في الحياة نستطيع أن نجرب معه أشياء كثيرة..
ونختبر معه أشياء أكثر إلا الحب..
أنه لا يحب لنفسه أشياء أخرى إلا نفسه..
ولا يقبل أن يتمثل في دور آخر غير دوره..
ويكون من أكثر الأشياء التي تبقى على صدقها وجديتها دون غيرها..
ولا يتعامل في شئ من الأشياء غير ذلك..
بل أنه بداية لكل الأشياء وبقائها.
قالـت : مازلت صغيرة أجهل الكثير من الحياة وأني أتعلم الكثير منك
ما لم أتعلمه من غيرك فأغفر لي أخطائي.
قلـت : أجمل ما في الحب أنه يعلمنا الغوص والسباحة في الحياة
ويجعلنا نسافر في أعماقنا إلى عالم آخر لا يدركه إلا من عرف الحب..
ويجعلنا نختلف كثيراً عن غيرنا ونصبح في قمم الأخلاق ملائكة
ونرى بأعين غير الأعين التي يملكها غيرنا..
وقلوباً تنبض غير نبض تلك القلوب التي لا تعرف الحب..
أنه النور الذي يعكس العيون وينير القلوب فيسكنها
قالـت : ولكني مازلت أحبك ولا أرى في العمر شيئاً غير أن يحبك..
ولا في القلب شيئاً غير أن يهواك..
أني أراهنك على أنك أيضاً تحبني
وتراني في عمرك مثلما رأيتك في عمري..
قلـت : إني أشعر أنكِ تدفعيني لأحـن لحبكِ لكي أنسى جرحاً في الأعماق يشقيني..
فكيف يكون ذلك وسهم شكك في حنايا الروح يدميني..
فيا رفيقتي أستطيع أن أجرب معك كل شئ وأختبر كل شئ
إلا مشاعري في الحب أنها عمري الذي لا أملك غيره.
للمشاعر بقية...