صدق من قال: حياة أصعب
by
, 30-12-2010 at 00:38 (24050 المشاهدات)
/
يقول الشاعر :" من يضحك بالثرمان يضحك بلاسن "
كثير ما يعرض عليّ زملائي مشاكلهم مع شركة الاتصالات ، وينتظرون منّي تفاعل !! فأقابلهم بابتسامه . وهذا يثير بعضا من حفيظتهم المرتبطة باستنزاف محفظتهم. ولا يسألوني عن سبب الابتسامة بل جوابهم لي يكون انفعالي .. بقولهم " أحر ما عندنا ابرد ما عندك " .
بينما الابتسامة كانت حول حدّة انفعالهم ، وأرى أنه من المضحك أن ينفعل أحدا بهذا الشكل في ظل التطوّر الكبير في خدمة الاتصالات وأن كل شيء أصبح بلمسة " زر " انتهى دور المعاريض والملفات الخضر والطوابير .. الخ بل أن حتى الفواتير أصبحت إلكترونية.
ودارت عجلة الزمن ، ومسّني ما مسّهم من ضرّ
كتمت الأمر عنهم وأصبحت استخدم جميع الوسائل المتاحة لي في الشكوى ولكن بعد مضي نصف عام، علِمت أن هناك خلل في تعاملهم مع "الزبون" ، وأن ما أصاب زملائي من غضب كان مبرر وأنني كنت مخطئ في تلك الابتسامة
ابتعدت عن الوسائل الحديثة وذهبت لهم بشحمي ولحمي .. وساعد من حدّة انفعالي . . اعتذار مديرهم وإقراره بالخطأ وأنه " مصيره يِتْصَلّح " . قلت: بعد معاناة نصف عام لن ارضي بأنصاف الحلول، وبدأ يبتسم - حينها تذكرت ابتسامتي أول العام - استفدت من تجربتي في الابتسامة أن أرد عليه الابتسامة.. بابتسامه أخرى واطلب منه تدوين الشكوى خطيا << يعني الرصاصة اللي ما تصيب تدوش
قال : لا يتم تدوين الشكاوي خطية وكل شيء موجود بالشاشة ، وان عليّ الانتظار تحت رحمة نظامهم متى ما " صحصح وفك التعليقه اللي معلقها على أحد فواتيري " راح تنتهي المشكلة ، قلت : وغيرها ، قال : "كان تبي شاهي منعنع اخلي – كومار- يجيبه لك ولا تطلع إلا وخاطرك طيب من شاهينا".
عدت إليه-المدير- يوم أمس قبل أن انشر هذه الفضفضة عملاً بشعرة معاوية ، ومخافة أنني تسرّعت بالحكم عليهم ، لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما ذهبتُ إليه مرةً أخرى ، "جحدني " وقال لي غريبة متأكد انك زرتني فالجهاز ما يذكر لي شيئا عن زيارتك لي ؟!
قلت: هذا بلا أبو يا عقاب، قلنا نبي شيء مكتوب نعتمد عليه. قاطع المحادثة رجل مسنّ واقف خلفي مستندا على عكّاز ..قال لي : يا ولدي " ما أردى من المربوط إلاّ المنفلت " رح يم تسوية النزاعات ولا تجيهم يدينك فاضيه ملف علاقي اخضر ومعروض حجازي واسرد عليهم سالفتك ، ولا تطلع منهم إلا ماسحين كل المبالغ . وخلك من بيّاع الحكي.
قلت له : و هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات ، قال : سِهْلَه 200 دونم ما عندك أحد " عاد تروني مجربهم بس حبيت أتأكد " .
/
[ لم أذهب إلى قسم التصفيات ، بسبب عدم عثوري على ورق حجازي ]
/
فأصبحت الآن أعير شكاوى أصحابي الانفعال اللازم ، وآخر انفعالاتهم شكواهم من عدم دقّة نظام الفواتير وتفاعلا معهم وددت إحصاء فواتيري فوجدت أن لي أربعة خطوط لاسلكية ومثلها سلكية ، ويلزمني اقضي 29يوما أحصيها واليوم الباقي لاستلام نسخة جديدة ، فوضعت حلا لي ولهم بان استقدم محاسب من الخارج وتخصصه "إحصاء فواتير " .
.
.
أمر محزن للغاية ونحن في هذا العصر الذي يتم به حفظ حقوق كافة خلق الله على اختلاف أجناسهم، لا نجد آلية واضحة من خلالها يتم حفظ حقوقنا في أموالنا !!