بلا عنوان
by
, 03-06-2010 at 02:24 (5801 المشاهدات)
من يود الدخول في حوار حول القضية الفلسطينية عليه أولاً اعتبارها قضية إسلامية بالدرجة الأولى فحينما نحدد مرتبة القضية التي نحن بصددها يسهل علينا الإجابة على كل الأسئلة اللاحقة.
اذن القضية الفلسطينية قضية إسلامية و الصراع بين الدين الاسلامي وبقية التيارات التي تتصدى للإسلام وتنوي القضاء عليه لمعرفتهم مسبقاً بأن النصر للإسلام في آخر الأزمنة التي لا يعلمها الا الله عزوجل فحتى موضوع الزمان لايجب ان يكرس له في تفكيرنا حجماً وبعداً معيناً كي لاننشغل بالغيبيات التي لايعلمها إلا هو عز وجل بينما نحن كعباد مكلفين بأمور أخرى وبعيدة عن تحديد آخر الأزمنة و قيام الساعة .
البعض منا يرى ان تحرير فلسطين سيتحقق بإذن الله تعالى في آخر الزمان فلماذا نقوم بالجهاد والدعوات و تكريس القوة في سبيل ذلك بينما الأمر مناطاً بيده تعالى ,,، وهنا فهم خاطئ لمعنى النصر وارتباطه بآخر الزمان أو يوم القيامة فمن يرى ذلك من جهة أحادية كأنما يتهرب من المواجهة ويعتبر كل مقاومة وانتفاضة مجرد انتحار لا أكثر
وهذا التيار الفكري يجتاح عالمنا العربي بسرعة البرق وذلك لتخاذل القوى العربية أمام الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية مما دفع بالبعض من دول المواجهة الى اللجوء الى السلام السلمي وعقد الاتفاقيات على غرار كامب ديفيد و يلغى الجهاد كلياً من كتب المناهج المدرسية ليتم التكريس لمعنى واحد فقط ( ستحرر فلسطين آخر الزمان بالنصر الالهي ...).
بينما لو عدنا للقرآن الكريم لوجدنا أنه يتناول توصيف كامل للمبادئ لدى اليهود حينما قتلوا الانبياء وسفكوا الدماء ونقضهم للمواثيق والخيانة .. فهل من اتصف بهذه الصفات سيكون لأي اتفاق معهم أصداء وحقوق ترتجع لأصحابها بالطبع لا.. ولدينا شواهد عديدة لاداعي لذكرها الآن.
اذن يبقى لدينا الخيار الأوحد هو الجهاد لإخراجهم من الأرض التي مكثوا فيها عندما كانوا ماضيين على شريعة الله تعالى وهذه الأرض ( فلسطين ) لا تعني أنها لهم استناداً لقوله تعالى ( وأن الأرض يرثها عبادي الصالحون ..) ومن البديهي أن لا نرى في أنفسنا صلاحاً اليوم لعدة أسباب لذا وجب علينا أولاً تغيير مابنفوسنا لكي يغير الله تعالى أحوالنا نحو الأفضل وأولى خطوات التغيير هي العودة للدين الحنيف وادراك مقاصد الشريعة والدين في حماية النفس والمال والعرض والدين ونحن نعي كيف نحمي أنفسنا واموالنا .. لذا وجب أن نعي كيف نحمي الدين بالجهاد واقامة حق الله في الأرض .
ومن يتقول بأن النصر قادم آخر الزمان فالقائل لا يعي بأن مقاصد الدين التي تدعو لنصرة الحق فالحق أن ننصر دين الله ونسارع لتحرير أرضه من المحتلين وحماية المقدسات الإسلامية وكلنا يعلم ما للأقصى الشريف من مكانة في نفوس المسلمين .
ومن البشائر النبوية التي أشارت لنصر الاسلام على اليهود في آخر الزمان هي:
البشارة الثالثة : وهى من أعظم وأشرف البشارات التى يزفها إلينا رسول الله محمدصلى الله عليه وسلم ، وهي كما فى الحديث الذى رواه البخارى ومسلم من حديث أبى هريرةرضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم
قال : " لا تقوم الساعةحتى يقاتل المسلمون اليهود " كلام الصادق المصدوق الذي لاينطق عن الهوى.
إذن الهدف بيّن من التكريس للنصر والتحرير ..
أما الوقفة التي تشعرنا بأهمية اللغة العربية ( حتى ) التي حتت قلوب العلماء
وفيها جاء مايلي :
تكون حتى حرف جر يافتى= وحرف نصب لمضارع أتى
وحرفَ عطفٍ ثُمَّّ حرفَالاِبْتِدا= أَرْبَعَـةفَكُنْ لها مُقَيِّــدا
كَمَطْلَعِ الفَجْرِ وحتَّى يَحْكُمَ =النَّاسُ جاءوا كلُّهم حتَّى العُمَى
يا عجب احتىكليب سبني= حتى الجياد ما لها من أرسن
[مطلع الفجر] إشارة إلى آخر آية في سورة القدر(سلام هي حتىمطلع الفجر)
[حتى يحكم] إشارة إلى آية ( حتى يحكمَ اللهُ )
قوله(حتى كليب)إشارة الى قول الفرزدق:
فيا عجب احتى كليب تسبني= كأن أباها نهشل أو مجاشع
وقوله(حتى الجياد) إشارة إلى قول امرىء القيس
نسير بهم حتى تكل مطيهم= وحتى الجياد ما يقدن بأرسان
[أرسُن] جمع رَسَن، وهو لِجَام الفرس
حتى لا تنصب الفعل بل ينصب بأن المضمرة وجوبا بعد حتى
وبعيداً عن اعراب (حتى ) نخلص الى :
إنن الجهاد سيبقى مستمراحتىيأتي هذااليوم سواء طالت المدة أو قصرت فهذا ليس من شاننا ولسنا مكلفين بالبحث عن يوم القيامة ويوم نصر الاسلام إلهياً إنما علينا أن نبدأ من الآن فالدفاع عن الحق ونصرة قضايا الاسلام واجب على كل مسلم ولا يجوز أن يتهرب منها لأي سبب من الاسباب لينضم الى ثلة المتواكلين الذين لاهم لهم في الحياة سوى تلبية رغبات فردية بغض النظر عن القضايا المهمة .
فلعلنا ندرك نصراً اسلامياً وانسانياً وحضارياً قبل مجيء النصر الالهي المنوه عنه في البشائر النبوية فلا يصلح أمر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها وأولها يتجاوزنا لنرجع للفتوحات الاسلامية وكيف تم تحرير بيت المقدس من الصليبيين ليحتل من جديد بموجب مخططات صهيونية وهاهي عمليات هدم الأقصى قائمة فهل نبادر أم ننتظر النصر الألهي وبكلا الحالتين لنا موقف عظيم يوم الموقف العظيم لنسأل عما فعلناه في دنيانا فإما نمتلك الاجابة أو لسوف نكون من الخاسرين.
/