آخــر رســالة...!!
by
, 18-04-2010 at 03:57 (5530 المشاهدات)
ثمة أشياء تبقى حية لاتموت وثمة وقت أصبح يمر بشكلٍ بطيء أما تفاصيل أيامنا فلقد اصبحت هشة ولينة والأمل يهوي مع أولى هبوب الريح .
ولأن الحياة تعني لنا الكثير نخشى أن نسكن سقفاً سريع السقوط وأوطان سريعة الاندثار وأن نحيا عمراً يتأكل بانتظار تحقق تلك الأمنية المنسوجة من خيوط العنكبوت ففي يبداء الحياة لا أحد يعلم من يزرع الورود ومن يزرع الأشواك ويجعل العيش كأنه تابوت .
وكلما أشرق صباح أبحث عن اي شيء قد يعيد لي ماضاع مني ولو بشكل خجول ويوقف تسارع الأشواق التي تحرقني اليك مع أني لست على موعد معك ولكن الخيال يقودني
الى تلك الخطى الملأى بحفيف أوراق يابسة ويائسة لعل ذلك الشوق ينصهر من أهداب ذاكرتي .
ضوضاء المكان لم تجبرني على الرحيل فرغم صخب الملامح وفقدان حواسي وتلك الأوجاع الحزينة التي تتردد على وريدي وأضلعي تحيا أمنية اللقاء على صوت خرير الخواء وضجيج الشوق في الشريان ..
حاولت ان أرمي بذاكرتي من النافذة أمس فلم أجد سوى حشائش سوداء تنمو في داخلي وصحراء مترامية وبضع اختلاسات من ذلك الزمن الطافح بالحلم الفج والأمل القاحل
وعندما هممت بالبحث ضمن أنقاض ذاكرتي عن بقاياك لم أجد أي بريق لطواف حول الرجاء ولم ألمح سوى شهقة اشتياق على هامش الذاكرة مركونة يتسلل منها دخان يتسائل لماذا وئدت؟؟
تموت امانينا وفي حضرة الفناء لا يبقى سوى ذلك الاحتضار الموسوم على ذراع العشق
وأما ليلة الأمس فلازالت تحيا على جنبات الحقيقة الصماء والبكماء فلا أدرك منك الا تباشير بموعد زئبقي وبعض مني لايزال يقيناً لديك بأن ردائي القناعة والفضيلة فلا يشفع ذلك لديك بغفران هفواتي الصغيرة .
حاولت اقتلاع ذلك الجليد المتراكم في فكري ولكن برودة السنوات اثقلت كلامي الموشوم بالحقائق المتمردة فانسلخت من ذاتي بمجرد أني فكرت بالكلام .
ولم أفلح في اقتلاع كلماتك التي تصدح الى الآن في قلبي فكيف يمكنني أن اتجاهل ايحاء البوح ولغة الرسم بالكلمات.
وعدت الى تقاطعات متاهة لامتناهية علها تشهقني إلى مخرج يلوذ الى الوصال ..أو تزفرني في الاثير فألوذ الى التحليق والطيران فيقودني إلى وطن طقوسه من عبادة وفضاءه من طاعة ومعالمه ساجدة للرحمن.
وكانت هذه آخر رسالة ..!!