أزّواج عـرايـا بثـوب الحقيقة العـاريـة.. !!؟
by
, 08-03-2010 at 19:14 (7239 المشاهدات)
كثيراً من البشر في هذا الزمان يعيشون حياتهم في أمور كثيرة تعكسهم وتجعلهم وكأنهم مجبرين على هذه الأمور..
ولعل السبب الحقيقي في ذلك.. هو غياب الحب الحقيقي..
ذلك الزوج والزوجة عاشوا حياتهم الزوجية في بدايتهم على الحب.. وصولاً إلى أكتشافهم أن ما كان بينهم لم يكن حباً..
أكثر مما هو أحتياجاً.. وأن العشرة التي بينهم هي التي أستلمت زمام أمورهم.. وقد يكونوا دخلوا في دائرة التملّك..
وأصبح لكل منهما أعتقاداً بأنه أمتلك الآخر.. وأصبح لا يرى المؤثرات التي قد تؤثر في حياتهم الزوجية..
وبما أن الحب لا يعترف أبداً في مبدأ التّملك.. أخذ حقائبه ورحل عنهم بعيداً..
ومع رحيلهُ أكتشفوا أن ما فات من أيام زواجهم هو أجمل ما أعطاهم..
فالمرأة بكل أحوالها هي كالشجرة في نمائها.. هكذا الله عز وجل خلقها.. عطاء من كل شئ..
ولكن وحده الرجل الذي يجعلها مثمرة أو يتركها تذبل مع أوراقها..
هي مازالت تحتاج.. للحب والعطف.. والحنان.. هكذا هي مخلوقة في داخلها
مليئة بكل معاني الجمال في عذوبتها وطهارتها ورقتها.. بل تحتاج إلى ذلك الإحساس الذي يشعرها بوجودها في حياة زوجها
فكلمة حب صغيرة تسعدها.. وموقف عابر يشقيها
والرجل في بعض الأحيان يكون إما صاحب قلب متقلب.. وإما صاحب فكر دائماً تشغله مشاغل الدنيا وهمومها ومتاعبها
ويرى أنه لا يجد الوقت الذي يتذكر فيه زوجته وما تحتاج إليه.. مع أنه لا عذراً في ذلك أن يشغله الشاغل عن زوجته..
بل لا عذر لأيَّ أمرٍ من أمور الحياة أن يعطي الحق للرجل أن يترك زوجته لمعاناتها وهمومها وأحتياجاتها الجسدية والنفسية..
فتبقى تعاني وحدتها وألامها وقسوة أيامها..
لهذا أجد أن غياب الحب الحقيقي هو السبب الرئيسي لإنتقال الأمور إلى هذه الأحوال.. ووصولها إلى ما لا تجب أن تكون عليه..
بل غيابه هو السبب في أعتمادهم على عشرتهم وأبنائهم..
أنني أشعر لو سألت المرأة عن أجمل أيام زواجها ؟
لقالت : كانت في بداياته.. وأن ما فات منه هو أجمل ما أخذت منه.. لأنها هي الوحيدة التي تدرك تلك المتغيرات التي تطرأ في حياتهم..
لقرّبها للحب ومشاعره وأنتمائها إليه في نفسها وعقلها في أحلامها ويقضتها قبل زواجها..
وأهتمامها أيضاً بعده لتكون أجمل من غيرها وأكثر حضّاً من باقي النساء التي حولها..
فكل هذه التحضيرات والأماني قبل الزواج حقيقية ونابضه في نفس صاحبتها..
ولكنها تسقط مع سقوط أول خيط يربطها في مشاعر الحب مع زوجها.. فتنصدم وتتحول حياتهم إلى غير ما تمنوه في بدايتهم..
قد أوقع ألوم عليهم جميعاً.. حتى لا يغضب مني أحداً..
فيا أيها الرجل..
أنت الذي تقود الأمور وأنت صاحبها وراعيها أليس لك أبناء وتتمنى لهم ما تمنيته لنفسك طوال ما فات من عمرك.. ؟
فعلّمها الحب يا عزيزي.. لتجعل منها مدرسة يتعلم فيها أولادك قبل المدرسة..
علّمها الحب لتكون حياتك أكثر جمالاً وصدقاً وقرباً إليك..
وكنّ معيناً يعينها وعوناً يقف معها في بؤس يومها وشقاء زمانها..
كنّ الشمعة التي تنير ظلامها وطريقها.. والبلسم الذي يطفئ لهيب جراحها وأحزانها..
وأنتِ أيتها المرأة..
أين الحب الذي تحلمين به قبل زواجك.. ؟ أين عطفك وحنانك الذي أودعه في داخلك خالقك.. !؟
أين أساليبك التي يعشقها زوجك ويتمناها.. !؟ أين أحترامك وعنايتك التي يجب أن يشعر بها أيَّ رجل متزوج.. !؟
فيا عزيزتي أنكِ ذلك السكن الذي يلجأ إليه الزوج وقت همومه ومعاناته فكوني له أكثر حرصاً وأهتماماً ليشعر بحبك له..
وبأنه مهما ذهبَ لأيَّ مكان في الدنيا فأنه لا يجد من يخاف عليه ويهتم لأمره أكثر منكِ..
لهذ يجب أن يبقى الحب حتى تبقى معه الأشياء في وضوحها وصدقها.. حينها ستكون الحياة أكثر عطاءً وجمالاً..
ومن وجد حياة زواجه مثلما وصلت إليه حال تلك الأحوال.. يجب أولاً أن ينتزع مبدأ التملّك..
ويحاول بعدها أن يعيد ترتيب الأشياء إلى حالها التي يجب أن تكون عليه..
ويحاول أن يرسم السعادة من جديد ويبحث عن طريقة رائعة صادقة يتسلل منها الحب والأخلاص والأحترام والوفاء
عندها ستعود الحياة أكثر حباً وعطاءً وجمالاً..
وللمشاعر بقية . . .