المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سيرة الجنِّ والنساءِ



راعي الريشا
12-11-2002, 00:15
أعوذُ بكلماتِ الله التامّاتِ من شرِّ ما خلقَ
هكذا تسامعنا في أنديتنا ، ومجالسنا ، أنّ سيرة الجنِّ والنساءِ غيرُ منغلقتينِ أذا فُتحتا ، ويبدو أنّ الواقعَ مؤيدٌ لذلك ، وعندَ الأصوليين : دلالةُ الحسِّ معتبرةٌ عند التعارضِ ،

والواقعُ ، والحسُّ ، يشهدانِ بذلك ،

ولا غروَ في تعلُّقِ الناسِ بسيرِ النساءِ ، فذلك بموجبِ الفطرِ ، والغرائزِ ، وأغلب البشر يتعلقون بالنساءِ تعلقاً غريزياً محضاً ، فيتطلبون من أخبارها ، ما يكون مرغباً في نكاحها ، وهذا شأنُ أغلب الخلقِ ،

وفي الناسِ طائفةٌ تتعلّقُ بالنساءِ تعلقَ عاطفةٍ وإعجابٍ ، وهذا الطائفةُ كانت فيما مضى قليلةً جداً ، وأمّا في عصرنا هذا ، ومع قلّةِ الزواجِ ، وكثرة العوائقِ والصوارف عنه ، فقد ظهر هذا النمطُ الآن وانتشرَ ، وأصبح أحدهم يتعلق من المرأةِ بظاهرٍ منها ، ويصرف في ذلك الأوقاتَ والأموالَ وربما الأنفسَ ، كل ذلك من أجل خطبِ ودّها عاطفياً ،

وهذا مرضٌ مستفحلٌ ، وخطبٌ عضالٌ ، وأخبثُ منهُ وأكذبُ ، هو من يدّعي الزواج بعدهُ ، وهذا يكفيكَ من إبطالِ كلامهِ ظاهرُ حالهِ ،

وقد أصبح من شبهِ المستفيضِ حساً ، والمتواترِ خبراً قلةُ التوافقِ بين الزوجينِ بعد فترةِ حبٍ ، بل في الأغلبِ ينتهي بفشلٍ ذريعٍ ،

وسببُ ذلك أن الحب غايته : صفاةٌ ملائكيةٌ ، يراها أحدها في حبيبهِ ، وأساسُ مادةِ الحب : العمى عن عيوب الحبيب ، والتلذذ برؤيةِ محاسنهِ ، وكمالِ أوصافهِ ،

والزواجُ من ضروراتهِ : رؤيةُ العيوبُ ، وانكشاف المستورِ منها ، وفطِنَ لهذا نبيّنا صلى الله عليهِ وآله وسلّم ، فأرشدنا بقولهِ " لا يفرك مؤمنٌ مؤمنةً ، إذا عاب منها خلقاً رضي منها آخر " ،

ولهذا من القواعدِ المسلّمةِ لدى من يحب ، القاعدةُ التي تقولُ : في حياةِ كل رجلٍ امرأتان : واحدةٌ يحبها ، وأخرى يتزوجها ،

وعلى كل حالٍ : اتفقتِ الأنفسُ في ميلها للنساءِ بموجب الفطرة ، أو العاطفةِ ، ولهذا تتبعوا أخبارها ، واستملحوا لها صفاةٍ ومحاسنَ ، ذكرت في الكتبِ الخاصةِ في أخبار النساءِ ،

ومن أخبارهنَّ ما قالهُ خالد بن صفوان : من تزوّجَ امرأةً فليتزوّجها عزيزةً في قومها ، ذليلةً في نفسها ، أدّبها الغني ، وأذلّها الفقرُ ، حصاناً - يعني عفيفةً - من جارها ، ماجنةً عند زوجها ،

وهذا الذي ذكرهُ خالدُ بنُ صفوانَ تغفلُ عنهُ كثيرٌ من النسوةِ ، فيتحفظنَّ لدى أزواجهنَّ ، ممّا يوجبُ لأزواجهنَّ النفرةَ ، بل وتارةً الاستعاضةَ إمّا بالحرامِ - أجارنا اللهُ - أو بالحلالِ كزوجةٍ أخرى ،

والنساءُ على شدة حبِّ النفوس لهنَّ ، وتعلقها بخبرهنَّ ، إلا أنهنّ ذو مكائدَ وخطرٍ لا يعلمه إلا اللهُ ، وهذا قل أن تسلمَ منه أمرأةٌ ، بل قال النبي صلى الله عليه وآله وسلّم لبعضِ أمهاتِ المؤمنين " إنكن صواحبُ يوسف " ، في إشارةٍ منه صلى الله عليه وآله وسلّم إلى تأصُّلِ ذلك في نفوسهنَّ ،

ولهذا قال وهب بن منبهٍ متندراً بشدةِ كيدهنَّ : عاقبَ اللهُ المرأةَ بعشرِ خصالٍ : شدةُ النفاسِ ، وبالحيضِ ، وبالنجاسةِ في بطنها ، وجعلَ ميراثَ امرأتينِ ميراثَ رجلٍ واحدٍ ، وشهادةَ امرأةٍ كشهادةِ رجلينِ ، وجعلها ناقصةَ عقلٍ ودينٍ لا تصلي أيامَ حيضها ، ولا يسلّمُ عليهنَّ ، وليس عليهنّ جمعةٌ ولا جماعةٌ ، ولا يكون منهنَّ نبيٌ ، ولا تسافرُ إلا بوليٍ ،

وهذا الذي ذكره وهبٌ فيه أشياءُ صحيحةٌ ، وفيه أشياءُ هي تخفيفٌ من اللهِ ورحمةٌ ، وفيه أشياءُ غير مسلمةٍ ، وهي بحمدِ الله واضحةٌ جليةٌ ، والقصد من هذا بيانُ أن المرأةَ لم تسلم من وصفها بالكيدِ والمكرِ البتةَ ،

لن أطيل في النساءِ حتى لا تملّوا ،

وأما الجنُّ ، فهم شقائقُ الإنسِ في التكليفِ ، وقد سبقوا الإنسَ في الخلقِ ، فهم مخلوقون قبل الإنس ، كما قال تعالى (( والجانَّ خلقناهُ من قبلُ من نارِ السّمومِ )) ،

وسمّوا جنّاً لاجتنانهم عن الأبصار أي اختفائهم ، وعدم ظهورهم ، واستتارهم ،

وهم مغايرون للإنس في الخلقةِ والخلقِ ،

ففي الخلقةِ هم مخلوقون من نارٍ ، خلافَ الملائكةِ المخلوقةِ من نورٍ ، وخلافَ الإنسِ المخلوقينَ من طينٍ ، ولهذا لما كان خلقهم من نارٍ ، اكتسبوا خفةَ النارِ وطيشانها ، فأصبحوا يطيرون ، ويتشكلون ، وتتغاير صفاتهم الشكلية ، تبعاً لمادةِ خلقتهم الأصليةِ ،

وأمّا في الأخلاقِ فهم مثل البشرِ في الجملةِ ، فيهم الصادق والكاذب ، والمسلم والكافر ، وإن كانوا في الجملةِ ليسوا مثل البشرِ ، بل هم أطيشُ وأجبنُ وأكذب ،

ويوجد لدى الجنِّ مثل طوائفِ البشرِ ، وقد سألَ الشعبيُّ أحدَ الجنِّ مرةً ، فقال له الشعبيُّ : هل فيكم مثل ما لدى البشرِ من الطوائفِ الضالةِ ؟ فقال الجنيُ نعم ، قال الشعبيُّ : فما هو أخبثها ؟ قال الجنيُ : أخبث طوائفنا هم الرافضةُ ،

ووطعامُ الجنِّ هو العظام ، وروث البهائمِ ونحوها ، وتارةً قد ياكلون من طعامِ البشرِ نفسهِ ، كما وقعَ في قصةِ أبي هريرةَ رضى الله عنهُ ، مع ذلك الجني الذي كان يسرق من الصدقةِ التي جعل النبي صلى الله عليه وآلهِ وسلّمَ عليها أبا هريرةَ ،

وقد حدثني أحد أحفادِ الشيخ العالم : عطية بن محمد سالم - رحمه اللهُ - أن الشيخ مرةً طلب منه إحضار شاي للمجلسِ ، قال فأحضرت الشاي ، وقدمته ، فقال الشيخ صبه ، قال فصببتُ الشاي ، ولم أرَ في مجلسِ الشيخ أحداً إلا هو لوحدهِ !! ، ثم خرجتُ ، وعدتُ بعد فترةٍ ، فوجدت البيالات موزعةً على الطوالاتِ وفيها شايٌ قد شربَ ، قال : فسألتُ الشيخ ، فقال له : قد كان عندي بعض طلبةِ العلمِ من الجنِّ ،

وقد يتمثلون للبشر ، ويتصوّرون لهُ ، وأمّا صورتهم الحقيقةُ فلا يراهم عليها أحدٌ أبداً ، كما قال تعالى (( إنّهم يراكم هو وقبيلهُ من حيث لا ترونهم )) ، فمن رأى شيئاً من الجنِّ ، فإنهُ لم يرهُ على حقيقتهِ ، بل راءهُ على صورةٍ تمثلها ذلك الجنيُ ، وذكر الإمامُ الشافعي رحمه الله أن الأنبياء يروون الجنّ على صورتهم الحقيقةِ ، وهذا ظاهر القرءان والسنة ، وأما غيرهم من البشر فلا يرونهم إلا على صورةٍ يتمثلون بها ،

ومن الغرائب المنقولةِ في هذا ، ما ذكره الإمام ابن كثير ، في كتابهِ البداية والنهاية : أنّه عندما فتح موسى بن نصير بلاد أفريقيا ، أُتي بقوارير مغلقةٍ عليها ختم سليمان صلى الله عليه وسلم ، وكانت هذه القوارير ملقاةً بأحد جزائرِ البحرِ ، ففتحَ إحداها ، فطلع ماردٌ ينفضُ رأسهُ ويقول : والله لا أعودُ لمثلها أبداً ، والله لن أعود ثانيةً ، ثم رفع الماردُ رأسه وقال : مالي لا أرى سليمان ؟؟ ثم غاص في البحر ، فأمر بعدها موسى بن نصير أن تلقى هذه القواريرُ في البحرِ ،

وهذه القصة تدل على طول عمر الجنِّ ، وهذا أمرٌ متفقٌ عليهِ ، فهم في الجملةِ أكبر من الإنس عمراً وأطولُ ،

ولا زال ذكرُ الجن ، وأساطيرهم ، وتلاعبهم ببني آدمَ موجوداً في تراثنا ، بل وحتى في كلامِ العامةِ ، فمثلاً يقولون عندما يريدون إخافةَ الطفلِ : اسكت لا ياخذك البعبع ، وفي بعض النواحي يسمونها بالغولة ، وفي الحجازِ بالنمنم ، وفي الكويت يسمونها : الطنطل ،

ولهم أساطيرُ وقصص تقعُ للكثير من الناسِ ، ويتداولونها وتنتشر ،

والجن تحبُ اللعبِ ببني آدم ، وخصوصاً الضعفةَ منهم ، بل ويحاربون الإنس بمعارك ، وقد جعل النبي صلى الله عليه وآلهِ وسلّم الطاعون من وخز أعدائنا من الجنِّ كما ثبت ذلك في الصحيح ، ولهذا يجبُ التحصن ، وقراءةُ الأذكارِ ، والدعاء بوقايةِ شرهم ،

وهناكَ مسائل مهمةٌ : هل يتزوّج الأنس من الجني ؟ وهل يقعُ ذلك حساً ؟ وكيف يكون مصير الأبناءِ ؟ هل يأخذون حكم الجنِّ وصفاتهم ؟ أم حكم الإنسِ وصفاتهم ؟

النجلا
12-11-2002, 04:06
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوي راعي الريشا حبيت اسألك عن سر ربطك الجن والنساء بهاذا الموضوع معاً؟؟

وحديث (وهب بن منبه) في اي كتاب ذُكر فانا اريد الاستزاده ومن هو وهب بن منبة بالضبط هل هو صحابي ام ماذا ؟؟ وايضا اذا عندك علم عن مايقصد بنقصان العقل عند المرأه واتمنى منك شرحا كافيا ووافيا حيث ان نقصان دينها معروف ويلتبس عليّ نقصان العقل,, ولماذا لايسلم على المرأه بحسب حديث ابن منبّه ؟؟
تحياتي لك وارجوا ان لا تكون اسئلتي ثقيلة عليك
اختك النجــــــــلاء

الفيتو
12-11-2002, 07:11
أعوذُ بكلماتِ الله التامّاتِ من شرِّ ما خلقَ

موضوع جدا جميل ومفيد عن الجن خاصه

بس والله رحمه من الله اننا مانشوف اشكالهم الحقيقيه

تسلم راعي الريشا على ايراد الموضوع لنا