ممدوح المسطح
03-11-2001, 11:58
اخواني اعضاء الشبكه
مساكم الله بكل خير
موضوعي هو موضوع كل مسلم وكل عربي لانه يخص حائط البراق الغني عن التعريف والذي يسميه اليهود حائط المبكى00
هناك حقائق يجب على الجميع ان يعرفها والذي شدني لهذا الموضوع هو انه في احد المرات كنت عند احد زملائي ونشاهد قناة الجزيره وكانت هناك صوره لعدد من اليهود لعنهم الله عند حائط البراق فسألت هل تعرف هذا الحائط فقال لي ( لا ) واستغربت ذلك لذا احببت طرحه لكم لانكم الاهم عندي :
:
:ذات وم, تفجرت جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل الراحلة.. غضبا من النبي موسي لأنه قاد اليهود في التيه سنوات طويلة وعسيرة.. ثم استقر بهم فترة من الزمن القديم والغابر في أرض لم يكتشفوا فيها بترولا, عندما تمكنوا من التسلل إليها ثانية عبر مؤامرات وتحالفات الصهيونية والإمبريالية..
وجولدا مائير هذه, التي تتطاول علي النبي موسي.. لم تتردد في إطلاق أكذوبة صهيونية في محاولة يائسة لنفي وجود الشخصية الفلسطينية. وكان ذلك عندما تطاولت وحاولت العبث بحدود الجغرافيا وتزييف حقائق التاريخ الثابت والمدون بقولتهاالآثمة: إننا لا نعرف شعبا يسمي الشعب الفلسطيني!!
ولم تكن جولدا مائير تطلق هذه الأكذوبة وحدها, وإنما كان يشاطرها في إطلاقها والترويج لها جوقة كبيرة من الزعماء الصهاينة.. منذ ادعي تيودور هيرتزل مؤسس الحركة الصهيونية السياسية أن فلسطين أرض بلا شعب.. وذلك في سياق تبريره للاستعمار الاستيطاني الصهيوني لفلسطين..
وهنا يشير المؤرخون والباحثون السياسيون المعنيون بحركة الصراع الفلسطينيـ الإسرائيلي إلي أن الإسرائيليين المدججين بالسلاح وغطرسة القوة.. أفاقوا, إلا قليلا, من غفوة أكذوبتهم الكبري ع الفلسطيني الغائب.. عندما عصف أطفال الانتفاضة الفلسطينية الأولي التي تفجرت عام1987 بأكذوبتهم..
وكانت المفاجأة الصاعقة التي أذهلت إسرائيل, وأثارت قلقها هي أن الجنرالات الصهاينة لم يتمكنوا, برغم شراستهم ووحشيتهم وتكسيرهم لعظام الأطفال, من قمع الانتفاضة الفلسطينية ولذلك تحايلوا لاصطيادها في شراك اتفاق أوسلو1993.
وهكذا أخفق جنرالات إسرائيل في نفي الفلسطيني بالقوة وهراوات القمع.. وسيفشلون دوما أمام صلابة هذا الشعب العربي العظيم.. وما انتفاضة الأقصي الرهنة سوي برهان ساطع علي ذلك.
وم يتعين الالتفات إليه هنا أن الأكذوبة الصهيونية عن الفلسطيني الغائب كانت تتصدر سلسلة من الأكاذيب الصهيونية التي تستهدف تزييف التاريخ وصولا إلي تقويض الذاكرة الجماعية العربية والإسلامية, ويستخدم الصهاينة في ذلك أجهزة ووسائل الإعلام الإسرائيلية والغربية.
حقائق ساطعة
هذه الأكاذيب الصهيونية التي تستهدف تزييف التاريخ.. هي الفكرة الأساسية التي يسعي كتاب جديد هو كتاب حائط البراق.. أم حائط المبكي إلي كشفها ودحضها. ويبدو هذا بوضوح عندما يشير مؤلف الكتاب الدكتور عادل حسن غنيم, رئيس شعبة الدراسات اتاريخية بمركز بحوث الشرق الأوسط بجامعة عين شمس, إلي أن الصهاينة اختلقوا ـمنذ نشأة حركتهم الصهيونية في أواخر القرن التاسع عشرـ عددا من المزاعم لتبرير إقامة دولتهم في فلسطين. ومن تلك المزاعم التي يدعيها الصهاينة أن بقايا هيكل سليمان موجودة تحت المسجد الأقصي.
وهنا يوضح د. عادل غنيم بثقة المؤرخ المعني بالحقائق الثابتة والواضحة أن حجج اليهود بشأن هذا الزعم تتهاوي سريعا لأنها تفتقر إلي الحقيقة والمنطق. ثم يطلق علي هذا الزعم الصهيوني حقائق تاريخية ساطعة.. فينهار ويصبح ركاما:
1 ـ إن المسجد اأقصي الذي بارك الله من حوله, والذي تردد عليه وعاش من حوله عدد من الأنبياء منهم زكريا ويحيي عليهما السلام, والذي صلي فيه النبي محمد عليه الصلاة والسلام إماما بالأنبياء.. ليس معقولا دينيا أو عقليا أن يكون تحته أثر من آثار الأنبياء سواء كان لسليمان أو لغيره..
2 ـ إن المسجد الأقصي قد بني قبل ظهور سليمان عليه السلام, بأكثر من ألف عام. وبقي المسجد منذ بنائه حتي اليوم.. مركزا للموحدين بالله. ولو كان الهيكل قد بني أولا لكان من الممكن أن يكون لمزاعم الصهاينة سند من الحقيقة.
3 ـ إن الذي ني المسجد الأقصي هو أحد أنبياء الله سواء كان آدم أو إبراهيم أو يعقوب عليهم السلام.. كما أن الذي بني الهيكل هو نبي آخر, وهو سليمان عليه السلام.. والأنبياء لا يتصرفون كبشر, وإنما يتحركون بوحي من السماء, وليس من الأمور المقبولة عقلا أن يأتي نبي ليهدم مكانا بناه نبي قبله ليشيد مكانه هيكلا له..
4 ـ إنه سبق في علم الله أن يكون المسجد الأقصي أولي القبلتين وثالث الحرمين الشريفين عند المسلمين. والسماء لا ترتضي أن يكون مكان بهذه القداسة والمنزلة محلا لصراع أو خلاف أو ادعاء.
5 ـ إنه ورد في لمصادر المختلفة إشارات إلي بناء الهيكل وهدمه عدة مرات, لكن لم ترد إشارة واحدة إلي هدم المسجد الأقصي.. مما يؤكد أن مكان الهيكل ليس محل المسجد الأقصي.
6 ـ إنه رغم قيام سلطات الاحتلال الإسرائيلية بالحفر في مناطق متعددة أسفل الحرم القدسي منذ1967 حتي الآن, فإنها لم تجد إشارة أو شاهدا أو دليلا ولو محدودا لوجود أساسيات لهيكل سليمان تحت المسجد الأقصي, ولو وجدوا لملأوا الدنيا صخبا وضجيجا.
وبرغم ذلك, فإن الصهاينة لايزالون سادرين في غيهم وزعمهم بأن جزءا من الحائط الغربي للحرم القدسي الشريف هوآخر أثر من آثار هيكل سليمان. ويطلق عليهما إعلامهم ومتطرفوهم حائط المبكي.. وهذا هو الموضوع الأساسي والمحوري الذي يعني به هذا الكتاب. ويؤكد د.عادل غنيم أنها مقولة لا تستند إلي أي أساس ديني أو تاريخي أو قانوني.
أهمية القدس
نعم.. إنه حائط البراق, وليس حائط المبكي.
ويستهل المؤلف رصد وتوضيح الأصول الدينية والتاريخية لحائط البراق.. بالإشارة إلي أن حائط البراق يحد الحرم القدسي الشريف من الغرب. وترجع هذه التسمية طبقا لما أشارت إليه مصادر إسلامية عديدة في تفسيرها للآية الكريمة سبحان الذ أسري بعبده ليلا من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصي الذي باركنا حوله..... إلي أن الرسول عليه الصلاة والسلام ركب دابة البراق حتي باب المسجد الأقصي.. حيث ربط الدابة في مكان بالحائط الغربي للحرم.. ودخل المسجد حيث صلي بالأنبياء.. ثم عرج به إلي السموات العلا.
وهكذا تتجلي أهمية بيت المقدس بالنسبة للعرب والمسلمين:
1 ـ أن الله خصها بالعديد من الأنبياء ابتداء من إبراهيم حتي عيسي بن مريم عليهما السلام.
2 ـ أن الله خصها بإسراء ومعراج نبيه الكريم.
3 ـ لأن فيها أولي القبلتين وثالث الحمين الشريفين.
والسؤال الآن: ما هي الصلة أو العلاقة التي تسعي الصهيونية إلي اصطناعها بين المسجد الأقصي وهيكل سليمان؟.. يبادر د.عادل غنيم إلي نفي وجود أية صلة أو علاقة. ويشير إلي أن الهيكل قد بناه في أورشليم سليمان عليه السلام ليكون مركز العبادة اليهودية. وكان الغرض من بنائه هو عبادة الله سبحانه وتعالي, حيث كان الهيكل مسجدا للموحدين.
ويضيف المؤلف أنه ليس هناك دليل علي المكان الذي بني فيه الهيكل. وليس أدل علي ذلك من تناقض وتضارب المصادر فيما يتعلق بتحديد مكانه. وهناك ثلاث روايات في ذا الشأن. فتذكر بعض المصادر أنه بني خارج ساحات المسجد الأقصي, تشير أخري إلي أن مكانه تحت قبة الصخرة.. في حين تدعي المصادر اليهودية أنه تحت المسجد الأقصي.
فما هي قصة هيكل سليمان؟.. تؤكد الوقائع والحقائق والمصادر التاريخية أن الهيكل قد تم بناؤه وهدمه ثلاث مرات. وقد بناه لأول مرة النبي سليمان.. غير أن نبوخذ نصر ملك بابل قد هدمه وأحرقه, بعد أن فرض حصارا علي أورشليم استمر تسعة عشر شهرامن يناير588 حتي يوليو587 قبل الميلاد.
وقد أعيد بناء الهيكل نحو سنة520 ـ515 قبل الميلاد. وبرغمذلك جري هدم الهيكل للمرة الثانية خلال حكم السلوقيين علي يد الملك أنطيوخوس الرابع, بعد قمع الفتنة التي قام بها اليهود عام170 ق.م. ثم أعيد بناء الهيكل للمرة الثالثة علي يد هيرودوس, الذي أصبح حاكما علي اليهود عام40 ق.م. وبرغم ذلك هدم الرومان الهيكل عندما فتحوا مدينة القدس عام70 ميلادية.. وقد دمر الرومان المدينة.. ودمروا الهيكل تماما..
وعندئذ يروي د. عادل غنيم للقارئ نبوءة المسيح عليه السلام بشأن خراب الهيكل.. لأن اليهود لم يحافظوا عليه كمكان للعبادة للموحدين.. وحولوا الهيكل إي سوق وساحة للبيع والشراء.
وطبقا لما ورد في إنجيل متي:
ـ دخل يسوع إلي هيكل الله, وأخرج جميع الذين كانوا يبيعون ويشترون في الهيكل, وقلب موائد الصيارفة, وكراسي باعة الحمام, وقال لهم: مكتوب بيتي للصلاة يدعي, وأنتم جعلتموه مغارة لصوص...
وفي فقرة أخري من الإنجيل, ورد النص التالي: ثم خرج يسوع ومضي من الهيكل, فتقدم تلاميذه لكي يروه أبنية الهيكل, فقال لهم يسوع أما تنظرون جميع هذه, الحق أقول لكم إنه لا يترك ههنا حجرعلي حجر لا ينقض.
وقد تحققت نبوءة المسيح عليه السلام. عندما دمر الرومان الهيكل تدميرا كاملا.. وأخيرا..
فلسطين والتسامح
وعند هذا الحد من الكتاب.. يتطرق المؤلف إلي الحكم العربي لفلسطين.. وأوضاع اليهود في ظل هذا الحكم.. ويوضح أن هذا الحكم استمر نحو أربعة عشر قرنا, باستثناء الفترة التي استولي فيها الصليبيون علي بيت المقدس وأجزاء من فلسطين في الفترة من1099 إلي1291 ميلادية.
غير أن صلاح الدين الأيوبي تمكن من إلحاق الهزيمة بالصليبيين والانتصار عليهم في موقعة حطين عام1187, واسترد بيت المقدس. وقد تابع الظاهر بيبرس وخليفته قطز ما بدأه صاح الدين حتي تم تطهير فلسطين وتحريرها نهائيا من فلول الحملة الصليبية.
وفي ظل الحضارة العربية حظي اليهود بمعاملة طيبة للغاية. فقد سمح لهم المسلمون بممارسة شعائرهم الدينية, ونشاطهم الاقتصادي. كما ازدهرت الحركة الفكرية اليهودية في ظل الحكم العربي. وشارك كثير من علماء اليهود في حضور مجالس العلم عند المسلمين. وألف علماء اليهود كتبا مهمة في اللغة والفلسفة والعلوم.
وعلي النقيض من هذا التسامح والمعاملة الطيبة لليهود في العالم العربي. كانت أوروبا تعامل اليهود معاملة فظة.. وتزج بهم للعيش في حياء خاصة يطلق عليها كلمة جيتو.. بمعني الحي اليهودي أو حارة اليهود.. وعلاوة علي ذلك, كانت أوروبا تتوجس خيفة من اليهود, وتخشي من احتمالات سيطرتهم علي اقتصادياتها.
وفي السياق نفسه يشير د.عادل غنيم إلي أن عددا من السلاطين العثمانيين أحسنوا معاملة اليهود قبل ظهور الأهداف الصهيونية.. وليس أدل علي ذلك من أن السلطان محمد الفاتح سمح لهم بالاستقرار في استانبول عندما جري طرد اليهود من إسبانيا عام1493. وأصدر السلطان بايزيد الثاني أمرا بحسن معاملتهم. ومن ثم, أصبحت فلسطين وأقطار الدولة العثمانيةفي أوائل القرن السادس عشر ملجأ لليهود المطرودين من إسبانيا والبرتغال أو الهاربين من سوء معاملة البلاد الأوروبية الأخري لهم.
وهنا يشير المؤلف إلي ما يمكن أن يسمي بداية أكذوبة حائط المبكي, خلال حكم السلطان العثماني سليمان القانوني(1520 ـ1566 م). فقد شهدت الدولة العثمانية في عهده صحوة حضارية. وامتدت إصلاحاته حتي بيت المقدس.. حيث أمر بإعادة بناء أسوار المدينة.
واللافت للنظر بشأن ذاك السلطان أنه دعا اللاجئين اليهود الذين استقروا في الدولة العثمانية بعد طردهم من إسبانيا للإقامة في بيت المقس. ولذلك تزايد عددهم في القدس.
ويوضح المؤلف أن ما يهمنا هنا هو ما حدث من سليمان القانوني بالنسبة للحائط الغربي للحرم القدسي. ويذكر مرجع أمريكي مهم أن اليهود لم يظهروا في الماضي أي اهتمام بذلك الجزء من الحائط. وليس أدل علي ذلك من أن اليهود كانوا يتجمعون للصلاة علي جبل الزيتون وعند بوابات الحرم. وعندما منعوا من دخول المدينة في أثناء الفترة الصليبية كانوا يصلون عند الحائط الشرقي للحرم.
ويضيف د. عادل غنيم أن تغيرا حدث إبان الحكم المملوكي. فقد أدت هجمات البدو إلي عدم تجمع اليهود للصلاة عل جبل الزيتون.. واتجهوا إلي ساحة قرب الحائط الغربي للحرم القدسي الشريف. وأصدر سليمان الحكيم فرمانا يسمح لهم بمكان محدد للصلاة عند الحائط الغربي.
وهكذا.. سرعان ما اجتذب الحائط الغربي أساطير كثيرة.. ونسج الصهاينة من حوله أكذوبة حائط المبكي.. وهو ما فجر انتفاضة فلسطينية هي انتفاضة البراق عام1929.
:
:
هذا واتمنى لكم الفائده ان شاء الله
شكرا لسعة صدوركم
ودمتم لي اخوانا
مساكم الله بكل خير
موضوعي هو موضوع كل مسلم وكل عربي لانه يخص حائط البراق الغني عن التعريف والذي يسميه اليهود حائط المبكى00
هناك حقائق يجب على الجميع ان يعرفها والذي شدني لهذا الموضوع هو انه في احد المرات كنت عند احد زملائي ونشاهد قناة الجزيره وكانت هناك صوره لعدد من اليهود لعنهم الله عند حائط البراق فسألت هل تعرف هذا الحائط فقال لي ( لا ) واستغربت ذلك لذا احببت طرحه لكم لانكم الاهم عندي :
:
:ذات وم, تفجرت جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل الراحلة.. غضبا من النبي موسي لأنه قاد اليهود في التيه سنوات طويلة وعسيرة.. ثم استقر بهم فترة من الزمن القديم والغابر في أرض لم يكتشفوا فيها بترولا, عندما تمكنوا من التسلل إليها ثانية عبر مؤامرات وتحالفات الصهيونية والإمبريالية..
وجولدا مائير هذه, التي تتطاول علي النبي موسي.. لم تتردد في إطلاق أكذوبة صهيونية في محاولة يائسة لنفي وجود الشخصية الفلسطينية. وكان ذلك عندما تطاولت وحاولت العبث بحدود الجغرافيا وتزييف حقائق التاريخ الثابت والمدون بقولتهاالآثمة: إننا لا نعرف شعبا يسمي الشعب الفلسطيني!!
ولم تكن جولدا مائير تطلق هذه الأكذوبة وحدها, وإنما كان يشاطرها في إطلاقها والترويج لها جوقة كبيرة من الزعماء الصهاينة.. منذ ادعي تيودور هيرتزل مؤسس الحركة الصهيونية السياسية أن فلسطين أرض بلا شعب.. وذلك في سياق تبريره للاستعمار الاستيطاني الصهيوني لفلسطين..
وهنا يشير المؤرخون والباحثون السياسيون المعنيون بحركة الصراع الفلسطينيـ الإسرائيلي إلي أن الإسرائيليين المدججين بالسلاح وغطرسة القوة.. أفاقوا, إلا قليلا, من غفوة أكذوبتهم الكبري ع الفلسطيني الغائب.. عندما عصف أطفال الانتفاضة الفلسطينية الأولي التي تفجرت عام1987 بأكذوبتهم..
وكانت المفاجأة الصاعقة التي أذهلت إسرائيل, وأثارت قلقها هي أن الجنرالات الصهاينة لم يتمكنوا, برغم شراستهم ووحشيتهم وتكسيرهم لعظام الأطفال, من قمع الانتفاضة الفلسطينية ولذلك تحايلوا لاصطيادها في شراك اتفاق أوسلو1993.
وهكذا أخفق جنرالات إسرائيل في نفي الفلسطيني بالقوة وهراوات القمع.. وسيفشلون دوما أمام صلابة هذا الشعب العربي العظيم.. وما انتفاضة الأقصي الرهنة سوي برهان ساطع علي ذلك.
وم يتعين الالتفات إليه هنا أن الأكذوبة الصهيونية عن الفلسطيني الغائب كانت تتصدر سلسلة من الأكاذيب الصهيونية التي تستهدف تزييف التاريخ وصولا إلي تقويض الذاكرة الجماعية العربية والإسلامية, ويستخدم الصهاينة في ذلك أجهزة ووسائل الإعلام الإسرائيلية والغربية.
حقائق ساطعة
هذه الأكاذيب الصهيونية التي تستهدف تزييف التاريخ.. هي الفكرة الأساسية التي يسعي كتاب جديد هو كتاب حائط البراق.. أم حائط المبكي إلي كشفها ودحضها. ويبدو هذا بوضوح عندما يشير مؤلف الكتاب الدكتور عادل حسن غنيم, رئيس شعبة الدراسات اتاريخية بمركز بحوث الشرق الأوسط بجامعة عين شمس, إلي أن الصهاينة اختلقوا ـمنذ نشأة حركتهم الصهيونية في أواخر القرن التاسع عشرـ عددا من المزاعم لتبرير إقامة دولتهم في فلسطين. ومن تلك المزاعم التي يدعيها الصهاينة أن بقايا هيكل سليمان موجودة تحت المسجد الأقصي.
وهنا يوضح د. عادل غنيم بثقة المؤرخ المعني بالحقائق الثابتة والواضحة أن حجج اليهود بشأن هذا الزعم تتهاوي سريعا لأنها تفتقر إلي الحقيقة والمنطق. ثم يطلق علي هذا الزعم الصهيوني حقائق تاريخية ساطعة.. فينهار ويصبح ركاما:
1 ـ إن المسجد اأقصي الذي بارك الله من حوله, والذي تردد عليه وعاش من حوله عدد من الأنبياء منهم زكريا ويحيي عليهما السلام, والذي صلي فيه النبي محمد عليه الصلاة والسلام إماما بالأنبياء.. ليس معقولا دينيا أو عقليا أن يكون تحته أثر من آثار الأنبياء سواء كان لسليمان أو لغيره..
2 ـ إن المسجد الأقصي قد بني قبل ظهور سليمان عليه السلام, بأكثر من ألف عام. وبقي المسجد منذ بنائه حتي اليوم.. مركزا للموحدين بالله. ولو كان الهيكل قد بني أولا لكان من الممكن أن يكون لمزاعم الصهاينة سند من الحقيقة.
3 ـ إن الذي ني المسجد الأقصي هو أحد أنبياء الله سواء كان آدم أو إبراهيم أو يعقوب عليهم السلام.. كما أن الذي بني الهيكل هو نبي آخر, وهو سليمان عليه السلام.. والأنبياء لا يتصرفون كبشر, وإنما يتحركون بوحي من السماء, وليس من الأمور المقبولة عقلا أن يأتي نبي ليهدم مكانا بناه نبي قبله ليشيد مكانه هيكلا له..
4 ـ إنه سبق في علم الله أن يكون المسجد الأقصي أولي القبلتين وثالث الحرمين الشريفين عند المسلمين. والسماء لا ترتضي أن يكون مكان بهذه القداسة والمنزلة محلا لصراع أو خلاف أو ادعاء.
5 ـ إنه ورد في لمصادر المختلفة إشارات إلي بناء الهيكل وهدمه عدة مرات, لكن لم ترد إشارة واحدة إلي هدم المسجد الأقصي.. مما يؤكد أن مكان الهيكل ليس محل المسجد الأقصي.
6 ـ إنه رغم قيام سلطات الاحتلال الإسرائيلية بالحفر في مناطق متعددة أسفل الحرم القدسي منذ1967 حتي الآن, فإنها لم تجد إشارة أو شاهدا أو دليلا ولو محدودا لوجود أساسيات لهيكل سليمان تحت المسجد الأقصي, ولو وجدوا لملأوا الدنيا صخبا وضجيجا.
وبرغم ذلك, فإن الصهاينة لايزالون سادرين في غيهم وزعمهم بأن جزءا من الحائط الغربي للحرم القدسي الشريف هوآخر أثر من آثار هيكل سليمان. ويطلق عليهما إعلامهم ومتطرفوهم حائط المبكي.. وهذا هو الموضوع الأساسي والمحوري الذي يعني به هذا الكتاب. ويؤكد د.عادل غنيم أنها مقولة لا تستند إلي أي أساس ديني أو تاريخي أو قانوني.
أهمية القدس
نعم.. إنه حائط البراق, وليس حائط المبكي.
ويستهل المؤلف رصد وتوضيح الأصول الدينية والتاريخية لحائط البراق.. بالإشارة إلي أن حائط البراق يحد الحرم القدسي الشريف من الغرب. وترجع هذه التسمية طبقا لما أشارت إليه مصادر إسلامية عديدة في تفسيرها للآية الكريمة سبحان الذ أسري بعبده ليلا من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصي الذي باركنا حوله..... إلي أن الرسول عليه الصلاة والسلام ركب دابة البراق حتي باب المسجد الأقصي.. حيث ربط الدابة في مكان بالحائط الغربي للحرم.. ودخل المسجد حيث صلي بالأنبياء.. ثم عرج به إلي السموات العلا.
وهكذا تتجلي أهمية بيت المقدس بالنسبة للعرب والمسلمين:
1 ـ أن الله خصها بالعديد من الأنبياء ابتداء من إبراهيم حتي عيسي بن مريم عليهما السلام.
2 ـ أن الله خصها بإسراء ومعراج نبيه الكريم.
3 ـ لأن فيها أولي القبلتين وثالث الحمين الشريفين.
والسؤال الآن: ما هي الصلة أو العلاقة التي تسعي الصهيونية إلي اصطناعها بين المسجد الأقصي وهيكل سليمان؟.. يبادر د.عادل غنيم إلي نفي وجود أية صلة أو علاقة. ويشير إلي أن الهيكل قد بناه في أورشليم سليمان عليه السلام ليكون مركز العبادة اليهودية. وكان الغرض من بنائه هو عبادة الله سبحانه وتعالي, حيث كان الهيكل مسجدا للموحدين.
ويضيف المؤلف أنه ليس هناك دليل علي المكان الذي بني فيه الهيكل. وليس أدل علي ذلك من تناقض وتضارب المصادر فيما يتعلق بتحديد مكانه. وهناك ثلاث روايات في ذا الشأن. فتذكر بعض المصادر أنه بني خارج ساحات المسجد الأقصي, تشير أخري إلي أن مكانه تحت قبة الصخرة.. في حين تدعي المصادر اليهودية أنه تحت المسجد الأقصي.
فما هي قصة هيكل سليمان؟.. تؤكد الوقائع والحقائق والمصادر التاريخية أن الهيكل قد تم بناؤه وهدمه ثلاث مرات. وقد بناه لأول مرة النبي سليمان.. غير أن نبوخذ نصر ملك بابل قد هدمه وأحرقه, بعد أن فرض حصارا علي أورشليم استمر تسعة عشر شهرامن يناير588 حتي يوليو587 قبل الميلاد.
وقد أعيد بناء الهيكل نحو سنة520 ـ515 قبل الميلاد. وبرغمذلك جري هدم الهيكل للمرة الثانية خلال حكم السلوقيين علي يد الملك أنطيوخوس الرابع, بعد قمع الفتنة التي قام بها اليهود عام170 ق.م. ثم أعيد بناء الهيكل للمرة الثالثة علي يد هيرودوس, الذي أصبح حاكما علي اليهود عام40 ق.م. وبرغم ذلك هدم الرومان الهيكل عندما فتحوا مدينة القدس عام70 ميلادية.. وقد دمر الرومان المدينة.. ودمروا الهيكل تماما..
وعندئذ يروي د. عادل غنيم للقارئ نبوءة المسيح عليه السلام بشأن خراب الهيكل.. لأن اليهود لم يحافظوا عليه كمكان للعبادة للموحدين.. وحولوا الهيكل إي سوق وساحة للبيع والشراء.
وطبقا لما ورد في إنجيل متي:
ـ دخل يسوع إلي هيكل الله, وأخرج جميع الذين كانوا يبيعون ويشترون في الهيكل, وقلب موائد الصيارفة, وكراسي باعة الحمام, وقال لهم: مكتوب بيتي للصلاة يدعي, وأنتم جعلتموه مغارة لصوص...
وفي فقرة أخري من الإنجيل, ورد النص التالي: ثم خرج يسوع ومضي من الهيكل, فتقدم تلاميذه لكي يروه أبنية الهيكل, فقال لهم يسوع أما تنظرون جميع هذه, الحق أقول لكم إنه لا يترك ههنا حجرعلي حجر لا ينقض.
وقد تحققت نبوءة المسيح عليه السلام. عندما دمر الرومان الهيكل تدميرا كاملا.. وأخيرا..
فلسطين والتسامح
وعند هذا الحد من الكتاب.. يتطرق المؤلف إلي الحكم العربي لفلسطين.. وأوضاع اليهود في ظل هذا الحكم.. ويوضح أن هذا الحكم استمر نحو أربعة عشر قرنا, باستثناء الفترة التي استولي فيها الصليبيون علي بيت المقدس وأجزاء من فلسطين في الفترة من1099 إلي1291 ميلادية.
غير أن صلاح الدين الأيوبي تمكن من إلحاق الهزيمة بالصليبيين والانتصار عليهم في موقعة حطين عام1187, واسترد بيت المقدس. وقد تابع الظاهر بيبرس وخليفته قطز ما بدأه صاح الدين حتي تم تطهير فلسطين وتحريرها نهائيا من فلول الحملة الصليبية.
وفي ظل الحضارة العربية حظي اليهود بمعاملة طيبة للغاية. فقد سمح لهم المسلمون بممارسة شعائرهم الدينية, ونشاطهم الاقتصادي. كما ازدهرت الحركة الفكرية اليهودية في ظل الحكم العربي. وشارك كثير من علماء اليهود في حضور مجالس العلم عند المسلمين. وألف علماء اليهود كتبا مهمة في اللغة والفلسفة والعلوم.
وعلي النقيض من هذا التسامح والمعاملة الطيبة لليهود في العالم العربي. كانت أوروبا تعامل اليهود معاملة فظة.. وتزج بهم للعيش في حياء خاصة يطلق عليها كلمة جيتو.. بمعني الحي اليهودي أو حارة اليهود.. وعلاوة علي ذلك, كانت أوروبا تتوجس خيفة من اليهود, وتخشي من احتمالات سيطرتهم علي اقتصادياتها.
وفي السياق نفسه يشير د.عادل غنيم إلي أن عددا من السلاطين العثمانيين أحسنوا معاملة اليهود قبل ظهور الأهداف الصهيونية.. وليس أدل علي ذلك من أن السلطان محمد الفاتح سمح لهم بالاستقرار في استانبول عندما جري طرد اليهود من إسبانيا عام1493. وأصدر السلطان بايزيد الثاني أمرا بحسن معاملتهم. ومن ثم, أصبحت فلسطين وأقطار الدولة العثمانيةفي أوائل القرن السادس عشر ملجأ لليهود المطرودين من إسبانيا والبرتغال أو الهاربين من سوء معاملة البلاد الأوروبية الأخري لهم.
وهنا يشير المؤلف إلي ما يمكن أن يسمي بداية أكذوبة حائط المبكي, خلال حكم السلطان العثماني سليمان القانوني(1520 ـ1566 م). فقد شهدت الدولة العثمانية في عهده صحوة حضارية. وامتدت إصلاحاته حتي بيت المقدس.. حيث أمر بإعادة بناء أسوار المدينة.
واللافت للنظر بشأن ذاك السلطان أنه دعا اللاجئين اليهود الذين استقروا في الدولة العثمانية بعد طردهم من إسبانيا للإقامة في بيت المقس. ولذلك تزايد عددهم في القدس.
ويوضح المؤلف أن ما يهمنا هنا هو ما حدث من سليمان القانوني بالنسبة للحائط الغربي للحرم القدسي. ويذكر مرجع أمريكي مهم أن اليهود لم يظهروا في الماضي أي اهتمام بذلك الجزء من الحائط. وليس أدل علي ذلك من أن اليهود كانوا يتجمعون للصلاة علي جبل الزيتون وعند بوابات الحرم. وعندما منعوا من دخول المدينة في أثناء الفترة الصليبية كانوا يصلون عند الحائط الشرقي للحرم.
ويضيف د. عادل غنيم أن تغيرا حدث إبان الحكم المملوكي. فقد أدت هجمات البدو إلي عدم تجمع اليهود للصلاة عل جبل الزيتون.. واتجهوا إلي ساحة قرب الحائط الغربي للحرم القدسي الشريف. وأصدر سليمان الحكيم فرمانا يسمح لهم بمكان محدد للصلاة عند الحائط الغربي.
وهكذا.. سرعان ما اجتذب الحائط الغربي أساطير كثيرة.. ونسج الصهاينة من حوله أكذوبة حائط المبكي.. وهو ما فجر انتفاضة فلسطينية هي انتفاضة البراق عام1929.
:
:
هذا واتمنى لكم الفائده ان شاء الله
شكرا لسعة صدوركم
ودمتم لي اخوانا