مشاهدة النسخة كاملة : بيتٌ........وتعليق
أو وقفة مع (بيت)...
هو عنوان موضوعي هذا الذي أحببت أن أطرحه عليكم... عشاق الفصحى.
يا من تمسّكتم بها حين قل طالبوها.
موضوعي هذا عبارة عن بيت من الشّعر له هدف ومغزى...حكمة وغاية...
نطابقه على واقعنا الاجتماعي....وندندن حوله بفضل الكلام.
أعجبتني الفكرة فأحببت ان أطرحها.....إن لقيت قبولاً فهو ما أردت...وإن كان غير ذلك .....تبقى فكرة.
وسأبدأ..ببيت الشّعر الذي يقول:
وما للمرءِ خير في حياةٍَ .....إذا ما عُدّ من سقط المتاع.
فمن سيشرفنا ويتحفنا........بأول ردّ وتعليق...؟
الشيخ/عبدالله الواكد
15-10-2002, 12:42
الاخ الفاضل متعجب حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
هذه الفكرة رائدة في استدرار المواضيع
فلك مني جزيل الشكر وهذه أول دندنة حول هذا البيت :
هناك تفاضل بين الناس ، وهذا التفاضل مبني على ما لديهم من مباديء وقيم شرعية وخلقية قال تعالى ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) وقال صلى الله عليه وسلم ( المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف ) وقال ( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ) وليس هذا التفاضل مبنيا على الأمور الظاهرية قال تعالى فى المنافقين ( وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم ، كأنهم خشب مسندة ) وقال تعالى ( مثل الذين كفروا أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف ) انما هو في الامور الجوهرية أي أن الانسان يبدأ بنفسه ثم الاخرين وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يخصف النعل ويحلب الشاة ويساعد أهله في بيته ،
فالناس في مجتمعنا الحاضر علاقاتهم مبنية على أمرين إما المودة والرحمة أو المصالح ، فالمودة والرحمة تكون بدوافع ذاتية من المرء نفسه والمصالح تكون من الطرفين فقد لا تصاحبها المودة او الرحمة كالتعامل مع غير المسلمين كما ذكر سبحانه انه لم ينهانا عن برهم والاقساط اليهم ، وقد أيد الشرع نفع الاخرين وحث عليه قال صلى الله عليه وسلم ( من استطاع منكم ان ينفع أخاه فليفعل ) ،
اذن فالمرء لا يعيش في هذه الحياة لوحده إنما في وسط مجتمع يحيق به من كل جانب له في هذا المجتمع أخذ وعطاء ودين ووفاء وسعادة وشقاء ، وقيمته في هذا المجتمع تكمن في أمرين : نفعه اللازم ونفعه المتعدي ، فاللازم نفعه لنفسه في دينه واستقامته وخلقه وأدبه وان لا يكون كقول الشاعر :
العيس في البيداء يهلكها الظما
والماء فوق ظهورها محمول
ثم النفع المتعدي ابتداء بالاقربين فالاقربون اولى بالمعروف ،
ثم اللذين يلونهم وهكذا وكلما شمل نفعه سواء كان حسي او معنوي بقعة أكبر في المجتمع كلما أحس الناس بقيمة المرء وكلما دخل من أبواب الندرة كلما ارتفعت قيمته ، فإن غاب سأل الناس عنه وفقدوه بينما الاخر لا يشعر بغيابه أحد ، والشاعر عبر في هذا البيت :
وما للمرء خير في حياة
اذا ما عد من سقط المتاع
يذكر ضمنا وصراحا نوعين من المتاع وهما نفيس المتاع وسقط المتاع
فالنفيس هو ما يستفيد منه صاحبه بل ربما لا يستغني عنه بحال فيحفظه في أنسب الاماكن ويستخدمه في اصعب المهمات ويواجه به اشرف الناس وأما سقط المتاع فهو ما لا فائدة منه بل ربما أثقل كاهل صاحبه بحمله وحفظه بل ربما فقده فما سأل عنه أو ربما فرح بفقده له ليرتاح من همه ،
وكذلك الناس فقد يكون المرء عالما أو مربيا أو تاجرا أو صانعا فيكون عضوا فعالا في مجتمعه فيكون من النفيس ، ولربما كان خلاف ذلك عاطلا مهملا كسولا صاحب مشاكل ومصدر ازعاج لاهله ومجتمعه فهذا هو السقط الذي لا خير فيه
وبالمناسبة : أذكر أن أبا لأطفال عاطل كسول كلما أمسك بوظيفة تركها وأم الاولاد تكدح وتصرف على البيت والاولاد وعليه أيضا ، فعمد هذا السقط الكسول الى الريال والريالين التي تضعها الام في جيوب اطفالها ليشتروا بها فسحة يأكلونها ، وبدأ يسرقها من جيوبهم ليشتري بها علب سجائر يكوي بها قلبه والعياذ بالله ، فأي أب هذا ، بل وأي سقط متاع هذا وشاكلته .
نسأل الله أن يجعلنا متوادين متراحمين آمين
مع شكري وتقديري للأخ متعجب صاحب الفكرة
واسمحوا فقد كان التعليق على عجالة
أخوكم / عبدالله الواكد
المشرف العام
15-10-2002, 21:36
فكره جميله اخي :متعجب ..
وتفاعل اجمل من اخي .. ابو فهد ..
سجلني من المتابعين
بارك الله فيك
شكرا لك أخي ( متعجب )
فالفكرة جديدة رائعة ...
وقد قال العرب قديما ( لا عطر بعد عروس )
وأظن أن تعليقي بعد تعليق شيخنا الفاضل ( عبد الله الواكد ) عبث لا محالة
فأكتفي بما قال .. ولك الشكر ثانيا
وعلى المحبة ,,,
سعد الحطاب
16-10-2002, 02:52
شكرا للمتعجب على هذا الطرح
ثم اشكر الشيخ الواكد عل التغطية الشاملة للموضوع
إلا اني اود المشاركة نظرا لأهمية الفكرة .
إذا اراد الله بقوم سوءا اعطاهم الجدل ومنعهم العمل
والعاجز من اتبع نفسه هواها.
وانشد الشاعر:
وما المرء إلاحيث يجعل نفسه...ففي صالح الأعمال نفسك فاجعل
وقال بعض الحكماء: لاشيء احسن من عمل زانه علم.
وقال بعضهم:
وإني إذا باشرت امرا اريده...تدانت أقاصيه وهان أشده
فقد جاء في تفسير قوله تعالى ((وعلمناه صنعة لبوس لكم))
أي دروع من حديد، وذلك ان داود عليه السلام كان يدور
في الصحاري فاذا رأى من لايعرفه تحدث معه في أمر داود
فإذا سمعه عابه بشيء يصلحه من نفسه فسمع يوما من يقول:
إني لا أجد في داود عيبا إلا أنه يأكل من غير كسبه ، فعند
ذلك صلى داود في محرابه وتضرع بين يدي الله تعالى ، وسأله
ان يعلمه ما يستعين به على قوته ، فعلمه الله تعالى صنعة
الحديد فاحترفها.
الحياة تقوم على السعي والعطاء وحياة بلا عطاء عقيمة
كما ورد المعني في البيت الذي طرحه الأخ المتعجب فعلى المرء
ان يعمل في الحياة ويحذر مجالسة العاجز ، فإنه من سكن إلى
عاجز أعداه من عجزه وعوده على قلة الصبر ونساه مافي العواقب
وبالعجز والكسل تولدت الفاقة ونتجت الهلكة.
والله الموفق للصواب
تحياتي
سعد الحطاب
حقيقةَ..كنت أريد أن أتكلم بكل حرية وأجول يميناً وشمالاً في هذا الموضوع.
لكن ردّك.....كمم الافواه وجعلت من يريد أن يعقب بشئ...لابد أن يسير بإتجاه جبري ويدور في فلك أسلوبك.....وهو كما أعلمه من نفسي أمر لا أقواه.
كل الشكر لك وللإخوة الافاضل ...المشرف.......العذب.......الخطاب.
على ما ابدوه من تجاوب .
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir