الشيخ/عبدالله الواكد
07-07-2022, 06:25
خطبة
عيد الأضحى المبارك
لعام 1443 هـ
كتبها / عبدالله بن فهد الواكد
إمام وخطيب جامع الواكد بحائل
الخطبة الأولى
الحَمْدُ للهِ واللهُ أكبرُ
اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، وَلِلهِ الحَمْدُ
اللهُ أَكْبَرُ عَدَدَ مَنْ أَقْبَلَ وأدْبَرَ ، وعَدَدَ مَنْ سَبَّحَ واسْتَغْفَرَ ، وهَلَّلَ وَكَبَّرَ ، اللهُ أكْبَرُ ، عَدَدَ مَنْ طَافَ وسَعَى ، وقصَّرَ ورَمَى ، اللهُ أكْبَرُ ، عَدَدَ مَنْ وَقَفَ بِعَرَفَاتٍ ، وَرَمَى الجَمَرَاتَ ، اللهُ أكْبَرُ ولِلهِ الحَمْدُ ، وأشهَدُ أنْ لا إلَهَ إلاَّ اللهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً
أمَّا بَعْدُ أيُّهَا المُسْلِمُونَ : فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالَى حَقَّ التَّقْوَى ، فَإِنَّ التَّقْوَى هِيَ زِمَامُ الأُمُورِ، وهيَ الحِرْزُ مِنَ الوُقُوعِ فِي المَحْذُورِ ، قَالَ تَعَالَى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْعَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ).
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ : أَصْلُ الدِّينِ وَأَسَاسُهُ الشَّهَادَتَانِ ، شَهَادَةُ أُنْ لاَ إلهَ إلَّا اللهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ ، الدِّينُ هُوَ تَوْحِيدُ اللهِ والإِخْلاصُ لَهُ ، وَالإِيمَانُ بِرَسُولِهِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ والسِّلامُ ، وَاتِّبَاعُ شَرْعِ اللهِ وَسُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَاْشْكُرُوُا الَّذِي أَظْهَرَ الدِّينَ وَأَبْزَغَهُ ، وَأَتَمَّ الفَضْلَ وَأَسْبَغَهُ .
أَيُّهَا النَّاسُ : يُنَسَّأُ لَكُمْ فِي آجَالِكُمْ ، فَزِيدُوا فِي أَعْمَالِكُمْ ، فَالسَّعِيدُ مَنْ وُفِّقَ لِصَالِحِ عَمَلِهِ ، وَرَبَتْ فِي صَحَائِفِهِ الْحَسَنَاتُ ، وَأُزْلِفَتْ لَهُ الْجَنَّاتُ ، وَرُفِعَتْ لَهُ الدَّرَجَاتُ ، فَلِلَّهِ الأمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ ، فهُوَ الجَدِيرُ بِأَنْ يُذْكَرَ وَيُحْمَدَ ، وَهُوَالْحَقِيقُ بِأَنْ يُشْكَرَ ويُعْبَدَ ، فاحْمَدُوا العَزِيزَ الحَمِيدَ ، وَاشْكُرُوا المُبْدِيءَ المُعِيدَ ، هَذَا اليَوْمُ ، هُوَ يَوْمُ الحَجِّ الأكْبَرِ ، مَوْسِمٌ كَرِيمٌ ، وَيَوْمٌ عَظِيمٌ ، رَفَعَ اللهُ قَدْرَهُ ، وأعْلَى ذِكْرَهُ ، جَعَلَهُ اللهُ عِيدًا لِلْمُسْلِمِينَ ، حُجَّاجًا ومُقِيمِينَ ، كَانَ الْحَجِيجُ يَوْمَ الأمْسِ بِعَرَفَةَ ، فَبَلَغُوا مِنَ الأَمْرِ شَرَفَهُ ، وَكُلُّهُمْ قَضَى تَفَثَهُ ، أَوْصَى النَبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فِي يَومِ عَرَفَةَ بِالقُرْآنِ الكَرِيمِ وَقَالَ: إِنَّكُمْ لَنْ تَضِلُّوا مَا اعْتَصَمْتُمْ بِكِتَابِ اللهِ وَسُنَّةِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالْسَّلَامُ
أيُّهَا المُسْلِمُونَ : هَذِهِ الأَضَاحِي ، الَّتِي أَنْعَمَ اللهُ بِهَا عَلَيْكُمْ ، هِيَ مِلَّةُ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ، وَسُنَّةُ رَسُولِكم الكَرِيمِ ، فَفِي الصَّحِيحَيْنِ أَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، ( ضَحَّى بِكَبْشَيْنِ أَقْرَنَيْنِ أَمْلَحَيْنِ ، ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ ) وَسَمَّى وَكَبَّرَ.
اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلاَّ اللهُ، واللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحمدُ
أيُّهَا الِإخْوَةُ المُسْلِمُونَ : يَوْمُ النَّحْرِ شَرِيعَةٌ وَمَنْسَكٌ ، وَمَدْرَسَةٌ عَظِيمَةٌ ، لِنَحْرِ القَطِيعَةِ وَالشَّتَاتِ ، وَالشِّقَاقِ وَالنِّزَاعَاتِ ، وَالتَّبَاغُضِ وَالمُشَاحَنَاتِ ، التِي هَتَكَتْ اللُّحْمَةَ ، وَشَتَّتَ الأُمَّةَ ، وَفَرَّقَتْ الكَلِمَةَ ، فَاجْعَلُوا هَذَا الْعِيدَ ، نَاسِخاً لِمَا قَبْلَهُ مِنْ حُظُوظِ النَّفْسِ ، وَمَزَالِقِ الْهَوَى ،
الدِّينُ أيُّهَا المُسْلِمُونَ : ألَّفَ بَيْنَ الأَعْدَاءِ ، فَأَصْبَحُوا بِنِعْمَةِ اللهِ أَحِبَّةً وأَشِقَّاءَ ، فَلَا تُفَرِّقَنَّكُمْ هَذِهِ الدُّنْيَا فَهِيَ دَارُ غُرُورٍ ، وَلَا يَغُرَّنَكُمْ بِاللهِ الغَرُورُ ( وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا (
اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحَمدُ
الإِسْلاَمُ ياَ أَهْلَ الإِسْلاَمِ ، بِنَاءٌ لَهُ فِنَاءٌ ، فَالبِنَاءُ شَامِلٌ شَامِخٌ ،وَالفِنَاءُ أَكْنَفَ الأَفْرَادَ وَالمُجْتَمِعَاتِ ، الإِسْلاَمُ دِينُ رَحْمَةٍ وَرِفْقٍ وَتَسَامُحٍ ، وَمَحَبَّةٍ وَإِخَاءٍ وَتَصَالُحٍ ، الإِسْلاَمُ بَرَاءٌ مِمَّا أُلْصِقَ بِهِ وَدُسَّ فِيهِ ، الإِسْلاَمُ جَاءَ بِعِصْمَةِ الأَنْفُسِ ، وَحِفْظِ الأَمْوَالِ والأَعْرَاضِ ، دَخَلَتْ أُمَمُ الأَرْضِ دِينَ الْإِسْلاَمِ ، لَمَّا رَأَوْ سَمَاحَةَ الإِسْلاَمِ وصِدْقَهُ وَعَدْلَهُ ، دَخَلُوهُ وَصَارُوا دُعَاةً لِلإِسْلاَمِ فِي بُلْدَانِهِمْ ، فَلْنُحَافِظْ عَلَى شَجَرَةِ الإِسْلاَمِ المُورِقَةِ ، وَلاَ نَطْمِسْ تِلْكَ المَآثِرَ الْمُشْرِقَةَ ، بِسُوءِ فَهْمِنَا لِمَقَاصِدِ الشَّرِيعَةِ الْغَرَّاءِ ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحَمدُ
أيُّهَا المُسْلِمُونَ : أَنْتُمْ فِي مُجْتَمَعٍ لَا يَخْلُوا مِنْ أَهْلِ الْعَوَزِ الحَاجَةِ ، فَكُونُوا لِهَؤُلَاءِ أَنْهَاراً جَارِيَةً ، وَقُلُوباً حَانِيَةً ، وَاعْلَمُوا أَنَّ لِبَاسَ الْعِيدِ الَّذِي تَلْبَسُونَ ، إنَّما هُوَ زِينَةٌ لِلْأَبْدَانِ ، ( وَلِبَاسُ التَّقْوى ذَلِكَ خَيْرٌ )
يَوْمُكُمْ هَذَا هُوَ يَوْمُ بِرِّ الْكِبَارِ ، وَرَحْمَةِ الْصِّغَارِ ، يَوْمُكُمْ هَذَا هُوَ يَوْمُ الدُّعَاءِ لِلْمَوْتَى بِالرَّحْمَةِ وَالْمَغْفِرَةِ ، وَلِلْمَرْضَى بِالشِّفَاءِ وَالعَافِيَةِ ، وَلِلْأَسْرَى وَالمَسْجُونِينَ بِالعِتَاقِ وَالفَرَجِ ، ولِلْغَائِبِينَ بِالعَوْدَةِ سَالِمِينَ ، وَلِأُمَّةِ الإِسْلَامِ بِالنَّصْرِ وَالتَّمْكِينِ ، وَالثَّبَاتِ عَلَى هَذَا الدِّينِ ،
اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحَمدُ
أيُّهَا المُسْلِمُونَ ، اللهَ اللهَ بِصَلَاتِكُمْ وَبَاقِي عِبَادَاتِكُمْ ، وَاحْفَظُوا لِلْعُلَمَاءِ قَدْرَهُمْ ، وَلِوُلَاةَ الأَمْرِ بَيْعَتَهُمْ ، وَكُونُوا يَداً وَاحِدَةً ، وَصَفاًّ وَاحِداً ، فَمَا دُمتُمْ كَذَلِكَ فَلَنْ يَنَالَ عَدُوٌّ مِنْكُمْ نَيْلاً ، فَكَمَا تَرَوْنَ العَالَمَ الْيَوْمَ ، في فِتَنٍ مَائِجَةٍ ، وَمِحَنٍ رَائِجَةٍ ، فَالْجَؤُوا إِلَى اللهِ وَاسْأَلُوهُ أَنْ يَرْفَعَ عَنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ مَا أَصَابَهَا ، وَاحْذَرُوا الْفِتَنَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ، إِحْذَرُوها واحذروا التَّسْوِيغَ لَهاَ ، وَالتَّهْوِينَ مِنْ شَأْنِهَا ، فَأَنْتُمْ بِفَضْلِ اللهِ فِي بِلَادٍ آمِنَةٍ مُطْمَئِنَّةٍ ، ، فالْزَمُوا الْعَقِيدَةَ الصَّافِيَةَ ، كِتَابَ اللهِ وَسُنَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَعَلَيْكُمْ بِمَنْهَجِ الوَسَطِيَّةِ فِي الدِّينِ ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً) وَإِيَّاكُمْ وَالْغُلُوُّ وَالتَّطَرُّفُ ، تَرَاحَمُوا وَتَلَاحَمُوا وتَسَامَحُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا ، إِحْذَرُوا الرِّبَا ، وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا، وَاجْتَنِبُوا المُسْكِرَاتِ وَالمُخَدِّرَاتِ، أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ( مَنْ عَمِلَ صَـٰلِحًا مّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَوٰةً طَيّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ )
وَأسْأَلُ اللهَ أَنْ يُبَارِكَ لِي ولَكُمْ فِي الْقُرْآنِ، وَيَنْفَعُنَا بِالآيَاتِ وَالْهُدَى وَالْبَيَانِ ، وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ وَتُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ .
الخطبة الثانية
الحَمْدُ للهِ واللهُ أكبرُ.
اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحَمْدُ ، الحَمْدُ لِلهِ مُعِيدِ الأَعْيَادِ ، المُنَزَّهِ عَنِ الشُّرَكَاءِ وَالأنْدَادِ ، وَأَشْهَدُ أنْ لَا إلهَ إلَّا اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
عِبَادَ اللهِ : مِنْ أَعْظَمِ مَا يَتَقَرَّبُ بِهِ الْعِبَادُ إِلَى اللهِ فِي هَذِهِ الأَيَّامِ ، هِيَ الأَضَاحِي ( لَنْ يَنَالَ اللهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَاؤُهَا وَلَـٰكِن يَنَالُهُ ٱلتَّقْوَىٰ مِنكُمْ ) يَقُولُ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((أَيَّامُ الْعِيدِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ لِلهِ تَعَالى))
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : ذَبْحُ الأَضَاحِي يَبْدَأُ بَعْدَ الفَرَاغِ مِنْ صَلَاةِ الْعِيدِ وَيَنْتَهِي بِغُرُوبِ شِمْسِ اليَوْمِ الرَّابِعِ مِنْ أَيَّامِ العِيدِ ، فَمَنْ كَانَ يُحْسِنُ الذَّبْحَ فَلْيَذْبَحْ إِضْحِيتَهُ بِنَفْسِهِ، وَمَنْ لَا يُحْسِنُهُ فَلْيُوَكِّلْ غَيْرَهُ ، وَارْفُقُوا بِالْبَهَائِمِ ، وَلْيُرِحْ أَحَدُكُمْ ذَبِيحَتَهُ، وَلْيُحِدْ شَفْرَتَهُ، فِإِنَّ اللهَ كَتَبَ الإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ ، وَلْيَقُلْ أَحَدُكُمْ عِنْدَ ذَبْحِهَا : بِسْمِ اللهِ وَاللهُ أَكْبَرُ، اللَّهُمَّ هَذَا مِنْكَ وَلَكَ ، اللهُمَّ هَذِهِ عَنِّي أَوْ عَنْ فُلَانٍ أَو فُلَانَةَ، وَيُسَمِّي صَاحِبَهَا ويُلحِقُ صَاحِبُهَا مَنْ شَاءَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ الْأَحْيَاءِ وَالمَيِّتِينَ ، وَكُلُوا مِنْهَا وَأَهْدُوا وَتَصَدَّقُوا قالَ تَعَالى ( فَكُلُواْ مِنْهَا وَأَطْعِمُواْ ٱلْقَـٰانِعَ وَٱلْمُعْتَرَّ) وَلَا يُعْطَي الْجَزَّارُ أُجْرَتَهُ مِنْهَا.
اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحَمْدُ. يَا نِسَاءَ المُسْلِمِينَ : أَنْتُنَّ أَشْرَفُ نِسَاءِ هَذَا الزَّمَانِ ، فَاْحْتَشِمْنَ ، وَاْغْضُضْنَ الأَبْصَارَ ، وَاْحْفَظْنَ الفُرُوجَ ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى )
اللهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلامَ وَالمُسلمِينَ وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالمُشْرِكينَ اللهُمَّ آمِنَّا فِي أوطَانِنَا وَأَصْلِحْ أئِمَتَنَا وَوُلاةَ أمُورِنَا ، وانْصُرْ جُنْدَنَا ، وَاحْفَظْ حُجَّاجَ بَيْتِكَ الحَرَامَ ، وَأَصْلِحْ أَحْوَالَ المُسْلِمِينَ فِي كُلِّ مَكَانٍ ، اللهُمَّ اجْعَلْ عِيدَنَا عيدَ أمنٍ في الأوطانٍ وصِحَّةٍ فِي الأبْدَانِ وحِفْظٍ للأهلِ والولدانِ سبحانَ ربِّكَ ربِّ العزةِ عما يصفونَ، وسلامٌ على المرسلينَ، والحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وصلى اللهُ على نبيِّنا محمدٍ وعلى آلِهِ وأصحابِهِ أجمعينَ، والتابعينَ ومن تبعهُم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
عيد الأضحى المبارك
لعام 1443 هـ
كتبها / عبدالله بن فهد الواكد
إمام وخطيب جامع الواكد بحائل
الخطبة الأولى
الحَمْدُ للهِ واللهُ أكبرُ
اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، وَلِلهِ الحَمْدُ
اللهُ أَكْبَرُ عَدَدَ مَنْ أَقْبَلَ وأدْبَرَ ، وعَدَدَ مَنْ سَبَّحَ واسْتَغْفَرَ ، وهَلَّلَ وَكَبَّرَ ، اللهُ أكْبَرُ ، عَدَدَ مَنْ طَافَ وسَعَى ، وقصَّرَ ورَمَى ، اللهُ أكْبَرُ ، عَدَدَ مَنْ وَقَفَ بِعَرَفَاتٍ ، وَرَمَى الجَمَرَاتَ ، اللهُ أكْبَرُ ولِلهِ الحَمْدُ ، وأشهَدُ أنْ لا إلَهَ إلاَّ اللهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً
أمَّا بَعْدُ أيُّهَا المُسْلِمُونَ : فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالَى حَقَّ التَّقْوَى ، فَإِنَّ التَّقْوَى هِيَ زِمَامُ الأُمُورِ، وهيَ الحِرْزُ مِنَ الوُقُوعِ فِي المَحْذُورِ ، قَالَ تَعَالَى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْعَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ).
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ : أَصْلُ الدِّينِ وَأَسَاسُهُ الشَّهَادَتَانِ ، شَهَادَةُ أُنْ لاَ إلهَ إلَّا اللهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ ، الدِّينُ هُوَ تَوْحِيدُ اللهِ والإِخْلاصُ لَهُ ، وَالإِيمَانُ بِرَسُولِهِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ والسِّلامُ ، وَاتِّبَاعُ شَرْعِ اللهِ وَسُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَاْشْكُرُوُا الَّذِي أَظْهَرَ الدِّينَ وَأَبْزَغَهُ ، وَأَتَمَّ الفَضْلَ وَأَسْبَغَهُ .
أَيُّهَا النَّاسُ : يُنَسَّأُ لَكُمْ فِي آجَالِكُمْ ، فَزِيدُوا فِي أَعْمَالِكُمْ ، فَالسَّعِيدُ مَنْ وُفِّقَ لِصَالِحِ عَمَلِهِ ، وَرَبَتْ فِي صَحَائِفِهِ الْحَسَنَاتُ ، وَأُزْلِفَتْ لَهُ الْجَنَّاتُ ، وَرُفِعَتْ لَهُ الدَّرَجَاتُ ، فَلِلَّهِ الأمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ ، فهُوَ الجَدِيرُ بِأَنْ يُذْكَرَ وَيُحْمَدَ ، وَهُوَالْحَقِيقُ بِأَنْ يُشْكَرَ ويُعْبَدَ ، فاحْمَدُوا العَزِيزَ الحَمِيدَ ، وَاشْكُرُوا المُبْدِيءَ المُعِيدَ ، هَذَا اليَوْمُ ، هُوَ يَوْمُ الحَجِّ الأكْبَرِ ، مَوْسِمٌ كَرِيمٌ ، وَيَوْمٌ عَظِيمٌ ، رَفَعَ اللهُ قَدْرَهُ ، وأعْلَى ذِكْرَهُ ، جَعَلَهُ اللهُ عِيدًا لِلْمُسْلِمِينَ ، حُجَّاجًا ومُقِيمِينَ ، كَانَ الْحَجِيجُ يَوْمَ الأمْسِ بِعَرَفَةَ ، فَبَلَغُوا مِنَ الأَمْرِ شَرَفَهُ ، وَكُلُّهُمْ قَضَى تَفَثَهُ ، أَوْصَى النَبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فِي يَومِ عَرَفَةَ بِالقُرْآنِ الكَرِيمِ وَقَالَ: إِنَّكُمْ لَنْ تَضِلُّوا مَا اعْتَصَمْتُمْ بِكِتَابِ اللهِ وَسُنَّةِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالْسَّلَامُ
أيُّهَا المُسْلِمُونَ : هَذِهِ الأَضَاحِي ، الَّتِي أَنْعَمَ اللهُ بِهَا عَلَيْكُمْ ، هِيَ مِلَّةُ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ، وَسُنَّةُ رَسُولِكم الكَرِيمِ ، فَفِي الصَّحِيحَيْنِ أَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، ( ضَحَّى بِكَبْشَيْنِ أَقْرَنَيْنِ أَمْلَحَيْنِ ، ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ ) وَسَمَّى وَكَبَّرَ.
اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلاَّ اللهُ، واللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحمدُ
أيُّهَا الِإخْوَةُ المُسْلِمُونَ : يَوْمُ النَّحْرِ شَرِيعَةٌ وَمَنْسَكٌ ، وَمَدْرَسَةٌ عَظِيمَةٌ ، لِنَحْرِ القَطِيعَةِ وَالشَّتَاتِ ، وَالشِّقَاقِ وَالنِّزَاعَاتِ ، وَالتَّبَاغُضِ وَالمُشَاحَنَاتِ ، التِي هَتَكَتْ اللُّحْمَةَ ، وَشَتَّتَ الأُمَّةَ ، وَفَرَّقَتْ الكَلِمَةَ ، فَاجْعَلُوا هَذَا الْعِيدَ ، نَاسِخاً لِمَا قَبْلَهُ مِنْ حُظُوظِ النَّفْسِ ، وَمَزَالِقِ الْهَوَى ،
الدِّينُ أيُّهَا المُسْلِمُونَ : ألَّفَ بَيْنَ الأَعْدَاءِ ، فَأَصْبَحُوا بِنِعْمَةِ اللهِ أَحِبَّةً وأَشِقَّاءَ ، فَلَا تُفَرِّقَنَّكُمْ هَذِهِ الدُّنْيَا فَهِيَ دَارُ غُرُورٍ ، وَلَا يَغُرَّنَكُمْ بِاللهِ الغَرُورُ ( وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا (
اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحَمدُ
الإِسْلاَمُ ياَ أَهْلَ الإِسْلاَمِ ، بِنَاءٌ لَهُ فِنَاءٌ ، فَالبِنَاءُ شَامِلٌ شَامِخٌ ،وَالفِنَاءُ أَكْنَفَ الأَفْرَادَ وَالمُجْتَمِعَاتِ ، الإِسْلاَمُ دِينُ رَحْمَةٍ وَرِفْقٍ وَتَسَامُحٍ ، وَمَحَبَّةٍ وَإِخَاءٍ وَتَصَالُحٍ ، الإِسْلاَمُ بَرَاءٌ مِمَّا أُلْصِقَ بِهِ وَدُسَّ فِيهِ ، الإِسْلاَمُ جَاءَ بِعِصْمَةِ الأَنْفُسِ ، وَحِفْظِ الأَمْوَالِ والأَعْرَاضِ ، دَخَلَتْ أُمَمُ الأَرْضِ دِينَ الْإِسْلاَمِ ، لَمَّا رَأَوْ سَمَاحَةَ الإِسْلاَمِ وصِدْقَهُ وَعَدْلَهُ ، دَخَلُوهُ وَصَارُوا دُعَاةً لِلإِسْلاَمِ فِي بُلْدَانِهِمْ ، فَلْنُحَافِظْ عَلَى شَجَرَةِ الإِسْلاَمِ المُورِقَةِ ، وَلاَ نَطْمِسْ تِلْكَ المَآثِرَ الْمُشْرِقَةَ ، بِسُوءِ فَهْمِنَا لِمَقَاصِدِ الشَّرِيعَةِ الْغَرَّاءِ ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحَمدُ
أيُّهَا المُسْلِمُونَ : أَنْتُمْ فِي مُجْتَمَعٍ لَا يَخْلُوا مِنْ أَهْلِ الْعَوَزِ الحَاجَةِ ، فَكُونُوا لِهَؤُلَاءِ أَنْهَاراً جَارِيَةً ، وَقُلُوباً حَانِيَةً ، وَاعْلَمُوا أَنَّ لِبَاسَ الْعِيدِ الَّذِي تَلْبَسُونَ ، إنَّما هُوَ زِينَةٌ لِلْأَبْدَانِ ، ( وَلِبَاسُ التَّقْوى ذَلِكَ خَيْرٌ )
يَوْمُكُمْ هَذَا هُوَ يَوْمُ بِرِّ الْكِبَارِ ، وَرَحْمَةِ الْصِّغَارِ ، يَوْمُكُمْ هَذَا هُوَ يَوْمُ الدُّعَاءِ لِلْمَوْتَى بِالرَّحْمَةِ وَالْمَغْفِرَةِ ، وَلِلْمَرْضَى بِالشِّفَاءِ وَالعَافِيَةِ ، وَلِلْأَسْرَى وَالمَسْجُونِينَ بِالعِتَاقِ وَالفَرَجِ ، ولِلْغَائِبِينَ بِالعَوْدَةِ سَالِمِينَ ، وَلِأُمَّةِ الإِسْلَامِ بِالنَّصْرِ وَالتَّمْكِينِ ، وَالثَّبَاتِ عَلَى هَذَا الدِّينِ ،
اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحَمدُ
أيُّهَا المُسْلِمُونَ ، اللهَ اللهَ بِصَلَاتِكُمْ وَبَاقِي عِبَادَاتِكُمْ ، وَاحْفَظُوا لِلْعُلَمَاءِ قَدْرَهُمْ ، وَلِوُلَاةَ الأَمْرِ بَيْعَتَهُمْ ، وَكُونُوا يَداً وَاحِدَةً ، وَصَفاًّ وَاحِداً ، فَمَا دُمتُمْ كَذَلِكَ فَلَنْ يَنَالَ عَدُوٌّ مِنْكُمْ نَيْلاً ، فَكَمَا تَرَوْنَ العَالَمَ الْيَوْمَ ، في فِتَنٍ مَائِجَةٍ ، وَمِحَنٍ رَائِجَةٍ ، فَالْجَؤُوا إِلَى اللهِ وَاسْأَلُوهُ أَنْ يَرْفَعَ عَنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ مَا أَصَابَهَا ، وَاحْذَرُوا الْفِتَنَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ، إِحْذَرُوها واحذروا التَّسْوِيغَ لَهاَ ، وَالتَّهْوِينَ مِنْ شَأْنِهَا ، فَأَنْتُمْ بِفَضْلِ اللهِ فِي بِلَادٍ آمِنَةٍ مُطْمَئِنَّةٍ ، ، فالْزَمُوا الْعَقِيدَةَ الصَّافِيَةَ ، كِتَابَ اللهِ وَسُنَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَعَلَيْكُمْ بِمَنْهَجِ الوَسَطِيَّةِ فِي الدِّينِ ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً) وَإِيَّاكُمْ وَالْغُلُوُّ وَالتَّطَرُّفُ ، تَرَاحَمُوا وَتَلَاحَمُوا وتَسَامَحُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا ، إِحْذَرُوا الرِّبَا ، وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا، وَاجْتَنِبُوا المُسْكِرَاتِ وَالمُخَدِّرَاتِ، أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ( مَنْ عَمِلَ صَـٰلِحًا مّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَوٰةً طَيّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ )
وَأسْأَلُ اللهَ أَنْ يُبَارِكَ لِي ولَكُمْ فِي الْقُرْآنِ، وَيَنْفَعُنَا بِالآيَاتِ وَالْهُدَى وَالْبَيَانِ ، وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ وَتُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ .
الخطبة الثانية
الحَمْدُ للهِ واللهُ أكبرُ.
اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحَمْدُ ، الحَمْدُ لِلهِ مُعِيدِ الأَعْيَادِ ، المُنَزَّهِ عَنِ الشُّرَكَاءِ وَالأنْدَادِ ، وَأَشْهَدُ أنْ لَا إلهَ إلَّا اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
عِبَادَ اللهِ : مِنْ أَعْظَمِ مَا يَتَقَرَّبُ بِهِ الْعِبَادُ إِلَى اللهِ فِي هَذِهِ الأَيَّامِ ، هِيَ الأَضَاحِي ( لَنْ يَنَالَ اللهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَاؤُهَا وَلَـٰكِن يَنَالُهُ ٱلتَّقْوَىٰ مِنكُمْ ) يَقُولُ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((أَيَّامُ الْعِيدِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ لِلهِ تَعَالى))
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : ذَبْحُ الأَضَاحِي يَبْدَأُ بَعْدَ الفَرَاغِ مِنْ صَلَاةِ الْعِيدِ وَيَنْتَهِي بِغُرُوبِ شِمْسِ اليَوْمِ الرَّابِعِ مِنْ أَيَّامِ العِيدِ ، فَمَنْ كَانَ يُحْسِنُ الذَّبْحَ فَلْيَذْبَحْ إِضْحِيتَهُ بِنَفْسِهِ، وَمَنْ لَا يُحْسِنُهُ فَلْيُوَكِّلْ غَيْرَهُ ، وَارْفُقُوا بِالْبَهَائِمِ ، وَلْيُرِحْ أَحَدُكُمْ ذَبِيحَتَهُ، وَلْيُحِدْ شَفْرَتَهُ، فِإِنَّ اللهَ كَتَبَ الإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ ، وَلْيَقُلْ أَحَدُكُمْ عِنْدَ ذَبْحِهَا : بِسْمِ اللهِ وَاللهُ أَكْبَرُ، اللَّهُمَّ هَذَا مِنْكَ وَلَكَ ، اللهُمَّ هَذِهِ عَنِّي أَوْ عَنْ فُلَانٍ أَو فُلَانَةَ، وَيُسَمِّي صَاحِبَهَا ويُلحِقُ صَاحِبُهَا مَنْ شَاءَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ الْأَحْيَاءِ وَالمَيِّتِينَ ، وَكُلُوا مِنْهَا وَأَهْدُوا وَتَصَدَّقُوا قالَ تَعَالى ( فَكُلُواْ مِنْهَا وَأَطْعِمُواْ ٱلْقَـٰانِعَ وَٱلْمُعْتَرَّ) وَلَا يُعْطَي الْجَزَّارُ أُجْرَتَهُ مِنْهَا.
اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحَمْدُ. يَا نِسَاءَ المُسْلِمِينَ : أَنْتُنَّ أَشْرَفُ نِسَاءِ هَذَا الزَّمَانِ ، فَاْحْتَشِمْنَ ، وَاْغْضُضْنَ الأَبْصَارَ ، وَاْحْفَظْنَ الفُرُوجَ ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى )
اللهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلامَ وَالمُسلمِينَ وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالمُشْرِكينَ اللهُمَّ آمِنَّا فِي أوطَانِنَا وَأَصْلِحْ أئِمَتَنَا وَوُلاةَ أمُورِنَا ، وانْصُرْ جُنْدَنَا ، وَاحْفَظْ حُجَّاجَ بَيْتِكَ الحَرَامَ ، وَأَصْلِحْ أَحْوَالَ المُسْلِمِينَ فِي كُلِّ مَكَانٍ ، اللهُمَّ اجْعَلْ عِيدَنَا عيدَ أمنٍ في الأوطانٍ وصِحَّةٍ فِي الأبْدَانِ وحِفْظٍ للأهلِ والولدانِ سبحانَ ربِّكَ ربِّ العزةِ عما يصفونَ، وسلامٌ على المرسلينَ، والحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وصلى اللهُ على نبيِّنا محمدٍ وعلى آلِهِ وأصحابِهِ أجمعينَ، والتابعينَ ومن تبعهُم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.