الشيخ/عبدالله الواكد
13-08-2020, 10:40
خطبة جمعة
بعنوان
رحلة الكبد
كتبها / عبدالله فهد الواكد
إمام وخطيب جامع الواكد بحائل
24/12/1441
الخطبة الأولى
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي زَيَّنَنَا بِالإِيمَانِ، وَكَرَّهَ إِلَيْنَا الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَأَشْهَدُ أَنَّ َنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيه وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ، وَعَلَى مَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ : فَأُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ القائل : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : يَقُولُ اللهُ عزَّ وَجَلَّ : بِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ (لَا أُقْسِمُ بِهَٰذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنتَ حِلٌّ بِهَٰذَا الْبَلَدِ (2) وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ (4) ( سورة البلد )
أَقْسَمَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَذَا البَلَدِ مَكَّةَ المُكَرَّمَةِ ، يُخَاطِبُ نَبِيَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُقِيمٌ فِيهَا ثُمَّ أَقْسَمَ بِوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ يَعْنِي أَنَّ اللهَ أَقْسَمَ بِالبَلَدِ وَمَنْ عَلَيْهَا مِنْ النَّاسِ قَالَ قَتَادَةُ : آدَمُ وَمَا َوَلَدَ ، وَكَانَ جَوَابُ القَسَمِ بَعْدَ ذَلِكَ ، ( لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ ) قَالَ بَعْضُ أَهْلِ التَّأْوِيلِ كَابْنِ عَبَّاسٍ وَالحَسَنِ وَقَتَادَةَ : لَقَدْ خَلَقْنَا ابْنَ آَدَمَ فِي شِدَّةٍ وَعَنَاءٍ وَنَصَبٍ ،
وقَالَ لَبِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ رَاثِياً أَخَاهُ الجَاهِلِيَّ أَرْبَدْ :
عَيْنِ هَلاَّ بَكَيْت ِ أَرْبَدَ إِذْ
قُمْنَا وَقَامَ الخُصُومُ فِي كَبَدْ
وَكَبَدُ الإِنْسَانِ يَبْدَأُ مِنْ مَجَارِي العَقِيدَةِ وَالإِيمَانِ ، مَعَ قَلْبِهِ وَمَا يُعَانِيهِ مَعَ هَذَا القَلْبِ مِنْ إِصْلاَحٍ وَمُعَاهَدَةٍ فَقَدْ وَجَدَ بَعْضُ الصَّحَابَةِ ذَلِكَ ، يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَأْتِي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ كَذَا وَكَذَا حَتَّى يَقُولَ لَهُ مَنْ خَلَقَ رَبَّكَ فَإِذَا بَلَغَ ذَلِكَ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللهِ وَلْيَنْتَهِ " فَالوَسَاوِسُ وَالأَوْهَامُ التِي يُوِرِدُهَا الشَّيْطَانُ عَلَى ابْنِ آدَمَ ، فَيُدَافِعَهَا المُسْلِمُ بِإِيمَانِه وَيَقِينِهِ كُلُّ ذَلِكَ مِنْ المُكَابَدَةِ ، وَكَثِيرًا مَا يَقَعُ الشَّبَابُ الَذِينَ قَلَّ عِلْمُهُمْ وَتَطَاوَلَتْ أَعْنَاقُهُمْ لِلْمُنَاقَشَاتِ فَرَائِسَ لِلْمُشَكِّكِينَ فِي الإِنْتَرْنِتْ مِنْ المُتَمَلْحِدِينَ مِنْ بَنِي جِلْدَتِنَا ، فَالشَّيْطَانُ قَدْ يَكُونُ مِنْ شَيَاطِينِ الإِنْسِ ، فَلاَ تُغَامِرْ بِعَقِيدَتِكَ أَيُّهَا المُسْلِمْ ، وَاْسَأَلْ اللهَ الثَّبَاتَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : ﴿رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ﴾[8 آل عمران ] وَعَنْ أَنَسٍ رَضِىَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: ((كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: ((يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ))، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، آمَنَّا بِكَ، وَبِمَا جِئْتَ بِهِ، فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا؟ قَالَ: ((نَعَمْ، إِنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ، يُقَلِّبُهَا كَيْفَ يَشَاءُ))(رواه الترمذي وصححه الألباني ) وَهَذِهِ هِيَ المُكَابَدَةُ التِي تُؤَرِّقُ الصَّالِحِينَ الذِينَ تَحُومُ هُمُومُهُمْ حَوْلَ صَلَاحِ قُلُوبِهِمْ ، لِأَنَّ هَذِهِ المُضْغَةَ إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ ، كَمَا جَاءَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ يَأْتِي بَعْدَ ذَلِكَ مُكَابَدَةُ المُسْلِمِ مَعَ مَنْ حَوْلِهِ مِنْ النَّاسِ ، مَعَ زَوْجَتِهِ وَأَبْنَائِهِ وَبَنَاتِهِ وَأُسْرَتِهِ وَأَقَارِبِهِ وَجِيرَانِهِ ، قَالَ تَعَالَى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ) التغابن 14 ) وَالحَمْدُ للهِ الذِي قَالَ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأوْلاَدِكُمْ وَلَمْ يَقُلْ كُلُّهُمْ فَبَعْضُهُمْ وَلِلهِ الحَمْدُ مَنْ يُسَاعِدُ عَلَى طَاعَةِ اللهِ، وَيَكُونُ عَوْنًا عَلَيْهَا، ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ عَدُوًّا يَصْرِفُ عَنْ طَاعَةِ اللهِ وَقَدْ يُنَازِعُ المَرْءَ فِي دِينِهِ وَدُنْيَاهُ ، وَفِي هَذَا الزَّمَانِ التِي كَثُرَتْ فِيهِ وَسَائِلُ الشَّرِّ وَتَعَدَّدَتْ سُبُلَهُ وَصَارَ لِوَاءُ الأُسْرَةِ فِي يَدِ المُتَغَيِّرَاتِ التِي تَمُوجُ بِالنَّاسِ فَي كُلِّ صَوْبٍ ، صَارَتْ التَّرْبِيَةُ عِبْئًا يَنُوءُ بِالعُصْبَةِ أُولِيِ القُوَّةِ ، فَمَعَاييرُ العَيْشِ التِي كَانَ النَّاسُ بِهَا مُكْتَنِفُونَ ، وَمِنْ خِلاَلِهَا يَتَواصَلُونَ ، وَعَلَى ضَوْئِهَا يُصْلِحُونَ وَيُرَبُّونَ ، هَتَكَتْهَا العَوْلَمَةُ الرَّقَمِيَّةُ ، وَمَزَّقَتْهَا المَدَنِيَّةُ الإِفْتِرَاضِيَّةُ ، فَأَصْبَحَ البَيْتُ حَارَةً ، وَالحَيُّ قَارَّةً ، وَأَصْبَحَ أَحَدُنَا يَضَعُ يَدَهُ عَلَى قَلْبِهِ ، قَبْلَ أَنْ يَضَعَ الأُخْرَى عَلَى فَرْعِ وَلَدِهِ ، خَوْفًا مِنْ أَنْ تَفِرَّ شَوَارِدُهُ ، وَتَنْفِرَ مَوَارِدُهُ ، أَصْبَحَتْ التَّرْبِيَةُ فِي هَذَا الزَّمَانُ إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللهُ كَمَنْ يَسْبَحُ بِأُسْرَتهِ فِي مُحيطٍ ، فَالتقْنِيَةُ وَالإِنْتَرْنِت وَالمُودِيلَاتُ وَالمُغْرِيَاتُ ، هَذَا إِنْ لَمْ يُبْتَلَى أَحَدُهُمْ بِعَاهَةٍ أَوْ مَرَضٍ حَمَانَا اللهُ وَإيَّاكُمْ ، فَهَمُّ هَذِهِ الذُّرِّيَّةِ يَصْحَبُنَا حَتَّى يُيَسِّرَ اللهُ لَهُمْ الزَّوَاجُ ، وَتَدْنُوا لَهُمْ الفَجِاجُ ، نَسْأَلُ اللهَ لَنَا وَلَهُمْ الصَّلاَحَ ،
ثُمَّ يَأْتِي بَعْدَ ذَلِكَ مُكَابَدَةُ هَذِهِ الدُّنْيَا بَعَرَضِهَا وَمَالِهَا وَكَدِّهَا وَتَعَبِهَا قَالَ تَعَالَى ﴿ إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ ﴾ فَيَأْتِي عَلَى المَرْءِ كَبَدُ الكَدِّ وَرِحْلَةُ البَحْثِ عَنْ لُقْمَةِ العَيْشِ فَيْعْتَرِي ذَلِكَ مَا يَعْتَرِيهِ مِنْ نَصَبِ المُعَافَرَةِ ، وَدُولَابِ الغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ ، لِيُوَفِّرَ لِأُسْرَتِهِ عِيشَةً كَرِيمَةً ، تُغْنِيهِ عَنْ الإِسْتِجْدَاءِ ، فَيَظَلُّ فِي هَذِهِ الرِّحْلَةِ الطَّوِيلَةِ حَتَّى تَسُوقُهُ الحَياَةُ إِلَى شُطْئَانِ التَّقَاعُدِ ، فَمَا أَشَدَّ نَصَبَ هَذِهِ الرِّحْلَةِ نَاهِيكَ عَنْ مُكَابَدَةِ الأَمْرَاضِ وَالأَسْقَامِ وَوَصَبِهَا نَسْأَلُ اللَهَ أَنْ يُعِينَنَا عَلَيْهَا وأَنْ يَشْفِيَ مَرْضَانَا وَمَرْضَى المُسْلِمِينَ ،
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : إعْلَمُوا أَنَّ هَذِهِ الدُّنْيَا عَلَى ذَلِكَ جُبِلَتْ ،
أَلَا إِنَّمَا الدُّنْيَا كَنَظْرَةِ أَيْكَةٍ
إِذَا اخْضَرَّ مِنْهَا جَانِبٌ جَفَّ جَاِنبُ
فَلَا تَكْتَحِلْ عَيْنَاكَ مِنْهَا بِعَبْرَةٍ
عَلَى ذَاهِبٍ يَوْمًا فَإِنَّكَ ذَاهِبُ
يَنْبَغِي لِلْمُسْلِمِ أَنْ يَصْبِرَ عَلَى رِحْلَةِ الكَبَدِ وَيَحْرِصَ عَلَى دِينِهِ وَعِبَادَتِهِ وَلْيُسْلِمْ نَفْسَ الرِّضَى لِقَدَرِ اللهِ وَسُلْطَانِهِ
قَالَ تَعَالَى (إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّىٰ إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ ۚ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (24) يونس ))
بارك اللَّهُ لي ولكم بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَ نَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِسُنَّةِ نَبِيِّهِ الْكَرِيمِ أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الثانية
إِنَّ الحَمْدَ للهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَستَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، َوأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرَا
أمّا بَعْدُ : أَيُّهَا الْنَّاسُ : فَأُوصِيكُمْ ونفْسِي بِتقْوى اللهِ تعالَى القَائِلِ ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُون ))
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : مُنْذُ العَامِ المَاضِي وَنَحْنُ فِي مُكَابَدَةٍ جَمَاعِيَّةٍ وَفَرْدِيَّةٍ مَعَ هَذاَ الوَبَاءِ الذِى عَاثَ فِي العَالَمِ أَجْمَعَ ، فَأَغْلَقَتْ الدُّوَلُ حُدُودَهَا وَأَوْصَدَتْ المَتَاجِرُ أَبْوَابَهَا ، وَفُرِضَ عَلَى النَّاسِ حَجْرًا صِحِّيًّا ،
وَتَعَطَّلَتْ فِينَا المَسَاجِدُ كُلُّهَا وَغَدَتْ بُيُوتَ النَّاسِ آمَنُ مُسْتَقَرْ
وَتَعَطَّلَتْ سُنَنُ الطَّوَافِ وَأُوصِدَتْ أَبْوَابُ مَكَّةَ فِي سَبِيلِ مَنْ اعْتَمَرْ
وَانْتَبِهُوا أَيُّهَا المُسْلِمُونَ وَاحْرِصُوا عَلَى الإِلْتِزَامِ بِالإِجْرَاءَاتِ الوَقَائِيَّةِ ،
نَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَرْفَعَهُ عَنَّا وَعَنْ المُسْلِمِينَ هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى مَنْ أُمِرْتُمْ بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ، قَالَ تَعَالَى:( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا). اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى َنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
www.alwakid.net
الملف على الرابط
https://sites.google.com/view/www-alwakid-net/%D8%AE%D8%B7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%B9%D8%A9/%D8%B1%D8%AD%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A8%D8%AF
بعنوان
رحلة الكبد
كتبها / عبدالله فهد الواكد
إمام وخطيب جامع الواكد بحائل
24/12/1441
الخطبة الأولى
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي زَيَّنَنَا بِالإِيمَانِ، وَكَرَّهَ إِلَيْنَا الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَأَشْهَدُ أَنَّ َنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيه وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ، وَعَلَى مَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ : فَأُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ القائل : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : يَقُولُ اللهُ عزَّ وَجَلَّ : بِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ (لَا أُقْسِمُ بِهَٰذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنتَ حِلٌّ بِهَٰذَا الْبَلَدِ (2) وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ (4) ( سورة البلد )
أَقْسَمَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَذَا البَلَدِ مَكَّةَ المُكَرَّمَةِ ، يُخَاطِبُ نَبِيَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُقِيمٌ فِيهَا ثُمَّ أَقْسَمَ بِوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ يَعْنِي أَنَّ اللهَ أَقْسَمَ بِالبَلَدِ وَمَنْ عَلَيْهَا مِنْ النَّاسِ قَالَ قَتَادَةُ : آدَمُ وَمَا َوَلَدَ ، وَكَانَ جَوَابُ القَسَمِ بَعْدَ ذَلِكَ ، ( لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ ) قَالَ بَعْضُ أَهْلِ التَّأْوِيلِ كَابْنِ عَبَّاسٍ وَالحَسَنِ وَقَتَادَةَ : لَقَدْ خَلَقْنَا ابْنَ آَدَمَ فِي شِدَّةٍ وَعَنَاءٍ وَنَصَبٍ ،
وقَالَ لَبِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ رَاثِياً أَخَاهُ الجَاهِلِيَّ أَرْبَدْ :
عَيْنِ هَلاَّ بَكَيْت ِ أَرْبَدَ إِذْ
قُمْنَا وَقَامَ الخُصُومُ فِي كَبَدْ
وَكَبَدُ الإِنْسَانِ يَبْدَأُ مِنْ مَجَارِي العَقِيدَةِ وَالإِيمَانِ ، مَعَ قَلْبِهِ وَمَا يُعَانِيهِ مَعَ هَذَا القَلْبِ مِنْ إِصْلاَحٍ وَمُعَاهَدَةٍ فَقَدْ وَجَدَ بَعْضُ الصَّحَابَةِ ذَلِكَ ، يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَأْتِي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ كَذَا وَكَذَا حَتَّى يَقُولَ لَهُ مَنْ خَلَقَ رَبَّكَ فَإِذَا بَلَغَ ذَلِكَ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللهِ وَلْيَنْتَهِ " فَالوَسَاوِسُ وَالأَوْهَامُ التِي يُوِرِدُهَا الشَّيْطَانُ عَلَى ابْنِ آدَمَ ، فَيُدَافِعَهَا المُسْلِمُ بِإِيمَانِه وَيَقِينِهِ كُلُّ ذَلِكَ مِنْ المُكَابَدَةِ ، وَكَثِيرًا مَا يَقَعُ الشَّبَابُ الَذِينَ قَلَّ عِلْمُهُمْ وَتَطَاوَلَتْ أَعْنَاقُهُمْ لِلْمُنَاقَشَاتِ فَرَائِسَ لِلْمُشَكِّكِينَ فِي الإِنْتَرْنِتْ مِنْ المُتَمَلْحِدِينَ مِنْ بَنِي جِلْدَتِنَا ، فَالشَّيْطَانُ قَدْ يَكُونُ مِنْ شَيَاطِينِ الإِنْسِ ، فَلاَ تُغَامِرْ بِعَقِيدَتِكَ أَيُّهَا المُسْلِمْ ، وَاْسَأَلْ اللهَ الثَّبَاتَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : ﴿رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ﴾[8 آل عمران ] وَعَنْ أَنَسٍ رَضِىَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: ((كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: ((يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ))، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، آمَنَّا بِكَ، وَبِمَا جِئْتَ بِهِ، فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا؟ قَالَ: ((نَعَمْ، إِنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ، يُقَلِّبُهَا كَيْفَ يَشَاءُ))(رواه الترمذي وصححه الألباني ) وَهَذِهِ هِيَ المُكَابَدَةُ التِي تُؤَرِّقُ الصَّالِحِينَ الذِينَ تَحُومُ هُمُومُهُمْ حَوْلَ صَلَاحِ قُلُوبِهِمْ ، لِأَنَّ هَذِهِ المُضْغَةَ إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ ، كَمَا جَاءَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ يَأْتِي بَعْدَ ذَلِكَ مُكَابَدَةُ المُسْلِمِ مَعَ مَنْ حَوْلِهِ مِنْ النَّاسِ ، مَعَ زَوْجَتِهِ وَأَبْنَائِهِ وَبَنَاتِهِ وَأُسْرَتِهِ وَأَقَارِبِهِ وَجِيرَانِهِ ، قَالَ تَعَالَى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ) التغابن 14 ) وَالحَمْدُ للهِ الذِي قَالَ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأوْلاَدِكُمْ وَلَمْ يَقُلْ كُلُّهُمْ فَبَعْضُهُمْ وَلِلهِ الحَمْدُ مَنْ يُسَاعِدُ عَلَى طَاعَةِ اللهِ، وَيَكُونُ عَوْنًا عَلَيْهَا، ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ عَدُوًّا يَصْرِفُ عَنْ طَاعَةِ اللهِ وَقَدْ يُنَازِعُ المَرْءَ فِي دِينِهِ وَدُنْيَاهُ ، وَفِي هَذَا الزَّمَانِ التِي كَثُرَتْ فِيهِ وَسَائِلُ الشَّرِّ وَتَعَدَّدَتْ سُبُلَهُ وَصَارَ لِوَاءُ الأُسْرَةِ فِي يَدِ المُتَغَيِّرَاتِ التِي تَمُوجُ بِالنَّاسِ فَي كُلِّ صَوْبٍ ، صَارَتْ التَّرْبِيَةُ عِبْئًا يَنُوءُ بِالعُصْبَةِ أُولِيِ القُوَّةِ ، فَمَعَاييرُ العَيْشِ التِي كَانَ النَّاسُ بِهَا مُكْتَنِفُونَ ، وَمِنْ خِلاَلِهَا يَتَواصَلُونَ ، وَعَلَى ضَوْئِهَا يُصْلِحُونَ وَيُرَبُّونَ ، هَتَكَتْهَا العَوْلَمَةُ الرَّقَمِيَّةُ ، وَمَزَّقَتْهَا المَدَنِيَّةُ الإِفْتِرَاضِيَّةُ ، فَأَصْبَحَ البَيْتُ حَارَةً ، وَالحَيُّ قَارَّةً ، وَأَصْبَحَ أَحَدُنَا يَضَعُ يَدَهُ عَلَى قَلْبِهِ ، قَبْلَ أَنْ يَضَعَ الأُخْرَى عَلَى فَرْعِ وَلَدِهِ ، خَوْفًا مِنْ أَنْ تَفِرَّ شَوَارِدُهُ ، وَتَنْفِرَ مَوَارِدُهُ ، أَصْبَحَتْ التَّرْبِيَةُ فِي هَذَا الزَّمَانُ إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللهُ كَمَنْ يَسْبَحُ بِأُسْرَتهِ فِي مُحيطٍ ، فَالتقْنِيَةُ وَالإِنْتَرْنِت وَالمُودِيلَاتُ وَالمُغْرِيَاتُ ، هَذَا إِنْ لَمْ يُبْتَلَى أَحَدُهُمْ بِعَاهَةٍ أَوْ مَرَضٍ حَمَانَا اللهُ وَإيَّاكُمْ ، فَهَمُّ هَذِهِ الذُّرِّيَّةِ يَصْحَبُنَا حَتَّى يُيَسِّرَ اللهُ لَهُمْ الزَّوَاجُ ، وَتَدْنُوا لَهُمْ الفَجِاجُ ، نَسْأَلُ اللهَ لَنَا وَلَهُمْ الصَّلاَحَ ،
ثُمَّ يَأْتِي بَعْدَ ذَلِكَ مُكَابَدَةُ هَذِهِ الدُّنْيَا بَعَرَضِهَا وَمَالِهَا وَكَدِّهَا وَتَعَبِهَا قَالَ تَعَالَى ﴿ إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ ﴾ فَيَأْتِي عَلَى المَرْءِ كَبَدُ الكَدِّ وَرِحْلَةُ البَحْثِ عَنْ لُقْمَةِ العَيْشِ فَيْعْتَرِي ذَلِكَ مَا يَعْتَرِيهِ مِنْ نَصَبِ المُعَافَرَةِ ، وَدُولَابِ الغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ ، لِيُوَفِّرَ لِأُسْرَتِهِ عِيشَةً كَرِيمَةً ، تُغْنِيهِ عَنْ الإِسْتِجْدَاءِ ، فَيَظَلُّ فِي هَذِهِ الرِّحْلَةِ الطَّوِيلَةِ حَتَّى تَسُوقُهُ الحَياَةُ إِلَى شُطْئَانِ التَّقَاعُدِ ، فَمَا أَشَدَّ نَصَبَ هَذِهِ الرِّحْلَةِ نَاهِيكَ عَنْ مُكَابَدَةِ الأَمْرَاضِ وَالأَسْقَامِ وَوَصَبِهَا نَسْأَلُ اللَهَ أَنْ يُعِينَنَا عَلَيْهَا وأَنْ يَشْفِيَ مَرْضَانَا وَمَرْضَى المُسْلِمِينَ ،
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : إعْلَمُوا أَنَّ هَذِهِ الدُّنْيَا عَلَى ذَلِكَ جُبِلَتْ ،
أَلَا إِنَّمَا الدُّنْيَا كَنَظْرَةِ أَيْكَةٍ
إِذَا اخْضَرَّ مِنْهَا جَانِبٌ جَفَّ جَاِنبُ
فَلَا تَكْتَحِلْ عَيْنَاكَ مِنْهَا بِعَبْرَةٍ
عَلَى ذَاهِبٍ يَوْمًا فَإِنَّكَ ذَاهِبُ
يَنْبَغِي لِلْمُسْلِمِ أَنْ يَصْبِرَ عَلَى رِحْلَةِ الكَبَدِ وَيَحْرِصَ عَلَى دِينِهِ وَعِبَادَتِهِ وَلْيُسْلِمْ نَفْسَ الرِّضَى لِقَدَرِ اللهِ وَسُلْطَانِهِ
قَالَ تَعَالَى (إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّىٰ إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ ۚ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (24) يونس ))
بارك اللَّهُ لي ولكم بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَ نَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِسُنَّةِ نَبِيِّهِ الْكَرِيمِ أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الثانية
إِنَّ الحَمْدَ للهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَستَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، َوأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرَا
أمّا بَعْدُ : أَيُّهَا الْنَّاسُ : فَأُوصِيكُمْ ونفْسِي بِتقْوى اللهِ تعالَى القَائِلِ ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُون ))
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : مُنْذُ العَامِ المَاضِي وَنَحْنُ فِي مُكَابَدَةٍ جَمَاعِيَّةٍ وَفَرْدِيَّةٍ مَعَ هَذاَ الوَبَاءِ الذِى عَاثَ فِي العَالَمِ أَجْمَعَ ، فَأَغْلَقَتْ الدُّوَلُ حُدُودَهَا وَأَوْصَدَتْ المَتَاجِرُ أَبْوَابَهَا ، وَفُرِضَ عَلَى النَّاسِ حَجْرًا صِحِّيًّا ،
وَتَعَطَّلَتْ فِينَا المَسَاجِدُ كُلُّهَا وَغَدَتْ بُيُوتَ النَّاسِ آمَنُ مُسْتَقَرْ
وَتَعَطَّلَتْ سُنَنُ الطَّوَافِ وَأُوصِدَتْ أَبْوَابُ مَكَّةَ فِي سَبِيلِ مَنْ اعْتَمَرْ
وَانْتَبِهُوا أَيُّهَا المُسْلِمُونَ وَاحْرِصُوا عَلَى الإِلْتِزَامِ بِالإِجْرَاءَاتِ الوَقَائِيَّةِ ،
نَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَرْفَعَهُ عَنَّا وَعَنْ المُسْلِمِينَ هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى مَنْ أُمِرْتُمْ بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ، قَالَ تَعَالَى:( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا). اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى َنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
www.alwakid.net
الملف على الرابط
https://sites.google.com/view/www-alwakid-net/%D8%AE%D8%B7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%B9%D8%A9/%D8%B1%D8%AD%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A8%D8%AF