المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطبة جمعة يوم عيد الأضحى بعنوان ( أيام التشريق )



الشيخ/عبدالله الواكد
29-07-2020, 23:03
خطبة جمعة
يوم عيد الأضحى
10/12/1441 هـ
بعنوان

( أيام التشريق )

كتبها / عبدالله فهد الواكد
إمام وخطيب جامع الواكد بحائل
الخطبة الأولى


إِنَّ الحمدَ للهِ نحمدُهُ ونستَعينُهُ ونستَغفرُهُ، ونعوذُ باللهِ من شرُورِ أنفسِنا وسيئاتِ أعمالنا، منْ يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومنْ يضللْ فلا هاديَ له. وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ، وأشهدُ أن محمّداً عَبدُهُ ورسولُهُ، صلى اللهُ عليه وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَمَ تسلِيماً كَثِيراً.
عباد الله: اتقوا اللهَ القائل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ) ( آل عمران102)
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : لَقَدْ اهْتَمَّ دِينُنَا الحَنِيفُ بِبَعْضِ الأَيَّاِم ، فَأَفْرَدَهَا وَأَمَازَهَا بِخَصَائِصَ مُعَيَّنَةٍ ، كَيَوْمِ عَرَفَةَ وَيَوْمِ النَّحْرِ وَأَيَّامِ التَّشْرِيقِ وَغَيْرِهَا ، وَهَذَا اليَوْمُ هُوَ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ التِي رَفَعَ اللهُ شَأْنَهَا ، فَيَوْمُكُمْ هَذَا هُوَ يَوْمُ عِيدِ الأَضْحَى ، هُوَ وَثَلَاثَةُ أَيَّامٍ بَعْدَهُ ، وَهِيَ أيَّامُ التَّشْرِيقِ ، فَأَيَّامُ العِيدِ فِي الأَضْحَى أَرْبَعَةٌ ، يَوْمُ العِيدِ ، وَثَلَاثَةُ أَيَّامٍ بَعْدَهُ وَهِيَ الحَادِي عَشَرَ، وَالثَّانِي عَشَرَ، وَالثَّالِثُ عَشَرَ، فَالجَمِيعُ أَرْبَعَةٌ ، هَذَا هُوَ الصَّوَابُ عِنْدَ أَهْلِ العِلْمِ، جَاءَ فِي صَحِيحِ الإِمَامِ مُسْلِمٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ) وَعِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ السُّنَنِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : بَعَثَ فِي أَيَّامِ مِنًى مُنَادِياً يُنَادِي : ( لاَ تَصُومُوا هَذِهِ الأَيَّامَ فَإِنَّهَا أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ، وَذِكْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ) ، فَيَوْمُ النَّحْرِ هَذَا ، وَأَيَّامُ التَّشْرِيقِ الثَّلاَثَةِ ، كُلُّهَا أَيَّامُ عِيدٍ لاَ تُصَامُ ، إِلَّا بِالنِّسْبَةِ لِلْحَاجِ إِذَا عَجِزَ عَنْ هَدْيِ التَّمَتُّعِ وَالقِرَانِ، فَلَهُ أَنْ يَصُومَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فِي الحَجِّ وَهِيَ أَيَّامُ التَّشْرِيقِ : الحَاِدي عَشَرَ، وَالثَّانِي عَشَرَ، وَالثَّالِثُ عَشَرَ، ثُمَّ يَصُومُ السَّبْعَةَ البَاقِيَةَ إِذَا عَادَ مِنَ الحَجِّ ، تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ، أَمَّا يَوْمُ العِيدِ العَاشِرِ فَيَحْرُمُ صِيَامُهُ لِلْمُقِيمِ وَالحَاجِّ ، بِإِجْمَاعِ المُسْلِمِينَ ، وَأَيَّامُ التَّشْرِيقِ الثَّلَاثَةِ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّ لُحُومَ الأَضَاحِي تُشَرَّقُ فِيهَا أَيْ تُقَدَّدُ وَتُجَفَّفُ فِي الشَّمْسِ إِسْتِعْدَادًا لِتَخْزِينِهَا ، وَقَالَ النَّوَوِيُّ رَحِمَهُ اللهُ : وَأَيَّامُ التَّشْرِيقِ هِيَ الثَّلَاثَةُ التِي بَعْدَ النَّحْرِ. وَيُقَالُ لَهَا: أَيَّاُم مِنًى؛ لِأَنَّ الحُجَّاجَ يُقِيمُونَ فِيهَا بِمِنًى ، فَاليَوْمُ الأَوَّلُ مِنْهَا يُقَالُ لَهُ : يَوْمُ القَرِّ لِأَنَّ الحُجَّاجَ يَقَرُّونَ فِيهِ بِمِنًى وَالثَّانِي يَوْمُ النَّفْرِ الأَوَّلِ لِأَنَّهُ يَجُوزُ النَّفْرُ فِيهِ لِمَنْ تَعَجَّلَ وَالثَّالِثُ يَوْمُ النَّفْرِ الثَّانِي ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: ((فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنْ اْتَّقَى ))الآية.(البقرة 203) وَفِي البُخَارِيِّ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ وَابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَا : (لَمْ يُرَخَّصْ فِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ أَنْ يُصَمْنَ إِلَّا لِمَنْ لَمْ يَجِدْ الهَدْيَ) ، وَعِنْدَ النَّسَائِي وَالتِّرْمِذِيِّ وَأَبِي دَاوُدَ مِنْ حَدِيثِ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : (إِنَّ يَوْمَ عَرَفَةَ، وَيَوْمَ النَّحْرِ وَأَيَّامَ التَّشْرِيقِ عِيدُنَا أَهْلُ الإِسْلَامِ، وَهِيَ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ) وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِي
وَجُمْهُورُ العُلَمَاءِ يَمْنَعُونَ صِيَامَ هَذِهِ الأَياَّمِ تَطَوُّعاً أَوْ قَضَاءً أَوْ نَذْراً ، وَفِي النَّهْيِ عَنْ صِيَامِ هَذِهِ الأيَّامِ وَالأَمْرِ بِالأَكْلِ وَالشُّرْبِ حِكْمَةٌ عَظِيمَةٌ ، وَهِيَ أَنَّ اللهَ تَعَالَى لَمَّا عَلِمَ مَا يُلَاقِيهِ الوَافِدُونَ إِلَى بَيْتِهِ مِنْ المَشَقَّةِ وَالسَّفَرِ وَالتَّعَبِ وَالإِجْهَادِ شَرَعَ لَهُمْ الإِسْتِرَاحَةَ عَقِبَ ذَلِكَ ، بِالإِقَامَةِ بِمِنًى يَوْمَ النَّحْرِ وَثَلاَثَةَ أَيَّامٍ بَعْدَهُ، وَأَمَرَهُمْ بِالأَكْلِ فِيهَا مِنْ لُحُومِ الأَضَاحِي فَهُمْ فِي ضِيَافَةِ اللهِ تَعَالَى وَشَاَركَهُمْ أَيْضاً أَهْلُ الأَمْصَارِ فِي التَّقَرُّبِ إِلَى اللهِ بِإِرَاقَةِ دِمَاءِ الأَضَاحِي فَشَارَكُوهُمْ فِي أَعْيَادِهِمْ وَاشْتَرَكَ الجَمِيعُ فِي الرَّاحَةِ بِالأَكْلِ وَالشُّرْبِ، فَصَارَ المُسْلِمُونَ كُلُّهُمْ فِي ضِيَافَةِ اللهِ تَعَالَى ، فَفَضْلُ اللهِ وَاسِعٌ ، وَهَذِهِ الأَيَّامُ العَظِيمَةُ مَعَ كَوْنِهَا أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ فَلَا بُدَّ أَنْ تَكُونَ أَيَّامَ ذِكْرٍ للهِ عَزَّ وَجَلَّ كَمَا بَيَّنَ ذَلِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ الحَافِظُ بْنُ حَجَرَ رَحِمَهُ اللهُ : وَقَدْ اشْتَمَلَتْ بَعْضُ الآثَارِ عَلَى وُجُودِ التَّكْبِيرِ فِي تَلْكَ الأَيَّامِ عَقِبَ الصَّلَوَاتِ - وَيُسَمَّى بِالتَّكْبِيرِ المُقَيَّدِ وَذَكَرَ أَقْوَالاً كَثِيرَةً فِي بِدَايَتِهِ وَنِهَايَتِهِ - رَوَاهَا البَيْهَقِيُّ عَنْ أَصْحَابِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَلَمْ يَثْبُتْ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَصَحُّ مَا وَرَدَ فِيهِ عَنْ الصَّحَابَةِ قَوْلُ عَلِيٍّ وَابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ مِنْ صُبْحِ يَوْمِ عَرَفَةَ إِلَى آخِرِ أَيَامِ مِنًى ، أَخْرَجَهُ اْبنُ المُنْذِرِ وَغَيْرُهُ وَاللهُ أَعْلَمُ . وَأمَّا صِيغَةُ التَّكْبِيرِ فَأَصَحُّ مَا وَرَدَ فِيهِ مَا أَخْرَجَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ سَلْمَانَ قَاَلَ : كَبِّرُوا اللهَ ، ( اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ كَبِيراً ) وَنُقِلَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَمُجَاهِدَ وَهُوَ قَوْلُ الشَّافِعِيِّ وَزَادَ وَللهِ الحَمْدُ ، وَقِيلَ يُكَبِّرُ ثَلاَثاً ، وَيَزِيدُ (لاَ إِلَه َإِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ) وَقِيلَ يُكَبِّرُ اثْنَتَيْنِ بَعْدَهُمَا : (لاَ إِلَهَ إِلا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَلِلهِ الحَمْدُ) جَاءَ ذَلِكَ عَنْ عُمَرَ وَعَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ نَحْوُهُ، وَبِهِ قَالَ أَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُم فِي القُرآنِ الْعَظِيم، وَنَفَعنِي وَإِيّاكُمْ بِمَا فِيِه مِنْ الآيَاتِ وَالذّكرِ الْحَكِيم. أَقُولُ مَا تَسْمَعُون وَأسْتَغْفرُ اللهَ لِي وَلَكُم وَلِسَائرِ الْمُسْلِمِين مِنْ كُلِّ ذَنبٍ؛ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم.

الخطبة الثانية

الحمدُ للهِ عَلى إِحسانِهِ، وَالشكرُ لَهُ عَلى تَوفِيقِهِ وَامتِنَانِهِ، وَأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وَأشهدُ أنَّ مُحمّداً عَبدُهُ وَرسولُهُ، صلى اللهُ عليهِ وعلى آلِهِ وصحبِهِ وسلمَ تسليماً كثيراً.
أَمّا بَعدُ أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : فَاتَّقُوا اللهَ وَاحْرِصُوا عَلَى الأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ التِي تُقَرِّبُكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَصِلُوا أَرْحَامَكُمْ وَلَوْ مِنْ خِلَالِ الهَوَاتِفِ وَوَسَائِلِ التَّوَاصُلِ الإِجْتِمَاعِيِّ تَحَرُّزًا مِنْ هَذَا الوَبَاءِ
نَسْألُ اللهَ أن يُثَقِّلَ موَازِينَنَا بِالصَّالِحَاتِ , وَأَنْ يَجْعَلَناَ مِنْ المَقْبُولِينَ الفَائِزِينَ, وَأَنْ يُعِيذَنَا مِنْ شُرُورِ أنفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا.
صلوا وسلموا على خيرِ البريةِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم

خطبي على الموقع
alwakid.net (http://alwakid.net/)

وهذه الخطبة على الرابط التالي
https://sites.google.com/view/www-alwakid-net/%D8%AE%D8%B7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%B9%D8%A9/%D8%A3%D9%8A%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D9%82