المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطبة عيد الأضحى المبارك لعام 1440 هـ



الشيخ/عبدالله الواكد
10-08-2019, 00:15
خطبة عيد الأضحى المبارك لعام 1440 هـ

كتبها / عبدالله بن فهد الواكد

إمام وخطيب جامع الواكد بحائل

الخطبة الأولى

الحمدُ للهِ واللهُ أكبرُ
اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إله إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحمدُ
اللهُ أكبرُ عَدَدَ مَنْ أَقْبَلَ وأدْبَرَ ، اللهُ أَكْبَرُ عَدَدَ مَنْ سَبَّحَ واسْتَغْفَرَ ، اللهُ أكْبَرُ عَدَدَ مَنْ هَلَّلَ وَكَبَّرَ ، اللهُ أكْبَرُ ، عَدَدَ مَنْ طَافَ وسَعَى ، وقصَّرَ ورَمَى ، اللهُ أكْبَرُ ، عَدَدَ مَنْ وَقَفَ بِعَرَفَاتٍ ، وَرَمَى الجَمَرَاتَ ، اللهُ أكْبَرُ ولِلهِ الحَمْدُ ، وأشهَدُ أنْ لا إلَهَ إلاَّ اللهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً
أمَّا بَعْدُ أيُّهَا المُسْلِمُونَ : فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالَى حَقَّ التَّقْوَى ، فَإِنَّ التَّقْوَى هِيَ زِمَامُ الأُمُورِ، وهيَ الحِرْزُ مِنَ الوُقُوعِ فِي الشُّرُورِ ، قالَ تَعَالَى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْعَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ).
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ : أَصْلُ الدِّينِ وَأَسَاسُهُ الشَّهَادَتَانِ ، شَهَادَةُ أُنْ لاَ إلهَ إلَّا اللهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ ، تَوْحِيدُ اللهِ والإِخْلاصُ لَهُ ، وَالإِيمَانُ بِرَسُولِهِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ والسِّلامُ ، وَاتِّبَاعُ شَرْعِ اللهِ وَسُنَّةِ رَسُولِ اللهِ
فَاْشْكُرُوُا الَّذِي أَظْهَرَ الضِّيَاءَ وَأَبْزَغَهُ ، وَأَتَمَّ الفَضْلَ وَأَسْبَغَهُ ،
أَيُّهَا النَّاسُ : كُلَّمَا نُسِّأَ لِلْمُسْلِمِ فِي أَجَلِهِ ، وَوُفِّقَ العَبْدُ لِصَالِحِ عَمَلِهِ ، كُلَّمَا رَبَتْ فِي صَحَائِفِهِ الْحَسَنَاتُ ، وأُزْلِفَتْ لَهُ الْجَنَّاتُ ، فَلِلَّهِ الأمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ ، وَباللهِ الرَّجَاءُ إِذَا اقْتَرَبَ الوَعْدُ ، فهُوَ الجَدِيرُ بِأَنْ يُذْكَرَ وَيُحْمَدَ ، وَهُوَالْحَقِيقُ بِأَنْ يُشْكَرَ ويُعْبَدَ ، فاحْمَدُوا حَمِيداً كَرِيماً ، واشْكُرُوا شَاكِراً عَلِيماً ، فَقَدْ بَلَغْتُمْ مَوْسِماً كَرِيماً ، وَيَوْماً عَظِيماً ، رَفَعَ اللهُ قَدْرَهُ ، وأعْلَى ذِكْرَهُ ، وَسَمَّاهُ يَوْمَ الحَجِّ الأكْبَرِ، جَعَلَهُ اللهُ عِيدًا لِلْمُسْلِمِينَ ، حُجَّاجًا ومُقِيمِينَ ، كَانَ الْحَجِيجُ يَوْمَ الأمْسِ بِعَرَفَةَ ، فَبَلَغُوا مِنَ الأَمْرِ شَرَفَهُ ، فَالحَجُّ عَرَفَة ، أَوْصَى النَبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فِي يَومِ عَرَفَةَ بِكِتَابِ اللهِ القُرْآنِ الكَرِيمِ وَقَالَ: إِنَّكُمْ لَنْ تَضِلُّوا مَا اعْتَصَمْتُمْ بِكِتَابِ اللهِ وَسُنَّةِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالْسَّلَامُ وَلَمَّا غَرَبَتْ شَمْسُ عَرَفَةَ ، أَفَاضَ الناسُ إِلَى مُزْدَلِفَةَ ، وبَاتُوا بِهَا ، ثُمَّ أتَمُّوْا حَجَّهُمْ وقَضَوْ تَفَثَهُمْ ، وهَاهُمْ الآنَ فِي مِنىً لِإِكْمَالِ نُسُكِهِمْ ،
أيُّهَا المُسْلِمُونَ : الأَضَاحِي ، مِلَّةُ إِبْرَاهِيمَ ، وَسُنَّةُ رَسُولِنَا الكَرِيمِ ، فَفِي الصَّحِيحَيْنِ أَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، ( ضَحَّى بِكَبْشَيْنِ أَقْرَنَيْنِ أَمْلَحَيْنِ ، ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ ) وَسَمَّى وَكَبَّرَ.
اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلاَّ اللهُ، واللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحمدُ
أيُّهَا الِإخْوَةُ المُسْلِمُونَ : يَوْمُ النَّحْرِ هَذَا شَرِيعَةٌ وَمَنْسَكٌ ، وَهُوَ مَدْرَسَةٌ عَظِيمَةٌ لِنَحْرِ القَطِيعَةِ وَالشَّتَاتِ ، وَالشِّقَاقِ وَالنِّزَاعَاتِ ، وَالتَّبَاغُضِ وَالمُشَاحَنَاتِ ، التِي هَتَكَتْ اللُّحْمَةَ ، وَشَتَّتَ الأُمَّةَ ، وَفَرَّقَتْ الكَلِمَةَ ، فَاجْعَلُوا هَذَا الْعِيدَ ، نَاسِخاً لِمَا قَبْلَهُ مِنْ حُظُوظِ النَّفْسِ ، وَمَزَالِقِ الْهَوَى ،
الدِّينُ أيُّهَا المُسْلِمُونَ : ألَّفَ بَيْنَ الأَعْدَاءِ ، فَأَصْبَحُوا بِنِعْمَةِ اللهِ أَحِبَّةً وأَشِقَّاءَ ، ( وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا (
قَلَّمَا تَجِدُ قُلُوباً مُتَنَاحِرَةً ، وَنُفُوساً مُتَهَاجِرَةً ، إِلاَّ وَلِأَهْوَائِهَا عَلَى شَرْعِ اللهِ غَلَبَةٌ ، فَأَهْوُوُا بِالأَهْوَاءِ وَأَوْئِدُوُا الأَدْوَاءَ ، فِإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ ، وَدِينُكُمْ وَاحِدٌ ، وَشَرِيعَةُ رَبِّكُمْ وَاحِدَةٌ
اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحَمدُ
الإِسْلاَمُ ياَ أَهْلَ الإِسْلاَمِ ، بِنَاءٌ شَامِلٌ شَامِخٌ ، كَنَفَ الأَفْرَادَ وَالمُجْتَمِعَاتِ ، الإِسْلاَمُ دِينُ رَحْمَةٍ وَرِفْقٍ وَتَسَامُحٍ ، وَمَحَبَّةٍ وَإِخَاءٍ وَتَصَالُحٍ ، الإِسْلاَمُ بَرَاءٌ مِمَّا أُلْصِقَ بِهِ مِنْ القَتْلِ وَالتَّفْجِيرٍ وَالغَدْرٍ وَالتَّرْوِيعٍ ، وَأَهْلُ الإِسْلاَمِ مِنْ ذَلِكَ بُرَءَاءُ ، الإِسْلاَمُ جَاءَ بِعِصْمَةِ الأَنْفُسِ ، وَحِفْظِ الأَمْوَالِ والأَعْرَاضِ ، كَيْفَ دَخَلَتْ أُمَمُ المَشَارِقِ والمَغَارِبِ دِينَ الْإِسْلاَمِ ؟ رَأَوْ سَمَاحَةَ الإِسْلاَمِ وصِدْقَهُ وَعَدْلَهُ ، فَدَخَلُوهُ وَصَارُوا دُعَاةً لِلإِسْلاَمِ فِي بُلْدَانِهِمْ (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ )، فَلْنُحَافِظْ عَلَى صُورَةِ الإِسْلاَمِ النَّاصِعَةِ ، وَلاَ نَطْمِسْ تِلْكَ المَآثِرَ الْمُشْرِقَةَ ، وَالأَغْصَانَ المُورِقَةَ ، بِسُوءِ فَهْمِنَا لِمَقَاصِدِ الشَّرِيعَةِ الْغَرَّاءِ ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحَمدُ
أيُّهَا المُسْلِمُونَ : أَنْتُمْ فِي مُجْتَمَعٍ فِيهِ مَا فِيهِ مِنْ أَهْلِ الْعَوَزِ الحَاجَةِ ، فَكُونُوا لِهَؤُلَاءِ أَنْهَاراً جَارِيَةً ، وَقُلُوباً حَانِيَةً ، وَاعْلَمُوا أَنَّ لِبَاسَ الْعِيدِ الَّذِي تَلْبَسُونَ ، إنَّما هُوَ زِينَةٌ لِلْأَبْدَانِ ، ( وَلِبَاسُ التَّقْوى ذَلِكَ خَيْرٌ )
يَوْمُكُمْ هَذَا هُوَ يَوْمُ بِرٍّ بالْكِبَارِ ، وَحُنُوٍّ عَلَى الْصِّغَارِ ، يَوْمُكُمْ هَذَا هُوَ يَوْمُ الدُّعَاءِ لِلْمَوْتَى بِالرَّحْمَةِ وَالْمَغْفِرَةِ ، وَلِلْمَرْضَى بِالشِّفَاءِ وَالعَافِيَةِ ، وَلِلْأَسْرَى وَالمَسْجُونِينَ ، بِالفَكَاكِ والفَرَجِ ، ولِلْغَائِبِينَ بِالعَوْدَةِ سَالِمِينَ ، وَلِأُمَّةِ الإِسْلَامِ بِالنَّصْرِ وَالتَّمْكِينِ ، وَالثَّبَاتِ عَلَى عَقِيدَةِ التَّوْحِيدِ اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحَمدُ
أيُّهَا المُسْلِمُونَ ، اللهَ اللهَ بِالصَّلَاةِ وبَاقِي العِبَادَاتِ ، وَاحْفَظُوا لِلْعُلَمَاءِ قَدْرَهُمْ ، وَلِوُلَاةَ الأَمْرِ بَيْعَتَهُمْ ، وَكُونُوا يَداً وَاحِدَةً ، وَصَفاًّ وَاحِداً ، فَمَا دُمتُمْ كَذَلِكَ فَلَنْ يَنَالَ عَدُوٌّ مِنْكُمْ نَيْلاً ، فَكَمَا تَرَوْنَ المُسْلِمِينَ الْيَوْمَ ، عَنْ أَيْمَانِكُمْ وَشَمَائِلُكُمْ ، تَمُوجُ بِهِمُ الْفِتَنُ وَالْمِحَنُ ، يَسْعَى الأَعْدَاءُ لِتَفْرِيقِ الصُفُوفِ ، وَخَلْقِ أَسْبَابِ العَدَاءِ ، وَبَثِّ رُوحِ التَّبَاغُضِ فِي المُجْتَمَعَاتِ ، فَاحْذَرُوا أَيُّهَا الشَّبَابُ مِنْ دُعَاةِ الفُرْقَةِ فِي الْإِنْتَرْنِتْ ، وَوَسَائِلِ التَّوَاصُلِ ، فَإِنَّ هُنَالِكَ مِمَّنْ يَنْتَسِبُونَ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ ، وَهُمْ يَنْخُرُونَ فِي جَسَدِهَا ، وَيَفُتُّونَ فِي عَضُدِهَا ، فَاحْذَرُوهُمْ وَاحْذَرُوا أَبْوَاقَهُمْ وَقَنَوَاتِهِمْ ، وَاحْذَرُوا الْفِتَنَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ، إِحْذَرُوا التَّسْوِيغَ لَهاَ ، وَالتَّهْوِينَ مِنْ شَأْنِهَا ، فَأَنْتُمْ بِفَضْلِ اللهِ فِي بِلَادٍ آمِنَةٍ مُطْمَئِنَّةٍ ، فَلَا تَغُرَّنَّكُمْ الْعِبَارَاتُ المُنَمَّقَةُ ، وَالمَشَاعِرُ المُلَفَّقَةُ ، فَاحْذَرُوهُمْ ، وَالْزَمُوا الْعَقِيدَةَ الصَّافِيَةَ ، كِتَابَ اللهِ وَسُنَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَعَلَيْكُمْ بِمَنْهَجِ الوَسَطِيَّةِ فِي الدِّينِ ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً) وَإِيَّاكُمْ وَالْغُلُوُّ وَالتَّطَرُّفُ ، تَرَاحَمُوا وَتَلَاحَمُوا وتَسَامَحُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا ، إِحْذَرُوا الرِّبَا ، وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا، وَاجْتَنِبُوا المُسْكِرَاتِ وَالمُخَدِّرَاتِ، فَإِنَّهَا مِنَ الكَبَائِرِ ، أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ( مَنْ عَمِلَ صَـٰلِحًا مّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَوٰةً طَيّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ )
وَأسْأَلُ اللهَ أَنْ يُبَارِكَ لِي ولَكُمْ فِي الْقُرْآنِ، وَيَنْفَعُنَا بِالآيَاتِ وَالْهُدَى وَالْبَيَانِ ، وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ وَتُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ .

الخطبة الثانية

الحَمْدُ للهِ واللهُ أكبرُ.
اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحَمْدُ ، الحَمْدُ لِلهِ مُعِيدِ الأَعْيَادِ ، المُنَزَّهِ عَنِ الشُّرَكَاءِ وَالأنْدَادِ ، وَأَشْهَدُ أنْ لَا إلهَ إلَّا اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
عِبَادَ اللهِ : مِنْ أَعْظَمِ مَا يَتَقَرَّبُ بِهِ الْعِبَادُ إِلَى اللهِ فِي هَذِهِ الأَيَّامِ الأَضَاحِي ( لَنْ يَنَالَ اللهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَاؤُهَا وَلَـٰكِن يَنَالُهُ ٱلتَّقْوَىٰ مِنكُمْ ) يَقُولُ المُصْطَفَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((أَيَّامُ الْعِيدِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ لِلهِ تَعَالى))
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : وَالذَّبْحُ يَبْدَأُ مِنْ بَعْدِ الفَرَاغِ مِنْ صَلَاةِ الْعِيدِ وَيَنْتَهِي بِغُرُوبِ شِمْسِ اليَوْمِ الرَّابِعِ مِنْ أَيَّامِ العِيدِ ، فَمَنْ كَانَ يُحْسِنُ الذَّبْحَ فَلْيَذْبَحْ إِضْحِيتَهُ بِنَفْسِهِ، وَمَنْ لَا يُحْسِنُهُ فَلْيُوَكِّلْ غَيْرَهُ ، وَارْفُقُوا بِالْبَهَائِمِ ، وَلْيُرِحْ أَحَدُكُمْ ذَبِيحَتَهُ، وَلْيُحِدْ شَفْرَتَهُ، فِإِنَّ اللهَ كَتَبَ الإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، حَتَّى فِي ذَبْحِ الْبَهِيمَةِ، ثُمَّ لِيُسَمِّ أَحَدُكُمْ عِنْدَ ذَبْحِهَا وَيَقُولُ: بِسْمِ اللهِ وَاللهُ أَكْبَرُ، اللَّهُمَّ هَذَا مِنْكَ وَلَكَ، اللهُمَّ هَذِهِ عَنْ فُلَانٍ أَو فُلَانَةَ، وَيُسَمِّي صَاحِبَهَا ويُلحِقُ بِهِ مَنْ شَاءَ صَاحِبُهَا مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ الْأَحْيَاءَ وَالمَيِّتِينَ ، وَكُلُوا مِنْهَا وَأَهْدُوا وَتَصَدَّقُوا قالَ تَعَالى ( فَكُلُواْ مِنْهَا وَأَطْعِمُواْ ٱلْقَـٰانِعَ وَٱلْمُعْتَرَّ) وَلَا يُعْطَي الْجَزَّارُ أُجْرَتَهُ مِنْهَا.
اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحَمْدُ. يَا نِسَاءَ المُسْلِمِينَ : أيتُها الأخَوَاتُ المُسْلِمَاتُ المُؤْمِنَاتُ : أَنْتُنَّ أَشْرَفُ نِسَاءِ هَذَا الزَّمَانِ ، الحِجَابُ وَالْجِلْبَابُ مَا فُرِضَ إلاّ حِمَايَةً لِلْأَعْرَاضِ وَصِيَانَةً لِلْنُّفُوسِ وَطَهَارَةً وَعِصْمَةً لِلْقُلُوبِ ، فَعَلَيْكُنَّ بِالْحِشْمَةِ ، وَاغْضُضْنَ الأَبْصَارَ ، وَاحْفَظْنَ الفُرُوجَ ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى ) وَاحْذَرْنَ حَبَائِلَ الشَّيْطَانِ المُشْرَعَةِ ، فَأَنْتُنَّ مِنْ أُسَرٍ كَرِيمَةٍ ، وَمِنْ حَمَائِلَ فَاضِلَةٍ ، وَمِنْ قَبَائِلَ عَرِيقَةٍ ، وَلَا يَخْفَى عَلَيْكُنَّ ، كَثْرَةُ مَنْ يَنْخُرُ فِي شَأْنِ الْمَرْأَةِ ، وَهيَ حُرَّةٌ فِي حِرْزِ اللهِ المكينِ ، وَفِي حِصْنِهِ الْحَصِينِ ، فَكَفَاكُنَّ اللهُ شَرَّ كُلِّ ذِي شَرٍّ ، فَحَافِظِي عَلَى دِينِ اللهِ وَالْتَزِمِي بِشَرْعِ اللهِ أَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَحْفَظَكِ وَيَرْعَاكِ وَيَسْتُرَكِ يَا أَمَةَ اللهِ
اللهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلامَ وَالمُسلمِينَ وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالمُشْرِكينَ اللهُمَّ آمِنَّا فِي أوطَانِنَا وَأَصْلِحْ أئِمَتَنَا وَوُلاةَ أمُورِنَا ، وانْصُرْ جُنْدَنَا ، وَاحْفَظْ حُجَّاجَ بَيْتِكَ الحَرَامَ ، وَأَصْلِحْ أَحْوَالَ المُسْلِمِينَ فِي كُلِّ مَكَانٍ ، اللهُمَّ اجْعَلْ عِيدَنَا عيدَ أمنٍ في الأوطانٍ وصِحَّةٍ فِي الأبْدَانِ وحِفْظٍ للأهلِ والولدانِ سبحانَ ربِّكَ ربِّ العزةِ عما يصفونَ، وسلامٌ على المرسلينَ، والحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وصلى اللهُ على نبيِّنا محمدٍ وعلى آلِهِ وأصحابِهِ أجمعينَ، والتابعينَ ومن تبعهُم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.