الشيخ/عبدالله الواكد
14-06-2019, 02:43
خطبة جمعة
بعنوان
خطر الحوثيين
كتبها
عبدالله فهد الواكد
إمام وخطيب جامع الواكد بحائل
الخطبة الأولى
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي زَيَّنَنَا بِالإِيمَانِ، وَكَرَّهَ إِلَيْنَا الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ، وَعَلَى مَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ: فَأُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ، قَالَ تَعَالَى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ )
أَيُّهَا الإِخْوَةُ المُسْلِمُونَ : قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ ، وَإِنْ تَأَمَّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ ، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ ، يَرَ اخْتِلاَفاً كَثِيراً ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتُ الأُمُورِ ، فَإِنَّهَا ضَلاَلَةٌ ، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ ، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّـِتي وَسُـنَّةِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ المَهْدِيِّينَ ، عُضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ )
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : مَرَّتْ عَلَى عَاصِفَةِ الحَزْمِ أَرْبَعُ سَنَوَاتٍ ، وَهِيَ تُبَدِّدُ أَحْلَامَ الحُوثِيِّينَ ، وَتَعْصِفُ بِآمَالِ الفُرْسِ وَالمَجُوسِ الحَاقِدِينَ ، وَالرَّوَافِضِ المُتَرَبِّصِينَ ، أَرْبَعُ سَنَوَاتٍ ، وَيَسْأَلُ البَعْضُ لَقَدْ طَالَ أَمَدُهَا ، نَقُولَ بِإِمْكَانِ الأَمْرِ أَنْ يُحْسَمَ فِي أَشْهُرٍ ، وَلَكِنْ تَحْتَ الطَّائِرَاتِ وَالسِّلَاحِ الكَثِيرُ مِنَ المَدَنِيِّينَ وَالنِّسَاءِ وَالأَطْفَالِ المَغْلُوبِينَ عَلَى أَمْرِهِمْ ، الذِينَ لاَ حِيلَةَ لَهُمْ فِي دَفْعِ مَا هُمْ فِيهِ ، فَالتَّحَالُفُ فِي حَرْبِ الحُوثِيِّينَ ، كَمَنْ يَعْمَلُ عَمَلِيَّةً جِرَاحِيَّةً دَقِيقَةً لِيَسْتَأْصِلَ وَرَماً خَبِيثاً وَدَاءً عُضَالاً ، فَهِيَ مُوَازَنَةٌ وَمُوَارَبَةٌ بَيْنَ حَسْمِ المَرَضِ وَسَلَامَةِ المَرِيضِ ، يَسْتَأْصِلُ التَّحَالُفُ هَذَا الدَّاءَ بِرَحْمَةٍ وَشَفَقَةٍ ، وَقَارِنْ بَيْنَ أَثَرِ حَرْبِ التَّحَالُفِ عَلَى الحُوثِيِّينَ ، وَبَيْنَ مَا صَنَعَتْهُ إِيرَانُ فِي العِرَاقِ وَالشَّامِ ، دَمَّرَتْهُمَا تَدْمِيرًا ، جَعَلَتْهُمَا خَرَاباً ، لِأَنَّ إِيرَانَ لاَ يَهُمُّهَا ، فَالقَتْلَى سُنَّةٌ وَعَرَبٌ ، وَالبُنْيَانُ لِلْعَرَبِ ، وَأَمَّا التَّحَالُفُ فَالذِي تَحْتَهُ فِي الأَرْضِ عَرَبٌ وَسُنَّةٌ وَإِخْوَةٌ وَجِيرَانٌ ، تَبْذُلُ وُسْعَهَا فِي حَقْنِ الدِّمَاءِ وَحِفْظِ البُنَى التَّحْتِيَّةِ ، وَتَدْعَمُهُمْ عَنْ طَرِيقِ مَرْكَزِ المَلِكِ سَلْمَانَ لِلإِغَاثَةِ ، قَالَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلَامُ ( المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ ، لاَ يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ ) مَرَّتْ أَرْبَعُ سَنَوَاتٍ شَهِدَ العَالَمُ أَجْمَعُ ، كَمْ مِنْ أَطْنَانِ السِّلاَحِ وَالعَتَادِ الذِي مَلَأَ أَرْضَ اليَمَنِ ، لِيُقْتَلَ بِهِ أَهْلُ اليَمَنِ ، وَيُحَاصَرَ بِهِ أَهْلُ اليَمَنِ ، وَيُهْدَمَ بِهِ الإِسْلاَمُ ، وَنَحْنُ فِي بِلاَدِ الحَرَمَيْنِ ، وَفِي هَذِه ِالمَمْلَكَةِ المُبَارَكَةِ مَاضُونَ عَلَى دِينِ الحَقِّ ، وَعَلَى هَدْيِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ ، نَحْنُ نَقِفُ مَعَ أُمَّتِناَ الإِسْلَامِيَّةِ وَالعَرَبِيَّةِ ، دِفَاعاً عَنْ دِينِنَا وَحِمَايَةً لِسُنَّةِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : دَ وْرُ المَمْلَكَةِ العَرَبِيَّةِ السُّعُودِيَّةِ ، دَوْرٌ مُشَرِّفٌ لِلْمُسْلِمِينَ وَالعَرَبِ جَمِيعاً ، وَعَلَى سَائِرِ الأَصْعِدَةِ ، بَعِيداً عَمَّنْ يُزَايِدُونَ عَلَى قَضِيَّةِ فَلِسْطِينَ ، وَهُمْ لَمْ يَزِيدُوهَا إِلاَّ تَمَزُّقاً وَتَفَاقُماً وَضَياَعاً ، دَوْرُ المَمْلَكَةِ هُوَ الوُقُوفُ أَمَامَ المَدَّ الرَّافِضِيِّ الفَارِسِيِّ الخَبِيثِ الَّذِي يُهَدِّدُ الإِسْلاَمَ وَالعُرُوبَةَ ، فِي الوَقْتِ الذِي تَجِدُ مَنْ بَنِي جِلْدَتِنَا مَنْ يَقِفُ ضِدَّ هَذِهِ المَسِيرَةِ المُبَارَكَةِ ، وَاصْطَفُّوا فِي سِيَاقِ المَجُوسِ ، وَلاَ غَرَابَةَ فِي ذَلِكَ ، فَهَلْ هُنَاكَ أَفْضَلُ مِنْ مُحَمَّدٍّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدَعْوَتِهِ وَمَسِيرَتِهِ الرَّاشِدَةِ ، وَقَفَ الكَثِيرُ ضِدَّهُ ، وَاصْطَفُّوا مَعَ جَحَافِلِ الشِّرْكِ وَالكُفْرِ وَالضَّلَالِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ هُمْ أَقْرَبُ النَّاسِ إِلَيْهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، كَبَعْضِ أَعْمَامِهِ وَبَنِي عَشِيرَتِهِ ، وَلَمَّا نَهَضَتْ قَامَتُهُ وَاشْتَدُّ عُودُهُ ، ظَهَرَ المُنَافِقُونَ وَغَيْرُهُمْ مِنَ البَاطِنِيِّينَ ، وَبَعْدَ مَوْتِهِ ظَهَرَ المُرْتَدُّونَ ، وَهَكَذَا الحَقُّ وَالبَاطِلُ فِي احْتِدَامٍ دَائِمٍ حَتَّى قِيَامِ السَّاعَةِ ، وَأَمَّا هَؤُلاَءِ الرَّوَافِضُ ، فَلاَ يَمُتُّونَ لِلْإِسْلَامِ إِلاَّ بِصِلَةِ الهَدْمِ وَالتَّدْمِيرِ ، فَلَوْ سَأَلَتَ شِيعِياً رَافِضِياً ، مَنْ هُم شِرَارُ النَّاسِ ، لَقَالَ لَكَ هُمْ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَيُّ إِسْلاَمٍ هَذَا الذِي يَدَّعُونَهُ ، وَأَيُّ شَرْعٍ هَذَا الذِي يَنْتَهِجُونَهُ ،
أَيُّهاَ المُؤْمِنُونَ : لَقَدْ تَوَالَتْ عَلَى أُمَّةِ الإِسْلاَمِ مِنَ الرَّوَافِضِ وَالمَجُوسِ وَبِسَبَبِهِمْ ، مُؤَامَرَاتٌ وَنَكَبَاتٌ وَوَيْلاَتٌ ، تُدَبَّجُ فِي الخَفَاءِ وَالظَّلْمَاءِ ، وَعَاشَتْ بِلَادُناَ زَمَناً تَدْرَءُ شَرَّهُمْ بَالمُسَايَسَةِ وَالإِبْتِعَادِ عَنْ أَسْبَابِ العَدَاءِ ، لِأَنَّهُمْ مِنْ بِلَادِ الجِوَارِ ، وَلَكِنَّهُمْ أُمَّةٌ لاَ يَنْفَعُ مَعَهُمْ الِّلِينُ وَالمُدَارَاةُ ، لاَ يُعِيدُهُمْ لِلصَّوَابِ إِلاَّ الوُقُوفُ الظَّاهِرُ فِي وُجُوهِهِمْ ، وَلَمْ يَعُدْ خَافِياً عَلَى النَّاسِ جَمِيعاً ، صَغِيرِهِمْ وَ كَبِيرِهِمْ ، عِظَمُ المُؤَامَرَةِ ، وَجَسَامَةُ الخُبْثِ الذِي يُحَاكُ لِلْإِسْلَامِ وَالمُسْلِمِينَ ، وَلِأَهْلِ السُّنَّةِ خَاصَّةً ، مِنَ الرَّافِضَةِ وَأَذْنَابِهِمْ ، فِي كُلِّ مَكَانٍ ، لِأَنَّ لِكُلِّ خِيَانَةٍ وَمَكْرٍ ، أَذْنَابٌ مِنْ بَنِي جِلْدَتِنَا ، فَحِزْبُ اللهِ فِي لُبْنَانَ ، وَالحُوثِيُّونَ فِي اليَمَنِ ، وَأَمْثَالُهُمْ فِي العِرَاقِ وَالشَّامِ ، مِنْ سُلاَلاَتِ السَّبَئِيَّةِ وَالعَلْقَمِيَّةِ ، وَصَدَقَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ بْنُ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللهُ إِذْ قَالَ فِي الفَتَاوَى (الرَّافِضَةُ أَشَدُّ خَطَرًا عَلَى الإِسْلاَمِ مِنَ اليَهُودِ وَالنَّصَارَى) وَيَقُولُ (الشِّيعَةُ تَرَى أَنَّ كُفْرَ أَهْلِ السُّنَّةِ أَغْلَظُ مِنْ كُفْرِ اليَهُودِ وَالنَّصَارَى ) ، فَتَارِيخُ الرَّوَافِضِ عَلَى مَدَى الأَيَّامِ ، حَالِكٌ أَسْوَدٌ ، فَمَتَى خَاضَ الرَّوَافِضُ حَرْباً لِلْإِسْلاَمِ ، بَلْ إِنَّهُ لاَ يُوجَدُ مَسْجِدٌ وَاحِدٌ لِأَهْلِ السُّنَّةِ فِي طَهْرَانَ ، وَلِلْيَهُودِ العَدِيدُ مِنَ المَعَابِدِ فِيهاَ ، شِعَارَاتُهُمْ ( المَوْتُ لِأِمْرِيكَا ، المَوْتُ لإِسْرَائِيلَ ) وَأَكْثَرُ مَنْ أَمِنَ جَانِبَهُمْ هُمَا أَمْرِيكَا وَإِسْرَائِيلُ ، وَأَكْثَرُ مَنْ ذَاقَ القَتْلَ وَالتَّشْرِيدَ مِنْهُمْ أَهْلُ السُّنَّةِ ، شِعَارَاتُهُمْ خَدَّاعَةٌ ، وَكُلُّ فِتْنَةٍ وَبَلِيَّةٍ فِي بِلاَدِ الإِسْلاَمِ وَبَيْنَ المُسْلِمِينَ هِيَ مِنْ صَنِيعِهِمْ ، فَهَؤُلاَءِ هَلْ يُؤْمَنُ لَهُمْ جَانِبٌ ، كَفَّرُوا صَحَابَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ الذِينَ بَشَّرَهُمْ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالجَنَّةِ ، قَذَفُوا أُمَّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ العَفِيفَةَ الطَّاهِرَةَ بِالزِّنَا التِي بَرَّأَهَا اللهُ فِي وَجْهٍ كَامِلٍ مِنْ سُورَةِ النُّورِ ، عَلَيْهِمْ مِنَ اللهِ مَا يَسْتَحِقُّونَ ، فَابْتَلاَهُمْ اللهُ بِالمُتْعَةِ وَالزِّنَا ، فَهُمْ يُبْطِنُونَ خِلاَفَ مَا يُظْهِرُونَ ، فَجُذُورُهُمْ الخَائِنَةُ رَاسِخَةٌ فِي الكُفْرِ وَالنِّفَاقِ ، يَقُولُ الهَالِكُ الخُمَيْنِيُّ ( إِنَّ لِأَئِمَّتِنَا مَنْزِلَةً لاَ يَبْلُغُهَا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَلاَ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ ) مَا تَخْسَأْ أَخْسَأَك اللهُ ، فَالرَّافِضَةُ مَعْلُومٌ شَرُّهُمْ وَمَفْهُومٌ خَطَرُهُمْ ، وَظَاهِرٌ سَعْيُهُمْ لِهَدْمِ أُصُولِ الإِسْلاَمِ ،
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : وَفِي السَّنَوَاتِ الأَخِيرَة إِسْتَطاَلَ شَرُّهُمْ ، وَاسْتَفْحَلَ ضَرَرُهُمْ ، وَبَلَغَ تَطَاوُلُهُمْ عَلَى بِلاَدِ المُسْلِمِينَ ، وَبِلاَدِ العَرَبِ كَالعِرَاقِ وَالشَّامِ وَلُبْنَانَ وَاليَمَنِ ، فَهُمْ لاَ يَخُوضُونَ حَرْباً مُبَاشَرَةً مَعَ أَحَدٍ وَلَكِنَّهُمْ يَخُوضُونَ حُرُوباً بِالوَكَالَةِ عَنْ طَرِيقِ شَرَاذِمِهِمْ فِي بِلَادِ السُّنَّةِ ، يَدْعَمُونَهُمْ بِالأَمْوَالِ الطَّائِلَةِ ، وَالسِّلَاحِ ، ثُمَّ هُمْ مِنْ بَعِيدٍ يُحَرِّضُونَهُمْ ويَعِدُونَهُمْ ، ( وَمَا يَعِدُهُمْ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً ) هَكَذاَ أَدْخَلُوا بِلاَدَ المُسْلِمِينَ فِي دَوَّامَاتٍ مِنَ الصِّرَاعِ وَالإِقْتِتَالِ ، فَهُمْ لاَ يَحْفَظُونَ حُسْنَ جِوَارٍ ، وَلاَ يَرْقُبُونَ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً ، وَلاَ يُتِمُّونَ عَهْداً وَلاَ مِيثَاقاً ، يَدَّعُونَ الإِسْلاَمَ ، وَهُمْ مَنْ يَهْدِمُ الإِسْلاَمَ ،
أَيُّهاَ المُسْلِمُونَ : وَهَذَا الذَّنَبُ المَجُوسِيُّ أَجَلَّكُمْ اللهُ المُسَمَّى بِالحُوثِيِّ الذِي يَعْمَلُ تَحْتَ تَوجِيهَاتِ مَلاَلِي إِيرَانَ ، لاَ حَلَّ لَهُ سِوَى اجْتِثَاثِهِ مِنْ جُذُورِهِ لِيَسْلَمَ أَهْلُ اليَمَنِ وَجِيرَانُ اليَمَنِ وَالعَرَبُ وَالمُسْلِمُونَ مِنْ شَرِّهِ وَنُمُوِّهِ فِي بِلاَدِ أَهْلِ السُّنَّةِ فَأَهْلُ اليَمَنِ الحَقِيقِيُّونَ ، هُمْ إِخْوَانُناَ دِيناً وَعَقِيدَةً وَأَصْلاً وَعُرُوبَةً ، وَسَتَعُودُ اليَمَنُ بِإِذْنِ اللهِ لِأَهْلِهَا الذِينَ يُرِيدُونَ لَهَا الخَيْرَ وَالإِسْتِقْرَارَ وَالنَّمَاءَ ، وَسَتَعُودُ بِلَادُ المُسْلِمِينَ جَمِيعُهاَ إِلَى أَقْوَى وَأَشَدَّ مِمَّا كَانَتْ عَلَيْهِ ، وَلَا يَلْزَمُناَ اليَوْمَ جَمِيعاً إِلاَّ أَنْ نَكُونَ صَفاً وَاحِداً ، قَالَ تَعَالَى ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً ) بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ بِالقُرَآنِ الكَرِيمِ ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِهَدْي سَيِّدِ المُرْسَلِينَ ، أَقُولُ مَاسَمِعْتُمْ ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ ، وَلِسَائِرِ المُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ ، فَاْسْتَغْفِرُوهُ وَتُوبُوا إِلَيْهِ ، إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ وَعَلَى أَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ ، وَعَلَى التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : وَاجِبُناَ جَمِيعاً الإِلْتِفَافُ حَوْلَ أُمَّتِنَا َوَقِيَادَتِناَ وَالسَّمْعُ وَالطَّاعَةُ لِوُلاَةِ أَمْرِنَا ، كُونُوا جَمِيعاً أَيُّهَا المُسْلِمُونَ جُنُوداً لِدِينِكُمْ وَمُقَدَّسَاتِكُمْ وَأَوْطَانِكُمْ وَأُمَّتِكُمْ .
أَيُّهَا الشَّبَابُ : اللهَ اللهَ بِالحِفَاظِ عَلَى بِلَادِكُمْ وَوَلاَئِكُمْ لِدِينِكُمْ وَوُلاَةِ أَمْرِكُمْ وَبِلَادِكُمْ ، وَالإِحْتِرَاسِ لِأَفْكَارِكُمْ ، مِنْ أَنْ تُدَنَّسَ ، وَادْرَأُوا الشُبَهَ ، بِسُؤَالِ الرَّاسِخِينَ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ ، وَفَّقَنَا اللهُ وَإِيَّاكُمْ وَهَدَانَا وَهَدَاكُمْ ، لِطَرِيقِ الفَضِيلَةِ وَالرَّشَادِ ،صَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلى خَيْرِ البَرِيَّةِ مُحَمَّدٍ....
بعنوان
خطر الحوثيين
كتبها
عبدالله فهد الواكد
إمام وخطيب جامع الواكد بحائل
الخطبة الأولى
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي زَيَّنَنَا بِالإِيمَانِ، وَكَرَّهَ إِلَيْنَا الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ، وَعَلَى مَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ: فَأُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ، قَالَ تَعَالَى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ )
أَيُّهَا الإِخْوَةُ المُسْلِمُونَ : قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ ، وَإِنْ تَأَمَّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ ، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ ، يَرَ اخْتِلاَفاً كَثِيراً ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتُ الأُمُورِ ، فَإِنَّهَا ضَلاَلَةٌ ، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ ، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّـِتي وَسُـنَّةِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ المَهْدِيِّينَ ، عُضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ )
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : مَرَّتْ عَلَى عَاصِفَةِ الحَزْمِ أَرْبَعُ سَنَوَاتٍ ، وَهِيَ تُبَدِّدُ أَحْلَامَ الحُوثِيِّينَ ، وَتَعْصِفُ بِآمَالِ الفُرْسِ وَالمَجُوسِ الحَاقِدِينَ ، وَالرَّوَافِضِ المُتَرَبِّصِينَ ، أَرْبَعُ سَنَوَاتٍ ، وَيَسْأَلُ البَعْضُ لَقَدْ طَالَ أَمَدُهَا ، نَقُولَ بِإِمْكَانِ الأَمْرِ أَنْ يُحْسَمَ فِي أَشْهُرٍ ، وَلَكِنْ تَحْتَ الطَّائِرَاتِ وَالسِّلَاحِ الكَثِيرُ مِنَ المَدَنِيِّينَ وَالنِّسَاءِ وَالأَطْفَالِ المَغْلُوبِينَ عَلَى أَمْرِهِمْ ، الذِينَ لاَ حِيلَةَ لَهُمْ فِي دَفْعِ مَا هُمْ فِيهِ ، فَالتَّحَالُفُ فِي حَرْبِ الحُوثِيِّينَ ، كَمَنْ يَعْمَلُ عَمَلِيَّةً جِرَاحِيَّةً دَقِيقَةً لِيَسْتَأْصِلَ وَرَماً خَبِيثاً وَدَاءً عُضَالاً ، فَهِيَ مُوَازَنَةٌ وَمُوَارَبَةٌ بَيْنَ حَسْمِ المَرَضِ وَسَلَامَةِ المَرِيضِ ، يَسْتَأْصِلُ التَّحَالُفُ هَذَا الدَّاءَ بِرَحْمَةٍ وَشَفَقَةٍ ، وَقَارِنْ بَيْنَ أَثَرِ حَرْبِ التَّحَالُفِ عَلَى الحُوثِيِّينَ ، وَبَيْنَ مَا صَنَعَتْهُ إِيرَانُ فِي العِرَاقِ وَالشَّامِ ، دَمَّرَتْهُمَا تَدْمِيرًا ، جَعَلَتْهُمَا خَرَاباً ، لِأَنَّ إِيرَانَ لاَ يَهُمُّهَا ، فَالقَتْلَى سُنَّةٌ وَعَرَبٌ ، وَالبُنْيَانُ لِلْعَرَبِ ، وَأَمَّا التَّحَالُفُ فَالذِي تَحْتَهُ فِي الأَرْضِ عَرَبٌ وَسُنَّةٌ وَإِخْوَةٌ وَجِيرَانٌ ، تَبْذُلُ وُسْعَهَا فِي حَقْنِ الدِّمَاءِ وَحِفْظِ البُنَى التَّحْتِيَّةِ ، وَتَدْعَمُهُمْ عَنْ طَرِيقِ مَرْكَزِ المَلِكِ سَلْمَانَ لِلإِغَاثَةِ ، قَالَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلَامُ ( المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ ، لاَ يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ ) مَرَّتْ أَرْبَعُ سَنَوَاتٍ شَهِدَ العَالَمُ أَجْمَعُ ، كَمْ مِنْ أَطْنَانِ السِّلاَحِ وَالعَتَادِ الذِي مَلَأَ أَرْضَ اليَمَنِ ، لِيُقْتَلَ بِهِ أَهْلُ اليَمَنِ ، وَيُحَاصَرَ بِهِ أَهْلُ اليَمَنِ ، وَيُهْدَمَ بِهِ الإِسْلاَمُ ، وَنَحْنُ فِي بِلاَدِ الحَرَمَيْنِ ، وَفِي هَذِه ِالمَمْلَكَةِ المُبَارَكَةِ مَاضُونَ عَلَى دِينِ الحَقِّ ، وَعَلَى هَدْيِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ ، نَحْنُ نَقِفُ مَعَ أُمَّتِناَ الإِسْلَامِيَّةِ وَالعَرَبِيَّةِ ، دِفَاعاً عَنْ دِينِنَا وَحِمَايَةً لِسُنَّةِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : دَ وْرُ المَمْلَكَةِ العَرَبِيَّةِ السُّعُودِيَّةِ ، دَوْرٌ مُشَرِّفٌ لِلْمُسْلِمِينَ وَالعَرَبِ جَمِيعاً ، وَعَلَى سَائِرِ الأَصْعِدَةِ ، بَعِيداً عَمَّنْ يُزَايِدُونَ عَلَى قَضِيَّةِ فَلِسْطِينَ ، وَهُمْ لَمْ يَزِيدُوهَا إِلاَّ تَمَزُّقاً وَتَفَاقُماً وَضَياَعاً ، دَوْرُ المَمْلَكَةِ هُوَ الوُقُوفُ أَمَامَ المَدَّ الرَّافِضِيِّ الفَارِسِيِّ الخَبِيثِ الَّذِي يُهَدِّدُ الإِسْلاَمَ وَالعُرُوبَةَ ، فِي الوَقْتِ الذِي تَجِدُ مَنْ بَنِي جِلْدَتِنَا مَنْ يَقِفُ ضِدَّ هَذِهِ المَسِيرَةِ المُبَارَكَةِ ، وَاصْطَفُّوا فِي سِيَاقِ المَجُوسِ ، وَلاَ غَرَابَةَ فِي ذَلِكَ ، فَهَلْ هُنَاكَ أَفْضَلُ مِنْ مُحَمَّدٍّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدَعْوَتِهِ وَمَسِيرَتِهِ الرَّاشِدَةِ ، وَقَفَ الكَثِيرُ ضِدَّهُ ، وَاصْطَفُّوا مَعَ جَحَافِلِ الشِّرْكِ وَالكُفْرِ وَالضَّلَالِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ هُمْ أَقْرَبُ النَّاسِ إِلَيْهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، كَبَعْضِ أَعْمَامِهِ وَبَنِي عَشِيرَتِهِ ، وَلَمَّا نَهَضَتْ قَامَتُهُ وَاشْتَدُّ عُودُهُ ، ظَهَرَ المُنَافِقُونَ وَغَيْرُهُمْ مِنَ البَاطِنِيِّينَ ، وَبَعْدَ مَوْتِهِ ظَهَرَ المُرْتَدُّونَ ، وَهَكَذَا الحَقُّ وَالبَاطِلُ فِي احْتِدَامٍ دَائِمٍ حَتَّى قِيَامِ السَّاعَةِ ، وَأَمَّا هَؤُلاَءِ الرَّوَافِضُ ، فَلاَ يَمُتُّونَ لِلْإِسْلَامِ إِلاَّ بِصِلَةِ الهَدْمِ وَالتَّدْمِيرِ ، فَلَوْ سَأَلَتَ شِيعِياً رَافِضِياً ، مَنْ هُم شِرَارُ النَّاسِ ، لَقَالَ لَكَ هُمْ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَيُّ إِسْلاَمٍ هَذَا الذِي يَدَّعُونَهُ ، وَأَيُّ شَرْعٍ هَذَا الذِي يَنْتَهِجُونَهُ ،
أَيُّهاَ المُؤْمِنُونَ : لَقَدْ تَوَالَتْ عَلَى أُمَّةِ الإِسْلاَمِ مِنَ الرَّوَافِضِ وَالمَجُوسِ وَبِسَبَبِهِمْ ، مُؤَامَرَاتٌ وَنَكَبَاتٌ وَوَيْلاَتٌ ، تُدَبَّجُ فِي الخَفَاءِ وَالظَّلْمَاءِ ، وَعَاشَتْ بِلَادُناَ زَمَناً تَدْرَءُ شَرَّهُمْ بَالمُسَايَسَةِ وَالإِبْتِعَادِ عَنْ أَسْبَابِ العَدَاءِ ، لِأَنَّهُمْ مِنْ بِلَادِ الجِوَارِ ، وَلَكِنَّهُمْ أُمَّةٌ لاَ يَنْفَعُ مَعَهُمْ الِّلِينُ وَالمُدَارَاةُ ، لاَ يُعِيدُهُمْ لِلصَّوَابِ إِلاَّ الوُقُوفُ الظَّاهِرُ فِي وُجُوهِهِمْ ، وَلَمْ يَعُدْ خَافِياً عَلَى النَّاسِ جَمِيعاً ، صَغِيرِهِمْ وَ كَبِيرِهِمْ ، عِظَمُ المُؤَامَرَةِ ، وَجَسَامَةُ الخُبْثِ الذِي يُحَاكُ لِلْإِسْلَامِ وَالمُسْلِمِينَ ، وَلِأَهْلِ السُّنَّةِ خَاصَّةً ، مِنَ الرَّافِضَةِ وَأَذْنَابِهِمْ ، فِي كُلِّ مَكَانٍ ، لِأَنَّ لِكُلِّ خِيَانَةٍ وَمَكْرٍ ، أَذْنَابٌ مِنْ بَنِي جِلْدَتِنَا ، فَحِزْبُ اللهِ فِي لُبْنَانَ ، وَالحُوثِيُّونَ فِي اليَمَنِ ، وَأَمْثَالُهُمْ فِي العِرَاقِ وَالشَّامِ ، مِنْ سُلاَلاَتِ السَّبَئِيَّةِ وَالعَلْقَمِيَّةِ ، وَصَدَقَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ بْنُ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللهُ إِذْ قَالَ فِي الفَتَاوَى (الرَّافِضَةُ أَشَدُّ خَطَرًا عَلَى الإِسْلاَمِ مِنَ اليَهُودِ وَالنَّصَارَى) وَيَقُولُ (الشِّيعَةُ تَرَى أَنَّ كُفْرَ أَهْلِ السُّنَّةِ أَغْلَظُ مِنْ كُفْرِ اليَهُودِ وَالنَّصَارَى ) ، فَتَارِيخُ الرَّوَافِضِ عَلَى مَدَى الأَيَّامِ ، حَالِكٌ أَسْوَدٌ ، فَمَتَى خَاضَ الرَّوَافِضُ حَرْباً لِلْإِسْلاَمِ ، بَلْ إِنَّهُ لاَ يُوجَدُ مَسْجِدٌ وَاحِدٌ لِأَهْلِ السُّنَّةِ فِي طَهْرَانَ ، وَلِلْيَهُودِ العَدِيدُ مِنَ المَعَابِدِ فِيهاَ ، شِعَارَاتُهُمْ ( المَوْتُ لِأِمْرِيكَا ، المَوْتُ لإِسْرَائِيلَ ) وَأَكْثَرُ مَنْ أَمِنَ جَانِبَهُمْ هُمَا أَمْرِيكَا وَإِسْرَائِيلُ ، وَأَكْثَرُ مَنْ ذَاقَ القَتْلَ وَالتَّشْرِيدَ مِنْهُمْ أَهْلُ السُّنَّةِ ، شِعَارَاتُهُمْ خَدَّاعَةٌ ، وَكُلُّ فِتْنَةٍ وَبَلِيَّةٍ فِي بِلاَدِ الإِسْلاَمِ وَبَيْنَ المُسْلِمِينَ هِيَ مِنْ صَنِيعِهِمْ ، فَهَؤُلاَءِ هَلْ يُؤْمَنُ لَهُمْ جَانِبٌ ، كَفَّرُوا صَحَابَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ الذِينَ بَشَّرَهُمْ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالجَنَّةِ ، قَذَفُوا أُمَّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ العَفِيفَةَ الطَّاهِرَةَ بِالزِّنَا التِي بَرَّأَهَا اللهُ فِي وَجْهٍ كَامِلٍ مِنْ سُورَةِ النُّورِ ، عَلَيْهِمْ مِنَ اللهِ مَا يَسْتَحِقُّونَ ، فَابْتَلاَهُمْ اللهُ بِالمُتْعَةِ وَالزِّنَا ، فَهُمْ يُبْطِنُونَ خِلاَفَ مَا يُظْهِرُونَ ، فَجُذُورُهُمْ الخَائِنَةُ رَاسِخَةٌ فِي الكُفْرِ وَالنِّفَاقِ ، يَقُولُ الهَالِكُ الخُمَيْنِيُّ ( إِنَّ لِأَئِمَّتِنَا مَنْزِلَةً لاَ يَبْلُغُهَا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَلاَ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ ) مَا تَخْسَأْ أَخْسَأَك اللهُ ، فَالرَّافِضَةُ مَعْلُومٌ شَرُّهُمْ وَمَفْهُومٌ خَطَرُهُمْ ، وَظَاهِرٌ سَعْيُهُمْ لِهَدْمِ أُصُولِ الإِسْلاَمِ ،
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : وَفِي السَّنَوَاتِ الأَخِيرَة إِسْتَطاَلَ شَرُّهُمْ ، وَاسْتَفْحَلَ ضَرَرُهُمْ ، وَبَلَغَ تَطَاوُلُهُمْ عَلَى بِلاَدِ المُسْلِمِينَ ، وَبِلاَدِ العَرَبِ كَالعِرَاقِ وَالشَّامِ وَلُبْنَانَ وَاليَمَنِ ، فَهُمْ لاَ يَخُوضُونَ حَرْباً مُبَاشَرَةً مَعَ أَحَدٍ وَلَكِنَّهُمْ يَخُوضُونَ حُرُوباً بِالوَكَالَةِ عَنْ طَرِيقِ شَرَاذِمِهِمْ فِي بِلَادِ السُّنَّةِ ، يَدْعَمُونَهُمْ بِالأَمْوَالِ الطَّائِلَةِ ، وَالسِّلَاحِ ، ثُمَّ هُمْ مِنْ بَعِيدٍ يُحَرِّضُونَهُمْ ويَعِدُونَهُمْ ، ( وَمَا يَعِدُهُمْ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً ) هَكَذاَ أَدْخَلُوا بِلاَدَ المُسْلِمِينَ فِي دَوَّامَاتٍ مِنَ الصِّرَاعِ وَالإِقْتِتَالِ ، فَهُمْ لاَ يَحْفَظُونَ حُسْنَ جِوَارٍ ، وَلاَ يَرْقُبُونَ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً ، وَلاَ يُتِمُّونَ عَهْداً وَلاَ مِيثَاقاً ، يَدَّعُونَ الإِسْلاَمَ ، وَهُمْ مَنْ يَهْدِمُ الإِسْلاَمَ ،
أَيُّهاَ المُسْلِمُونَ : وَهَذَا الذَّنَبُ المَجُوسِيُّ أَجَلَّكُمْ اللهُ المُسَمَّى بِالحُوثِيِّ الذِي يَعْمَلُ تَحْتَ تَوجِيهَاتِ مَلاَلِي إِيرَانَ ، لاَ حَلَّ لَهُ سِوَى اجْتِثَاثِهِ مِنْ جُذُورِهِ لِيَسْلَمَ أَهْلُ اليَمَنِ وَجِيرَانُ اليَمَنِ وَالعَرَبُ وَالمُسْلِمُونَ مِنْ شَرِّهِ وَنُمُوِّهِ فِي بِلاَدِ أَهْلِ السُّنَّةِ فَأَهْلُ اليَمَنِ الحَقِيقِيُّونَ ، هُمْ إِخْوَانُناَ دِيناً وَعَقِيدَةً وَأَصْلاً وَعُرُوبَةً ، وَسَتَعُودُ اليَمَنُ بِإِذْنِ اللهِ لِأَهْلِهَا الذِينَ يُرِيدُونَ لَهَا الخَيْرَ وَالإِسْتِقْرَارَ وَالنَّمَاءَ ، وَسَتَعُودُ بِلَادُ المُسْلِمِينَ جَمِيعُهاَ إِلَى أَقْوَى وَأَشَدَّ مِمَّا كَانَتْ عَلَيْهِ ، وَلَا يَلْزَمُناَ اليَوْمَ جَمِيعاً إِلاَّ أَنْ نَكُونَ صَفاً وَاحِداً ، قَالَ تَعَالَى ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً ) بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ بِالقُرَآنِ الكَرِيمِ ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِهَدْي سَيِّدِ المُرْسَلِينَ ، أَقُولُ مَاسَمِعْتُمْ ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ ، وَلِسَائِرِ المُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ ، فَاْسْتَغْفِرُوهُ وَتُوبُوا إِلَيْهِ ، إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ وَعَلَى أَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ ، وَعَلَى التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : وَاجِبُناَ جَمِيعاً الإِلْتِفَافُ حَوْلَ أُمَّتِنَا َوَقِيَادَتِناَ وَالسَّمْعُ وَالطَّاعَةُ لِوُلاَةِ أَمْرِنَا ، كُونُوا جَمِيعاً أَيُّهَا المُسْلِمُونَ جُنُوداً لِدِينِكُمْ وَمُقَدَّسَاتِكُمْ وَأَوْطَانِكُمْ وَأُمَّتِكُمْ .
أَيُّهَا الشَّبَابُ : اللهَ اللهَ بِالحِفَاظِ عَلَى بِلَادِكُمْ وَوَلاَئِكُمْ لِدِينِكُمْ وَوُلاَةِ أَمْرِكُمْ وَبِلَادِكُمْ ، وَالإِحْتِرَاسِ لِأَفْكَارِكُمْ ، مِنْ أَنْ تُدَنَّسَ ، وَادْرَأُوا الشُبَهَ ، بِسُؤَالِ الرَّاسِخِينَ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ ، وَفَّقَنَا اللهُ وَإِيَّاكُمْ وَهَدَانَا وَهَدَاكُمْ ، لِطَرِيقِ الفَضِيلَةِ وَالرَّشَادِ ،صَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلى خَيْرِ البَرِيَّةِ مُحَمَّدٍ....