المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطبة جمعة بعنوان ( مراقبة الأبواب )



الشيخ/عبدالله الواكد
18-01-2019, 02:18
خُطْبَةُ جُمُعَة
بِعِنْوان

(مراقبة الأبواب)

كتبها
عبدالله بن فهد الواكد
إمام وخطيب جامع الواكد بحائل


الخطبةُ الأولى

الحمدُ للهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلِّ ۖ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُهُ ورسولُهُ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وعلى آلهِ وصحابتِهِ أجمعين أما بعدُ عبادَ اللهِ : فأوصيكم ونفسي بتقوى اللهِ القائلِ ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا اللهَ حقَّ تقاته ولا تموتنَّ إلا وأنتم مسلمون )
أيُّها المُسْلِمُونَ : إِنَّ دَعْوَةَ النَّاسِ إِلَى تَوحِيدِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى هِيَ الإِسْلاَمُ الحَقُّ وَهِيَ دَعْوَةُ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى (وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَىٰ دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (25) يونس ) ، وَهِيَ دَعْوَةُ الرُّسُلِ جَمِيعاً وَدَعْوَةُ الصَّالحِينَ مِنْ أَتْبَاعِ الرُّسُلِ قَالَ تَعَالَى ( قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108) يوسف) ، وَحِينَمَا بَعَثَ اللهُ النَّبِيَّ محُمَّداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لاَقَتْ دَعْوَتُهُ فِي بِدَايَتِهَا صَداًّ وَرَفْضاً مِنْ أَسَاطِينِ الإِسْتِعْبَادِ وَالهَيْمَنَةِ مِنَ المُشْرِكِينَ ، فَلاَ يُرِيدُونَ مِنْ هَذَا الدِّينِ الجَدِيدِ أَنْ يُفْسِدَ عَلَيْهِمْ هَيْمَنَتَهُمْ وَمَكَانَتَهُمْ وَمَصَالِحَهُمْ ، فَيَتَسَاوَى فِيهِ بِلاَلُ الحَبَشِيُّ مَعَ أَبِي لَهَبٍ وَأَبِي جَهْلٍ وَأُمَيَّةِ بْنِ خَلَفٍ وَعُقْبَةِ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ وَغَيْرِهِمْ مِنْ صَنَادِيدِ المُشْرِكِينَ ، فَكَانَ لاَ بُدَّ مِنَ الْمُوَاجَهَةِ ، فَالْتَقَى الجَمْعَانُ فِي بَدْرٍ الكُبْرَى فَأَظْهَرَ اللهُ الحَقَّ وَأَبْطَلَ البَاطِلَ وَانْكَسَرَتْ شَوْكَةُ الشِّرْكِ وَالضَّلَالِ ، فَدَخَلَ النَّاسُ فِي دِينِ اللهِ أَفْوَاجاً ، وَانْتَشَرَ الإِسْلاَمُ فِي أَصْقَاعِ الدُّنْياَ كُلِّهَا ، وَأنْتَشَرَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُشَرِّقِينَ وَمُغَرِّبِينَ ، فَاتِحِينَ وَمُعَلِّمِينَ ، وَمَا خَلَّدَتْ الدُّنْيَا أَسْمَاءً بَعْدَ الرُّسُلِ مِثْلَمَا خَلَّدَتْ أَصْحَابَ محُمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالأَئِمَّةَ عَبْرَ أَرَبَعةِ عَشْرَ قَرْناً مِنَ الزَّمَانِ ، وَلَوْلاَهُ دِينُ الحَقِّ وَشَرِيعَةُ اللهِ ، لَمَا كَانَ لَهُ هَذِهِ القُوَّةُ فِي نُفُوسِ مُعْتَنِقِيهِ ، وَفِي قُلُوبِ أَهْلِهِ فِي المَشْرِقِ وَالَمَغْرِبِ فَعَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((ليَبْلُغَنَّ هَذَا الأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيلُ وَالنَّهاَرُ، وَلاَ يَتْرُكُ اللهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلاَ وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللهُ هَذَا الدِّينَ، بِعِزِّ عَزِيزٍ أو بِذُلِّ ذَليلٍ، عِزًّا يُعِزُّ اللهَ بِهِ الإِسْلاَمُ ، وَذُلًّا يُذِلُّ اللهُ بِهِ الكُفْرَ )) رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالحَاِكمُ ، وَكَانَ تَمِيمٌ الدَّارِيُّ يَقُولُ: قَدْ عَرَفْتُ ذَلِكَ فِي أَهْلِ بَيْتِي، لَقَدْ أَصَابَ مَنْ أَسْلَمَ مِنْهُمْ الخَيْرُ وَالشَّرَفُ وَالعِزُّ، وَلَقَدْ أَصَابَ مَنْ كَانَ مِنْهُمْ كَافِرًا الذُّلُّ وَالصَّغَارُ وَالجِزْيَةُ ، وَعَنْ الْمِقْدَادِ بْنِ الأَسْوَد رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((لاَ يَبْقَى عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ بَيْتَ مَدَرٍ، وَلاَ وَبَرٍ، إِلَّا أَدْخَلَهُ اللهُ كَلِمَةَ الإِسْلاَمِ، بِعِزِّ عَزِيزٍ، أَوْ ذُلِّ ذَلِيلٍ، إِمَّا يُعِزُّهُمُ اللهُ ، فَيَجْعَلُهُمْ مِنْ أَهْلِهَا ، أَوْ يُذِلهُّمْ، فَيَدِينُونَ لَهاَ )) رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالحَاِكمُ وَحَسَّنَ إِسْنَادَهُ الأَلْبَانِيُّ وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ ، وَالحَدِيثُ مُقْتَبَسٌ مِنْ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) [التَّوبة: 33]،
فَدِينُ الإِسْلاَمِ أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : دِينٌ شَامِلٌ لِأُمُورِ الدُّنْياَ وَالآخِرَةِ . وَسَلاَمَةُ المَنْهَجِ ، وَصَفَاءُ العَقِيدَةِ ، هُمَا مِقْوَدُ الإِنْسَانِ إِلَى الطَّرِيقِ المُسْتَقِيمِ الذِي أَمَرَناَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِسُلُوكِهِ قَالَ تَعَالَى (وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153) الأنعام )
وَمَنْ يُوَفِّقَهُ اللهُ تَعَالَى لِسُلُوكِ الْمَنْهَجِ الصَّحِيحِ وَالإِسْتِقَامَةِ عَلَيْهِ يَسْهُلُ عَلَيْهِ أَنْ يَتَحَاشَى الطَّرَفَينِ وَأَنْ يَتَعَامَلَ مَعَ نَفْسِهِ وَمَعَ النَّاسِ وَالحَيَاةِ وَالمُجْتَمَعِ مِنْ حَوْلِهِ بِفَهْمٍ سَلِيمِ وَفِقْهٍ رَشِيدٍ وَسُلُوكٍ وَاضِحٍ قَالَ بْنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ ( إِنَّ أَفْضَلَ الطَّرِيقَ طَرِيقُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّتِي سَنَّهَا وَأَمَرَ بِهَا وَرَغَّبَ فِيهَا وَدَاوَمَ عَلَيْهَا ) وَلِذَلِكَ فَإِنَّ التَّجَافِي عَنِ الصِّرَاطِ المُسْتَقِيمِ يُوقِعُ المُسْلِمَ فِي العَنَتِ وَالْمَشَقَّةِ وَالتَّخَبُّطِ وَالضَّيَاعِ ، وَقَدْ يُوقِعُهُ فِي البِدْعَةِ ثُمَّ فِي الشِّرْكِ وَالضَّلاَلِ ،
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : لَقَدْ فَاضَتْ عَلَى النَّاسِ النِّعَمُ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ وَصَوْبٍ ، نِعْمَةُ العَيْشِ وَنِعْمَةُ الأَمْنِ وَنِعْمَةُ النَّقْلِ وَنِعْمَةُ الإِتِّصَالاَتِ وَغَيْرُهَا مِنَ النِّعَمِ الكَثِيرَةِ ، وَخَرَجَ السُّفَهَاءُ وَالجَهَلَةُ مِنَ النَّاسِ بِهَذِهِ النِّعَمِ عَنْ أُطُرِهَا الصَّحِيحَةِ ، فَمِنْ مُسْرِفٍ بِالعَيْشِ وَالمَأْكَلِ وَالمَشْرَبِ ، حَتَّى خَشِيناَ أَنْ تُصِيبَنَا قَارِعَةٌ بَمَا يَفْعَلُهُ السُّفَهَاءُ مِنَّا ، مِنْ تَبْذِيرٍ وَإِسْرَافٍ وَهَدْرٍ لِلنِّعَمِ ، وَمِنْ عَابثٍ بِالأَمْنِ وَمُسْتَهْتِرٍ بِأَرْوَاحِ البَشَرِ جَرَّاءَ خُرُوجِ فِئَامٌ مِنَ الشَّبَابِ عَنْ الفَهْمِ الصَّحِيحِ لِنُصُوصِ الشَّرِيعَةِ وَأَخْذِ فَهْمِهِمْ وَعِلْمِهِمْ عَنْ غَيْرِ أَهْلِ العِلْمِ مِنْ الجَهَلَةِ أَوْ المُغْرِضِينَ ، فَهَبُّوا يُكَفِّرُونَ وَيَتَجَرَّؤُونَ عَلَى الدِّمَاءِ المَعْصُومَةِ ، وَالمُمْتَلَكَاتِ وَالمُقَدَّرَاتِ ، وَقَدْ لَاقَى الوَطَنُ مِنْهُمْ وَرِجَالُ الأَمْنِ فِي بِلَادِنَا مَا لاَ يَخْفَى عَلَيْكُمْ مِنْ قَتْلٍ وَتَفْجِيرٍ حَتَّى أَمْكَنَ اللهُ مِنْهُمْ بِفَضْلِهِ وَإِحْسَانِهِ ، وَمِنْ مُسْتَهْتِرٍ بِالسَّلاَمَةِ المُرُورِيَّةِ ، وَعَابِثٍ بِأَنْظِمَةِ السَّيْرِ ، حَتَّى أَهْلَكَتْ السَّيَّارَاتُ أَرْوَاحَ كَثِيرٍ مِنْ الشَّبَابِ ، وَاعْتَلَيْنَا القَائِمَةَ العَالَمِيَّةَ فِي نِسْبَةِ الحَوَادِثِ وَالَوَفِيَّاتِ جَرَّاءَهَا ، وَلاَ تَكَادُ تَمُرُّ أَيَّامٌ إِلاَّ وَيُكَدِّرُ صَفْوَ عَائِلَةٍ فَقْدُ وَاحِدٍ مِنْ أَبْنَائِهَا ، ثُمَّ جَاءَتْ الإِتِّصَالَاتُ وَتَوَسَّعَتْ آفَاقُهَا فَظَهَرَتْ عَلَيْنَا وَسَائِلُ التَّوَاصُلِ الإِجْتِمَاعِيِّ ، الفيس بوك والتويتر واليوتيوب والسناب شات وَغَيْرُهَا ، فَأَخَذَتْ تَتَجَاذَبُ شَبَابَنَا وَبَنَاتِنَا عَوَاصِفُ الدَّعْوَةِ إِلَى الإِنْحِلَالِ وَالفَسَادِ ، وَالضَّلاَلِ وَالإِلحْاَدِ ، وَانْتَشَرَتْ دَعَوَاتُ تَشْكِيكِ الشَّبَابِ فِي دِينِهِمْ وَعَقِيدَتِهِمْ ، وَقَدْ وَجَدَ دُعَاةُ الشَرِّ وَالفَسَادِ عُقُولاً مُتَرَعْرِعَةً وَأَبْوَاباً مُشْرَعَةً ، فَوَلَجُوهاَ بِلاَ حَسِيبٍ وَلاَ رَقِيبٍ مِنَّا نَحْنُ الأَوْلِياءُ ، لِيَغْسِلُوا عُقُولَ هَؤُلاَءِ الجَهَلَةِ الأَغْرَارِ ، وَيَقُودُونَهُمْ إِلَى مَا يُرِيدُونَ فَأَصْبَحْنَا بَيْنَ غَافِلٍ يَحْتَاجُ التَّنْبِيهَ ، وَحَائِرٍ يَحْتَاجُ البَيَانَ ، فَانْتَبِهُوا أَيُّهَا المُسْلِمُونَ مِنْ سُوءِ مَغَبَّةِ هَذِهِ الوَسَائِلِ ، وَرَاقِبُوا هَذِهِ الأَبْوَابَ ، إِنْتَبِهُوا إِلَى فَلَذَاتِ أَكْبَادِنَا مِنْ بَنِينَ وَبَنَاتٍ ، فَإِنَّ أَعْدَاءَ هَذِهِ الأُمَّةِ القَرِيبِينَ وَالَبَعِيدِينَ قَدْ أَشْهَرُوا سُيُوفَ الإِفْسَادِ وَسُيُوفُكُمْ مُغْمَدَةٌ ، وَأَشْرَعُوا رِمَاحَ الإِضْلَالِ وَالإِلْحَادِ ، وَأَنْتُمْ عَنْ الأَبْنَاءِ وَالبَنَاتِ غَافِلُونَ ، أَحْسِنُوا تَرِبِيَتِهِمْ ، وَلَاحِظُوا سُلُوكَهُمْ ، وَاكْسِبُوا ثِقَتَهُمْ ، وَعَلِّمُوهُمْ الإِعْتِزَازَ بِدِينِهِمْ وَوَطَنِهِمْ وَوُلاَةَ أَمْرِهِمْ وَعُلَمَائِهِمْ ، وَلَا تُضَيِّقُوا عَلَيْهِمْ فِي أَمْرٍ لَكُمْ فِيهِ سَعَةٌ ، وَتَلَطَّفُوا لَهُمْ بِالنَّصِيحَةِ ، لِأَنَّ الإِسْلُوبَ الرَّديءَ فِي النُّصْحِ يُضِيعُ المَضْمُونَ وَقَدْ وَرَدَ فِي الأَثَرِ ( مَنْ أَمَرَ بِمَعْرُوفٍ فَلْيَكُنْ أَمْرُهُ بِمَعْرُوفٍ ) وَاسْأَلُوا اللهَ لَهُمْ الهِدَايَةَ وَالصَّلاَحَ ، وَاتَّقُوا اللهَ فِي رِعَايَتِهِمْ وَتَرْبِيَتِهِمْ ، وَ للهُ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ ، نَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَرُدَّ كَيْدَ الكاَئِدِينَ ، وَأَنْ يَجْعَلَ كَيْدَهُمْ فِي نُحُورِهِمْ ، أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا ۚ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ (33) لقمان
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُم فِي القُرآنِ العَظِيمِ

الثانية

أَمَّا بَعْدُ أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ : فَإِنَّهُ وَللهِ الحَمْدُ وَالمِنَّةُ بِقَدْرِ مَا يَنْخَدِعُ بِهَذِهِ الأَبَاطِيلِ وَالدَّعَوَاتِ الضَّالَةِ فِي تويتر وَغَيْرِهِ مِنَ الْقِلَّةِ القَلِيلَةِ الَّتِي لاَ تَكَادُ تُذْكَرُ مِنَ الأَغْرَارِ وَالمُرَاهِقِينَ ، الذِينَ مَا يَلْبَثُوا أَنْ يَفِيؤُوا لِرُشْدِهِمْ وَيَعُودُوا لِصَوَابِهِمْ ، بِقَدْرِ مَا يَدْخُلُ الأُلُوفُ مِنَ العُقَلاَءِ مِنْ بِلاَدِ الكُفْرِ وَالشِّرْكِ وَالإِلحَاِد دِينَ الإِسْلاَمِ ، فِرَاراً مِنْ حَيَاةٍ مِلْؤُهاَ الشِّرْكُ وَالضَّلاَلُ وَالفَوْضَى وَالإِنْحِلَالُ فَيَجِدُونَ السَّعَادَةَ وَالخَيْرَ وَالفَضِيلَةَ فَي شَرِيعَةِ اللهِ وَفِي هَدْيِ رَسُولِ اللهِ ، صَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَيْهِ ، صَلَّى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا