محمدالمهوس
21-12-2017, 00:03
الْخُطْبَةُ الْأُولَى
الحَمْدُ لِلّهِ هُوَ الغَنِيُّ وَعِبَادُهُ الفُقَرَاءُ, وَهُوَ القَوِيُّ وَخَلْقُهُ هُمُ الضُّعَفَاءُ, أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَمَّنْ أَسَاءَ, وَأَشْكُرُهُ بَسَطَ الرِّزْقَ وَأَجْزَلَ النَّعْمَاءَ , وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى, وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ هُوَ الأخشَى لِرَبِّهِ وَالْأَتْقَى, أَكْثَرُ العِبَادِ ذِكْرًا ، وَأَصْدَقُهُمْ شُكْرًا, صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ, وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ, وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعْهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ, وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
أَمَّا بَعْدُ : أَيُّهَا النَّاس / اتَّقُوا اللهَ حَقَّ التّقْوَى، فَتَقْوَى اللهِ سَبيلُ الْـهُدَى، وَالْفَلَاحِ وَالرِّزْقِ وَالنَّجَاحِ (( وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا))
تَوَكَّلْتُ فِي رِزْقِي عَلَى اللهِ خَالِقِي وَأَيْقَنْتُ أَنَّ اللهَ لاشَكَّ رَازِقِيِ وَمَايَكُ مِنْ رِزْقٍ فَلَيْسَ يُفَوُتُنِي وَلَوْ كَانَ فِي البِحَارِ الْعَوامِقِ سَيَأْتِي بِهِ اللهُ العَظِيمُ بِفَضلِهِ وَلَوْ لَمْ يَكُنْ مِنِّي اللِّسَانُ بِنَاطِقِ فَفِي أَيِّ شَيْءٍ تَذْهَبُ النَّفْسُ حَسْرَةً وَقَدْ قَسَمَ الرَّحْمَنُ رِزْقَ الخَلَائِقِ
أَيُّهَاْ الْمُـسْلِمُونَ / أَكْثَرُ مَا يَشْغَلُ النَّاسُ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا, وَيَأْخُذُ اِهْتِمَامَهُمْ هُوَ اِنْشِغَالُهُمْ بِرِزْقِهِمْ, وَالتَّطَلُّعُ لِمُسْتَقْبَلٍ مَادِّيٍّ مُشْرِقٍ, وَلَوْ تَأَمَّلَ العَاقِلُ فِي نُصُوصِ الشَّرِيعَةِ لِعَلَمَ يَقِينًا أَنَّ الرِّزْقَ مَضْمُونٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ تَبَارِكَ وَتَعَالَى, وَهُوَ القَائِلُ ((وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَاْلأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُون)) وَالْقَائِلُ ((وَكَأَيِّن مِّن دَابَّةٍ لَّا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ )) وَقَالَ تَعَالَى ((فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ))
وَاللّهُ تَعَالَى خَلَقَ الخَلْقَ لِعِبَادَتِهِ ،كَمَا قَالَ تَعَالَى ((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ )) وَتَكَفَّلَ بِرِزْقِهِمْ وَضَمِنَهُ لَـهُمْ ،كَمَا قَالَ تَعَالَى ((ٱللَّهُ ٱلَّذِى خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ)) وَقَالَ تَعَالَى((وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي ٱلأرْضِ إِلاَّ عَلَى ٱللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِى كِتَابٍ مُّبِينٍ ))
فَالرِّزْقُ حَبْلٌ مَمْدُودٌ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ, يَخْتَصُّ بِهِ اللّهُ تَعَالَى دُونَ شَرِيكٍ وَلَا مُعِينٍ , وَيَتَفَضَّلُ بِهِ عَلَى البِرِّ وَالفَاجِرِ, وَالْـمُؤْمِنِ وَالكَافِرِ بَلْ عَلَى الخَلْقِ أَجْمَعِينَ ،كَمَا قَالَ تَعَالَى (( وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ )) فَسُبْحَانَ مَنْ اِمْتَدَّ رِزْقُهُ لِلبَهَائِمِ فَضْلًا عَنِ العُقَلَاءِ, فَرَزَقَ الطَّيْرَ فِي أَوْكَارِهَا, وَالسِّبَاعَ فِي جُحُورِهَا, وَالْـحِيتَانَ فِي قَاعِ بِحَارِهَا, وَشَمَلَ رِزْقُهُ الدَّوَابَّ بِأَنْوَاعِهَا, كَمَا قَالَ تَعَالَى (( وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ))
وَلَوْ أَنْصَفَ العَبْدُ رَبَّهُ سُبْحَانَهُ لَعَلِمَ أَنَّ فَضْلَهُ فِيمَا مَنَعَهُ أَعْظَمُ عَلَيْهِ مِمَّا آتَاهُ, فَاللّهُ لَا يَمْنَعُ عَبْدَهُ الدُّنْيَا إِلَّا لَيُعْطِيَهُ, وَلَا اِبْتَلَاهُ إِلَّا لَيُعَافِيَهُ, وَلَا أَمَاتَهُ إِلَّا لَيُحْيِيَهُ ، وَقَدْ قَالَ رَسُولُنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الحَدِيثِ الصَّحِيحُ:" أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ فَإِنَّ نَفْساً لَنْ تَمُوتَ حَتَّى تَسْتَوْفِيَ رِزْقَهَا وَإِنْ أَبْطَأَ عَنْهَا ، فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ خُذُوا مَا حَلَّ وَدَعُوا مَا حَرُم "
وَمِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ اِسْتِجْلَابِ الرِّزْقِ: عِبَادَةُ اللّهِ تَعَالَى وَتَقْوَاهُ, وَالتَّفَرُّغُ لَهَا, وَالاِعْتِنَاءُ بِهَا, وَقَدْ أَخْرَجَ التَّرْمِذِيُّ وَغَيْرُهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُولُ : يَا ابْنَ آدَمَ ؛ تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي امْلأْ صَدْرَكَ غِنَىً ، وَأَسُدَّ فَقْرَكَ ، وَإِلاَّ تَفْعَلْ مَلأْتُ صَدْرَكَ شُغْلاً ، وَلَمْ أَسُدَّ فَقْرَكَ" صَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ .
وَلَا يَعْنِي هَذَا - عِبَادَ اللهِ - تَرْكُ فِعْلِ الأَسْبَابِ فِي طَلَبِ الرِّزْقِ؛ فَاللّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يَقُولُ ((هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ )) فَالْـمُـسْلِمُ السَّعِيدُ هُوَ الَّذِي تَعْتَدِلُ أَمَامَهُ مَسَالِكُ الحَيَاةِ فِي طَلَبَ الرِّزْقِ، فَيَعْمَلُ وَيَتَصَبَّبُ عَرَقُهُ لِيَتَطَهَّرَ وَيَتَحَرَّرَ مِنْ فَضَلَاتِ الكَسَلِ لِيَكْسَبَ الكَسْبَ الحِلَال ، وَقَدْ رَأَى الْفَارُوقُ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - قَوْمًا قَابِعَيِنِ فِي رُكْنِ الْـمَسْجِدِ بَعْدَ صَلَاةِ الجُمْعَةِ فَسَأَلـَهُمْ مَنْ أَنْتُمْ? قَالُوا: نَحْنُ الْـمُتَوَكِّلُونَ, فَضَرْبُهُمْ عَمْرُ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - بالدُّرَّةِ ،وَقَالَ: لَايَقْعُدَنَّ أحدُكُمْ عَنْ طَلَبِ الرِّزْقِ وَيَقُولُ: اَللَّهُمَّ اُرْزُقْنِي وَقَدْ عَلِمَ أَنَّ السَّمَاءَ لَا تُمْطِرُ ذَهَبًا وَلَا فِضَّةً, وَاللّهُ يَقُولُ: (( فإذا قُضِيتِ الصلاّةُ فَانْتَشِروا في الأرْضِ وابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللّه ))
وَمِنْ أَسْبَابِ اِسْتِجْلَابِ الرِّزْقِ: الاِسْتِغْفَارُ وَالتَّوْبَةُ, وَقَدْ ذَكَرَ الْقُرْطُبِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ أَنَّ رَجُلاً شَكَا إِلَى الْحَسَنِ الْبَصْريِّ الْجـَدْبَ ، فَقَالَ لَهُ: اسْتَغْفِرِ اللَّهَ، وَشَكَا آخَرُ إِلَيْهِ الْفَقْرَ فَقَالَ لَهُ: اسْتَغْفِرِ اللَّهَ، وَقَالَ لَهُ آخَرُ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَنِي وَلَدًا، فَقَالَ لَهُ: اسْتَغْفِرِ اللَّهَ ، وَشَكَا إِلَيْهِ آخَرُ جَفَافَ بُسْتَانِهِ، فَقَالَ لَهُ: اسْتَغْفِرِ اللَّهَ ، فَقُلْنَا لَهُ فِي ذَلِكَ؟ فَقَالَ: مَا قُلْتُ مِنْ عِنْدِي شَيْئًا، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ (( فَقُلْتُ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ ٱلسَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مُّدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوٰلٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّـٰتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً))
وَمِنْ أَسْبَابِ اِسْتِجْلَابِ الرِّزْقِ: التَّوَكُّلُ عَلَى اللّهِ تَعَالَى, قَالَ اللّه تَعَالَى: ((وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ ٱللَّهَ بَـٰلِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ ٱللَّهُ لِكُلّ شَىْء قَدْراً)) وَرَوَى الإِمَامُ أَحْمَدُ وَالتَّرْمِذِيُّ وَغَيْرُهُ, بِسَنَدٍ صَحِيحٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لَوْ أَنَّكُمْ تَتَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا "
فَاتَّقُوُا اللهَ - عِبَادَ اللهِ - وَاْصْدُقُوا بِيَقِينِكُمْ أَنَّ اللّهَ تَعَالَى هُوَ الرَّزَّاقُ فِي السَّعَةِ وَالشِّدَّةِ ، وَفِي الرَّخَاءِ وَالضِّيقِ ، وَالأَمْنِ وَالخَوْفِ ، وَالسِّلْمِ وَالحَرْبِ .
باركَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي الكتابِ والسُّنة، وَنَفَعنا بِما فِيهِما مِنَ الآياتِ وَالْحِكْمَةِ ،أقولُ قَوْلِي هَذا، واسْتغفرِ اللهُ لِي وَلَكُم مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَإنّه هُوَ الْغَفُورُ الرَّحيم
اَلْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ ، والشّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ ، وَأَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تَعْظِيمًا لَشَانِهِ ، وأشهدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدّاعِي إِلَى رِضْوانِهِ ، صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَعَلى آلِهِ وأصْحَابِهِ وأعْوانِهِ وسَلّم تَسْلِيماً كثيراً ، أمّا بَعْدُ :
وَمِنْ أَسْبَابِ اِسْتِجْلَابِ الرِّزْقِ: صِلَةُ الرَّحِمِ ، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ "
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ .
وَمِنْ أَسْبَابِ اِسْتِجْلَابِ الرِّزْقِ: الإِنْفَاقُ فِي سَبِيلِ اللهِ, قَالَ اللّه تَعَالَى: (( وَمَا أَنفَقْتُمْ مّن شَىْء فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ ٱلرَّازِقِينَ ))
وَمِنْ أَسْبَابِ اِسْتِجْلَابِ الرِّزْقِ: الإِحْسَانُ إِلَى الضُّعَفَاءِ وَالفُقَرَاءِ, وَبَذْلُ العَوْنِ لِهُمْ ،قَالَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ابغُوني في ضعفائِكُمْ، فإنَّما ترزقُونَ وتُنصرونَ بضعفائِكُم " رَوْاهُ الحَاكِمُ وَالتَّرْمِذِيُّ .
وَمِنْ أَسْبَابِ اِسْتِجْلَابِ الرِّزْقِ: الدُّعَاءُ, فَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ أَبِي ذَرَّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
"قَالَ اللهُ تَعَالَى: يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلا مَنْ أَطْعَمْتُهُ فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ ، يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ إِلا مَنْ كَسَوْتُهُ فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ ... الْـحَدِيث ))
اَللَّهُمَّ اُرْزُقْنَا رِزْقًا وَاسِعًا, حَلَالًا طَيِّبًا, رِزْقَا مِنْ غَيْرِ كَدٍّ ، وَاِسْتَجِبْ دُعَائَنَا مِنْ غَيْرِ رَدٍّ ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ ، هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيِّكُم كَمَا أَمَرَكُمْ بِذلِكَ رَبُّكُمْ ، فَقَالَ (( إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيمًا )) وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :(( مَنْ صَلّى عَلَيَّ صَلاةً وَاحِدَةً صَلّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا)) رَوَاهُ مُسْلِم .
الحَمْدُ لِلّهِ هُوَ الغَنِيُّ وَعِبَادُهُ الفُقَرَاءُ, وَهُوَ القَوِيُّ وَخَلْقُهُ هُمُ الضُّعَفَاءُ, أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَمَّنْ أَسَاءَ, وَأَشْكُرُهُ بَسَطَ الرِّزْقَ وَأَجْزَلَ النَّعْمَاءَ , وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى, وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ هُوَ الأخشَى لِرَبِّهِ وَالْأَتْقَى, أَكْثَرُ العِبَادِ ذِكْرًا ، وَأَصْدَقُهُمْ شُكْرًا, صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ, وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ, وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعْهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ, وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
أَمَّا بَعْدُ : أَيُّهَا النَّاس / اتَّقُوا اللهَ حَقَّ التّقْوَى، فَتَقْوَى اللهِ سَبيلُ الْـهُدَى، وَالْفَلَاحِ وَالرِّزْقِ وَالنَّجَاحِ (( وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا))
تَوَكَّلْتُ فِي رِزْقِي عَلَى اللهِ خَالِقِي وَأَيْقَنْتُ أَنَّ اللهَ لاشَكَّ رَازِقِيِ وَمَايَكُ مِنْ رِزْقٍ فَلَيْسَ يُفَوُتُنِي وَلَوْ كَانَ فِي البِحَارِ الْعَوامِقِ سَيَأْتِي بِهِ اللهُ العَظِيمُ بِفَضلِهِ وَلَوْ لَمْ يَكُنْ مِنِّي اللِّسَانُ بِنَاطِقِ فَفِي أَيِّ شَيْءٍ تَذْهَبُ النَّفْسُ حَسْرَةً وَقَدْ قَسَمَ الرَّحْمَنُ رِزْقَ الخَلَائِقِ
أَيُّهَاْ الْمُـسْلِمُونَ / أَكْثَرُ مَا يَشْغَلُ النَّاسُ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا, وَيَأْخُذُ اِهْتِمَامَهُمْ هُوَ اِنْشِغَالُهُمْ بِرِزْقِهِمْ, وَالتَّطَلُّعُ لِمُسْتَقْبَلٍ مَادِّيٍّ مُشْرِقٍ, وَلَوْ تَأَمَّلَ العَاقِلُ فِي نُصُوصِ الشَّرِيعَةِ لِعَلَمَ يَقِينًا أَنَّ الرِّزْقَ مَضْمُونٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ تَبَارِكَ وَتَعَالَى, وَهُوَ القَائِلُ ((وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَاْلأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُون)) وَالْقَائِلُ ((وَكَأَيِّن مِّن دَابَّةٍ لَّا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ )) وَقَالَ تَعَالَى ((فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ))
وَاللّهُ تَعَالَى خَلَقَ الخَلْقَ لِعِبَادَتِهِ ،كَمَا قَالَ تَعَالَى ((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ )) وَتَكَفَّلَ بِرِزْقِهِمْ وَضَمِنَهُ لَـهُمْ ،كَمَا قَالَ تَعَالَى ((ٱللَّهُ ٱلَّذِى خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ)) وَقَالَ تَعَالَى((وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي ٱلأرْضِ إِلاَّ عَلَى ٱللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِى كِتَابٍ مُّبِينٍ ))
فَالرِّزْقُ حَبْلٌ مَمْدُودٌ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ, يَخْتَصُّ بِهِ اللّهُ تَعَالَى دُونَ شَرِيكٍ وَلَا مُعِينٍ , وَيَتَفَضَّلُ بِهِ عَلَى البِرِّ وَالفَاجِرِ, وَالْـمُؤْمِنِ وَالكَافِرِ بَلْ عَلَى الخَلْقِ أَجْمَعِينَ ،كَمَا قَالَ تَعَالَى (( وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ )) فَسُبْحَانَ مَنْ اِمْتَدَّ رِزْقُهُ لِلبَهَائِمِ فَضْلًا عَنِ العُقَلَاءِ, فَرَزَقَ الطَّيْرَ فِي أَوْكَارِهَا, وَالسِّبَاعَ فِي جُحُورِهَا, وَالْـحِيتَانَ فِي قَاعِ بِحَارِهَا, وَشَمَلَ رِزْقُهُ الدَّوَابَّ بِأَنْوَاعِهَا, كَمَا قَالَ تَعَالَى (( وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ))
وَلَوْ أَنْصَفَ العَبْدُ رَبَّهُ سُبْحَانَهُ لَعَلِمَ أَنَّ فَضْلَهُ فِيمَا مَنَعَهُ أَعْظَمُ عَلَيْهِ مِمَّا آتَاهُ, فَاللّهُ لَا يَمْنَعُ عَبْدَهُ الدُّنْيَا إِلَّا لَيُعْطِيَهُ, وَلَا اِبْتَلَاهُ إِلَّا لَيُعَافِيَهُ, وَلَا أَمَاتَهُ إِلَّا لَيُحْيِيَهُ ، وَقَدْ قَالَ رَسُولُنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الحَدِيثِ الصَّحِيحُ:" أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ فَإِنَّ نَفْساً لَنْ تَمُوتَ حَتَّى تَسْتَوْفِيَ رِزْقَهَا وَإِنْ أَبْطَأَ عَنْهَا ، فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ خُذُوا مَا حَلَّ وَدَعُوا مَا حَرُم "
وَمِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ اِسْتِجْلَابِ الرِّزْقِ: عِبَادَةُ اللّهِ تَعَالَى وَتَقْوَاهُ, وَالتَّفَرُّغُ لَهَا, وَالاِعْتِنَاءُ بِهَا, وَقَدْ أَخْرَجَ التَّرْمِذِيُّ وَغَيْرُهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُولُ : يَا ابْنَ آدَمَ ؛ تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي امْلأْ صَدْرَكَ غِنَىً ، وَأَسُدَّ فَقْرَكَ ، وَإِلاَّ تَفْعَلْ مَلأْتُ صَدْرَكَ شُغْلاً ، وَلَمْ أَسُدَّ فَقْرَكَ" صَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ .
وَلَا يَعْنِي هَذَا - عِبَادَ اللهِ - تَرْكُ فِعْلِ الأَسْبَابِ فِي طَلَبِ الرِّزْقِ؛ فَاللّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يَقُولُ ((هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ )) فَالْـمُـسْلِمُ السَّعِيدُ هُوَ الَّذِي تَعْتَدِلُ أَمَامَهُ مَسَالِكُ الحَيَاةِ فِي طَلَبَ الرِّزْقِ، فَيَعْمَلُ وَيَتَصَبَّبُ عَرَقُهُ لِيَتَطَهَّرَ وَيَتَحَرَّرَ مِنْ فَضَلَاتِ الكَسَلِ لِيَكْسَبَ الكَسْبَ الحِلَال ، وَقَدْ رَأَى الْفَارُوقُ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - قَوْمًا قَابِعَيِنِ فِي رُكْنِ الْـمَسْجِدِ بَعْدَ صَلَاةِ الجُمْعَةِ فَسَأَلـَهُمْ مَنْ أَنْتُمْ? قَالُوا: نَحْنُ الْـمُتَوَكِّلُونَ, فَضَرْبُهُمْ عَمْرُ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - بالدُّرَّةِ ،وَقَالَ: لَايَقْعُدَنَّ أحدُكُمْ عَنْ طَلَبِ الرِّزْقِ وَيَقُولُ: اَللَّهُمَّ اُرْزُقْنِي وَقَدْ عَلِمَ أَنَّ السَّمَاءَ لَا تُمْطِرُ ذَهَبًا وَلَا فِضَّةً, وَاللّهُ يَقُولُ: (( فإذا قُضِيتِ الصلاّةُ فَانْتَشِروا في الأرْضِ وابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللّه ))
وَمِنْ أَسْبَابِ اِسْتِجْلَابِ الرِّزْقِ: الاِسْتِغْفَارُ وَالتَّوْبَةُ, وَقَدْ ذَكَرَ الْقُرْطُبِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ أَنَّ رَجُلاً شَكَا إِلَى الْحَسَنِ الْبَصْريِّ الْجـَدْبَ ، فَقَالَ لَهُ: اسْتَغْفِرِ اللَّهَ، وَشَكَا آخَرُ إِلَيْهِ الْفَقْرَ فَقَالَ لَهُ: اسْتَغْفِرِ اللَّهَ، وَقَالَ لَهُ آخَرُ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَنِي وَلَدًا، فَقَالَ لَهُ: اسْتَغْفِرِ اللَّهَ ، وَشَكَا إِلَيْهِ آخَرُ جَفَافَ بُسْتَانِهِ، فَقَالَ لَهُ: اسْتَغْفِرِ اللَّهَ ، فَقُلْنَا لَهُ فِي ذَلِكَ؟ فَقَالَ: مَا قُلْتُ مِنْ عِنْدِي شَيْئًا، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ (( فَقُلْتُ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ ٱلسَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مُّدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوٰلٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّـٰتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً))
وَمِنْ أَسْبَابِ اِسْتِجْلَابِ الرِّزْقِ: التَّوَكُّلُ عَلَى اللّهِ تَعَالَى, قَالَ اللّه تَعَالَى: ((وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ ٱللَّهَ بَـٰلِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ ٱللَّهُ لِكُلّ شَىْء قَدْراً)) وَرَوَى الإِمَامُ أَحْمَدُ وَالتَّرْمِذِيُّ وَغَيْرُهُ, بِسَنَدٍ صَحِيحٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لَوْ أَنَّكُمْ تَتَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا "
فَاتَّقُوُا اللهَ - عِبَادَ اللهِ - وَاْصْدُقُوا بِيَقِينِكُمْ أَنَّ اللّهَ تَعَالَى هُوَ الرَّزَّاقُ فِي السَّعَةِ وَالشِّدَّةِ ، وَفِي الرَّخَاءِ وَالضِّيقِ ، وَالأَمْنِ وَالخَوْفِ ، وَالسِّلْمِ وَالحَرْبِ .
باركَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي الكتابِ والسُّنة، وَنَفَعنا بِما فِيهِما مِنَ الآياتِ وَالْحِكْمَةِ ،أقولُ قَوْلِي هَذا، واسْتغفرِ اللهُ لِي وَلَكُم مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَإنّه هُوَ الْغَفُورُ الرَّحيم
اَلْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ ، والشّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ ، وَأَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تَعْظِيمًا لَشَانِهِ ، وأشهدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدّاعِي إِلَى رِضْوانِهِ ، صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَعَلى آلِهِ وأصْحَابِهِ وأعْوانِهِ وسَلّم تَسْلِيماً كثيراً ، أمّا بَعْدُ :
وَمِنْ أَسْبَابِ اِسْتِجْلَابِ الرِّزْقِ: صِلَةُ الرَّحِمِ ، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ "
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ .
وَمِنْ أَسْبَابِ اِسْتِجْلَابِ الرِّزْقِ: الإِنْفَاقُ فِي سَبِيلِ اللهِ, قَالَ اللّه تَعَالَى: (( وَمَا أَنفَقْتُمْ مّن شَىْء فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ ٱلرَّازِقِينَ ))
وَمِنْ أَسْبَابِ اِسْتِجْلَابِ الرِّزْقِ: الإِحْسَانُ إِلَى الضُّعَفَاءِ وَالفُقَرَاءِ, وَبَذْلُ العَوْنِ لِهُمْ ،قَالَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ابغُوني في ضعفائِكُمْ، فإنَّما ترزقُونَ وتُنصرونَ بضعفائِكُم " رَوْاهُ الحَاكِمُ وَالتَّرْمِذِيُّ .
وَمِنْ أَسْبَابِ اِسْتِجْلَابِ الرِّزْقِ: الدُّعَاءُ, فَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ أَبِي ذَرَّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
"قَالَ اللهُ تَعَالَى: يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلا مَنْ أَطْعَمْتُهُ فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ ، يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ إِلا مَنْ كَسَوْتُهُ فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ ... الْـحَدِيث ))
اَللَّهُمَّ اُرْزُقْنَا رِزْقًا وَاسِعًا, حَلَالًا طَيِّبًا, رِزْقَا مِنْ غَيْرِ كَدٍّ ، وَاِسْتَجِبْ دُعَائَنَا مِنْ غَيْرِ رَدٍّ ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ ، هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيِّكُم كَمَا أَمَرَكُمْ بِذلِكَ رَبُّكُمْ ، فَقَالَ (( إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيمًا )) وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :(( مَنْ صَلّى عَلَيَّ صَلاةً وَاحِدَةً صَلّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا)) رَوَاهُ مُسْلِم .