المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطبة جمعة بعنوان ( غد الأمة المشرق )



الشيخ/عبدالله الواكد
22-12-2016, 03:04
خطبة جمعة بعنوان
( غدُ الأمةِ المشرقِ )

كتبها / عبدالله بن فهد الواكد

إمام وخطيب جامع الواكد بحائل


الخطبة الأولى
أيها الإخوةُ المسلمون : لقد أوصى النبيُّ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ أمتَهُ فقالَ ( أوصيكم بتقوى اللهِ، والسمعِ والطاعةِ، وإنْ تأمَّرَ عليكُمْ عبدٌ حبشيٌّ؛ فإنهُ مَنْ يعشْ منكم ، يرَ اختلافاً كثيراً ، وإياكم ومحدثاتُ الأمورِ ، فإنها ضلالةٌ ، فمن أدركَ ذلكَ منكم ، فعليكم بسنـتي وسـنةِ الخلفاءِ الراشدينَ المهديينَ ، عضوا عليها بالنواجذِ )
أيها المسلمونَ : أبْشِرُوا وأمِّلُوا ، ستتبدَّدُ أحلامُ الحوثيينَ ، وسَتَعْصِفُ الأيامُ القادمةُ بآمالِ الفرسِ والمجوسِ الحاقدينَ ، والروافضِ المتربصينَ ، شهدَ العالمُ أجمعُ ، ما شهدتْهُ بلادُ الشامِ وأرضُ العراقِ وبلادُ اليمنِ مِنَ القتلِ والتشريدِ والدَّمَارِ وإِهلاكٍ للحرثِ والنسلِ ، شهدَ العالمُ أجمعُ على مدى سنواتٍ خمسٍ أطنانَ البراميلِ المتفجرةِ تُرمَى على الأطفالِ والنساءِ والشيوخِ منْ إخوانِنا أهلِ الشامِ ، شهدَ العالمُ ما أصابَ أهلَ حلبَ ، وشهدَ العالمُ أجمعُ ، كم من أطنانِ السلاحِ والعتادِ الذي ملأَ أرضَ اليمنِ ، ليُقتلَ بهِ أهلُ اليمنِ ، ويهدمَ بهِ الإسلامُ وأهلُ السنةِ ،
أيها الناس : واللهِ لقدْ عاشَ الناسُ زمناً طويلاً ، والسنةُ والشيعةُ جيرانٌ ، بيوتُهُم متلاصقةٌ ، وأبناؤُهُم يلعبونَ في الميادينِ معَ بعضِهم ، ولم تُعرفْ هذهِ النعراتُ الطائفيةُ ، وهذا التأجيجُ ، إلا بعدَ الخمينيِّ وملالي إيرانَ وولايةِ الفقيهِ ،
أيها المسلمونَ : جاءَ الروافضُ ، وأجَّجُوا هذا الجانبَ وعملوا زمناً طويلاً لإضرامِ نارِ الغلوِّ والتطرفِ وتقديمِ الوعودِ الزائفةِ للشيعةِ في كلِّ مكانٍ ، وصدَّقَهُم مَنْ صدَّقَهُم مِنَ الجَهَلةِ المخدوعينَ ، وصرفوا ولاءَهُم ووطنيتَهُم لملالي إيرانَ ، ولم يفعلْ ملالي إيرانَ ذلكَ حُباًّ لهمْ ، ولا شفقةً عليهِم ، ولا نُصرةً لهُم ، ولكنْ كلُّ ذلكَ لتقويةِ شوكةِ الفرسِ باسمِ التشيع ِ ، وتكثيرِ سوادِ المجوسِ باسمِ التشيعِ ، فهم في الحقيقةِ ليسوا إلا فرساً مجوساً ، يلبسونَ عباءةً للإسلامِ وهي إلى الكفرِ أقربُ ، حلمُهُم إعادةُ إمبراطوريةِ كِسْرى على حسابِ هؤلاءِ الأغرارِ الجهلةِ من الشيعةِ ، فأيُّ مناصرةٍ للإسلامِ يدَّعُونَ ، وهم يُكَفِّرونَ أصحابَ رسولِ اللهِ الذينَ قال اللهُ فيهم (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) لو سألتَ نصرانياً ، مَنْ أفضلُ الناسِ ، لقالَ لكَ هُم أصحابُ عيسى عليهِ السلامُ ، ولو سألتَ يهودياً ، مَنْ خيرةُ الناسِ ، لقالَ لكَ هُم أصحابُ موسى عليهِ السلامُ ، ولكنَّكَ لو سألتَ شيعياً رافضياً ، مَنْ هُم شرارُ الناسِ ، لقالَ لكَ هُم أصحابُ محمدٍ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ ، فأيُّ إسلامٍ هذا الذي يدَّعُونَهُ ، وأيُّ شرعٍ هذا الذي ينتهجُونَهُ ،
لقد توالتْ على أمةِ الإسلامِ منهُم وبسببِهِم ، مؤامراتٌ ونكباتٌ وويلاتٌ ، تدبَّجُ في الخفاءِ ، وتحاكُ في الظلماءِ ، ولم يعدْ خافياً على الناسِ جميعاً ، صغيرِهِم و كبيرِهِم ، عِظَمُ المؤامرةِ ، وجسامةُ الخُبْثِ الذي يُحاكُ للإسلامِ والمسلمينَ ، ولأهلِ السنةِ خاصةً ، من الرافضةِ وأذنابِهِم ، في كلِّ مكانٍ ، لأنَّ لكلِّ خيانةٍ ومكرٍ ، أذنابٌ من بني جلدتِنا ، فحزبُ اللهِ في لبنانَ ، أليسوا عَرَباً ؟ والحوثيونَ في اليمنِ أليسوا عَرَباً ؟ وأمثالُهُم في العراقِ والشامِ ، مِنْ سُلالاتِ السبئيَّةِ والعلقميَّةِ ، وصدقَ شيخُ الإسلامِ بنُ تيميةَ رحمهُ اللهُ إذْ قالَ في الفتاوى ، (الرافضةُ أشدُّ خطرا على الإسلامِ من اليهودِ والنصارى) ويقولُ (الشيعةُ ترى أنَّ كفرَ أهلِ السُّنةِ أغلظُ مِنْ كفرِ اليهودِ والنصارى ) ، فتاريخُ الروافضِ على مدى الأيامِ ، حالكٌ أسودٌ ، فمتى باللهِ عليكُمْ خاضَ الروافضُ حرباً لنصرةِ الإسلامِ والمسلمين ؟ ولكنْ كلّ فتنةٍ وبليةٍ في بلادِ الإسلامِ وبينَ المسلمينَ هيَ مِنْ مكرِهِم وتدبيرِهِم ،
فماذا صنع إبنُ العلقميِّ الرافضيِّ بالخليفةِ العباسِيِّ المستعصمِ باللهِ وبالمسلمين ، كانَ وزيراً لهُ ، فظلَّ يكيدُ للدولةِ العباسيةِ ويُخططُ لها ولإبادةِ أهلِ السنةِ ودُوَلِهِم فبدأ يُقلِّلُ الجيشَ بحجةِ التوفيرِ ، حتى ضعفتِ الدولةُ ، فلما استوى لهُ الأمرُ كاتبَ التتارَ ، وأطمعَهم في بلادِ المسلمينَ ، فقَدِمَ التتارُ بغدادَ بقيادةِ هولاكو خان ، فقُتلَ الخليفةُ ، وبعدَ قتلِ الخليفةِ مالوا على البلدِ ، فقَتَلوا جميعَ من قدروا عليهِ من الرجالِ والنساءِ الأبرياءِ ، حتى جرت الدماءُ في الشوارعِ ، ولم ينجُ منهم أحدٌ سوى اليهودُ والنصارى ، ومن التجأَ إليهِم ، ، حتى بلغَ عددُ القتلى مليونَ وثمانمائةَ ألفِ قتيلاً منَ المسلمينَ
هؤلاءِ هُمُ الروافضُ ، فهلْ يؤمنُ لهم جانبٌ ، هؤلاءِ هم سلالةُ بنِ العلقميِّ والطوسيِّ الذين حاربوا الإسلامَ وأهلَهُ ، بالتحريشِ واشعالِ الفتنِ الطائفيةِ ، يعتقدونَ كفرَ صحابةِ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ ، ويعتقدونَ أنَّ القرآنَ الذي تكفلَ اللهُ بحفظِهِ ناقصٌ ، ويعتقدونَ الفُحشَ والزنا في أُمِّ المؤمنينَ ، عائشةَ الطاهرةِ العفيفةِ ، التي برَّأها اللهُ في آياتٍ تُتلى إلى يومِ القيامةِ ، عليهم من اللهِ ما يستحقونَ ، فهلْ بعدَ ذلكَ شيءٌ ، جذورُهُم الخائنةُ راسخةٌ في النفاقِ ، يقولُ الهالكُ الخمينيُّ ( إنَّ لأئِمَتنا منزلةً لا يبلُغُها ملكٌ مقربٌ ولا نبيٌّ مرسلٌ ) ، فالرافضةُ معلومٌ شرُّهُم ومفهومٌ خطرُهُم ، وظاهرٌ سعيُهُم لهدمِ أصولِ الإسلامِ ،
أيها المسلمونَ : وكماَ ترونَ وتعلمونَ ، ففي السنواتِ الأخيرةِ استطالَ شرُّهُم ، واستفحلَ ضررُهُم ، وبلغَ تطاولُهُم على بلادِ المسلمينَ ، وبلادِ العربِ كالعراقِ والشامِ ولبنانَ واليمنِ ، فهم لا يخوضونَ حرباً مباشرةً معَ أحدٍ ولكنْ بالتحريشِ واستمالةِ ودعمِ الجهلةِ من الشيعةِ في بلادِ السنةِ ، يدعمونَهُم بالأموالِ الطائلةِ ، والسلاحِ ، ويحرِّضُونَهم ويمنُّونَهم بنُصرَتِهم والوقوفِ مَعَهُم ويَعِدُونَهُم ، ( وما يعدُهُم الشيطانُ إلا غروراً ) هكذاَ أدخلوا بلادَ المسلمينَ في دواماتٍ من الصراعِ والإقتتالِ ، فهُم لا يحفظونَ حُسنَ جِوارٍ ، ولا يرقبُونَ إلاًّ ولا ذمةً ، ولا يُتمُّونَ عهداً ولا ميثاقاً ، يدَّعُونَ الإسلامَ ، وهُم مَنْ يَهدِمُ الإسلامَ ،
أيها المسلمونَ : أبشِرُوا وأمِّلُوا فوالله لنْ يُهدمَ الإسلامُ ولو اجتمعَ عليكُم مَنْ بأقطارِها فأين التتار ؟ وأين كسرى وأين قيصر ؟ وأينَ الذينَ قبلَهُم ، وقروناً بينَ ذلكَ كثيراً ؟ ذهبتْ أدراجَ الرياحِ ودينُكُم الإسلامُ شامخٌ كالطودِ العظيمِ ، لأنهُ دينُ اللهِ وسيُتِمُّهُ اللهُ رغماً عن أنوفِ الشرقِ والغربِ قال تعالى (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33 ) بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم ، ونفعني وإياكم بهدي سيد المرسلين ، وأستغفر الله لي ولكم ، ولسائر المسلمين من كل ذنب ، فاستغفروه وتوبوا اليه ، إنه هو الغفور الرحيم.


الخطبة الثانية
أيها المسلمون : ستعودُ الشامُ لأهلِ الشامِ ، وسيعودُ العراقُ لأهلِ العراق بإذن الله ، واليمنُ سيبقى يمناً بإذنِ اللهِ يمنٌ للإسلامِ والعروبةِ ، يمناً لأهلِ اليمنِ الشرفاءِ ليسَ لحفنةٍ منَ المأجورينَ ، سينسلخُ بإذنِ اللهِ هذا الليلُ عنْ غَدٍ مشرقٍ للأمةِ (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ)
أهلُ العراقِ وأهلُ الشامِ وأهلُ اليمنِ الحقيقيونَ ، هم إخوانُنا ديناً وأصلاً وعروبةً ، هم الطيبونَ الشرفاءُ ، وستعودُ هذهِ البلادُ بإذنِ اللهِ لأهلِها الذين يُريدونَ لها الخيرَ والإستقرارَ والنماءَ ، وستعودُ بلادُ المسلمينَ جميعُها إلى أقوى وأشدّ مما كانتْ عليهِ ، وسَيَجُرُّ رعاةُ الشرِّ ودعاةُ الضَّلالِ أذيالَ هزيمتِهِم بإذنِ اللهِ عزَّ وجلَّ ، لأنَّ اللهَ سينصُرُ الحقَّ الخالصَ وأهلَهُ ( ذلكَ بأنَّ اللهَ مولى الذينَ آمنوا وأنَّ الكافرينَ لا مولَى لَهُم ) فلا يلزمُنا اليومَ جميعاً إلاَّ أنْ نكونَ صفاً واحداً ، في ظِلِّ هذهِ الدولةِ المباركةِ ، التي تدافعُ عنِ الإسلامِ الحقِّ وأهلِهِ بالسِّنانِ والحُجَّةِ والبَيَانِ قال تعالى ( واعتصموا بحبلِ اللهِ جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمةَ اللهِ عليكم إذ كنتمْ أعداءً فألفَ بين قلوبِكُم فأصبحتُم بنعمتِهِ إخواناً ) فواجبُنا اليوم جميعاً هو الإلتفافُ حولَ قيادتِنا والسمعُ والطاعةُ لولاةِ أمرِنا ، فكونوا جميعاً أيُّها المسلمونَ جنوداً لدينِكم ومقدَّسَاتِكم وأوطَانِكم وأمَّتِكم ، في أيِّ ثَغرةٍ كُنْتُم ، وادرأوا الشُبَهَ ، بسؤالِ الراسخينَ من أهلِ العلمِ ، وفَّقَنا اللهُ وإياكُم وهدانا وهداكُم ، لطريقِ الفضيلةِ والرشادِ ،صلوا وسلموا على خير البرية محمد....