محمدالمهوس
04-07-2016, 04:50
الخطبة الأولى
إنّ الحمدَ لله نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذُ بالله من شُرور أنْفُسِنا وسيئاتِ أعْمالِنا، منَ يهدهِ اللهُ فلا مُضِلَّ لهُ ،ومنْ يُضللْ فلا هاديَ لهُ، وأشْهَدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحْدَهُ لا شريكَ لهُ، وأشْهَدُ أنّ محمداً عبْدُهُ ورسولُهُ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ لَا إِلهَ إِلاّ اللهُ وَاللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ وَلِلّهِ الْحَمْد .
أمّا بعدُ : أيّهَا النّاس / أُوصِيكُم ونَفْسِي بِتقْوى اللهِ عزّ وجلّ فِي السِّرِّ والْعَلَنِ، والإخلاصُ لهُ فِي الْقَوْلِ والْعَمَل ،((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ))
أيُّهَا الْمُسْلِمُون/ جاء العيدُ لِيَعُمَّ الْجميعَ الْفَرحُ والسُّرور ، فَرَحٌ بِالإسْلامِ والإيِمانِ والإحْسانِ ، والسُّنةِ والقُرآنِ ، والصّلاةِ والزّكَاةِ والصّيامِ والْحَجِّ لِبَيتِهِ الْـحَرامِ ((قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ )) فَرحٌ بهذا الدينِ الّذِي ليْسَ لهُ مَثيلٌ فِي الأرْض ، دِينٌ أكْمَلَهُ اللهُ وأتَمّهُ وَرَضِيَهُ لَنا ، كما قالَ تعالى ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإسْلامَ دِينًا ﴾
جاءَ الْعِيدُ ونحْنُ نَنْعَمُ بِنعمةِ الأمنِ فِي بلادِنا، والاستقرارِ الذي يعمُّ أرضَنا، والنعمِ الّتي أسبغَها الله علينا بلا عَدٍّ ولاحدٍّ.
اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ لَا إِلهَ إِلاّ اللهُ وَاللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ وَلِلّهِ الْحَمْد .
جاءَ الْعِيدُ بعْدما ودّعنا شهَر الصّيامِ بَعْدَ أنْ عِشْنا معَ أيّامِهِ ولياليِهِ لذّةً إيمانيةً لا تُقارَنُ بِأيِّ لَذّةٍ دُنْيَويّةٍ ، فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اللَّهُ كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ )) متفق عليه
اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ لَا إِلهَ إِلاّ اللهُ وَاللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ وَلِلّهِ الْحَمْد .
أيُّهَا الْمُسْلِمُون/ جاء العيدُ والأمّةُ بحاجة ماسةٍ إلى التّمسُّكِ بعقيدتها ، وكتابِ ربِّها وسنةِ نبيّها لِتُعالِجَ واقِعها، وتَـهْنأَ باستقرارِها وأمْنِها ؛ فالأمةُ الإسلاميةُ اليومَ حُبْلَى بِالمناهجِ البعيدةِ عن المنهجِ الحقّ حتّى تنوعَ الفكرُ الفاسدُ ، وانْتشرَ دُعاةُ التَّطرف ، واختلطَ الحقُّ بالباطلِ فأصْبحَ منْ يُـفَجّرُ بَيُوتَ اللهِ شهِيداً ، ومنْ يقْتُلُ رجالَ الأمنِ شَهيداً ؛ بلْ منْ يقتلُ أمَّه وأبيهِ وَخالَهُ وأَخيِهِ منَ الشُّهداء ،ومنْ عادى هذه الْبلادَ بِلِسانِهِ أوْ بِسِنانهِ عُدَّ منَ الْمُجاهِدينَ الْخُـــلّص؛ فمِنْ هذا الْمُنطلَقِ فإنّ ضرورةَ المسلمينَ اليومَ كبيرةٌ في تبصيرِ أنْفُسِها ومنْ تَعولُ مِنْ أبْنائِها بِالعقيدةِ الصّافِيةِ ، والسُّنّةِ الصّحِيحةِ والْمَنْهَجِ الْـحَقّ ؛ فَجَمِيلٌ أنْ يُذكّرَ المرؤُ نَفْسَهُ وأوْلادَه بِنعمةِ التّوْحيدِ والْعقيدةِ الصّافيةِ في هذه الْبلادِ ، كَما قالَ تَعالى : ((الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ )) وروى البُخاريُّ ومُسْلمٌ عنْ عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ رضيَ اللهُ عَنْهُ أنّ النّبِيَّ صلّى اللهُ عليهِ وسلّم قالَ : ((إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ عَلَى النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ))
وجميلٌ أنْ يُذكّرَهُ بِنعمةِ اجْتِماعِ الْكَلِمةِ ووحْدةِ الصّفِّ في هذه البلادِ ، كما قالَ تعالى : ((وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ))
وجميلٌ أنْ يُذكّرَهُ بِبلادِهِ الّتي تحْكمُ بالإسْلام ، ورايةُ التوحيدِ فيها عاليةٌ ، وسنةُ الْمُصطفى صلّى اللهُ عليْهِ وسلّم ظاهرةٌ ، وسبيلُ السّلفِ هُو مِنْهاجُها ، والدّعوةُ إلى هذا المنهجِ دَيْدَنُها ، يتقاَضى الناسُ فيها بالشريعة ، ويُـحْكمْ بينهم بكتابِ الله وسنةِ رسولِه صلّى اللهُ عليْهِ وسلّم ؛ ويُدْعَى فيها إلى الصّلاة ، ويُـؤْمرُ فيها بالمعروف ويُنهى فيها عنِ الْمُنكر ، فَهي مَعْقِلُ أهْلِ السُّنة ،ومَأْرِزُ الإسْلامِ ، وقِبْلَةُ الْمُسلمينَ .
أيُّهَا الْمُسْلِمُون/ يأتِي العيدُ لِيَرْسُمَ على الشفاه معانيَ الْحبّ، ويَشِيعَ في حياة الْمُسلمينَ جَوًّا من الِإخَاءِ الصّادق، ورُوحُ الأُخُوةِ والمودّةِ والْوِئَام ، كما قالَ تعالى ((إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ )) وقالَ صلّى اللهُ عليْهِ وسلّم : ((مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى )) مُتّفقٌ عليْه .
فالعيدُ فرصةٌ لِتصفيةِ القلوبِ من الأحْقاد، وتصفيةِ الصُّدورِ منَ الشوائِبِ.
اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ لَا إِلهَ إِلاّ اللهُ وَاللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ وَلِلّهِ الْحَمْد .
عِبادَ اللهِ / انْظروا في حالِكُم، وحاسِبوا أنفُسَكُم , واتّقُوا اللهَ ربَّكُم ، واهْنَئُوا بِعيدِكُم، والْزَمُوا الصّلاحَ وأصْلِحُوا ، فالْعيدُ يومُ فرَحٍ وسرورٍ ، ويومُ ابتهاجٍ وعفوٍ وإحْسان ، تقبَّل الله طاعاتِكم وصَالِحَ أعْمالِكُم ، وضاعفَ لكُم الأجرَ والثوابَ ، وجعلَ عِيدَكُمْ مُباركًا وأيّامَكُم أيامَ سعادةٍ وهناء وفضلٍ وإحْسَانٍ وعَمَل.
، أقولُ ما تَسْمَعُونَ، وأسْتغفِرُ اللهَ لِي ولكُم ولِجميعِ الْمُسلميِنَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ، فاسْتَغْفِروهُ إنّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرّحِيم.
الخطبة الثانية
الْحَمْدُ للهِ على إِحْسَانِهِ ، والشّكْرُ له على توفيقه وامْتِنَانِهِ ، وَأَشْهَدُ ألاّ إله إلا الله تعظيماً لِشَانهِ ، وأشهدُ أن نبيّنا محمداً عبدُه ورسولُهُ الدّاعي إلى رِضْوانِهِ ، صَلّى الله عَليْهِ وَعَلى آلِهِ وأصْحابِهِ وأعْوانِهِ وسَلّم تَسْلِيماً كثيراً .. أمّا بَعْدُ عِبادَ اللهِ : أشكروا الله تعالى أنْ منّ عليكم بإدْراكِ شهرِ الصوْمِ فَصُمْتُمْ أيّامَهُ وقُمْتُمْ لَيَالِيَهُ ،ومنْ شُكْرِ اللهِ تَعالى مُواصلةَ أعْمالِ الْـخَير ، والاسْتِمرارَ على الطّاعة ، ومنْ ذلكَ صِيامُ سِتّةِ أيامٍ مِنْ شهرِ شوَّال ، فَعَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :(( مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ )) رَواهُ مُسْلِم
اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ لَا إِلهَ إِلاّ اللهُ وَاللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ وَلِلّهِ الْحَمْد .
أيّها الأختُ الْمُسْلِمَة : إنّ اللهَ تَعالى قدْ أنْزلَ فِيكِ سُوَراً وآياتٍ تُتْلَى إلى يَوْمِ الْقِيامة فاستَمْسِكِ بِشرعِ اللهِ ، وكُونِيِ منَ الصّالِحات تَذَكَّرِي نعْمةَ اللهِ عَليْكِ إذْ جَعَلَكِ منْ أتْباعِ مُحمّدٍ ، كُوني قُدْوةً لِغَيْرُكِ وداعِيَةً إِلى اللهِ تعالى ، صُوني بَيْتَكِ وأطِيعي زوجَكِ، واعْتَني بِتربيةِ أوْلادَكِ ؛فَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤولةٌ عَنْ رَعِيّتِها .
اللّهُمَّ أحْيِنا مُؤْمِنينَ وتوفّنا مُسْلِمينَ وَألْحِقْنا بِالصّالِحينَ غَيْرَ خَزايا ولا مَفْتُونِينَ، تَقَبّلْ تَوْبَتَنا وَاغْسِلْ حَوْبَتَنا واشْفِ صُدُورَنا وَطَهّرْ قُلوبَنا وَحَصّنْ فُرُوجَنا وارْحَمْ أمْواتَنا واشْفِ مَرْضانا، وَاقْضِ دُيونَنا واهْدِ ضَالّنا، اللّهُمّ فرّجْ عنِ الْمُسْلِمينَ الْمُسْتَضْعَفِين، وَكُنْ مَعَهْم ولا تَكُنْ عَليْهِم، وانْصُرْهُم وَلا تَنْصُرْ عَلَيْهِم يَاربّ الْعالَمِين .
؛ هذا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا على مَنْ أَمَرَ اللهُ باِلصّلاةِ والسّلامِ عَلَيْهِ ، فَقَال ((إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيمًا))
إنّ الحمدَ لله نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذُ بالله من شُرور أنْفُسِنا وسيئاتِ أعْمالِنا، منَ يهدهِ اللهُ فلا مُضِلَّ لهُ ،ومنْ يُضللْ فلا هاديَ لهُ، وأشْهَدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحْدَهُ لا شريكَ لهُ، وأشْهَدُ أنّ محمداً عبْدُهُ ورسولُهُ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ لَا إِلهَ إِلاّ اللهُ وَاللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ وَلِلّهِ الْحَمْد .
أمّا بعدُ : أيّهَا النّاس / أُوصِيكُم ونَفْسِي بِتقْوى اللهِ عزّ وجلّ فِي السِّرِّ والْعَلَنِ، والإخلاصُ لهُ فِي الْقَوْلِ والْعَمَل ،((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ))
أيُّهَا الْمُسْلِمُون/ جاء العيدُ لِيَعُمَّ الْجميعَ الْفَرحُ والسُّرور ، فَرَحٌ بِالإسْلامِ والإيِمانِ والإحْسانِ ، والسُّنةِ والقُرآنِ ، والصّلاةِ والزّكَاةِ والصّيامِ والْحَجِّ لِبَيتِهِ الْـحَرامِ ((قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ )) فَرحٌ بهذا الدينِ الّذِي ليْسَ لهُ مَثيلٌ فِي الأرْض ، دِينٌ أكْمَلَهُ اللهُ وأتَمّهُ وَرَضِيَهُ لَنا ، كما قالَ تعالى ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإسْلامَ دِينًا ﴾
جاءَ الْعِيدُ ونحْنُ نَنْعَمُ بِنعمةِ الأمنِ فِي بلادِنا، والاستقرارِ الذي يعمُّ أرضَنا، والنعمِ الّتي أسبغَها الله علينا بلا عَدٍّ ولاحدٍّ.
اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ لَا إِلهَ إِلاّ اللهُ وَاللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ وَلِلّهِ الْحَمْد .
جاءَ الْعِيدُ بعْدما ودّعنا شهَر الصّيامِ بَعْدَ أنْ عِشْنا معَ أيّامِهِ ولياليِهِ لذّةً إيمانيةً لا تُقارَنُ بِأيِّ لَذّةٍ دُنْيَويّةٍ ، فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اللَّهُ كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ )) متفق عليه
اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ لَا إِلهَ إِلاّ اللهُ وَاللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ وَلِلّهِ الْحَمْد .
أيُّهَا الْمُسْلِمُون/ جاء العيدُ والأمّةُ بحاجة ماسةٍ إلى التّمسُّكِ بعقيدتها ، وكتابِ ربِّها وسنةِ نبيّها لِتُعالِجَ واقِعها، وتَـهْنأَ باستقرارِها وأمْنِها ؛ فالأمةُ الإسلاميةُ اليومَ حُبْلَى بِالمناهجِ البعيدةِ عن المنهجِ الحقّ حتّى تنوعَ الفكرُ الفاسدُ ، وانْتشرَ دُعاةُ التَّطرف ، واختلطَ الحقُّ بالباطلِ فأصْبحَ منْ يُـفَجّرُ بَيُوتَ اللهِ شهِيداً ، ومنْ يقْتُلُ رجالَ الأمنِ شَهيداً ؛ بلْ منْ يقتلُ أمَّه وأبيهِ وَخالَهُ وأَخيِهِ منَ الشُّهداء ،ومنْ عادى هذه الْبلادَ بِلِسانِهِ أوْ بِسِنانهِ عُدَّ منَ الْمُجاهِدينَ الْخُـــلّص؛ فمِنْ هذا الْمُنطلَقِ فإنّ ضرورةَ المسلمينَ اليومَ كبيرةٌ في تبصيرِ أنْفُسِها ومنْ تَعولُ مِنْ أبْنائِها بِالعقيدةِ الصّافِيةِ ، والسُّنّةِ الصّحِيحةِ والْمَنْهَجِ الْـحَقّ ؛ فَجَمِيلٌ أنْ يُذكّرَ المرؤُ نَفْسَهُ وأوْلادَه بِنعمةِ التّوْحيدِ والْعقيدةِ الصّافيةِ في هذه الْبلادِ ، كَما قالَ تَعالى : ((الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ )) وروى البُخاريُّ ومُسْلمٌ عنْ عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ رضيَ اللهُ عَنْهُ أنّ النّبِيَّ صلّى اللهُ عليهِ وسلّم قالَ : ((إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ عَلَى النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ))
وجميلٌ أنْ يُذكّرَهُ بِنعمةِ اجْتِماعِ الْكَلِمةِ ووحْدةِ الصّفِّ في هذه البلادِ ، كما قالَ تعالى : ((وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ))
وجميلٌ أنْ يُذكّرَهُ بِبلادِهِ الّتي تحْكمُ بالإسْلام ، ورايةُ التوحيدِ فيها عاليةٌ ، وسنةُ الْمُصطفى صلّى اللهُ عليْهِ وسلّم ظاهرةٌ ، وسبيلُ السّلفِ هُو مِنْهاجُها ، والدّعوةُ إلى هذا المنهجِ دَيْدَنُها ، يتقاَضى الناسُ فيها بالشريعة ، ويُـحْكمْ بينهم بكتابِ الله وسنةِ رسولِه صلّى اللهُ عليْهِ وسلّم ؛ ويُدْعَى فيها إلى الصّلاة ، ويُـؤْمرُ فيها بالمعروف ويُنهى فيها عنِ الْمُنكر ، فَهي مَعْقِلُ أهْلِ السُّنة ،ومَأْرِزُ الإسْلامِ ، وقِبْلَةُ الْمُسلمينَ .
أيُّهَا الْمُسْلِمُون/ يأتِي العيدُ لِيَرْسُمَ على الشفاه معانيَ الْحبّ، ويَشِيعَ في حياة الْمُسلمينَ جَوًّا من الِإخَاءِ الصّادق، ورُوحُ الأُخُوةِ والمودّةِ والْوِئَام ، كما قالَ تعالى ((إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ )) وقالَ صلّى اللهُ عليْهِ وسلّم : ((مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى )) مُتّفقٌ عليْه .
فالعيدُ فرصةٌ لِتصفيةِ القلوبِ من الأحْقاد، وتصفيةِ الصُّدورِ منَ الشوائِبِ.
اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ لَا إِلهَ إِلاّ اللهُ وَاللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ وَلِلّهِ الْحَمْد .
عِبادَ اللهِ / انْظروا في حالِكُم، وحاسِبوا أنفُسَكُم , واتّقُوا اللهَ ربَّكُم ، واهْنَئُوا بِعيدِكُم، والْزَمُوا الصّلاحَ وأصْلِحُوا ، فالْعيدُ يومُ فرَحٍ وسرورٍ ، ويومُ ابتهاجٍ وعفوٍ وإحْسان ، تقبَّل الله طاعاتِكم وصَالِحَ أعْمالِكُم ، وضاعفَ لكُم الأجرَ والثوابَ ، وجعلَ عِيدَكُمْ مُباركًا وأيّامَكُم أيامَ سعادةٍ وهناء وفضلٍ وإحْسَانٍ وعَمَل.
، أقولُ ما تَسْمَعُونَ، وأسْتغفِرُ اللهَ لِي ولكُم ولِجميعِ الْمُسلميِنَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ، فاسْتَغْفِروهُ إنّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرّحِيم.
الخطبة الثانية
الْحَمْدُ للهِ على إِحْسَانِهِ ، والشّكْرُ له على توفيقه وامْتِنَانِهِ ، وَأَشْهَدُ ألاّ إله إلا الله تعظيماً لِشَانهِ ، وأشهدُ أن نبيّنا محمداً عبدُه ورسولُهُ الدّاعي إلى رِضْوانِهِ ، صَلّى الله عَليْهِ وَعَلى آلِهِ وأصْحابِهِ وأعْوانِهِ وسَلّم تَسْلِيماً كثيراً .. أمّا بَعْدُ عِبادَ اللهِ : أشكروا الله تعالى أنْ منّ عليكم بإدْراكِ شهرِ الصوْمِ فَصُمْتُمْ أيّامَهُ وقُمْتُمْ لَيَالِيَهُ ،ومنْ شُكْرِ اللهِ تَعالى مُواصلةَ أعْمالِ الْـخَير ، والاسْتِمرارَ على الطّاعة ، ومنْ ذلكَ صِيامُ سِتّةِ أيامٍ مِنْ شهرِ شوَّال ، فَعَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :(( مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ )) رَواهُ مُسْلِم
اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ لَا إِلهَ إِلاّ اللهُ وَاللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ وَلِلّهِ الْحَمْد .
أيّها الأختُ الْمُسْلِمَة : إنّ اللهَ تَعالى قدْ أنْزلَ فِيكِ سُوَراً وآياتٍ تُتْلَى إلى يَوْمِ الْقِيامة فاستَمْسِكِ بِشرعِ اللهِ ، وكُونِيِ منَ الصّالِحات تَذَكَّرِي نعْمةَ اللهِ عَليْكِ إذْ جَعَلَكِ منْ أتْباعِ مُحمّدٍ ، كُوني قُدْوةً لِغَيْرُكِ وداعِيَةً إِلى اللهِ تعالى ، صُوني بَيْتَكِ وأطِيعي زوجَكِ، واعْتَني بِتربيةِ أوْلادَكِ ؛فَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤولةٌ عَنْ رَعِيّتِها .
اللّهُمَّ أحْيِنا مُؤْمِنينَ وتوفّنا مُسْلِمينَ وَألْحِقْنا بِالصّالِحينَ غَيْرَ خَزايا ولا مَفْتُونِينَ، تَقَبّلْ تَوْبَتَنا وَاغْسِلْ حَوْبَتَنا واشْفِ صُدُورَنا وَطَهّرْ قُلوبَنا وَحَصّنْ فُرُوجَنا وارْحَمْ أمْواتَنا واشْفِ مَرْضانا، وَاقْضِ دُيونَنا واهْدِ ضَالّنا، اللّهُمّ فرّجْ عنِ الْمُسْلِمينَ الْمُسْتَضْعَفِين، وَكُنْ مَعَهْم ولا تَكُنْ عَليْهِم، وانْصُرْهُم وَلا تَنْصُرْ عَلَيْهِم يَاربّ الْعالَمِين .
؛ هذا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا على مَنْ أَمَرَ اللهُ باِلصّلاةِ والسّلامِ عَلَيْهِ ، فَقَال ((إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيمًا))