المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إيمانــــــــــك للجنــــــــــة طريقــــــــــك ( خطبة جمعة الغد )



محمدالمهوس
15-10-2015, 20:48
الخطبة الأولى
إنّ الحمدَ لله نحمدُه ونستغفرُه ونعوذُ بالله من شرور أنفسِنا ومن سيئات أعمالِنا من يهدهِ اللهُ فلا مُضِلَّ لهُ ، ومنْ يُضْلِل فلا هاديَ لهُ ، وأشْهدُ أنَّ لا إله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أنّ محمدا عبدُه ورسولُه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .
أيها الناس / اتقوا اللهَ تعالى حقَّ التقوى، واستمسكوا من دينكم بالعروة الوثقى وتفطنوا ذلك على القلوب والأعظى (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ))
عباد الله / في الجمعة التي مضت تكلمنا عن أهم
الطرق الموصلة إلى الجنة ، والذي بينه رسولُنا صلى الله
عليه وسلم بقوله ((مَنْ لَقِيَ اللَّهَ لا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ ، وَمَنْ لَقِيَ اللَّهَ يُشْرِكُ بِهِ دَخَلَ النَّارَ )) رواه مسلم
وفي هذه الجمعة نتكلم عن طريق آخرَ من الطرق
الموصلة إلى الجنة بإذن الله تعالى ، وقد بين لنا رسولنا
صلى الله عليه وسلم هذا الطريقَ بقوله : (( منْ آمنَ
باللهِ وبِرَسُولِهِ وأقامَ الصلاةَ وصامَ رمضانَ كانَ حقّاً على
اللهِ أنْ يُدْخِلَهُ الجنّةَ )) رواه البخاري .
إنه الإيمان الذي أمر الله به بقوله : ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ
وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ
وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا بَعِيداً ))
ففي هذه الآية الكريمة ينادي الله عز وجل الذين آمنوا باسم الإيمان والتي هي أجمل صفة ، ويأمرهم بأن يُحققوا كمال الإيمان ، وذلك لأن الإيمان حياةُ العبد الطيبة في الدنيا والآخرة كما قال تعالى ((مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )) وهو سبب في دخول العبد الجنة كما قال تعالى (( وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا ))
بتحقيق الإيمان يحي العبدُ حياة حقيقية وبغير الإيمان يكون كالميت ، كما قال تعالى (( أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا )) وتحقيق الإيمان سبب في هداية العبد وسلوكه الصراط المستقيم كما قال تعالى ((وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ يَهْدِ قَلْبَه )) وكمالُ الإيمان وتمامه من كل عبد هو ذلك الإيمان الذي يورث الخشية والخوف من الله، والحب لله، والرجاء منه ؛ وهو ذلك الإيمان الذي يهذب النفوس، ويقوّم الأخلاق، وبه يستقيم السلوك، وينتشر الخير.
فالإيمان هو الذي يوجه السلوك في البيت، ومع الجيران، وفي الوظيفة، وفي السوق، ويجعل من العادة عبادة؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ))مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخِر فلا يؤذِ جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلْيُكْرِم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو لِيَصْمُت(( متفق عليه.
والإيمان يدعونا إلى نهج السلوكِ الحَسَنِ مع الخلق جميعًا، قال صلى الله عليه وسلم )) ليس المؤمن بالطَّعَّان، ولا اللَّعَّان، ولا الفاحش، ولا البذيء(( صححه الألباني رحمه الله. اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا اللهم من الراشدين.
الخطبة الثانية
الْحَمْدُ للهِ عَلَىْ إِحْسَاْنِهِ ، وَالْشُّكْرُ لَهُ عَلَىْ تَوْفِيْقِهِ وَامْتِنَاْنِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَاْ إِلَهَ إِلَّاْ اللهُ ، وَحْدَهُ لَاْ شَرِيْكَ لَهُ تَعْظِيْمَاً لِشَأْنِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ الْدَّاْعِيْ إِلَىْ رِضْوَاْنِهِ صَلَّى اللهُ عَلِيْهِ وَعَلَىْ آلِهِ وَأَصْحَاْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَاً كَثِيْرَاً .
عباد الله / في أحلك الظروف وأصعب الأزمات ، الإيمانُ يُقَوِّمُ السلوكَ ويُوَجّهُهُ إلى الأحسن والأكمل ، ويجعل من العبد الذي تَلَبّسَ بِحُبِّ غير الله تعالى يتعلق بربه وخالقة فيحيى مع الله وبالله في أفراحه وأتراحه ، فهذه الخنساء رضي الله عنها التي عُرفت بالبكاء والنواح، وإنشاءِ المراثي الشهيرة في أخيها المتوفَّى إبّانَ جاهليتها، وظلّت ترثيه سنوات، تقولُ فيه:
يُذَكِّرُنِي طلوعُ الشمسِ صَخْرًا *** وأذْكُرُهُ بكُلِّ غُرُوبِ شَـمْس
ولـولا كثرةُ الباكينَ حَـوْلِي *** عَـلَى إخْوَانِهِمْ لَقَتَلْتُ نَفْسِي
ومـا يبْكُونَ مِثْلَ أَخِي، وَلَكِنْ *** أُعَـزِّي النَّفْسَ عَنْهُ بِـالتَّأَسِّي
وما أن لامسَ الإيمانُ قلبَها، وعرفت نفسها بعد إيمانها ودَورها في التضحية والجهاد في سبيل ربها ، وفي معركة القادسية المشهورة ،وعظت أبناءَها الأربعة قبل المعركة وقالت : يابَنيّ إنكم أسلمتم طائعين وهاجرتم مختارين، واللَّه الذي لا إله إلا هو إنكم لَبَنُو رجلٍ واحد، كما إنكم بنو امرأة واحدة، ما خُنْتُ أباكم، ولا فَضَحْتُ خالكم، ولا هَجَّنتُ حَسبكم، ولا غَيَّرتُ نسبكم . وقد تعلمون ما أعد اللَّه للمسلمين من الثواب الجزيل، واعلموا أن الدار الباقية خيرٌ من الدار الفانية؛ يقول اللَّه تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)) فإذا أصبحتم غدًا إن شاء اللَّه سالمين فاغْدوا إلى قتال عدوِّكم مستبصرين، وباللَّه على أعدائه مستنصرين، وإذا رأيتم الحربَ قد شَمَّرت عن ساقها، واضطرمت لَظَى على سياقها، وجُلِّلَتْ نارًا على أرواقها، فتَيمَّموا وطيسَها، وجَالدوا رئيسَها عند احتدام خميسها أي جيشها ، تَظْفَرُوا بالغُنم والكرامة فى دار الخلد والمقامة .
فخرج بنوها قابلين لِنُصحها، وتقدموا فقاتلوا وهم يرتجزون، وأبْلوا بلاءً حسنًا، واسْتُشْهِدُوا جميعًا . فلما بلغها خبرَهُم، قالت: الحمد للَّه الذي شرَّفنى بقتلهم فى سبيله، وأرجو من ربى أنْ يَجمعني بهم فى مُسْتَقَرِّ رحمته.
فاتقوا الله عباد الله وحققوا الإيمان بالله لِتَنْعَمُوا بسعادة الدنيا والآخرة ، وصلّوا وسلّموا رحمكم الله على من أمر الله بالصلاة والسلام عليه .....

الشيخ/عبدالله الواكد
16-10-2015, 06:39
بارك الله فيكم ياشيخ أبو أنس
على هذه الخطبة القيمة
عن الإيمان
نفعنا الله وإياك والمسلمين بها