محمدالمهوس
22-09-2015, 23:44
الخطبة الأولى
إنّ الحمدَ لله نحمدُه ونستغفرُه ونعوذُ بالله من شرور أنفسِنا ومن سيئات أعمالِنا من يهدهِ اللهُ فلا مُضِلَّ لهُ ، ومنْ يُضْلِل فلا هاديَ لهُ ، وأشْهدُ أنَّ لا إله إلا الله وحده لاشريك له , وأشهد أنّ محمدا عبدُه ورسولُه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .
اللهُ أكبر، اللهُ أكبر، لا إلهَ إلا اللهُ واللهُ أكْبَرُ، اللهُ أكبرُ وللهِ الْحَمْد .
أيها الناس / اتقوا اللهَ تعالى حقَّ التقوى، فإنّ تقوى اللهِ أمنٌ من الْبَلِيّةِ , ويُسر وسُهولةٌ في الأمر، وعِزٌّ ونجاةٌ ، وفوزٌ وفلاحٌ , وبُشرى وتَكريمٌ , وعَونٌ ونُصْرةٌ , وَوَعْدٌ بِتَكْفيرِ الذُّنوبِ والْخَطايا.
اللهُ أكبر، اللهُ أكبر، لا إلهَ إلا اللهُ واللهُ أكْبَرُ، اللهُ أكبرُ وللهِ الْحَمْد .
عباد الله / اشُكُروا اللهَ جلَّ وعَلا أنْ بَلّغَكُم هذا اليومَ العظيمَ ، وهذا الموسمَ َالكريمَ، واعْلموا رحِمَكُمُ اللهُ أنّ يومَكم هذا يومٌ مباركٌ ، رفعَ اللهُ قدرَهُ ، وأعْلى ذِكرَهُ ، وسمّاهُ يومَ الحجَّ الأكْبر، وجَعلَهُ عيدًا لِلْمُسْلِمينَ حُجاجًا ومُقِيمينَ ، فيهِ يَنْتظمُ عِقْدُ الحجيجِ على صعيدِ مِنى بعْد أنْ وَقفُوا بِعَرفةَ وباتوا بِمُزْدَلِفَةَ .
اللهُ أكبر، اللهُ أكبر، لا إلهَ إلا اللهُ واللهُ أكْبَرُ، اللهُ أكبرُ وللهِ الْحَمْد .
العيدُ – يَا عِبادِ اللهِ - مِنْ شعائرِ الإسلام ِالعظيمةِ ، والّذي يَتَضَمّنُ مَعانيَ سَاميةٍ جَلِيلةٍ , ومَقَاصِدَ عَظيمةٍ ، وحِكمًا بَديعةٍ ؛ فَهُوَ يومُ بهجةٍ وصفاءٍ , ويومُ إيمانٍ مع مُتْعَةِ الْجَوارحِ .
يَأْتِي عَليْنا العيدُ ونَحْنُ بِفضلِ اللهِ وَكَرمِهِ مُسلمونَ مُعتصمونَ بكِتابِ اللهِ وَسُنّةِ رسُولِهِ صلّى اللهُ عليْهِ وَسَلّم ، كما أمرنا بِذلك ربُّنا جلّ وعلا بقوله (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ))
يَأتي علينا العيدُ ونحنُ في أمانٍ في أوْطانِنا ، وهذه من النّعم التي لا تَتَحَقّقُ إلا بِالدين بلْ هِي مِنْ تمامِ الدّينِ ، قالَ تعالى ((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ))
يَأتي عَليْنا العيدُ ونحنُ وولاةُ أمرِنا لُحْمَةٌ واحدةُ ، وجماعةٌ واحدةٌ ، ومنهجٌ واحدٌ ، مُمْتَثِلينَ قولَ اللهِ جَلَّ وَعَلا (( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ )) وَمُدْرِكِينَ ما يَحدثُ في بعضِ الْبلادِ الإسلاميةِ الْيوْمَ مِنَ الْفتنِ والمْحنِ عنْدما أخَلُّوا بِهذا الجانبِ أعْنِي طاعةَ وُلاةِ الأمْرِ بِالْمَعْروفِ ، والرسولُ صلّى اللهُ عليْهِ وَسَلّم يَقُولُ ((مَنْ أطاعَنِي فقدْ أطاعَ اللهَ ، وَمَنْ عَصَانِي فقدْ عَصَى اللهَ ، وَمَنْ أطاعَ الأمِيرَ فَقَدْ أطاعَنِي ، وَمَنْ عَصَى الأميرَ فَقَدْ عَصَانِي (( مُتّفَقٌ عَلَيْهِ .
وَعَنْ مُعاويةَ بنِ أبِي سُفْيانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ : لَمَّا نَزَلَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِالرَّبَذَةِ – والرّبَذةُ مكانٌ معروفٌ بيْنَ مكّةَ والمدينةَ ، ونُزُولُهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كانَ بِاخْتيارِهِ لِاعْتزالِ فِتْنَةِ الخُروجِ على عُثْمانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مِنْ قِبَلِ الْخَوارجِ - أَتَاهُ رِجَالٌ مِنْ قَبَائِلَ شَتَّى ، فَقَالُوا : يَا أَبَا ذَرٍّ اعْقِدْ رَايَتَكَ وَنَأتِيِكَ بِرِجَالٍ مَا شِئْتَ ، فَقَالَ بِكَفَّيْهِ فِي وُجُوهِهِمْ : مَهْلا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ ، مَهْلا ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ((سَيَكُونُ بَعْدِي سُلْطَانٌ فَأَعِزُّوهُ فَمَنْ أَرَادَ ذُلَّهُ ثَغَرَ ثَغْرَةً فِي الإِسْلامِ لَيْسَتْ لَهُ تَوْبَةٌ إِلا أَنْ يَسُدَّهَا وَلَيْسَ بِسَادِّهَا إِلَى يَوْمِ الْقَيَامَةِ )) والْحَديثُ صَحّحَهُ الألْبَانيُّ .
اللهُ أكبر، اللهُ أكبر، لا إلهَ إلا اللهُ واللهُ أكْبَرُ، اللهُ أكبرُ وللهِ الْحَمْد .
أيّها الْمُسلمونَ / يَأْتِي العيدُ والأمّةُ الإسْلاميةُ تَتَقَاذَفُهَا أمواجٌ منَ الْفِتَنِ ، وَتَعيشُ أعظمُ دُوَلُهَا مَزِيداً مِنَ الإِحَنِ ؛ حروبٌ وفقرٌ ، ذُلٌّ وقهرٌ ، خوفٌ وهلعٌ سَعَى أعْداءُ الإسْلامِ في إيجادِها ، وأقْربُ دَليلٍ ما يَحْدُثُ في بلادِ الشّامِ والْعراقِ والْيمنِ وَلِيبيا وغيْرهِ لِتَفْريقِ الصفِّ ، وَهَاهُم يَبْذُلُونَ كُلَّ الأسْبابِ في نشْرِ الْفِتَنِ في بِلادِنَا الْغَاليةِ ؛ بَلْ يَسْعونَ فِي خَلْقِ الأزماتِ لِهذهِ الْبِلادِ ، يُحِبّون إشعالَ الفتنِ ويَكرَهونَ لنا أنْ نعيشَ في أمنٍ واسْتقرارٍ بِكُلِّ ما أُوتُوا مِنْ وَسِيلةٍ ،وحِيلةٍ بَعْدَ مُباركةٍ مِمّنْ يَدّعي الإسْلامَ وَهُوَ يُحاربُ سُنّةَ الْمُصْطَفَى عَليْهِ السّلامُ ، وأيضاً مِمّنْ يَدّعي أنّه على الحقِّ وَهُوَ يُحاربُ بِلادَ التّوحيدِ ، وَيَسْعَى معَ اليهودِ الْمُغتصبينَ ، والنّصارى الحاقدينَ لِزعزعةِ أمنِ بلادِنا ؛ فهؤلاءِ همْ أعداؤنا وإنْ كانوا منْ بَني جِلْدَتِنا ؛ فَكيْفُ نُواجِهُهُمْ ؟ وهذه بلادُنا الْحبيبةِ مَهْبِطُ الْوَحْيِ ،ومَنْبَعُ الإسْلامِ نَعيش فِيها ونُحُبّها فَكَيفَ نَحْميها ؟ نقولُ : الصدقُ مع اللهِ أعظمُ سلاحٌ نواجهُ به هؤلاء (( لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا )) وكذلك التمسكُ بأصلِ بناءِ هذه الدولةِ المباركةِ وَهُو التّوحيدُ ؛ فَكُلّما تَرَكْنا عَقِيدتَنا فَنَحْنُ فِراخٌ لِهذا الْعَدوّ ، فَالتَمسكُ بِعقيدةِ التّوحيدِ ، والبعدُ عنِ الْمَعاصِي سببٌ في مُواجهةِ كلِّ عَدُوِّ مُتَرَبّصٍ ، وصدِّ كلِّ حاقدٍ وحاسِدٍ ((الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ))
اللهُ أكبر، اللهُ أكبر، لا إلهَ إلا اللهُ واللهُ أكْبَرُ، اللهُ أكبرُ وللهِ الْحَمْد .
عِبادَ اللهِ / انْظُروا في حالِكُم، وحاسِبوا أنفُسَكُم , واتّقوا الله ربَّكُم ، واهْنَئُوا بِعيدِكُم، والْزَمُوا الصلاحَ وأصْلِحُوا ، تقبَّل اللهُ طاعاتِكم وصَالِحَ أعْمالِكُم ، وضاعفَ لكُم الأجرَ والثوابَ ، وجعل عيدَكم مباركًا وأيّامَكُم أيامَ سعادةٍ وهناء وفضلٍ وإحسانٍ وعملٍ ، أقولُ ماتسْمَعُونَ , وأستغفرُ اللهَ العظيم َالجليل َمِنْ كُلِّ ذنبٍ فاسْتَغْفِرُوهُ , وتوبوا إليهِ إنَّهُ هو الغفورُ الرَّحِيمُ .
الخطبة الثانية
الْحَمْدُ للهِ عَلَىْ إِحْسَاْنِهِ ، وَالْشُّكْرُ لَهُ عَلَىْ تَوْفِيْقِهِ وَامْتِنَاْنِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَاْ إِلَهَ إِلَّاْ اللهُ ، وَحْدَهُ لَاْ شَرِيْكَ لَهُ تَعْظِيْمَاً لِشَأْنِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ الْدَّاْعِيْ إِلَىْ رِضْوَاْنِهِ صَلَّى اللهُ عَلِيْهِ وَعَلَىْ آلِهِ وَأَصْحَاْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَاً كَثِيْرَاً .
أمّا بَعْدُ : عِبَادَ اللهِ / في العيدِ نسترجِعُ إلى ذاكرتِنا معانيَ كثيرةً، وتُرسَمُ أمامَ أعينِنا صورةُ ذلك النبيِّ الكريمِ إبراهيمَ عليهِ السّلام ، وَهُوَ يَقودُ ابنَهُ وَفلذةَ كَبدِهِ إسْماعيلَ لِيَنْحرَهُ قُرْباناً لِلّهِ تَعَالى، (( إِنّى أَرَىٰ فِى ٱلْمَنَامِ أَنّى أَذْبَحُكَ فَٱنظُرْ مَاذَا تَرَىٰ)) ثمّ أيُّ استسلامٍ للقدر، وأيُّ رضا به، ذلك الذي جعل إسماعيلَ يقولُ لِوالدِهِ : (( ٱفْعَلْ مَا تُؤمَرُ سَتَجِدُنِى إِن شَاء ٱللَّهُ مِنَ ٱلصَّـٰبِرِينَ ))
فَلَمّا لَمْ يَبْقَ إلا اللّحمُ والدّمُ ، فَداهُ اللهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ، والأُضْحيةُ والْقَرابينُ في مِنَى تذْكيرٌ بهذا العملِ الْجليلِ الّذي كانَ منْ إبْراهِيمَ عَلَيْهِ الصّلاةُ والسّلامُ.
والأضحيةُ عِبادَ اللهِ مَشْرُوعةٌ بِكتابِ اللهِ ، وسُنّةِ رسولهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وإجماعِ علماءِ المسلمين، وبها يُشاركُ أهلُ البُلدانِ حُجّاجَ البيتِ في بعضِ شَعائر ِالحجّ، فضحُّوا عِبَادَ اللهِ عنْ أنْفُسِكُمْ وَعَنْ أهْليِكُمْ تَعُبّداً لِلّهِ تعالى ، وتَقرّبا إليه ، وإتّباعاً لِسُنّةِ رسولهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ومِنَ الْخطأِ أنْ يُضَحِّيَ الإنسانُ عنْ أمواتِه مِنْ عِندِ نفْسِهِ ويَتْرُكُ نفسَه وأهلَه الأحْياء .
ولا تُجزئُ الأضْحيةُ إلا مِنْ بهيمةِ الأنْعامِ ، مِمّا بَلغَ السنَّ المعتبرَ شَرْعاً، ولا تُجزئُ الأضْحيةُ إلاّ بِمَا كان سَلِيماً مِنَ العُيوبِ الّتي تَمْنَعُ مِنَ الإجزاءِ ، واذْبَحُوا ضَحاياكُمْ بِأَنْفُسِكُمْ إنْ أحْسَنْتُمُ الذّبحَ، وَقُولُوا: "بِسْمِ اللهِ، واللهُ أكْبر"، وسَمّوا مَنْ هِيَ لَهُ عِنْدَ ذلكَ اقْتداءً بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فإنْ لمْ تُحْسِنوُا الذبحَ فاحْضُروهُ فَإنَهُ أفضلُ لكُم وأبْلغُ في تَعظيمِ اللهِ والْعِنايةِ بِشَعائِرِهِ .
أيها المسلمون / زَيَّنِوُا عيدَكم باِلتكبيرِ وعُمومِ الذّكرِ، يَقُولُ الْمصطَفى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أيامُ العيدِ أيامُ أكلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ لِلّهِ تَعَالَى)) وَأَدْخِلُوا السُّرورَ على أنْفُسِكُمْ وأهْليكُم، واجْعلوا فرحتَكُم بالعيدِ مَصْحُوبةً بِتقوى اللهِ وخَشْيتِهِ .
اللهُ أكبر، اللهُ أكبر، لا إلهَ إلا اللهُ واللهُ أكْبَرُ، اللهُ أكبرُ وللهِ الْحَمْد .
نساءَ الْمُسلمينَ / إنّ اللهَ رفعكنَّ وشرّفكنّ، وأعلى قَدْرَكُنّ ، وحفِظ حُقُوقَكُنّ ، فاشْكُرنَ النّعمةَ، وأطِعْنَ اللهَ ورسولَه أقِمْنَ الصلاةَ، وآتِينَ الزكاةَ ، أطِعْنَ أزْواجَكُنَّ بالمعروف، كنَّ منَ الصّالحاتِ الْقانِتَاتِ، احْذَرْنَ الألبسةَ المْخالفةَ لِشَرْعِ اللهِ التي تُظهِرُ الزينةَ، أوْ تَتَضَمّنُ تَشَبُّهاً بالْكافِراتِ، ((وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى))
اللّهم إنّا خَرجْنا في هذا المكانِ نَرْجو رحمتَك وثوابَك، فتقبّل مساعيَنا وزكِّها، وارفعْ درجاتِنا وأعْلِها. اللّهُمَّ آتِنَا من الآمالِ مُنْتهاها، ومنَ الْخيراتِ أقْصَاها. اللّهمَّ تَقبّلْ ضَحَايانا وصَدقاتِنا. اللّهمّ تقبّلْ دُعاءَنا يَا أرْحَمَ الرّاحِمينَ .
اللهُ أكبر، اللهُ أكبر، لا إلهَ إلا اللهُ واللهُ أكْبَرُ، اللهُ أكبرُ وللهِ الْحَمْد .
سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ . وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ . وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وصلَّى اللّهم على نبيّنا محمدٍ وعلى آلهِ وأصحابِهِ وأتباعِهِ أجْمعينَ .
إنّ الحمدَ لله نحمدُه ونستغفرُه ونعوذُ بالله من شرور أنفسِنا ومن سيئات أعمالِنا من يهدهِ اللهُ فلا مُضِلَّ لهُ ، ومنْ يُضْلِل فلا هاديَ لهُ ، وأشْهدُ أنَّ لا إله إلا الله وحده لاشريك له , وأشهد أنّ محمدا عبدُه ورسولُه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .
اللهُ أكبر، اللهُ أكبر، لا إلهَ إلا اللهُ واللهُ أكْبَرُ، اللهُ أكبرُ وللهِ الْحَمْد .
أيها الناس / اتقوا اللهَ تعالى حقَّ التقوى، فإنّ تقوى اللهِ أمنٌ من الْبَلِيّةِ , ويُسر وسُهولةٌ في الأمر، وعِزٌّ ونجاةٌ ، وفوزٌ وفلاحٌ , وبُشرى وتَكريمٌ , وعَونٌ ونُصْرةٌ , وَوَعْدٌ بِتَكْفيرِ الذُّنوبِ والْخَطايا.
اللهُ أكبر، اللهُ أكبر، لا إلهَ إلا اللهُ واللهُ أكْبَرُ، اللهُ أكبرُ وللهِ الْحَمْد .
عباد الله / اشُكُروا اللهَ جلَّ وعَلا أنْ بَلّغَكُم هذا اليومَ العظيمَ ، وهذا الموسمَ َالكريمَ، واعْلموا رحِمَكُمُ اللهُ أنّ يومَكم هذا يومٌ مباركٌ ، رفعَ اللهُ قدرَهُ ، وأعْلى ذِكرَهُ ، وسمّاهُ يومَ الحجَّ الأكْبر، وجَعلَهُ عيدًا لِلْمُسْلِمينَ حُجاجًا ومُقِيمينَ ، فيهِ يَنْتظمُ عِقْدُ الحجيجِ على صعيدِ مِنى بعْد أنْ وَقفُوا بِعَرفةَ وباتوا بِمُزْدَلِفَةَ .
اللهُ أكبر، اللهُ أكبر، لا إلهَ إلا اللهُ واللهُ أكْبَرُ، اللهُ أكبرُ وللهِ الْحَمْد .
العيدُ – يَا عِبادِ اللهِ - مِنْ شعائرِ الإسلام ِالعظيمةِ ، والّذي يَتَضَمّنُ مَعانيَ سَاميةٍ جَلِيلةٍ , ومَقَاصِدَ عَظيمةٍ ، وحِكمًا بَديعةٍ ؛ فَهُوَ يومُ بهجةٍ وصفاءٍ , ويومُ إيمانٍ مع مُتْعَةِ الْجَوارحِ .
يَأْتِي عَليْنا العيدُ ونَحْنُ بِفضلِ اللهِ وَكَرمِهِ مُسلمونَ مُعتصمونَ بكِتابِ اللهِ وَسُنّةِ رسُولِهِ صلّى اللهُ عليْهِ وَسَلّم ، كما أمرنا بِذلك ربُّنا جلّ وعلا بقوله (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ))
يَأتي علينا العيدُ ونحنُ في أمانٍ في أوْطانِنا ، وهذه من النّعم التي لا تَتَحَقّقُ إلا بِالدين بلْ هِي مِنْ تمامِ الدّينِ ، قالَ تعالى ((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ))
يَأتي عَليْنا العيدُ ونحنُ وولاةُ أمرِنا لُحْمَةٌ واحدةُ ، وجماعةٌ واحدةٌ ، ومنهجٌ واحدٌ ، مُمْتَثِلينَ قولَ اللهِ جَلَّ وَعَلا (( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ )) وَمُدْرِكِينَ ما يَحدثُ في بعضِ الْبلادِ الإسلاميةِ الْيوْمَ مِنَ الْفتنِ والمْحنِ عنْدما أخَلُّوا بِهذا الجانبِ أعْنِي طاعةَ وُلاةِ الأمْرِ بِالْمَعْروفِ ، والرسولُ صلّى اللهُ عليْهِ وَسَلّم يَقُولُ ((مَنْ أطاعَنِي فقدْ أطاعَ اللهَ ، وَمَنْ عَصَانِي فقدْ عَصَى اللهَ ، وَمَنْ أطاعَ الأمِيرَ فَقَدْ أطاعَنِي ، وَمَنْ عَصَى الأميرَ فَقَدْ عَصَانِي (( مُتّفَقٌ عَلَيْهِ .
وَعَنْ مُعاويةَ بنِ أبِي سُفْيانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ : لَمَّا نَزَلَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِالرَّبَذَةِ – والرّبَذةُ مكانٌ معروفٌ بيْنَ مكّةَ والمدينةَ ، ونُزُولُهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كانَ بِاخْتيارِهِ لِاعْتزالِ فِتْنَةِ الخُروجِ على عُثْمانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مِنْ قِبَلِ الْخَوارجِ - أَتَاهُ رِجَالٌ مِنْ قَبَائِلَ شَتَّى ، فَقَالُوا : يَا أَبَا ذَرٍّ اعْقِدْ رَايَتَكَ وَنَأتِيِكَ بِرِجَالٍ مَا شِئْتَ ، فَقَالَ بِكَفَّيْهِ فِي وُجُوهِهِمْ : مَهْلا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ ، مَهْلا ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ((سَيَكُونُ بَعْدِي سُلْطَانٌ فَأَعِزُّوهُ فَمَنْ أَرَادَ ذُلَّهُ ثَغَرَ ثَغْرَةً فِي الإِسْلامِ لَيْسَتْ لَهُ تَوْبَةٌ إِلا أَنْ يَسُدَّهَا وَلَيْسَ بِسَادِّهَا إِلَى يَوْمِ الْقَيَامَةِ )) والْحَديثُ صَحّحَهُ الألْبَانيُّ .
اللهُ أكبر، اللهُ أكبر، لا إلهَ إلا اللهُ واللهُ أكْبَرُ، اللهُ أكبرُ وللهِ الْحَمْد .
أيّها الْمُسلمونَ / يَأْتِي العيدُ والأمّةُ الإسْلاميةُ تَتَقَاذَفُهَا أمواجٌ منَ الْفِتَنِ ، وَتَعيشُ أعظمُ دُوَلُهَا مَزِيداً مِنَ الإِحَنِ ؛ حروبٌ وفقرٌ ، ذُلٌّ وقهرٌ ، خوفٌ وهلعٌ سَعَى أعْداءُ الإسْلامِ في إيجادِها ، وأقْربُ دَليلٍ ما يَحْدُثُ في بلادِ الشّامِ والْعراقِ والْيمنِ وَلِيبيا وغيْرهِ لِتَفْريقِ الصفِّ ، وَهَاهُم يَبْذُلُونَ كُلَّ الأسْبابِ في نشْرِ الْفِتَنِ في بِلادِنَا الْغَاليةِ ؛ بَلْ يَسْعونَ فِي خَلْقِ الأزماتِ لِهذهِ الْبِلادِ ، يُحِبّون إشعالَ الفتنِ ويَكرَهونَ لنا أنْ نعيشَ في أمنٍ واسْتقرارٍ بِكُلِّ ما أُوتُوا مِنْ وَسِيلةٍ ،وحِيلةٍ بَعْدَ مُباركةٍ مِمّنْ يَدّعي الإسْلامَ وَهُوَ يُحاربُ سُنّةَ الْمُصْطَفَى عَليْهِ السّلامُ ، وأيضاً مِمّنْ يَدّعي أنّه على الحقِّ وَهُوَ يُحاربُ بِلادَ التّوحيدِ ، وَيَسْعَى معَ اليهودِ الْمُغتصبينَ ، والنّصارى الحاقدينَ لِزعزعةِ أمنِ بلادِنا ؛ فهؤلاءِ همْ أعداؤنا وإنْ كانوا منْ بَني جِلْدَتِنا ؛ فَكيْفُ نُواجِهُهُمْ ؟ وهذه بلادُنا الْحبيبةِ مَهْبِطُ الْوَحْيِ ،ومَنْبَعُ الإسْلامِ نَعيش فِيها ونُحُبّها فَكَيفَ نَحْميها ؟ نقولُ : الصدقُ مع اللهِ أعظمُ سلاحٌ نواجهُ به هؤلاء (( لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا )) وكذلك التمسكُ بأصلِ بناءِ هذه الدولةِ المباركةِ وَهُو التّوحيدُ ؛ فَكُلّما تَرَكْنا عَقِيدتَنا فَنَحْنُ فِراخٌ لِهذا الْعَدوّ ، فَالتَمسكُ بِعقيدةِ التّوحيدِ ، والبعدُ عنِ الْمَعاصِي سببٌ في مُواجهةِ كلِّ عَدُوِّ مُتَرَبّصٍ ، وصدِّ كلِّ حاقدٍ وحاسِدٍ ((الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ))
اللهُ أكبر، اللهُ أكبر، لا إلهَ إلا اللهُ واللهُ أكْبَرُ، اللهُ أكبرُ وللهِ الْحَمْد .
عِبادَ اللهِ / انْظُروا في حالِكُم، وحاسِبوا أنفُسَكُم , واتّقوا الله ربَّكُم ، واهْنَئُوا بِعيدِكُم، والْزَمُوا الصلاحَ وأصْلِحُوا ، تقبَّل اللهُ طاعاتِكم وصَالِحَ أعْمالِكُم ، وضاعفَ لكُم الأجرَ والثوابَ ، وجعل عيدَكم مباركًا وأيّامَكُم أيامَ سعادةٍ وهناء وفضلٍ وإحسانٍ وعملٍ ، أقولُ ماتسْمَعُونَ , وأستغفرُ اللهَ العظيم َالجليل َمِنْ كُلِّ ذنبٍ فاسْتَغْفِرُوهُ , وتوبوا إليهِ إنَّهُ هو الغفورُ الرَّحِيمُ .
الخطبة الثانية
الْحَمْدُ للهِ عَلَىْ إِحْسَاْنِهِ ، وَالْشُّكْرُ لَهُ عَلَىْ تَوْفِيْقِهِ وَامْتِنَاْنِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَاْ إِلَهَ إِلَّاْ اللهُ ، وَحْدَهُ لَاْ شَرِيْكَ لَهُ تَعْظِيْمَاً لِشَأْنِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ الْدَّاْعِيْ إِلَىْ رِضْوَاْنِهِ صَلَّى اللهُ عَلِيْهِ وَعَلَىْ آلِهِ وَأَصْحَاْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَاً كَثِيْرَاً .
أمّا بَعْدُ : عِبَادَ اللهِ / في العيدِ نسترجِعُ إلى ذاكرتِنا معانيَ كثيرةً، وتُرسَمُ أمامَ أعينِنا صورةُ ذلك النبيِّ الكريمِ إبراهيمَ عليهِ السّلام ، وَهُوَ يَقودُ ابنَهُ وَفلذةَ كَبدِهِ إسْماعيلَ لِيَنْحرَهُ قُرْباناً لِلّهِ تَعَالى، (( إِنّى أَرَىٰ فِى ٱلْمَنَامِ أَنّى أَذْبَحُكَ فَٱنظُرْ مَاذَا تَرَىٰ)) ثمّ أيُّ استسلامٍ للقدر، وأيُّ رضا به، ذلك الذي جعل إسماعيلَ يقولُ لِوالدِهِ : (( ٱفْعَلْ مَا تُؤمَرُ سَتَجِدُنِى إِن شَاء ٱللَّهُ مِنَ ٱلصَّـٰبِرِينَ ))
فَلَمّا لَمْ يَبْقَ إلا اللّحمُ والدّمُ ، فَداهُ اللهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ، والأُضْحيةُ والْقَرابينُ في مِنَى تذْكيرٌ بهذا العملِ الْجليلِ الّذي كانَ منْ إبْراهِيمَ عَلَيْهِ الصّلاةُ والسّلامُ.
والأضحيةُ عِبادَ اللهِ مَشْرُوعةٌ بِكتابِ اللهِ ، وسُنّةِ رسولهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وإجماعِ علماءِ المسلمين، وبها يُشاركُ أهلُ البُلدانِ حُجّاجَ البيتِ في بعضِ شَعائر ِالحجّ، فضحُّوا عِبَادَ اللهِ عنْ أنْفُسِكُمْ وَعَنْ أهْليِكُمْ تَعُبّداً لِلّهِ تعالى ، وتَقرّبا إليه ، وإتّباعاً لِسُنّةِ رسولهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ومِنَ الْخطأِ أنْ يُضَحِّيَ الإنسانُ عنْ أمواتِه مِنْ عِندِ نفْسِهِ ويَتْرُكُ نفسَه وأهلَه الأحْياء .
ولا تُجزئُ الأضْحيةُ إلا مِنْ بهيمةِ الأنْعامِ ، مِمّا بَلغَ السنَّ المعتبرَ شَرْعاً، ولا تُجزئُ الأضْحيةُ إلاّ بِمَا كان سَلِيماً مِنَ العُيوبِ الّتي تَمْنَعُ مِنَ الإجزاءِ ، واذْبَحُوا ضَحاياكُمْ بِأَنْفُسِكُمْ إنْ أحْسَنْتُمُ الذّبحَ، وَقُولُوا: "بِسْمِ اللهِ، واللهُ أكْبر"، وسَمّوا مَنْ هِيَ لَهُ عِنْدَ ذلكَ اقْتداءً بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فإنْ لمْ تُحْسِنوُا الذبحَ فاحْضُروهُ فَإنَهُ أفضلُ لكُم وأبْلغُ في تَعظيمِ اللهِ والْعِنايةِ بِشَعائِرِهِ .
أيها المسلمون / زَيَّنِوُا عيدَكم باِلتكبيرِ وعُمومِ الذّكرِ، يَقُولُ الْمصطَفى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أيامُ العيدِ أيامُ أكلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ لِلّهِ تَعَالَى)) وَأَدْخِلُوا السُّرورَ على أنْفُسِكُمْ وأهْليكُم، واجْعلوا فرحتَكُم بالعيدِ مَصْحُوبةً بِتقوى اللهِ وخَشْيتِهِ .
اللهُ أكبر، اللهُ أكبر، لا إلهَ إلا اللهُ واللهُ أكْبَرُ، اللهُ أكبرُ وللهِ الْحَمْد .
نساءَ الْمُسلمينَ / إنّ اللهَ رفعكنَّ وشرّفكنّ، وأعلى قَدْرَكُنّ ، وحفِظ حُقُوقَكُنّ ، فاشْكُرنَ النّعمةَ، وأطِعْنَ اللهَ ورسولَه أقِمْنَ الصلاةَ، وآتِينَ الزكاةَ ، أطِعْنَ أزْواجَكُنَّ بالمعروف، كنَّ منَ الصّالحاتِ الْقانِتَاتِ، احْذَرْنَ الألبسةَ المْخالفةَ لِشَرْعِ اللهِ التي تُظهِرُ الزينةَ، أوْ تَتَضَمّنُ تَشَبُّهاً بالْكافِراتِ، ((وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى))
اللّهم إنّا خَرجْنا في هذا المكانِ نَرْجو رحمتَك وثوابَك، فتقبّل مساعيَنا وزكِّها، وارفعْ درجاتِنا وأعْلِها. اللّهُمَّ آتِنَا من الآمالِ مُنْتهاها، ومنَ الْخيراتِ أقْصَاها. اللّهمَّ تَقبّلْ ضَحَايانا وصَدقاتِنا. اللّهمّ تقبّلْ دُعاءَنا يَا أرْحَمَ الرّاحِمينَ .
اللهُ أكبر، اللهُ أكبر، لا إلهَ إلا اللهُ واللهُ أكْبَرُ، اللهُ أكبرُ وللهِ الْحَمْد .
سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ . وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ . وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وصلَّى اللّهم على نبيّنا محمدٍ وعلى آلهِ وأصحابِهِ وأتباعِهِ أجْمعينَ .