المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إلــــــــى أبنائنا الطلاب والطالبات



الشيخ/عبدالله السالم
03-09-2015, 11:01
الحمدُ للهِ ( الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) واشهدُ ألا الهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ يعلمُ ما كانَ وما يكونُ وما تسرونَ وما تعلنونَ. واشهدُ أن محمداً عبدُهُ ورسولُهُ الصادقَ المأمون، صلى اللهُ عليه وعلى آلِهِ وأصحابِهِ الذين كانوا يهدونَ بالحقِّ وبه يعدلونَ. وسلم تسليما كثيرا إلى يومِ يبعثونَ:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) (يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا*يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) أمّا بعد : أيُّها الأحبةُ في الله ،إلى أبنائِنا الطلابِ والطالِبات، يا معشرَ الطلابِ والطالباتِ : خيرُ الوصيةِ وأجمعُها وأشرفُها وأعظمُها على الإطلاقِ ،الوصيةُ بتقوى اللهِ عز وجل ،فَقد وصى اللهُ بها الأولين والآخرين ، وذكّرَ بها الأنبياءَ والمرسلين ، وحثَّ عليها الأخيارَ والصالحينَ فقالَ في كتابِهِ المبين: ( وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيّاً حَمِيداً ) اتقوا اللهَ ، فإن اللهَ يهدي بالتقوى من الضلالةِ ،ويعلمُ بتقواهُ من الجهالةِ ،يقولُ سبحانه(وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)ويَقولُ سُبحانه ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً)ويقولُ جلَّ في عُلاه ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ) ولعظيمِ شأنِها كانتْ بِشارةَ اللهِ لعبادِهِ الصالحينَ كما قالَ تعالى : ( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) يا معشرَ الطلابِ: تذكروا حديثَ رسولِ اللهِ  {من تعلمَ العلمَ ليماري به السفهاءَ أو يجادلُ به العلماءَ فليتبوأْ مقعدَهُ من النارِ } يا معشرَ الطلابِ: إذا سلكتُمْ سبيلَ العلمِ فاذكروا قولَ رسولِ اللهِ {من سلكَ طريقاً يلتمسُ فيه علماً سهلَ اللهُ له به طريقاً إلى الجنةِ } أشرفُ العلومِ وأزكاها وأحبُّها إلى اللهِ جل وعلا ، علومُ الدِّينِ ، وأشرفُها علمُ العقيدةِ والإيمانِ ، ثم عِلمُ الشرائعِ والأحكامِ ، فجدُّوا واجتَهِدوا واحتسبوا، فالأمّةُ تنتظرُ منكم خيراً كثيراً، وما ذلك على اللهِ بعزيزٍ: ( ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) إذا عَلِمَ اللهُ في قلبِكَ أنك تريدُ أن تكونَ من أهلِ العلمِ الصُّلحاءِ ، ومن الأخيارِ العُلماءِ الأتقياءِ ، وفَقَكَ وسَدَّدَكَ ، وألهمَكَ ويسرَ لكَ الخيرَ حيثُما كُنتَ ، كَمَا أَنَّ الأُمّةَ تُريدُ العُلماءَ ، وتريدُ مَنْ يَقومُ بثغورِ الدّينِ ، فإنَّهَا كذلك تُريدُ من يقومُ بسدِّ ثغورِ الدُّنيا، تنتظرُ العلُومَ على اختلافِها ، ما لم تُعارضْ شريعةَ ربِّنا، تنتظرُ الطبيبُ بطبِّهِ ، والمهندسُ بهندستِهِ ،والطّيارُ بِطائرتهِ الحربيةِ والمدنيه ، وكلَّ عالمٍ يَنفعُ الأمةَ بعلمِهِ ، فالأمةُ تَنتظرُ منكم الخيرَ الكثيرَ، فجدُّوا واجتهدوا ، فَإننا في عَصرٍ ،يُعتَبرُ فيه العلمُ و التعلم ، من أَهَمِّ الركائزِ الأساسيةِ ، والقُدرات التي تَعتَمِدُ عليها الأممُ في تَطَورِها ، واعلموا أَنَّ الغاياتَ والأهدافَ النبيلةَ ، لا تُدركُ بالمنام ِ، ولا تطلبُ في الأحلامِ ، ولكن تُريدُ الجِدَّ والاجتهادَ ، والكفاحَ والصبرَ ، والصلاحَ والإصلاحَ ، فإذا أخذَ اللهُ بيدِ عبدِهِ ، وفقَهُ وفتحَ لهُ أبوابَ الخيرِ ويسرَها له ، ولكن
وما نيلُ المطالبِ بالتَّمَني ... ولكن تُؤخذُ الدُّنيا غِلابا
وما استعصى على قومٍ مَنالٌ ... إِذا الأِقدامُ كانَ لهم ركابا
أتقنوا يا معشرَ الطُّلابِ ، العلمَ ولا ترضوا بالقليلِ ، واسمُوا إلى المعالي ، وتَخلَّقوا بالأخلاقِ الكريمةِ والفضائلِ ، واجتَنِبوا الأنشغالَ بوسائلِ التَّواصُل ،حَيثُ تسهرونَ معها وعليها إلى بزوغ الفجر ، وإذا جاءَ وقتُ التَّحصِيل ، وإذا بكم تغطُّونَ في سُباتٍ ونومٍ عميق ، ثُمَّ اجتنبوا سفاسفَ الأمورِ والرذائلِ ، واجتنبوا إضاعةَ الحِصَصِ والمُحاضراتِ ، في الضحكِ واللهوِ ، فأنَّ هذا دمارٌ لكم ، وإنْ كانَ يَصنعُهُ غيرُكَم فاردَعُوه ، فَإنَّهُ يؤذيكم في مستقبلِكم ، ويُضيعُ عليكم في تحصيلِكم ، واحرصوا أشد الحرص على الوقت ، فَإنَّ الوقتَ أغلى ما تملكون ، وزعوه فيما ينفعكم ، فاجعلوا جُلَّه للجد ، وجُل الجُل للعلم ، ولا تُهمِلوا كُلَّ الفصلِ الدّراسي ، وتَنّبَتّوا آخرة ، فإن المنبت لا أرضٍ قَطع ، ولا ظَهرٍ أبقى ،واحتَرِموا المعلمين وَوَقِّرُوهم ،
قٌمْ للمعلمِ وفِّهِ التبجيلا ... كاد المعلمُ أن يكونَ رسولا
أعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي ...يبني وينشيءُ أنفساً وعقولا
سبحانَكَ اللّهمَّ خيرَ معلمٍ ... عَّلمتَ بالقلمِ القرونَ الأولى
أخرجتَ هذا العقلَ من ظلماتِهِ ... وهديتَهُ النورَ المبينَ سبيلا
، بارك الله لي ولكم في القران العظيم ،
ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم ، أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم منكلِّ ذنب ، فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم



الحمد لله على إحسانه ، والشكرله على توفيقهِ وامتنانه ، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله ، وحدهُ لا شريكَ لهُ ، تعظيماً لشانه ، وأشهد أنَّ نبينا محمّداً عبده ورسولُه ، الدّاعي إلى رضوانه ، صلّى الله عليه وعلى آلِه وأصحابِه وأعوانه ، وسلّم تسليماً مزيداً: أما بعد : أيُّها الأحبةُ في الله ،إليكُم هذا المثالَ ، لتِتبيّنَوا حرصَ شبابِ الصحابةِ ،على طلبِ العلمِ ، وحفظِ القرآنِ ، فقد روى الإمامُ أحمدُ ، أن قومَ زيدِ بنِ ثابتٍ  أتوا ِإلى النبيِّ  مُفَاخِرِينَ بما حَصَّلَ صَاحِبُهم ، فقالوا :يَارسول الله ، هذا غُلامٌ من بني النجارِ ، مَعَهُ مما أَنزَلَ اللهُ عليكَ ، بضعَ عشرةَ سورةً ، فَأَعجَبَ ذلك النبيَّ  وقال: { يا زيدُ ، تَعلَّمْ لي كتابَ يَهُودْ فإني واللهِ ما آمنُ يهودياً على كَتَابي }قال زيد: فَتَعلَّمتُ كتابَهُم ، مَا مرَّتْ بي خمسَ عشرةَ ليلةً حتى حَذقتُهُ ، وكنتُ أقرأ ُلَهُ كُتُبَهُم إليه ، وأُجِيبُ عنه إذا كتبَ ، وقَد شَهِدَ رسولُ اللهِ  لاثنينِ من شبابِ الصحابةِ بالعلمِ فقالَ: { وأعلمَهُم بالحلالِ والحرامِ معاذُ بنُ جبلٍ ، وأفرضُهم زيدُ بنُ ثابتٍ } رواه الترمذي ، وهذاابنُ عباسٍ رضي الله عنهما يقولُ: [لما توفي رسولُ اللهِ  قلتُ لرجلٍ من الأنصارِ: هلُمَّ نَسألُ أصحابَ رسولِ اللهِ  فإنَّهم اليومَ كثيرٌ ، فقالَ: واعجباً لكَ يا ابنَ عباسٍ ! أَتَرى النَّاسَ يَحتَاجُونَ إليك ، وفِيهُم مِنْ أصحابِ النبيِّ  من ترى ؟ فَتَركَ ذلك ، وأقبَلتُ على المسألةِ ، فإن كانَ ليبلُغُني الحديثُ عن الرجلِ ، فآتيه وهو قائلٌ ، فَأتوسَّدُ رِدَائي على بابِه ِ، فَتسفِي الرِّيحُ عليَّ التُّرابَ ، فَيخرجُ فيراني ، فيقولُ: يا ابنَ عمِّ رسولِ اللهِ ، ألا أرسلتَ إليَّ فآتيكَ ؟ فأقولُ: أنا أحقُّ أن أتيكَ فأَسألُكَ ، قال: فَبَقي الرَّجِلُ حتى رآني ، وقد اجتمعَ الناسُ عليَّ ، فقالَ: هذا الفَتى أعقلُ منّي ] عباد الله ،صلوا رحمني اللهُ وإيَّاكم ، على الهادي البشيرِ ، والسراجِ المنيرِ ، كما أمرَكم بذلك اللطيفُ الخبيرُ ، فقال سبحانه قولاً كريما ( إِنَّ اللهَ وَملاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبيْ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُواْ صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) وقد قال عليه الصلاةُ والسلامُ { حيثما كنتم فصلوا عليَّ فإنَّ صلاتَكم تبلغني }وقال{ من صلى علي صلاةً صلى اللهُ عليه بها عشراً } اللهم صلِّ وسلمْ وأنعمْ وأكرمْ وزدْ وباركْ ، على عبدِك ورسولِكَ محمدٍ ، وارضَ اللهم عن أصحابِهِ الأطهارِ ، ما تعاقبَ الليلُ والنهارُ ، أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعليٍّ ، وعن سائرِ أصحابِ نبيِّك أجمعين ، وعن التابعينَ وتابعِيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ ، وعنَّا معَهم بمنِّكَ وفضلِكَ ورحمتِكَ يا أرحمَ الراحمينَ .اللهم أعزَّ الإسلامَ المسلمينَ ، ودمرْ أعداءَ الدينِ من اليهودِ والنصارى ، وجميعِ الكفرةِ الملحدينَ ، اللهُم يا منْ لا يُعاجلُ بالعقوبهْ ، ألهمْنا حُسنَ التُوبةِ إليكْ ، وجميلَ التوكلِ عليكْ ، وعظيمَ الزُلفى لديكْ ، نحن بكَ وإليكْ ، تباركتْ ربَّنا وتعاليتْ ، فيا أهلَ المغفرةِ إغفرْ لنا ، ويا أهلَ التقوى إستعملْنا في طاعتكْ ، ويا مُقلبَ القلوبِ ثبتْ قلوبَنا على دينِكْ ، اللهم اكتبْ لاهل هذا الدينِ عزاً ونصراً ، واجعلْ لمن عادَاهُ ذلةً ومهانةً وقهراً ، اللهُم احفظْنا بالإسلامِ قائمين ، واحفظنا بالإسلامِ قاعدين ، واحفظنا بالإسلامِ راقدين ، ولا تُشمت بنا الأعداءَ ولا الحاسدين ، اللهُم من أرادنا ، وأراد المسلمينَ بسوءٍ وشرٍّ ، فاجعلْ كيدَهُ في نحرِهِ ، وأشغلهُ بنفسِهِ ، واجعلْ تدبيرَهُ تدميراً عليه يا ربَّ العالمين اللهم اجعلْ هذا البلدَ آمناً مُطمئناً ، رخاءً سخاءً وسائرَ بلادِ المسلمين ، برحمتِكَ يا أرحمَ الرحمين ، اللهُم وأصلحْ ولاةَ أُمورِ المُسلمين ، وارزقْهم البطانةَ الصَّالحةَ النّاصحةَ ، التي تدلهُم على الخيرِ ، وتعينُهم عليهِ ، اللهُم ارحمْ مُوتى المُسلمين الذين شهدوا لك بالوحدانيه ولنبيك بالرسالة وماتوا على ذلك ، اللهم اغفر لهُم ورحمهم ، وأَكرِم نُزلَهُم ، ونقهم من الذنوب والخطايا كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس ، ربنا أتنا في الدُنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار عباد الله أن الله يأمر بالعدل ولإحسان وإيتاء ذا القربى وينهى عن الفحشاء والمُنكر والبغي يعضكُم لعلكُم تذكرون فذكروا الله العظيم الجليل يذكروكُم وشكروه على نعمه يزدكُم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون