الشيخ/عبدالله السالم
11-06-2015, 15:25
الحمدُ للهِ الذي أحكمَ بحكمتِهِ ما فطرَ وما بنى ، وقربَّ من خلقِهِ برحمتِهِ ، من تقربَ ودنا ، ورضيَ بالشكرِ من بريتِهِ ، لنعمِهِ ثمناً ، أمرَنا بعبادَتِهِ لا لحاجتِهِ ، بل لنا ، يغفرُ الخطايا ، لمن أساءَ وجَنا ، أحمدُهُ مُسِراً للحمدِ ومُعلِناً ، وأشهدُ أن لا إله إلاَّ هو، وحدَهُ لا شريكَ لهُ ، يجزلُ العطايا لمن كان محسِناً ، وأشهدُ أن محمداً عبدُهُ ورسولُهُ ، إمامَ الهدى ، صلى اللهُ عليه وعلى آلِهِ وأصحابِهِ الأمناءِ ، وسلَّم تسليماًكثيراً :(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) (يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا*يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً): أما بعد: أيُّها الأحبةُ في الله ، لاحتْ بشائرُ الرِّضى ، وأزلفتْ أيامُ الهُدى ،وأقبلتْ ليالي التُّقى،أقبلَ موسمُ الطاعةِ ، وميدانُ العبادةِ ، ومجالُ الصَّدقةِ ، وشهرُ التوبةِ (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرآنُ هُدَىً لِلنَّاسِ وَبَيْنَاتٍ مِّن الْهُدَى وَالْفُرْقَان) أقبلَ في مُدةٍ يسيرةٍ ، وفترةٍ وجيزةٍ ، وسُرعةٍ غريبةٍ، لا تفصِلُنا عنهُ ، إلا إياماً قلائِلا ، وسوفَ تنصرمُ أيامُهُ، على من أدرَكَهُ ، وتنقضي ساعاتُهُ ، وتسارعُ أوقاتُهُ ، وتُفاجؤُ به وقد بقي قليلُهُ ، وأزفَ رحيلُهُ ، فأيُ رمضانٍ سيكونُ رمضانُك هذا العام ، وهذه المرةَ ؟! هل هو رمضانُ المسَوِّفِينَ الكُسالى،أم رمضانُ المُسارعينَ المجدينَ التائبين الصَّادقين ؟! هل هو شهرُ الصِّيامِ والقيامِ ، أم شهرُ الموائدِ والأفلامِ والهيَامِ ؟! هذا ما يَعْتَلِجُ بالفؤادِ ، ويدُورُ بالخَلَدِ ، إنَّ رمضانَ ، فُرصةٌ من فُرصِ الآخرةِ ، التي تحملُ في طَيَّاتِها غفرانَ الذنوبِ ، وغَسْلَ الحَوْبِ ،والصيامُ ، هُو المدرسةُ التي يتعلمُ منها المسلمونَ ، ويتهذّبُ فيها العابدونَ ، ويتَحَنَّثُ فيها المُتَنَسِّكونَ ،كانَ رسولُ اللهِ ، يُبشرُ أصحابَهُ بقدومِهِ ، فيقولُ : { جاءَكم شهرُ رمضانَ ، شهرٌ مباركٌ ، كتبَ اللهُ عليكُم صيامَهُ ، فيه تُفتحُ أبوابُ الجنةِ ، وتغلقُ فيه أبوابُ الجحيمِ ، وتُغلُّ فيه الشياطينُ ، وفيه ليلةٌ خيرٌ من ألفِ شهرٍ ، من حُرِمَ خيرَها فقد حُرِمَ } رواه الإمامُ أحمدُ والنسائيُ ، عن أبي هريرةَ ، قالَ بعضُ العلماءِ هذا الحديثُ أصلٌ في تهنئةِ الناسِ بعضِهم بعضاً ، بشهرِ رمضانَ ، وكيف لا يُبَشَّرُ المؤمنُ بشهرٍ ، يَفتحُ اللهُ فيه أبوابَ الجنةِ ، وكيف لا يُبَشَّرُ المذنبُ ، بشهرٍ ، يُغلِقُ اللهُ فيه أبوابَ النَّارِ ؟ وكيف لا يُبَشَّرُ العاقلُ ، بوقتٍ يُغَلُّ فيه الشيطانُ ؟ وفي الحديثِ ، { لو يعلمُ الناسُ ما في رمضانَ ، لتمنَّتْ أمتي أن يكونَ رمضانُ السنةَ كلَّها } شهرُ رمضانَ ، شهرٌ كريمٌ ، أعزَّ اللهُ من بين شهورِ العامِ شأنَهُ ، وجعلَهُ شهرَ الصومِ ، الَّذي نسبَهُ لنفسِهِ ، فقالَ تعالى في الحديثِ القدسي : {كلُّ عملِ ابنِ آدمَ له إلاَّ الصومَ فإنه لي وأنا أَجزي به } شهرٌ أفردَهُ اللهُ بالشرفِ العظيمِ ، حين ذكرَهُ باسمِهِ ، دونَ سائرِ الشهورِ ، فقالَ تعالى : ( شَهْرُ رَمضَانَ) شهرٌ هو نفحةٌ من نفحاتِ اللهِ ، ها نحنُ على أبوابِهِ ، وفي الحديثِ عن أبي هريرةَ رضي اللهُ عنه أنَّ النبيَّ قال{إذا كانَ أولُ ليلةٍ من رمضانَ صُفِّدَتِ الشياطينُ ومَرَدَةُ الجنِّ ، وغُلِّقَتْ أبوابُ النيرانِ ، فلم يُفتَحْ منها بابٌ، وينادي منادٍ: يا باغيَ الخيرِ أقْبِلْ، ويا باغيَ الشرِّ أقْصِرْ، وللهِ عتقاءُ من النارِ، وذلك كُلَ ليلةٍ} رواه الترمذيُ وابنُ ماجه والنسائيُ وحسّنهُ الألبانيُ...ويقولُ المصطفى : {مَن صامَ رمضانَ إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدمَ من ذنبِهِ} متفقٌ عليه.. فرصةٌ عظيمةٌ جِدُ عظيمةٌ ، أن يُبلغَكَ اللهُ رمضانَ ، فماذا أنتَ فاعلٌ ؟! يَقُولُ مُعَلّى بنُ الفْضَلِ عن السلفِ رحمهم الله : "إنهم كانوا يدعونَ اللهَ جلّ وعلا ستةَ أشهرٍ أن يبلّغَهم رمضانَ، ويدعونَهُ ستةً أخرى أن يتقبّلَهُ منهم"، وقال يحيى بنُ كثيرٍ رحمه الله كان من دعائِهم: "اللهم سلِّمْني إلى رمضانَ، وسلِّم لي رمضانَ، وتسلَّمَه مني فتقبّلْهُ"فكنْ من الذين استعدوا لرمضانَ ، وعقدوا النيةَ ، على التوبةِ لصادقةِ ، والصيامِ والقيامِ ، وإطعامِ الطعامِ ، وتفطيرِ الصيامِ ، وتفقدِ الأراملِ والمساكينِ والأيتامَ ،واعلم أنَّ في شكوى الفقيرِ ، ابتلاءٌ للغني ، وفي انكسارِ الضعيفِ ، امتحانٌ للقوي ، وفي تَوجُّعِ المريضِ ، حكمةٌ للصحيحِ ، وَلِذا كانَ عمرُ بنُ الخطابِ رضي الله عنه ، يتعاهدُ الأراملَ في سائِر الشهور ، وَيَسقي لَهُنَّ الماءَ ليلاً ، وكان أبو وائلٍ رحمه الله ، يَطوفُ على نساءِ الحيِّ وعجائزِهنَّ كلَّ يومٍ ، فَيشتَرِي لَهُنَّ حوائجَهنَّ وما يُصلِحُهنَّ ، وخِدمةُ النَّاسِ ، ومُسايرةُ الْمُستضعفينَ ، دليلٌ على طيبِ الَمَنبتِ ، ونَقَاءِ الأصلِ ، وصفاءِ القلبِ ، وحُسنِ السريرةِ ، ورُبُّنا يرحمُ من عبادِهِ الرحماءَ ، وللهِ أقوامٌ يَختَصُهُم بالنِّعمِ لمنافعِ العبادِ، وجزاءُ التفريجِ ، تَفريجُ كُرباتٍ ، وكشفُ غمومٍ في الآخرةِ، يقولُ المصطفى : { من نفَّسَ عن مؤمنٍ كربةً من كُربِ الدُّنيا ، نفَّسَ اللهُ عنه كربةً من كربِ يومِ القيامةِ } رواه مسلمٌ وفي لفظٍ له: {من سرَّهُ أن يُنَجِيَهُ اللهُ مَنْ كُرَبِ يومِ القيامةِ فليُنفسْ عن مُعسرٍ أو يَضعْ عنه } الساعي لقضاءِ الحوائِجِ موعودٌ بالإعانةِ ، مؤيدٌ بالتوفيقِ ، واللهُ في عُونِ العبدِ ما كانَ العبدُ في عونِ أخيهِ ، شهرُ رمضانَ ! شهرٌ عظَّمَهُ اللهُ فعظِّموهُ ، وضيفٌ كريمٌ سينزلُ بكم فأكرموهُ فهنيئاً للصائمينَ المتقينَ، والعاملينَ المحسنينَ ، بالتجارةِ الرابحةِ ، مع أكرم الأكرمين ، وعظيمِ العفوِ والصفحِ والمسامحةِ .من أرحم الراحمين
باركَ اللهُ لي ولكم في القرءانِ العظيمِ
ونفعني وإيّاكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمَعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائرِ المسلمين من كلّ ذنبٍ وخطيئةٍ فاستغفِروه، فقد فاز المستغفِرون.
الحمد لله على إحسانه ، والشكرله على توفيقهِ وامتنانه ، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله ، وحدهُ لا شريكَ لهُ ، تعظيماً لشانه ، وأشهد أنَّ نبينا محمّداً عبده ورسولُه ، الدّاعي إلى رضوانه ، صلّى الله عليه وعلى آلِه وأصحابِه وأعوانه ، وسلّم تسليماً مزيداً : أما بعد أيها الأحبةُ في الله ، يقولُ ابنُ القيمِ رحمه اللهُ: "كان شيخُ الإسلامِ يسعى سعيًا شديدًا لقضاءِ حوائجِ الناسِ". بهذا جاءَ الدينُ ؛ عِلمٌ وعَمَلٌ ، عبادةٌ ومعاملةٌ ،ببذلِ المعروفِ والإحسانِ ، وتَحسُنُ الخاتمةُ ، وتُصرَفُ مِيتةُ السوءِ، يقولُ عليه الصلاةُ والسلامُ:{صنائعُ المعروفِ ، تقي مصارعَ السوءِ والآفاتِ والهلكاتِ ، وأهلُ المعروفِ في الدُّنيا ، هم أهلُ المعروفِ في الآخرةِ } رواهُ ابنُ حبانَ ،فتفقدوا إخونَكم وجيرانَكُم وأقاربَكُم ، فَالدُّنيا محنٌ ، والحياةُ ابتلاءٌ ، فالقويُ فيها قد يضعفُ، والغنيُ ربما يُفلسُ، والحيُ فيها يموتُ، والسعيدُ من اغتنمَ جاهَهُ في خدمةِ الدِّينِ ونَفعِ المسلمينَ، يقولُ ابنُ عباسٍ رضي الله عنهما: [من مَشى بحقِّ أخيهِ ليقضيَهُ فلَهُ بكلِّ خُطوةٍ صدقةٌ]والمعروفُ ذخيرةُ الأبدِ ، ألا فاتقوا اللهَ ، وأَعِينُوا إخوانَكم، وتُواصوا بالحقِّ والعدل ِ، وتَعاونُوا على البرِّ والتقوى ، فلن يبقى للإنسانِ إلا عَمَلُهُ، والمرءُ حيٌّ بِسَجَايَاهُ ، وإن كانَ مُوسَدًا مع أهلِ القبورِ في لحدِهِ ، (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)، عبادَ اللهِ صلّوا على المعصومِ ، عليه أفضلُ الصلاةِ وأتمُّ التسليمِ ، فإنّه يقولُ { حيثما كنتم فصلوا عليَّ فإنَّ صلاتَكم تبلغني }ويقولُ بأبي هو وأُمي { من صلى علي صلاةً صلى اللهُ عليه بها عشراً } اللهم صلِّ وسلمْ وأنعمْ وأكرمْ وزدْ وباركْ ، على عبدِك ورسولِكَ محمدٍ ، وارضَ اللهم عن أصحابِهِ الأطهارِ ، ما تعاقبَ الليلُ والنهارُ ، أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعليٍّ ، وعن سائرِ أصحابِ نبيِّك أجمعين ، وعن التابعينَ وتابعِيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ ، وعنَّا معَهم بمنِّكَ وفضلِكَ ورحمتِكَ يا أرحمَ الراحمينَ . اللهم إنا نسألُكَ ، بعزِّكَ الذي لا يرامُ ، وملكِكَ الذي لا يُضامُ وبنورِكَ الذي مَلأَ أركانَ عرشِكَ ، أن تكفيَنا شرَّ ما أهمَنا وما لا نهتمُ به ، وأن تعيذَنا من شرورِ أنفسِنا ومن سيئاتِ أعمالِنا ، وأَن تُبلّغَنا رمضانَ ، وأن تجعلَنا من الذين يصومونَهُ ويقومونَهُ ، أيماناً واحتساباً ،اللهم اجعل في قلوبِنا نوراً ، نهتدي به إليك ، وتولنا بِحُسنِ رعايتِك ، حتى نتوكلَ عليك ، وارزقنا حلاوةَ التذلُلِ بين يديكَ ، فالعزيزُ من لاذَ بعزِكَ ، والسعيدُ من التجأَ إلى حماكَ وجودِك ، والذليلُ من لم تُؤَيّدْهُ بعنايتِكَ ، والشقيُّ من رضيَ بالإعراضِ عن طاعتِكَ ، اللهم نَزِّه قلوبَنا عن التعلقِ بمن دونِك ، واجعلنا من قومٍ تحبُهم ويحبونَك ، اللهم أَعِزَّ الإِسْلاَمَ والمُسْلِمِينَ، وأَذِلَ الشِّرْكَ والمُشْرِكِينَ، ودمرْ أعداءَكَ أعداءَ الدينِ ، من اليهودِ والنصارى ، وجميعِ الكفرةِ الملحدينَ ، ومن كَرِه الإسلامَ والمسلمين ، اللّهُم يا عظيمَ العفوِ ، ويا وسعَ المغفرةِ ، ويا قريبَ الرّحمةِ ، ويا ذا الجلالِ والإكرامِ ، هبْ لنا العافيةَ ، في الدُنيا والآخرةِ ، اللهم احفظْ بلادَنا وولاةَ أمرِنا وعلماءَنا ودُعاتَنا ، اللهم وحِّدْ كلمتَنا وقوي شوكتَنا ياربَّ العالمينَ ، واجعل هذا البلد رخاءً سخاءً آمِناً مُطمَئِناً ، وسائر بلاد المسلمين يا ربَّ العالمين ، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنيين والمؤمنات ، الأحياء منهم والأموات ، اللهم ربنا ( آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)
باركَ اللهُ لي ولكم في القرءانِ العظيمِ
ونفعني وإيّاكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمَعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائرِ المسلمين من كلّ ذنبٍ وخطيئةٍ فاستغفِروه، فقد فاز المستغفِرون.
الحمد لله على إحسانه ، والشكرله على توفيقهِ وامتنانه ، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله ، وحدهُ لا شريكَ لهُ ، تعظيماً لشانه ، وأشهد أنَّ نبينا محمّداً عبده ورسولُه ، الدّاعي إلى رضوانه ، صلّى الله عليه وعلى آلِه وأصحابِه وأعوانه ، وسلّم تسليماً مزيداً : أما بعد أيها الأحبةُ في الله ، يقولُ ابنُ القيمِ رحمه اللهُ: "كان شيخُ الإسلامِ يسعى سعيًا شديدًا لقضاءِ حوائجِ الناسِ". بهذا جاءَ الدينُ ؛ عِلمٌ وعَمَلٌ ، عبادةٌ ومعاملةٌ ،ببذلِ المعروفِ والإحسانِ ، وتَحسُنُ الخاتمةُ ، وتُصرَفُ مِيتةُ السوءِ، يقولُ عليه الصلاةُ والسلامُ:{صنائعُ المعروفِ ، تقي مصارعَ السوءِ والآفاتِ والهلكاتِ ، وأهلُ المعروفِ في الدُّنيا ، هم أهلُ المعروفِ في الآخرةِ } رواهُ ابنُ حبانَ ،فتفقدوا إخونَكم وجيرانَكُم وأقاربَكُم ، فَالدُّنيا محنٌ ، والحياةُ ابتلاءٌ ، فالقويُ فيها قد يضعفُ، والغنيُ ربما يُفلسُ، والحيُ فيها يموتُ، والسعيدُ من اغتنمَ جاهَهُ في خدمةِ الدِّينِ ونَفعِ المسلمينَ، يقولُ ابنُ عباسٍ رضي الله عنهما: [من مَشى بحقِّ أخيهِ ليقضيَهُ فلَهُ بكلِّ خُطوةٍ صدقةٌ]والمعروفُ ذخيرةُ الأبدِ ، ألا فاتقوا اللهَ ، وأَعِينُوا إخوانَكم، وتُواصوا بالحقِّ والعدل ِ، وتَعاونُوا على البرِّ والتقوى ، فلن يبقى للإنسانِ إلا عَمَلُهُ، والمرءُ حيٌّ بِسَجَايَاهُ ، وإن كانَ مُوسَدًا مع أهلِ القبورِ في لحدِهِ ، (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)، عبادَ اللهِ صلّوا على المعصومِ ، عليه أفضلُ الصلاةِ وأتمُّ التسليمِ ، فإنّه يقولُ { حيثما كنتم فصلوا عليَّ فإنَّ صلاتَكم تبلغني }ويقولُ بأبي هو وأُمي { من صلى علي صلاةً صلى اللهُ عليه بها عشراً } اللهم صلِّ وسلمْ وأنعمْ وأكرمْ وزدْ وباركْ ، على عبدِك ورسولِكَ محمدٍ ، وارضَ اللهم عن أصحابِهِ الأطهارِ ، ما تعاقبَ الليلُ والنهارُ ، أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعليٍّ ، وعن سائرِ أصحابِ نبيِّك أجمعين ، وعن التابعينَ وتابعِيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ ، وعنَّا معَهم بمنِّكَ وفضلِكَ ورحمتِكَ يا أرحمَ الراحمينَ . اللهم إنا نسألُكَ ، بعزِّكَ الذي لا يرامُ ، وملكِكَ الذي لا يُضامُ وبنورِكَ الذي مَلأَ أركانَ عرشِكَ ، أن تكفيَنا شرَّ ما أهمَنا وما لا نهتمُ به ، وأن تعيذَنا من شرورِ أنفسِنا ومن سيئاتِ أعمالِنا ، وأَن تُبلّغَنا رمضانَ ، وأن تجعلَنا من الذين يصومونَهُ ويقومونَهُ ، أيماناً واحتساباً ،اللهم اجعل في قلوبِنا نوراً ، نهتدي به إليك ، وتولنا بِحُسنِ رعايتِك ، حتى نتوكلَ عليك ، وارزقنا حلاوةَ التذلُلِ بين يديكَ ، فالعزيزُ من لاذَ بعزِكَ ، والسعيدُ من التجأَ إلى حماكَ وجودِك ، والذليلُ من لم تُؤَيّدْهُ بعنايتِكَ ، والشقيُّ من رضيَ بالإعراضِ عن طاعتِكَ ، اللهم نَزِّه قلوبَنا عن التعلقِ بمن دونِك ، واجعلنا من قومٍ تحبُهم ويحبونَك ، اللهم أَعِزَّ الإِسْلاَمَ والمُسْلِمِينَ، وأَذِلَ الشِّرْكَ والمُشْرِكِينَ، ودمرْ أعداءَكَ أعداءَ الدينِ ، من اليهودِ والنصارى ، وجميعِ الكفرةِ الملحدينَ ، ومن كَرِه الإسلامَ والمسلمين ، اللّهُم يا عظيمَ العفوِ ، ويا وسعَ المغفرةِ ، ويا قريبَ الرّحمةِ ، ويا ذا الجلالِ والإكرامِ ، هبْ لنا العافيةَ ، في الدُنيا والآخرةِ ، اللهم احفظْ بلادَنا وولاةَ أمرِنا وعلماءَنا ودُعاتَنا ، اللهم وحِّدْ كلمتَنا وقوي شوكتَنا ياربَّ العالمينَ ، واجعل هذا البلد رخاءً سخاءً آمِناً مُطمَئِناً ، وسائر بلاد المسلمين يا ربَّ العالمين ، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنيين والمؤمنات ، الأحياء منهم والأموات ، اللهم ربنا ( آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)