الشيخ/عبدالله الواكد
02-04-2015, 23:35
14/6/1436
خطبة جمعة
بعنوان
قراءة في عين العاصفة
كتبها وضبطها
عبدالله بن فهد الواكد
إمام وخطيب جامع الواكد بحائل
إنَّ الحمدَ للهِ نحمدُهُ ونستَعينُهُ ونستَغفرُهُ، ونعوذُ باللهِ من شرُورِ أنفسِنا وسيئاتِ أعمالنا، منْ يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومنْ يضللْ فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ، وأشهدُ أن محمّداً عَبدُهُ ورسولُهُ، صلى اللهُ عليه وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَمَ تسلِيماً كَثِيراً. أمّا بعد،
أَمَّا بَعْدُ عبادَ اللهِ : فاتقوا اللهَ القائلَ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )
اتَّقُوا اللهَ تَعَالَى وَأَطِيعُوهُ، وَالْزَمُوا عِبَادَتَهُ، وَاحْذَرُوا مَعْصِيَتَهُ، وَاصْبِرُوا عَلَى ابْتِلَائِهِ،
أيها الأحبةُ المسلمونَ :
إنَّ السُّمُوَّ والعزةَ والكرامةَ ، والفخرَ والشرفَ والسؤددَ ، مطلبٌ عزيزٌ ، ومرتقى صعبٌ ، لا تأتي العزةُ في المراقدِ ،
هاهو العزُّ كأفلاكٍ تعلَّى
تركَ الحُلمَ حبيساً في الرقادي
هاهو الفجرُ هتافاتٌ تنادي
أمةَ الإسلامِ قد نادى المنادي
نادى المنادي ، ليسَ على اليمنِ ولا على أهلِ اليمنِ الشرفاءِ ، ولا على جيشِ اليمنِ الموالينَ لدينِهم ولأمتِهم ورئيسِهم ، هبَّت الأمةُ لنصرتِكُم يا أهلَ اليمنِ ،
يَمنُ العِزَّةِ تبكي وتنادي
قد عثى الحوثيُّ فيها بالفسادي
رضي الفرسَ دليلاً وبديلاً
يتحدَّى هائماً في كلِّ وادي
إن حَلمْنا أو سكتْنا أو صبرنا
ظننا أعداؤُنا صفرَ الأيادي
قد غضضنا الطرفَ حيناً فرآنا
خائنُ الأمةِ من أهلِ الوسادي
نحنُ سلمٌ مَن لدينِ اللهِ سلماً
ونُعادي من لهُ يوماً يعادي
دينُنا دينُ رسولِ اللهِ إناَّ
أمةٌ قد سلَّمَت بالإنقيادي
لا فلاَ واللهِ في الأرواحِ عزٌّ
وسهامُ الفرسِ فينا بازديادي
لا فلا واللهِ في الأموالِ خيرٌ
إن تكُن آمالُنا بينَ النوادي
أمةَ الإسلامِ : هذه الأحداثُ الأخيرةُ ، والتداعياتُ التي جرَتْ جرَّاءَ تسلطِ الحوثيينَ ، بالقوةِ والسلاحِ على العزَّلِ مِنْ أهلِ اليمنِ ، وتحالفِهم معَ مَنْ سارَ في فلكِهم ممنْ خانُوا بلادَهُم مِنْ أجلِ مصالِحِهم وأطماعِهم ، وشروعُ أولائكَ في مخططٍ مدعومٍ من إيرانَ ، وإجبارُ الناسِ قسراً على تولَّيهِم واتِّباَعِهِم ، ومحاولةُ سلبِ إرادةِ الشعبِ اليمنيِّ الأبيِّ ، مما حدى برئيسِ اليمنِ أنْ يستنجدَ ويستغيثَ بدولِ الخليجِ مِنْ هذا الخطرِ العظيمِ ، فهبَّتْ عاصفةُ الحزمِ ، فكانتْ وإيمَ اللهِ عاصفةً في اتخاذِ قرارِها ، هبَّتْ مملكةُ النُّصرةِ والكرامةِ وحلفاؤُها ، فكانتْ وإيمَ اللهِ أهلاً للفخرِ والنصرةِ ، أحدُ عشرَ دولةً هبتْ آخرُها باكستانُ الدولةُ النوويةُ ، لدرءِ هذا الخطرِ الصفويِّ المحدقِ
أيها المسلمونَ : هذا الحدثُ الواضحُ أمامَ الناسِ إعلامياً ، وجليٌّ في كلِّ مكانٍ ظاهرياً ، له بعدٌ آخر ، وقراءةٌ من خلفِ السطورِ ، ومعنىً يقبعُ خلفَ الأحداثِ ، ورحالٌ تسيرُ في فجٍّ عميقٍ ، كلُّ هذهِ الدولِ قدْ هبَّتْ تِباعاً في أقلِّ مِنْ ستةِ أيامٍ ، لتقولَ لإيرانَ ومَنْ يسيرُ في فَلكِها ، أنَّ المملكةَ العربيةَ السعوديةَ ، خطٌّ أحمرٌ ، ونحنُ نقولُ لإيرانَ ومَنْ وراءَها أنَّ اليمنَ خطٌّ أحمرُ ، تحالفْناَ على الدينِ والعقيدةِ واللُّحمةِ والعروبةِ ، نحنُ المسلمونَ بدينِنا ، وأهلُ السنةِ والجماعةِ بعقيدتِنا ، أمةٌ قويةٌ على مرِّ الزمانِ ، وصِلتْ أقاصي المشرقِ والمغربِ ، وبلغتْ فتوحاتُ أسلافِكُم ما بلغَ الليلُ والنهارُ، ليسَ لنشرِ عقيدةِ المتعةِ وسبِّ الصحابةِ ولعنِهِم وتكفيرِهم إنَّما لنشرِ النورِ المبينِ الذي جاءَ بهِ سيدُ المرسلينَ القائلُ عليه الصلاةُ والسلامُ ( لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَلَا يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الْإِسْلَامَ وَذُلًّا يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ ) فليسَ في الأمةِ وهنٌ وليسَ في الأمةِ ضعفٌ ، وليسَ في الأمةِ لينُ قناةٍ ، لكنَّها مُزِّقت كلَّ ممزقٍ ، وانتهجَ استعلاءُ الأعداءِ عليهاَ منهجَ التشتيتِ والتمزيقِ ، وكأنَّهم يقرؤونَ القرآنَ ، ويعرفونَ البيانَ أكثرَ مِناَّ ، إستفادوا مِنْ مكرِ فرعونَ الذي قالَ اللهُ تعالى فيه (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ) فهاهو حالُ أمةٍ ضَرَبتْ عرضًا وطولاً ، أصبحنا شِيَعاً وأحزاباً ، تمزقناَ وتفرقناَ بكيدِ الأعداءِ ، فكأنناَ أخرازُ عِقْدٍ تناثرتْ ، أوما لها يأمةَ الإسلامِ مِنْ عاقِدِ ؟ هذهِ الدولُ التي هبَّتْ بعاصفةِ الحزمِ ، قاسمتْناَ نفسَ الشعورَ ، وشاركتْناَ نفسَ الهدفَ ،
تأبى الرماحُ إذا اجتمعنَ تكسُّرا
وإذا افترقنَ تكسرتْ آحادا
شعرتِ الأمةُ بالخطرِ المحدقِ بها ، وبالمؤامرةِ الصفويةِ التي تُحاكُ لها ، وتدبَّجُ في سراديبَ طهرانَ وأعوانِها ، ضدَّ أهلِ السُنَّةِ وأمةِ التوحيدِ ، يريدوننا يوماً ما نلطُمُ ونسُبُّ الصحابةَ ، ونقذِفُ أمَّ المؤمنينَ ، خسِئوا أولو المتعةِ ، لا واللهِ أبعدُ عليكم بحولِ اللهِ من يومِ التغابُنِ يا أهلَ الغبنِ ويا أربابَ الخديعةِ والفتنِ ، عليكم من اللهِ ما تستحقونَ ،
أيها المسلمون : هبَّتْ عاصفةُ الحزمِ ، وكأنَّ الأمةَ تنتظرُ من يستنهضُها ، ومنْ يكونُ لها قلباً فتنقلبُ إليه وذراعاً فتذرع الفجاجَ ، وتنهبُ الأثباجَ منهُ ، ولا واللهِ غيرَ قبلةِ المسلمينَ ، ومهبطَ الوحيِ ، وقفَ إمامُنا حفظَهُ اللهُ وقفةً ، كدَّرت الصفويةَ ، ونكَّستْ رؤوسَها ، وبعثرَتْ أوراقَها ، وقفَ الفارسُ وقفةً أثلجَتْ صدورَنا ، وامتشقَ الهصورُ صهوةَ جوادِ الأنفةِ والغَيرةِ لأمةِ الإسلامِ قاطبةً ، فيا للهِ كم كانت دولتُنا حكيمةً حليمةً ، متأنيةً صابرةً ، حتى عُرفتْ دُولياًّ ، بذاتِ النفسِ الطويلِ ، ولكنْ هؤلاءِ الشراذمِ ومَنْ وراءَهُم ، لا ينفعُ معهُم الحلمُ ولا النفسُ الطويلُ ، قال الإمامُ ابنُ العربيِّ الفقيهُ المالكيُّ عن عقائدِ الشيعةِ : أنَّها ( كفرٌ باردَ لا تسخِّنُهُ إلا حرارةُ السيفِ فأماَّ دفءُ المناظرةِ فلا تؤثرُ عليهِ ) هؤلاءِ الروافضُ وأذنابُهم هم من أشعلوا الفتنَ والقلاقلَ ، في سوريا والعراقِ ولبنانَ والآنَ في اليمنِ ، فليسَ مِنْ حلٍّ سوى الحزم .
أمةَ الإسلام : نحنُ أمةٌ عندنا دينُنا وعقيدتُنا أولاً ، ثم الأموالُ والثرواتُ والعقولُ والعتادُ والقوةُ البشريةُ ، في الوطنِ العربيِّ فقط قرابةُ نصفِ مليارَ من البشرِ ، يجبُ علينا أنْ نتكاتفَ ولعلَّ بوادرَ ذلكَ كانَ في القمةِ العربيةِ السالفةِ ، يجبُ أنْ نتحالفَ لا لأنْ نعتديَ على غيرِنا ، إنما لنُدافعَ عن أنفُسِنا ، ونذودَ عن مقدساتِنا وأوطانِنا ومسلماتِنا ، الدولُ الأخرى تحرسُ بلادَها واقتصادَها وشعوبَها ، تستميتُ في ذلكَ ، حتى لو كانَ الخطرُ الذي يهددُها آلافَ الأميالِ عنها ، ذهبتْ إليه واستماتتْ في دحرِهِ ، وشهدتُم ذلكَ ، ونحنُ عندنا دينُنا وعقيدتُنا وقبلتُنا فضلاً على ما عندَهم ، وتأتينا الرافضةُ والصفويةُ في عُقرِ دارِنا ! وتدُسُّ أنفَها في بلادِنا ! نريدُ أنْ يحترمَنا العالمُ ، ويحسبَ لنا حساباً ، لا أنْ نكونَ في عِدادِ المفقودينَ ، فهكذا يجبُ أنْ تكونَ الأمةُ ، وهكذا يجبُ أنْ يكونَ الحزمُ ، وكُلُّنا واللهِ أبناؤُنا وأموالُنا وما نملكُ فداءً لدينِنا ولأمتِنا ، ورهنُ إشارةِ مليكِنا وقائدِنا ،
أيها المسلمونَ : أنا ممنْ يُتابعُ وسائلَ الإعلامِ لأقفَ على ما يجري ، فقرأتُ لأحدِ الكتابِ المشهورينَ بأوروبا ، في أولِ يومٍ بعدَ عاصفةِ الحزمِ ، وبعدَ أنْ تفاجأَ العالمُ بحزمِنا وقوتِنا ، كتبَ ذلكَ الكاتبُ قائلاً ( إنَّ دولةً بهذا القدرِ من التنسيقِ واستقطابِ الحلفاءِ والسريةِ وسرعةِ اتخاذ القرارِ والدقةِ ، لجديرةٌ بأنْ يقفَ لها العالمُ احتراماً ) نعم يا عبادَ الله : الضعيفُ اليومَ في العالمِ لا يحترمُهُ أحدٌ ، العالمُ اليومَ لا يرى إلا القوةَ الإقتصاديَةَ والقوةَ العسكريةَ ،
فلنتكاتفْ أيها المسلمونَ ، ولنتحالفْ ، ولنكنْ جميعاً عربُناَ وعجمُناَ ، أمةً واحدةً
قال تعالى (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتكُمْ أُمَّة وَاحِدَة وَأَنَا رَبّكُمْ فَاعْبُدُونِ )
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم
الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ للَّـهِ حَمْدًا طَيِّبًا كَثِيرًا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنِ اهْتَدَى بِهُدَاهُمْ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ
أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالَى وَأَطِيعُوهُ ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّـهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾
أيها المسلمون : نحنُ أمةٌ واحدةٌ ، ويدٌ واحدةٌ ، وأهلُ اليمنِ هم إخوانُنا عقيدةً وأصلاً ، تسلَّطَ عليهم أزلامُ الروافضِ وأذنابُ إيرانَ ،
أهلُ اليمنِ الشرفاءُ هنا في قلوبِنا قبلَ بُيوتِنا ،
وأهلُ اليمنِ في اليمنِ في قلوبِنا ، وجيشُ اليمنِ المخلصِ المواليِ لرئيسِه وأمتِه الإسلاميةِ والعربيةِ ، وليسَ للصفويةِ الفارسيةِ ، هم أيضاً جيشُنا الذي نفتخرُ بهِ ونعقِدُ عليهِ ، والحربُ قامتْ على الحوثيينَ المفسدينَ عقدياً وفكرياً وعسكرياً ، لكفِّ شرِّهِم عن اليمنِ وأهلِ اليمنِ ، وعنِ الأمةِ بأسرِها ، حماكُم اللهُ يا أهلَ اليمنِ الشرفاءَ ، ونصركُم ، ونصرَ من يدافعُ عنكُم ، ودحرَ اللهُ كلَّ مفسدٍ ، وأهلكَ اللهُ الحوثيَّ وحزبَهُ وجندَهُ ، وحفظَ اللهُ بلادَنا وبلادَ اليمنِ من كلِّ شرٍّ وفتنةٍ .
هذا وصلوا وسلموا على محمد
خطبة جمعة
بعنوان
قراءة في عين العاصفة
كتبها وضبطها
عبدالله بن فهد الواكد
إمام وخطيب جامع الواكد بحائل
إنَّ الحمدَ للهِ نحمدُهُ ونستَعينُهُ ونستَغفرُهُ، ونعوذُ باللهِ من شرُورِ أنفسِنا وسيئاتِ أعمالنا، منْ يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومنْ يضللْ فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ، وأشهدُ أن محمّداً عَبدُهُ ورسولُهُ، صلى اللهُ عليه وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَمَ تسلِيماً كَثِيراً. أمّا بعد،
أَمَّا بَعْدُ عبادَ اللهِ : فاتقوا اللهَ القائلَ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )
اتَّقُوا اللهَ تَعَالَى وَأَطِيعُوهُ، وَالْزَمُوا عِبَادَتَهُ، وَاحْذَرُوا مَعْصِيَتَهُ، وَاصْبِرُوا عَلَى ابْتِلَائِهِ،
أيها الأحبةُ المسلمونَ :
إنَّ السُّمُوَّ والعزةَ والكرامةَ ، والفخرَ والشرفَ والسؤددَ ، مطلبٌ عزيزٌ ، ومرتقى صعبٌ ، لا تأتي العزةُ في المراقدِ ،
هاهو العزُّ كأفلاكٍ تعلَّى
تركَ الحُلمَ حبيساً في الرقادي
هاهو الفجرُ هتافاتٌ تنادي
أمةَ الإسلامِ قد نادى المنادي
نادى المنادي ، ليسَ على اليمنِ ولا على أهلِ اليمنِ الشرفاءِ ، ولا على جيشِ اليمنِ الموالينَ لدينِهم ولأمتِهم ورئيسِهم ، هبَّت الأمةُ لنصرتِكُم يا أهلَ اليمنِ ،
يَمنُ العِزَّةِ تبكي وتنادي
قد عثى الحوثيُّ فيها بالفسادي
رضي الفرسَ دليلاً وبديلاً
يتحدَّى هائماً في كلِّ وادي
إن حَلمْنا أو سكتْنا أو صبرنا
ظننا أعداؤُنا صفرَ الأيادي
قد غضضنا الطرفَ حيناً فرآنا
خائنُ الأمةِ من أهلِ الوسادي
نحنُ سلمٌ مَن لدينِ اللهِ سلماً
ونُعادي من لهُ يوماً يعادي
دينُنا دينُ رسولِ اللهِ إناَّ
أمةٌ قد سلَّمَت بالإنقيادي
لا فلاَ واللهِ في الأرواحِ عزٌّ
وسهامُ الفرسِ فينا بازديادي
لا فلا واللهِ في الأموالِ خيرٌ
إن تكُن آمالُنا بينَ النوادي
أمةَ الإسلامِ : هذه الأحداثُ الأخيرةُ ، والتداعياتُ التي جرَتْ جرَّاءَ تسلطِ الحوثيينَ ، بالقوةِ والسلاحِ على العزَّلِ مِنْ أهلِ اليمنِ ، وتحالفِهم معَ مَنْ سارَ في فلكِهم ممنْ خانُوا بلادَهُم مِنْ أجلِ مصالِحِهم وأطماعِهم ، وشروعُ أولائكَ في مخططٍ مدعومٍ من إيرانَ ، وإجبارُ الناسِ قسراً على تولَّيهِم واتِّباَعِهِم ، ومحاولةُ سلبِ إرادةِ الشعبِ اليمنيِّ الأبيِّ ، مما حدى برئيسِ اليمنِ أنْ يستنجدَ ويستغيثَ بدولِ الخليجِ مِنْ هذا الخطرِ العظيمِ ، فهبَّتْ عاصفةُ الحزمِ ، فكانتْ وإيمَ اللهِ عاصفةً في اتخاذِ قرارِها ، هبَّتْ مملكةُ النُّصرةِ والكرامةِ وحلفاؤُها ، فكانتْ وإيمَ اللهِ أهلاً للفخرِ والنصرةِ ، أحدُ عشرَ دولةً هبتْ آخرُها باكستانُ الدولةُ النوويةُ ، لدرءِ هذا الخطرِ الصفويِّ المحدقِ
أيها المسلمونَ : هذا الحدثُ الواضحُ أمامَ الناسِ إعلامياً ، وجليٌّ في كلِّ مكانٍ ظاهرياً ، له بعدٌ آخر ، وقراءةٌ من خلفِ السطورِ ، ومعنىً يقبعُ خلفَ الأحداثِ ، ورحالٌ تسيرُ في فجٍّ عميقٍ ، كلُّ هذهِ الدولِ قدْ هبَّتْ تِباعاً في أقلِّ مِنْ ستةِ أيامٍ ، لتقولَ لإيرانَ ومَنْ يسيرُ في فَلكِها ، أنَّ المملكةَ العربيةَ السعوديةَ ، خطٌّ أحمرٌ ، ونحنُ نقولُ لإيرانَ ومَنْ وراءَها أنَّ اليمنَ خطٌّ أحمرُ ، تحالفْناَ على الدينِ والعقيدةِ واللُّحمةِ والعروبةِ ، نحنُ المسلمونَ بدينِنا ، وأهلُ السنةِ والجماعةِ بعقيدتِنا ، أمةٌ قويةٌ على مرِّ الزمانِ ، وصِلتْ أقاصي المشرقِ والمغربِ ، وبلغتْ فتوحاتُ أسلافِكُم ما بلغَ الليلُ والنهارُ، ليسَ لنشرِ عقيدةِ المتعةِ وسبِّ الصحابةِ ولعنِهِم وتكفيرِهم إنَّما لنشرِ النورِ المبينِ الذي جاءَ بهِ سيدُ المرسلينَ القائلُ عليه الصلاةُ والسلامُ ( لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَلَا يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الْإِسْلَامَ وَذُلًّا يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ ) فليسَ في الأمةِ وهنٌ وليسَ في الأمةِ ضعفٌ ، وليسَ في الأمةِ لينُ قناةٍ ، لكنَّها مُزِّقت كلَّ ممزقٍ ، وانتهجَ استعلاءُ الأعداءِ عليهاَ منهجَ التشتيتِ والتمزيقِ ، وكأنَّهم يقرؤونَ القرآنَ ، ويعرفونَ البيانَ أكثرَ مِناَّ ، إستفادوا مِنْ مكرِ فرعونَ الذي قالَ اللهُ تعالى فيه (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ) فهاهو حالُ أمةٍ ضَرَبتْ عرضًا وطولاً ، أصبحنا شِيَعاً وأحزاباً ، تمزقناَ وتفرقناَ بكيدِ الأعداءِ ، فكأنناَ أخرازُ عِقْدٍ تناثرتْ ، أوما لها يأمةَ الإسلامِ مِنْ عاقِدِ ؟ هذهِ الدولُ التي هبَّتْ بعاصفةِ الحزمِ ، قاسمتْناَ نفسَ الشعورَ ، وشاركتْناَ نفسَ الهدفَ ،
تأبى الرماحُ إذا اجتمعنَ تكسُّرا
وإذا افترقنَ تكسرتْ آحادا
شعرتِ الأمةُ بالخطرِ المحدقِ بها ، وبالمؤامرةِ الصفويةِ التي تُحاكُ لها ، وتدبَّجُ في سراديبَ طهرانَ وأعوانِها ، ضدَّ أهلِ السُنَّةِ وأمةِ التوحيدِ ، يريدوننا يوماً ما نلطُمُ ونسُبُّ الصحابةَ ، ونقذِفُ أمَّ المؤمنينَ ، خسِئوا أولو المتعةِ ، لا واللهِ أبعدُ عليكم بحولِ اللهِ من يومِ التغابُنِ يا أهلَ الغبنِ ويا أربابَ الخديعةِ والفتنِ ، عليكم من اللهِ ما تستحقونَ ،
أيها المسلمون : هبَّتْ عاصفةُ الحزمِ ، وكأنَّ الأمةَ تنتظرُ من يستنهضُها ، ومنْ يكونُ لها قلباً فتنقلبُ إليه وذراعاً فتذرع الفجاجَ ، وتنهبُ الأثباجَ منهُ ، ولا واللهِ غيرَ قبلةِ المسلمينَ ، ومهبطَ الوحيِ ، وقفَ إمامُنا حفظَهُ اللهُ وقفةً ، كدَّرت الصفويةَ ، ونكَّستْ رؤوسَها ، وبعثرَتْ أوراقَها ، وقفَ الفارسُ وقفةً أثلجَتْ صدورَنا ، وامتشقَ الهصورُ صهوةَ جوادِ الأنفةِ والغَيرةِ لأمةِ الإسلامِ قاطبةً ، فيا للهِ كم كانت دولتُنا حكيمةً حليمةً ، متأنيةً صابرةً ، حتى عُرفتْ دُولياًّ ، بذاتِ النفسِ الطويلِ ، ولكنْ هؤلاءِ الشراذمِ ومَنْ وراءَهُم ، لا ينفعُ معهُم الحلمُ ولا النفسُ الطويلُ ، قال الإمامُ ابنُ العربيِّ الفقيهُ المالكيُّ عن عقائدِ الشيعةِ : أنَّها ( كفرٌ باردَ لا تسخِّنُهُ إلا حرارةُ السيفِ فأماَّ دفءُ المناظرةِ فلا تؤثرُ عليهِ ) هؤلاءِ الروافضُ وأذنابُهم هم من أشعلوا الفتنَ والقلاقلَ ، في سوريا والعراقِ ولبنانَ والآنَ في اليمنِ ، فليسَ مِنْ حلٍّ سوى الحزم .
أمةَ الإسلام : نحنُ أمةٌ عندنا دينُنا وعقيدتُنا أولاً ، ثم الأموالُ والثرواتُ والعقولُ والعتادُ والقوةُ البشريةُ ، في الوطنِ العربيِّ فقط قرابةُ نصفِ مليارَ من البشرِ ، يجبُ علينا أنْ نتكاتفَ ولعلَّ بوادرَ ذلكَ كانَ في القمةِ العربيةِ السالفةِ ، يجبُ أنْ نتحالفَ لا لأنْ نعتديَ على غيرِنا ، إنما لنُدافعَ عن أنفُسِنا ، ونذودَ عن مقدساتِنا وأوطانِنا ومسلماتِنا ، الدولُ الأخرى تحرسُ بلادَها واقتصادَها وشعوبَها ، تستميتُ في ذلكَ ، حتى لو كانَ الخطرُ الذي يهددُها آلافَ الأميالِ عنها ، ذهبتْ إليه واستماتتْ في دحرِهِ ، وشهدتُم ذلكَ ، ونحنُ عندنا دينُنا وعقيدتُنا وقبلتُنا فضلاً على ما عندَهم ، وتأتينا الرافضةُ والصفويةُ في عُقرِ دارِنا ! وتدُسُّ أنفَها في بلادِنا ! نريدُ أنْ يحترمَنا العالمُ ، ويحسبَ لنا حساباً ، لا أنْ نكونَ في عِدادِ المفقودينَ ، فهكذا يجبُ أنْ تكونَ الأمةُ ، وهكذا يجبُ أنْ يكونَ الحزمُ ، وكُلُّنا واللهِ أبناؤُنا وأموالُنا وما نملكُ فداءً لدينِنا ولأمتِنا ، ورهنُ إشارةِ مليكِنا وقائدِنا ،
أيها المسلمونَ : أنا ممنْ يُتابعُ وسائلَ الإعلامِ لأقفَ على ما يجري ، فقرأتُ لأحدِ الكتابِ المشهورينَ بأوروبا ، في أولِ يومٍ بعدَ عاصفةِ الحزمِ ، وبعدَ أنْ تفاجأَ العالمُ بحزمِنا وقوتِنا ، كتبَ ذلكَ الكاتبُ قائلاً ( إنَّ دولةً بهذا القدرِ من التنسيقِ واستقطابِ الحلفاءِ والسريةِ وسرعةِ اتخاذ القرارِ والدقةِ ، لجديرةٌ بأنْ يقفَ لها العالمُ احتراماً ) نعم يا عبادَ الله : الضعيفُ اليومَ في العالمِ لا يحترمُهُ أحدٌ ، العالمُ اليومَ لا يرى إلا القوةَ الإقتصاديَةَ والقوةَ العسكريةَ ،
فلنتكاتفْ أيها المسلمونَ ، ولنتحالفْ ، ولنكنْ جميعاً عربُناَ وعجمُناَ ، أمةً واحدةً
قال تعالى (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتكُمْ أُمَّة وَاحِدَة وَأَنَا رَبّكُمْ فَاعْبُدُونِ )
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم
الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ للَّـهِ حَمْدًا طَيِّبًا كَثِيرًا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنِ اهْتَدَى بِهُدَاهُمْ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ
أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالَى وَأَطِيعُوهُ ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّـهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾
أيها المسلمون : نحنُ أمةٌ واحدةٌ ، ويدٌ واحدةٌ ، وأهلُ اليمنِ هم إخوانُنا عقيدةً وأصلاً ، تسلَّطَ عليهم أزلامُ الروافضِ وأذنابُ إيرانَ ،
أهلُ اليمنِ الشرفاءُ هنا في قلوبِنا قبلَ بُيوتِنا ،
وأهلُ اليمنِ في اليمنِ في قلوبِنا ، وجيشُ اليمنِ المخلصِ المواليِ لرئيسِه وأمتِه الإسلاميةِ والعربيةِ ، وليسَ للصفويةِ الفارسيةِ ، هم أيضاً جيشُنا الذي نفتخرُ بهِ ونعقِدُ عليهِ ، والحربُ قامتْ على الحوثيينَ المفسدينَ عقدياً وفكرياً وعسكرياً ، لكفِّ شرِّهِم عن اليمنِ وأهلِ اليمنِ ، وعنِ الأمةِ بأسرِها ، حماكُم اللهُ يا أهلَ اليمنِ الشرفاءَ ، ونصركُم ، ونصرَ من يدافعُ عنكُم ، ودحرَ اللهُ كلَّ مفسدٍ ، وأهلكَ اللهُ الحوثيَّ وحزبَهُ وجندَهُ ، وحفظَ اللهُ بلادَنا وبلادَ اليمنِ من كلِّ شرٍّ وفتنةٍ .
هذا وصلوا وسلموا على محمد