المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسباب النصر والتمكين على البغاة الحوثيين ( خطبة جمعة الغد 1436/6/14هـ )



محمدالمهوس
02-04-2015, 15:19
الخطبة الأولى
إن الحمدَ للهِ نحمدُهُ ونستَعينُهُ ونستَغفرُهُ، ونعوذُ باللهِ من شرُورِ أنفسِنا وسيئاتِ أعمالنا، منْ يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومنْ يضللْ فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ، وأشهدُ أن محمّداً عَبدُهُ ورسولُهُ، صلى اللهُ عليه وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَمَ تسلِيماً كَثِيراً. أمّا بعد :
أيها الناس / أوصيكم ونفسي بتقوى الله فاتقوا الله تعالى (( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ))
عباد الله / في الأسبوعِ الذي مضى انطلقت عاصفةُ الحزم من بلاد الحرمين الشريفين لنُصرة المظلوم في أرض الحكمة والإيمان ، ودفاعٍ عن بلد الحرمين الشريفين من شرذمت بغت وأفسدت في أرض إخواننا باليمن ، وتجرأت على الزج بجنودهم الجُبناء لتهديد بلادنا ، فجاء الحزمُ بوقته وانطلقت العاصفة ونداءُ أبطالُها :
أمشي على جمر المخاطر حافيا ... وتثور أشواقي فأكتم ما بِيا
من أجل ديني قد هجرتُ دياريا ... وتركت أهلا في الجناد بواكيا
أماه قد عز اللقاء تصبري ... ما كنت يوما يا حبيبة قاسيا
لكن مثلي لا يقر قراره ... والجرح في جسد العقيدة داميا
نعم أمة التوحيد لقد سطر جنودُنا البواسل أعظمَ وأجملَ لوحة في فنون القتال حتى أضْحى العالمُ يتحدث عنهم ،وعن قُدراتهم العالية في فن القتال ، وهذا فضلٌ من الله وتوفيقه لأمة محمد صلى الله عليه وسلم الذي عانت الأمرين من أبناء المجوس وأذنابهم فجاء الفرجُ من الله سبحانه وتعالى .
وعلينا ياعباد الله جميعاً سُلوكَ أسبابِ النّصر والتمكين على البُغاة الحُوثيينَ وغيرِهم والتي منْها :
• تقوى اللهِ عز وجل في السرِّ والعلن وبالرخاء والمحن ، واللجوءُ إليه سبحانه في كل لحظة من لحظات حياتِنا ((وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ )) وقال تعالى ((وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ))
• ومن أسبابِ النَّصرِ والتّمكين : صِدقُ التوكلِ وتفويضُ الأمر لله بعد بذْلِ الأسبابِ المشروعة ، فمن توكَّلَ على اللهِ حقَّ التوكلِ سكن قلبُه ، واطمأنت نفسُه، ولذّ عيشُه ، ذلك أن حقيقةَ التوكلِ هي صدقُ اعتمادِ القلبِ على اللهِ عز وجل في استجلابِ المصالحِ ، ودفعِ المضارِّ من أمورِ الدنيا والآخرةِ ، وتفويضِ الأمورِ كلِّها إلى اللهِ تعالى ، وتحقيقِ الإيمانِ بأنه لا يُعطي ولا يمنعُ ولا يضرُّ ولا ينفع سواه ، بعد بذل الأسباب المشروعة ((وَمَنْ يَتَوَكّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ )) وقال تعالى ((وَعَلى اللهِ فَتَوَكّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنينَ ))
• ومن أسبابِ النَّصرِ والتّمكين : الثّقةُ بِنصْرِ الله وتمكينِهِ ، والْبُعْدُ عنِ اليأْسِ والقُنوط ، مع تحقيق أسباب النصر والتمكين ، كما قال تعالى ((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً )) وقال ((وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ)) فلا بُدّ من التّفاؤلِ بنصْرِ الله عزّ وجل ، وهانَحْنُ مع هذه العاصفةِ حيثُ تَكْثُرُ وتُذْكرُ البشائرُ والمبشراتُ؛ لِتَرْسُمَ أشِعّةَ الفجر ِالجديد، ولِتملأَ النفوسَ المسلمةَ بالثّقة واليقين، ولِتُشعرَ القلوبَ المؤمنةَ الحيّةَ بالعزّة والتمكين، وليشْرَقَ بها أعداءُ الدين، وَلْيَغُصَّ بها المنافقونَ المُبطلون ، فميلادُ الأمة وعزُّها بإذن الله قريب ، ولابد للميلاد من مخاض ، ولابد للمخاض من آلام، ومن رحم الظلام يخرج النور.
• ومن أسبابِ النَّصرِ والتّمكين : البعدُ عن الشائعات؛ ففي مثل هذه الظروفُ تُنشر الشائعات التي تُوهنُ الأمةَ وتفتُ في عضدها ، فيجبُ علينا الحذرَ منها والإلتفافَ حول قيادتنا والسمع والطاعة لولاة أمرنا ،

وأخذُ الأخبارِ من مصادرها الموثوقة ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ )) بارك الله لي ولكم بالقرآن والسنة ، ونفعني وإياكم بما فيهما من الآيات والحكمة ، أقول قولي هذا،وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا أليه إنه هو الغفور الرحيم .

الخطبة الثانية
الْحَمْدُ للهِ عَلَىْ إِحْسَاْنِهِ ، وَالْشُّكْرُ لَهُ عَلَىْ تَوْفِيْقِهِ وَامْتِنَاْنِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَاْ إِلَهَ إِلَّاْ اللهُ ، وَحْدَهُ لَاْ شَرِيْكَ لَهُ تَعْظِيْمَاً لِشَأْنِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ الْدَّاْعِيْ إِلَىْ رِضْوَاْنِهِ صَلَّى اللهُ عَلِيْهِ وَعَلَىْ آلِهِ وَأَصْحَاْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَاً كَثِيْرَاً .
عباد الله / ومن أسبابِ النَّصرِ والتّمكين : اللجوءُ إلى الله،ورفعُ أكفُّ الضّراعةِ له سبحانه بأنْ يَنْصُرَ دينَه وكتابَه وسُنّةَ نبيّه صلى الله عليه وسلم ، فاللهُ أمرَ بالدعاء ، ووعدَ بالاستجابة فقال (( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ )) فالدعاءُ سلاحٌ نجىَّ اللهُ به أنبياءَه عليهم السلام ، وعبادَهُ الصّالحونَ ، سِلاحٌ حارب به رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأصحابُه أعْتى قُوتين في ذلك الوقت : قوةَ الفرس, وقوة الروم, فانْقَلبُوا

صَاغِرينَ مبْهورينَ ، قال صلى الله عليه وسلم (( مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَسْتَجِيبَ اللَّهُ لَهُ عِنْدَ الشَّدَائِدِ فَلْيُكْثِرِ الدُّعَاءَ فِي الرَّخَاءِ )) رواه الترمذي ،وصححه الألباني رحمهم الله .
فاللّهم فاطرَ السمواتِ والأرضِ عالمَ الغيبِ والشهادة ربَّ كل شيء ومليكَه، اللّهم إنا نسألُكَ لِلإسلام نَصْراً مُؤزراً في كلِّ مكان، اللّهم أُنْصرْ دِينَكَ وكِتابَكَ وسُنّةَ نَبِيّكَ صلى الله عليه وسلم وَعِبادكَ الصّالِحونَ ، اللّهم انصر عبادّك المخلصين في كل مكان، اللهم أعلِ مكانتهم، اللهم أحفظهم بحفظك يا حي يا قيوم، اللهم إنك خير حافظاً فا حفظ بلادنا وقادتنا وجنودنا من شر الأشرار وكيد الفجار يارب العالمين ، وأنت أرحم الراحمين، اللهم من أراد ببلادنا وبلاد والمسلمين سوءاً فأشغله بنفسه ، واجعل كيده في نحره ، واجعل تدبيره تدميراً عليه يارب العالمين، وصلّى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، والحمد لله رب العالمين .