محمدالمهوس
19-02-2015, 01:35
الخطبة الأولى
الحمد لله رب العالمين أغنى وأقنى ونهى عن الإسراف والتبذير وعن البخل والتقتير، وأشهدٌ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو على كل شيء قدير، وأشهدٌ أن محمداً عبده ورسوله البشير النذير، والسراج المنير، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومن كان على نهجهم إلى الله يسير، وسلم تسليماً كثيرا أما بعد :
أيها الناس / أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل(( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ))
عباد الله / من النعم العظيمة التي أنعم الله بها على الكثيرين من عباده نعمة المال والذي هو زينة الحياة الدنيا كما قال تعالى ((الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا )) وهو فتنة ، وابتلاء ، واختبار كما قال تعالى ((وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ )) وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح ((لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعِ خِصَالٍ : عَنْ عُمُرِهِ ، فِيمَ أَفْنَاهُ ؟ وعَنْ شَبَابِهِ ، فِيمَ أَبْلَاهُ ؟ وَعَنْ مَالِهِ ، مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ ؟ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ ؟ وَعَنْ عِلْمِهِ ، مَاذَا عَمِلَ فِيهِ ؟ ))
عباد الله / قبل أيامٍ قلائلَ أُودعت في حسابات الكثيرين منا مَكرُمةُ خادمِ الحرمين الشريفين ، وفرح فيها من شملته هذه المكرمة ذكورا وإناثا صغارا وكبارا ، فأصبحت حديثَ مجالسهم ، ولاشك أن هذه نعمة وفضل من الله أن قيض لأهل هذه البلاد من يُفْرحهم وينفعهم وقد قال صلى الله عليه وسلم (( أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ ، وَأَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً ، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا ، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا .... الحديث )) رواه الطبراني وحسنه الألباني رحمه الله .
ولنا – أيها الإخوة – مع هذه المكرُمة وقفات :
الوقفة الأولى : شكرُ المنعمِ المتفضل الذي من علينا بنعم لا تعدُّ ولا تحد ؛ بل وعدنا بالزيادة بعد شكره وذكره فقال ((وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ))
لَكَ الحَمْدُ وَالنَّعْمَاءُ وَالمُلْكُ رَبَّنَا ... وَلاَ شَيْءَ أَعْلاَ مِنْكَ مَجْدًا وَأَمْجَدُ
مَلِيْكٌ عَلى عَرْشِ السَّمَاءِ مُهَيْمِنٌ ... لِعِزَّتِهِ تَعْنُوا الوُجُوْهُ وَتَسْجُدُ
فَسُبْحَان مَنْ لاَ يَقْدُرُ الخَلْقُ قَدْرَهُ ... وَمَنْ هُوَ فَوْقَ العَرْشِ فَرْدٌ مُوَحَّدُ
الوقفة الثانية : شكرُ من أسدى لك معروفا فقد قال صلى الله عليه وسلم ((لَا يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لَا يَشْكُرُ النَّاسَ )) رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني .
وقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو داود والحديث صحيح (( مَنْ صَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُونَهُ فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَرَوْا أَنَّكُمْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ .. الحديث )) فلا نملكَ خيرا من الدعاء لخادم الحرمين الشريفين بالفلاح والرشاد ، والتوفيق والسداد وبتمام الصحة والعافية ، والأجر والمثوبة .
الوقفةُ الثالثةُ : بين المستهلك والتاجر ؛ فالأولُ أقبل على شراء مايحتاجه ومالايحتاجه بشكل من الإسراف والتبذير وكأنه أعطي هذه المكرُمة للتخلص منها بأي طريقة كانت ؛ فازدحمت الأسواق ، والمطارات ، وكثرت دعاياتُ وعروضُ الشركات لنيل النصيب الأوفر من هاذين الراتبين ، والله يقول (( وَءاتِ ذَا ٱلْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَٱلْمِسْكِينَ وَٱبْنَ ٱلسَّبِيلِ وَلاَ تُبَذّرْ تَبْذِيرًا إِنَّ ٱلْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوٰنَ ٱلشَّيَـٰطِينِ وَكَانَ ٱلشَّيْطَـٰنُ لِرَبّهِ كَفُورًا )) وقال عز وجل: (( وَءاتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُسْرِفِينَ )) والمسلمُ الحقُّ وسطٌ في أموره كُلِّها فلا إفْراطَ ولا تفْريطَ، ولا غُلُوَّ ولا مُجافاةَ، ولا إسْرافَ ولا تَقْتيرَ؛ لأنه ينطلقُ في ذلك من تعاليم الإسلام التي تأمره بالاعتدال والتوازن والاقتصاد في جميع الأمور.
وفي المقابل نجدُ من بعض التجار من تفنن بأكل أموال الناس بالباطل عن طريق رفع أسعار بعض السلع بالتدليس والغش والاحتيال ، وأصبح همهم الأوحد ، وشعارهم الأسمى أخذ النصيب الأعلى من هذه المكرُمة ، واستغلالُ وفرةَ المال عند من تراكمت عليهم الديون بسبب ظلم بعض التجار فليتق الله أصحاب الشركات ، والمحلات التجارية فقد روى الترمذي بسننه عنْ إسْمَاعِيلَ بنِ عُبَيْدِ بنِ رِفَاعَةَ، عنْ أبِيهِ عنْ جَدّهِ أنّهُ خَرَجَ مَعَ النبيّ صلى الله عليه وسلم إلَى المُصَلّى. فَرَأى النّاسَ يَتَبَايَعُونَ فقَالَ (( يَا مَعْشَرَ التّجّارِ)) فَاسْتَجَابُوا لِرَسولِ الله صلى الله عليه وسلم، ورَفَعُوا أَعْنَاقَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ إِلَيْهِ. فقَالَ (( إنّ التّجّارَ يُبْعَثُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فُجّاراً إلاّ مَنِ اتّقَى الله وَبَرّ وصَدَقَ )) والحديث حسنه الألباني رحمه الله .
اللهم إنا نسألُك الثباتَ في الأمر ، والعزيمة على الرشد ، ونسألك موجبات رحمتك ، وعزائمَ مغفرتك ، ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك يارب العالمين .
أَقُولُ مَا تَسْمَعُون وَاسْتَغْفُرُ اللهَ لِي وَلَكُم وَلِسَائرِ الْمُسْلِمِين مِنْ كُلِّ ذَنبٍ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم .
الخطبة الثانية
الْحَمْدُ للهِ عَلَىْ إِحْسَاْنِهِ ، وَالْشُّكْرُ لَهُ عَلَىْ تَوْفِيْقِهِ
وَامْتِنَاْنِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَاْ إِلَهَ إِلَّاْ اللهُ ، وَحْدَهُ لَاْ شَرِيْكَ لَهُ
تَعْظِيْمَاً لِشَأْنِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ الْدَّاْعِيْ
إِلَىْ رِضْوَاْنِهِ صَلَّى اللهُ عَلِيْهِ وَعَلَىْ آلِهِ وَأَصْحَاْبِهِ وَسَلَّمَ
تَسْلِيْمَاً كَثِيْرَاً ، أما بعدُ عباد الله / مازال الحديثُ عن
مكرمة خادم الحرمين الشريفين – سلمه الله – ووقفاتٌ
معها فنقول :
الوقفةُ الرابعةُ : المتسولونَ والأعمالُ الخيرية ؛ نعم أيها
الإخوة فبعد نزول الأمر الملكي وبتوقيت دقيق من قبل بعض المتسولين وبعض المهتمين بالأعمال الخيرية إنهالت عبرَ وسائل الاتصال المختلفة رسائلُهم ؛ فهذا يشكوا من
دين أثقل كاهله ، وآخر يعاني من حلول الأجار عليه ، وثالث يطلب قوت يومه وليلته ؛ وفي المقابل نجد رسائلَ
في مشاريعَ خيرية مختلفة لا نعرف لها رسما ولا نسمع بها
اسما سوى رقمِ حسابها في بعض البنوك المحلية ؛ والواجبُ علينا جميعا توخي الحذر والحيطة في أموالنا
فقد تذهب لمن لا يستحق ، أو من يستغلها لدعم تنظيم
متطرف ، وجهات ارهابية ، منهجها وهدفهاالتكفير ثم التفجير ، فالحذر من مغبة الانسياق وراء هذه الدعوات المشبوهة ، وقنوات الاتصال بالجمعيات الخيرية الموثوقة متاحة وموجودة .
فاتقوا الله – عباد الله - واشكروا المنعم المتفضل ، ومن أسدى لكم معروفا ، واحذرو من الإسراف والتبذير،
وأكل أموال الناس بالباطل ، وكونوا يدا واحدة في صد من يستخف في عقولكم أو يستغلكم لمنهج متطرف ؛ هذا وصلوا وسلموا على من أمركم الله تعالى بالصلاة والسلام عليه فقال ((إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ))
الحمد لله رب العالمين أغنى وأقنى ونهى عن الإسراف والتبذير وعن البخل والتقتير، وأشهدٌ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو على كل شيء قدير، وأشهدٌ أن محمداً عبده ورسوله البشير النذير، والسراج المنير، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومن كان على نهجهم إلى الله يسير، وسلم تسليماً كثيرا أما بعد :
أيها الناس / أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل(( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ))
عباد الله / من النعم العظيمة التي أنعم الله بها على الكثيرين من عباده نعمة المال والذي هو زينة الحياة الدنيا كما قال تعالى ((الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا )) وهو فتنة ، وابتلاء ، واختبار كما قال تعالى ((وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ )) وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح ((لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعِ خِصَالٍ : عَنْ عُمُرِهِ ، فِيمَ أَفْنَاهُ ؟ وعَنْ شَبَابِهِ ، فِيمَ أَبْلَاهُ ؟ وَعَنْ مَالِهِ ، مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ ؟ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ ؟ وَعَنْ عِلْمِهِ ، مَاذَا عَمِلَ فِيهِ ؟ ))
عباد الله / قبل أيامٍ قلائلَ أُودعت في حسابات الكثيرين منا مَكرُمةُ خادمِ الحرمين الشريفين ، وفرح فيها من شملته هذه المكرمة ذكورا وإناثا صغارا وكبارا ، فأصبحت حديثَ مجالسهم ، ولاشك أن هذه نعمة وفضل من الله أن قيض لأهل هذه البلاد من يُفْرحهم وينفعهم وقد قال صلى الله عليه وسلم (( أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ ، وَأَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً ، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا ، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا .... الحديث )) رواه الطبراني وحسنه الألباني رحمه الله .
ولنا – أيها الإخوة – مع هذه المكرُمة وقفات :
الوقفة الأولى : شكرُ المنعمِ المتفضل الذي من علينا بنعم لا تعدُّ ولا تحد ؛ بل وعدنا بالزيادة بعد شكره وذكره فقال ((وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ))
لَكَ الحَمْدُ وَالنَّعْمَاءُ وَالمُلْكُ رَبَّنَا ... وَلاَ شَيْءَ أَعْلاَ مِنْكَ مَجْدًا وَأَمْجَدُ
مَلِيْكٌ عَلى عَرْشِ السَّمَاءِ مُهَيْمِنٌ ... لِعِزَّتِهِ تَعْنُوا الوُجُوْهُ وَتَسْجُدُ
فَسُبْحَان مَنْ لاَ يَقْدُرُ الخَلْقُ قَدْرَهُ ... وَمَنْ هُوَ فَوْقَ العَرْشِ فَرْدٌ مُوَحَّدُ
الوقفة الثانية : شكرُ من أسدى لك معروفا فقد قال صلى الله عليه وسلم ((لَا يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لَا يَشْكُرُ النَّاسَ )) رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني .
وقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو داود والحديث صحيح (( مَنْ صَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُونَهُ فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَرَوْا أَنَّكُمْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ .. الحديث )) فلا نملكَ خيرا من الدعاء لخادم الحرمين الشريفين بالفلاح والرشاد ، والتوفيق والسداد وبتمام الصحة والعافية ، والأجر والمثوبة .
الوقفةُ الثالثةُ : بين المستهلك والتاجر ؛ فالأولُ أقبل على شراء مايحتاجه ومالايحتاجه بشكل من الإسراف والتبذير وكأنه أعطي هذه المكرُمة للتخلص منها بأي طريقة كانت ؛ فازدحمت الأسواق ، والمطارات ، وكثرت دعاياتُ وعروضُ الشركات لنيل النصيب الأوفر من هاذين الراتبين ، والله يقول (( وَءاتِ ذَا ٱلْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَٱلْمِسْكِينَ وَٱبْنَ ٱلسَّبِيلِ وَلاَ تُبَذّرْ تَبْذِيرًا إِنَّ ٱلْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوٰنَ ٱلشَّيَـٰطِينِ وَكَانَ ٱلشَّيْطَـٰنُ لِرَبّهِ كَفُورًا )) وقال عز وجل: (( وَءاتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُسْرِفِينَ )) والمسلمُ الحقُّ وسطٌ في أموره كُلِّها فلا إفْراطَ ولا تفْريطَ، ولا غُلُوَّ ولا مُجافاةَ، ولا إسْرافَ ولا تَقْتيرَ؛ لأنه ينطلقُ في ذلك من تعاليم الإسلام التي تأمره بالاعتدال والتوازن والاقتصاد في جميع الأمور.
وفي المقابل نجدُ من بعض التجار من تفنن بأكل أموال الناس بالباطل عن طريق رفع أسعار بعض السلع بالتدليس والغش والاحتيال ، وأصبح همهم الأوحد ، وشعارهم الأسمى أخذ النصيب الأعلى من هذه المكرُمة ، واستغلالُ وفرةَ المال عند من تراكمت عليهم الديون بسبب ظلم بعض التجار فليتق الله أصحاب الشركات ، والمحلات التجارية فقد روى الترمذي بسننه عنْ إسْمَاعِيلَ بنِ عُبَيْدِ بنِ رِفَاعَةَ، عنْ أبِيهِ عنْ جَدّهِ أنّهُ خَرَجَ مَعَ النبيّ صلى الله عليه وسلم إلَى المُصَلّى. فَرَأى النّاسَ يَتَبَايَعُونَ فقَالَ (( يَا مَعْشَرَ التّجّارِ)) فَاسْتَجَابُوا لِرَسولِ الله صلى الله عليه وسلم، ورَفَعُوا أَعْنَاقَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ إِلَيْهِ. فقَالَ (( إنّ التّجّارَ يُبْعَثُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فُجّاراً إلاّ مَنِ اتّقَى الله وَبَرّ وصَدَقَ )) والحديث حسنه الألباني رحمه الله .
اللهم إنا نسألُك الثباتَ في الأمر ، والعزيمة على الرشد ، ونسألك موجبات رحمتك ، وعزائمَ مغفرتك ، ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك يارب العالمين .
أَقُولُ مَا تَسْمَعُون وَاسْتَغْفُرُ اللهَ لِي وَلَكُم وَلِسَائرِ الْمُسْلِمِين مِنْ كُلِّ ذَنبٍ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم .
الخطبة الثانية
الْحَمْدُ للهِ عَلَىْ إِحْسَاْنِهِ ، وَالْشُّكْرُ لَهُ عَلَىْ تَوْفِيْقِهِ
وَامْتِنَاْنِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَاْ إِلَهَ إِلَّاْ اللهُ ، وَحْدَهُ لَاْ شَرِيْكَ لَهُ
تَعْظِيْمَاً لِشَأْنِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ الْدَّاْعِيْ
إِلَىْ رِضْوَاْنِهِ صَلَّى اللهُ عَلِيْهِ وَعَلَىْ آلِهِ وَأَصْحَاْبِهِ وَسَلَّمَ
تَسْلِيْمَاً كَثِيْرَاً ، أما بعدُ عباد الله / مازال الحديثُ عن
مكرمة خادم الحرمين الشريفين – سلمه الله – ووقفاتٌ
معها فنقول :
الوقفةُ الرابعةُ : المتسولونَ والأعمالُ الخيرية ؛ نعم أيها
الإخوة فبعد نزول الأمر الملكي وبتوقيت دقيق من قبل بعض المتسولين وبعض المهتمين بالأعمال الخيرية إنهالت عبرَ وسائل الاتصال المختلفة رسائلُهم ؛ فهذا يشكوا من
دين أثقل كاهله ، وآخر يعاني من حلول الأجار عليه ، وثالث يطلب قوت يومه وليلته ؛ وفي المقابل نجد رسائلَ
في مشاريعَ خيرية مختلفة لا نعرف لها رسما ولا نسمع بها
اسما سوى رقمِ حسابها في بعض البنوك المحلية ؛ والواجبُ علينا جميعا توخي الحذر والحيطة في أموالنا
فقد تذهب لمن لا يستحق ، أو من يستغلها لدعم تنظيم
متطرف ، وجهات ارهابية ، منهجها وهدفهاالتكفير ثم التفجير ، فالحذر من مغبة الانسياق وراء هذه الدعوات المشبوهة ، وقنوات الاتصال بالجمعيات الخيرية الموثوقة متاحة وموجودة .
فاتقوا الله – عباد الله - واشكروا المنعم المتفضل ، ومن أسدى لكم معروفا ، واحذرو من الإسراف والتبذير،
وأكل أموال الناس بالباطل ، وكونوا يدا واحدة في صد من يستخف في عقولكم أو يستغلكم لمنهج متطرف ؛ هذا وصلوا وسلموا على من أمركم الله تعالى بالصلاة والسلام عليه فقال ((إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ))