الشيخ/عبدالله الواكد
14-11-2014, 01:27
بمناسبة الإستغاثة يوم الإثنين القادم
خطبة جمعة بعنوان
تأخر الغيث
أصلها خطبة للشيخ صالح بن حميد
إختصرتها مع بعض الإضافات والتعديل
عبدالله بن فهد الواكد
إمام وخطيب جامع الواكد بحائل
الخطبة الأولى
أيها المسلمون :
يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم :
ما حلَّ بالأمم من شديد العقوبات، ولا أُخذوا بفظيع المثلات إلا بسبب التقصير في التوحيد والتقوى، وغلبة الأهواء وإيثار الشهوات ( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ ٱلْقُرَىٰ ءامَنُواْ وَٱتَّقَوْاْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَـٰتٍ مّنَ ٱلسَّمَاء وَٱلأرْضِ وَلَـٰكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَـٰهُمْ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ [الأعراف: 96].
إن كل نقص يصيب الناس في العلوم والأعمال ، والقلوب والأبدان التدبير والأحوال والأشياء والممتلكات ، سببه والله الذنوب والمعاصي قال تعالى ( وَمَا أَصَـٰبَكُمْ مّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ ) [الشورى: 30] وقال تعالى ( ظَهَرَ ٱلْفَسَادُ فِى ٱلْبَرّ وَٱلْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِى ٱلنَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ ٱلَّذِى عَمِلُواْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) [الروم: 41].
إن ما تُبتلى به الديار من قلة الغيث وغور الآبار، وما يصيب المواشي والزورع من نقص وأضرار، ليس ذلك ـ لعمرو الله ـ من نقص في جود الباري جل شأنه، وعظم فضله، كلا ثم كلا، فخزائنه ملأى ، ولكن سبب ذلك كله إضاعة أمر الله، والتقصير في جنب الله.
فالمعاصي ياعباد الله ، تفسد الديار العامرة، وتسلب النعم الباطنة والظاهرة، كيف يطمع العبد في الحصول من ربه على ما يحب، وهو مقصر فيما يجب؟!، ذنوب ومعاصي، إلى الله منها المشتكى، وإليه وحده المفر، وبه سبحانه المعتصم ، كيف يُرجى حصول الغيث وفي الناس أناس مقيمون على الغش، ومصرون على الخيانات، ورسول الله قد برئ من الغش والكذب؟!،
وإن المكاسب الخبيثة تستدرج صاحبها حتى تمحقه محقًا، وتنزع البركة منه نزعًا. نعم، لولا الذنوب وآثارها، والمظالم وشؤمها لصبت السماء أمطارها، ولبادرت غيثها ومدرارها.
أيها الأحبة المسلمون : إن من البلاء أن لا يحس المذنب بالعقوبة ، فيفرح بالمال الحرام ، ويبتهج بالتمكن من الذنب ، ويصر على الاستكثار من المعاصي.
ألا ترون المجاهرة بالمعاصي وإعلانها، كيف تُرجى السلامة والعافية مع المجاهرة، وقد قال نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم : ((كل أمتي معافى إلا المجاهرون))[1] فلقد فشا في كثير من المجتمعات الربا والزنا، وشُربت الخمور والمسكرات، وأدمنت المخدرات وكثر أكل الحرام، وتنوعت به الحيل، فشهادات باطلة، وأيمان فاجرة، وخصومات ظالمة
أيها الإخوة في الله : إن ربكم يخوفكم بالآيات والنذر، والشدة والنكال ، يصيب بها من يشاء، ويصرفها عمن يشاء، وهو شديد المحال.
فتفكروا ـ رحمكم الله ـ في حُكم المولى وحكمته في تصريف الأمور وتدبير الأحوال، ما أصاب العباد فبما كسبت أيديهم، ولكنه بفضله يعفو عن كثير
( وَلَوْ يُؤَاخِذُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسَ بِمَا كَسَبُواْ مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ ) [فاطر: 45].
من أجل هذا ، إرجعوا إلى ربكم أيها المؤمنون وتوبوا إلى خالقكم أيها المسلمون ، واستغفروه، وأحسنوا الظن به، اجعلوا الرجاء في مولاكم نصب أعينكم، ومحط قلوبكم، فربكم نعم المولى ونعم النصير ، نعم المرتجى، يغفر الذنوب، ويكشف الكروب، ولا يملأن قلوبكم اليأس من روح الله وفضله وإفضاله ، فتظنون به ما لا يليق بجلاله وكماله، أليس هو الذي رزق الأجنة في بطون أمهاتهم ، ربّاها صغارًا، وغمرها بفضله كبارًا.
تراكمت الكروب فكشفها، وحلت الجدوب فرفعها، أطعم وأسقى، وكفى وآوى، وأغنى وأقنى، نعمه لا تحصى، وإحسانه لا يستقصى، كم قصدته النفوس بحوائجها فقضاها، وانطرحت بين يديه ففرج كربها وأعطاها، سبحانه وبحمده، لا رب لنا سواه، ولا نعبد إلا إياه، لا ملجأ ولا منجى منه إلا إليه، هو ربنا ومولانا، وهو أرحم الراحمين، وأكرم الأكرمين.
فراجعوا أنفسكم ـ رحمكم الله ـ واعترفوا بتقصيركم وعيوبكم، وتوبوا إلى ربكم من جميع ذنوبكم، وجهوا قلوبكم إلى من بيده خزائن الرحمة والأرزاق، وأمِّلوا الفرج من الرحيم الخلاق، فأفضل العبادة انتظار الفرج، واحذروا اليأس والقنوط، واجتنبوا السخط والعجز، توبوا إلى ربكم من ذنوبٍ تمنع نزول الغيث وأقلعوا من مظالم تحجب أبواب البركات.
تعطفوا على فقرائكم بالرحمة والإحسان ، فبهم ترزقون ، وبهم تغاثون ، أدوا الحقوق إلى أصحابها، وردوا المظالم إلى أهلها، قوموا بمسؤولياتكم على وجهها، أحسنوا إلى الخدم والعاملين، واليتامى والمستضعفين، أدوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه، ولا تبخسوا الناس أشياءهم، ولا تأكلوا أجورهم ومرتباتهم، مروا بالمعروف، وانهوا عن المنكر، بالرفق واللين وأصلحوا ذات بينكم، وأحسنوا تربية بناتكم وأبنائكم، وبروا والديكم، وصلوا أرحامكم، وأدوا زكاة أموالكم ، فها أنتم تبسطون إلى ربكم حاجتكم، وتشكون جدب دياركم، وذلكم بلاءٌ من ربكم، فلعلكم إليه ترجعون، ومن ذنوبكم تستغفرون، فأقبلوا عليه وتقربوا بصالح العمل لديه، ابتهلوا وتضرعوا وادعوا واستغفروا، فقد ربط سبحانه في كتابه بين الاستغفار وحصول الغيث المدرار، فقال العزيز الغفار : ( فَقُلْتُ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ ٱلسَّمَاء عَلَيْكُمْ مُّدْرَاراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوٰلٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّـٰتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً )
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم
الثانية
عباد الله : ستقام صلاة الإستسقاء صباح يوم الإثنين القادم بمشيئة الله تعالى ونحث الجميع على أدائها علما بأنها ستقام في ثمانية عشر جامع ومصلى في مدينة حائل منها جامع برزان القريب من هذا الجامع فاقتدوا بسنة نبيكم صلى الله عليه ولازموا الثناء على ربكم، وأكثروا من الصلاة والسلام على نبيكم الهادي البشير، سيدنا وإمامنا وقدوتنا، فالدعاء موقوف بين السماء والأرض حتى يُصلَّى على النبي كما جاء في الأثر[2].
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، في العالمين إنك حميد مجيد.
اللهم صل على محمد وعلى آله وأزواجه وأصحابه.
ربنا ظلمنا أنفسنا، وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
خطبة جمعة بعنوان
تأخر الغيث
أصلها خطبة للشيخ صالح بن حميد
إختصرتها مع بعض الإضافات والتعديل
عبدالله بن فهد الواكد
إمام وخطيب جامع الواكد بحائل
الخطبة الأولى
أيها المسلمون :
يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم :
ما حلَّ بالأمم من شديد العقوبات، ولا أُخذوا بفظيع المثلات إلا بسبب التقصير في التوحيد والتقوى، وغلبة الأهواء وإيثار الشهوات ( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ ٱلْقُرَىٰ ءامَنُواْ وَٱتَّقَوْاْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَـٰتٍ مّنَ ٱلسَّمَاء وَٱلأرْضِ وَلَـٰكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَـٰهُمْ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ [الأعراف: 96].
إن كل نقص يصيب الناس في العلوم والأعمال ، والقلوب والأبدان التدبير والأحوال والأشياء والممتلكات ، سببه والله الذنوب والمعاصي قال تعالى ( وَمَا أَصَـٰبَكُمْ مّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ ) [الشورى: 30] وقال تعالى ( ظَهَرَ ٱلْفَسَادُ فِى ٱلْبَرّ وَٱلْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِى ٱلنَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ ٱلَّذِى عَمِلُواْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) [الروم: 41].
إن ما تُبتلى به الديار من قلة الغيث وغور الآبار، وما يصيب المواشي والزورع من نقص وأضرار، ليس ذلك ـ لعمرو الله ـ من نقص في جود الباري جل شأنه، وعظم فضله، كلا ثم كلا، فخزائنه ملأى ، ولكن سبب ذلك كله إضاعة أمر الله، والتقصير في جنب الله.
فالمعاصي ياعباد الله ، تفسد الديار العامرة، وتسلب النعم الباطنة والظاهرة، كيف يطمع العبد في الحصول من ربه على ما يحب، وهو مقصر فيما يجب؟!، ذنوب ومعاصي، إلى الله منها المشتكى، وإليه وحده المفر، وبه سبحانه المعتصم ، كيف يُرجى حصول الغيث وفي الناس أناس مقيمون على الغش، ومصرون على الخيانات، ورسول الله قد برئ من الغش والكذب؟!،
وإن المكاسب الخبيثة تستدرج صاحبها حتى تمحقه محقًا، وتنزع البركة منه نزعًا. نعم، لولا الذنوب وآثارها، والمظالم وشؤمها لصبت السماء أمطارها، ولبادرت غيثها ومدرارها.
أيها الأحبة المسلمون : إن من البلاء أن لا يحس المذنب بالعقوبة ، فيفرح بالمال الحرام ، ويبتهج بالتمكن من الذنب ، ويصر على الاستكثار من المعاصي.
ألا ترون المجاهرة بالمعاصي وإعلانها، كيف تُرجى السلامة والعافية مع المجاهرة، وقد قال نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم : ((كل أمتي معافى إلا المجاهرون))[1] فلقد فشا في كثير من المجتمعات الربا والزنا، وشُربت الخمور والمسكرات، وأدمنت المخدرات وكثر أكل الحرام، وتنوعت به الحيل، فشهادات باطلة، وأيمان فاجرة، وخصومات ظالمة
أيها الإخوة في الله : إن ربكم يخوفكم بالآيات والنذر، والشدة والنكال ، يصيب بها من يشاء، ويصرفها عمن يشاء، وهو شديد المحال.
فتفكروا ـ رحمكم الله ـ في حُكم المولى وحكمته في تصريف الأمور وتدبير الأحوال، ما أصاب العباد فبما كسبت أيديهم، ولكنه بفضله يعفو عن كثير
( وَلَوْ يُؤَاخِذُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسَ بِمَا كَسَبُواْ مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ ) [فاطر: 45].
من أجل هذا ، إرجعوا إلى ربكم أيها المؤمنون وتوبوا إلى خالقكم أيها المسلمون ، واستغفروه، وأحسنوا الظن به، اجعلوا الرجاء في مولاكم نصب أعينكم، ومحط قلوبكم، فربكم نعم المولى ونعم النصير ، نعم المرتجى، يغفر الذنوب، ويكشف الكروب، ولا يملأن قلوبكم اليأس من روح الله وفضله وإفضاله ، فتظنون به ما لا يليق بجلاله وكماله، أليس هو الذي رزق الأجنة في بطون أمهاتهم ، ربّاها صغارًا، وغمرها بفضله كبارًا.
تراكمت الكروب فكشفها، وحلت الجدوب فرفعها، أطعم وأسقى، وكفى وآوى، وأغنى وأقنى، نعمه لا تحصى، وإحسانه لا يستقصى، كم قصدته النفوس بحوائجها فقضاها، وانطرحت بين يديه ففرج كربها وأعطاها، سبحانه وبحمده، لا رب لنا سواه، ولا نعبد إلا إياه، لا ملجأ ولا منجى منه إلا إليه، هو ربنا ومولانا، وهو أرحم الراحمين، وأكرم الأكرمين.
فراجعوا أنفسكم ـ رحمكم الله ـ واعترفوا بتقصيركم وعيوبكم، وتوبوا إلى ربكم من جميع ذنوبكم، وجهوا قلوبكم إلى من بيده خزائن الرحمة والأرزاق، وأمِّلوا الفرج من الرحيم الخلاق، فأفضل العبادة انتظار الفرج، واحذروا اليأس والقنوط، واجتنبوا السخط والعجز، توبوا إلى ربكم من ذنوبٍ تمنع نزول الغيث وأقلعوا من مظالم تحجب أبواب البركات.
تعطفوا على فقرائكم بالرحمة والإحسان ، فبهم ترزقون ، وبهم تغاثون ، أدوا الحقوق إلى أصحابها، وردوا المظالم إلى أهلها، قوموا بمسؤولياتكم على وجهها، أحسنوا إلى الخدم والعاملين، واليتامى والمستضعفين، أدوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه، ولا تبخسوا الناس أشياءهم، ولا تأكلوا أجورهم ومرتباتهم، مروا بالمعروف، وانهوا عن المنكر، بالرفق واللين وأصلحوا ذات بينكم، وأحسنوا تربية بناتكم وأبنائكم، وبروا والديكم، وصلوا أرحامكم، وأدوا زكاة أموالكم ، فها أنتم تبسطون إلى ربكم حاجتكم، وتشكون جدب دياركم، وذلكم بلاءٌ من ربكم، فلعلكم إليه ترجعون، ومن ذنوبكم تستغفرون، فأقبلوا عليه وتقربوا بصالح العمل لديه، ابتهلوا وتضرعوا وادعوا واستغفروا، فقد ربط سبحانه في كتابه بين الاستغفار وحصول الغيث المدرار، فقال العزيز الغفار : ( فَقُلْتُ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ ٱلسَّمَاء عَلَيْكُمْ مُّدْرَاراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوٰلٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّـٰتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً )
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم
الثانية
عباد الله : ستقام صلاة الإستسقاء صباح يوم الإثنين القادم بمشيئة الله تعالى ونحث الجميع على أدائها علما بأنها ستقام في ثمانية عشر جامع ومصلى في مدينة حائل منها جامع برزان القريب من هذا الجامع فاقتدوا بسنة نبيكم صلى الله عليه ولازموا الثناء على ربكم، وأكثروا من الصلاة والسلام على نبيكم الهادي البشير، سيدنا وإمامنا وقدوتنا، فالدعاء موقوف بين السماء والأرض حتى يُصلَّى على النبي كما جاء في الأثر[2].
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، في العالمين إنك حميد مجيد.
اللهم صل على محمد وعلى آله وأزواجه وأصحابه.
ربنا ظلمنا أنفسنا، وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.