محمدالمهوس
25-09-2014, 20:04
الخطبة الأولى
أيها الناس / اتقوا الله الذي يخلق ما يشاء ويختار، خلق السماوات واختار منها السابعة، وخلق الأرض واختار منها مكة، وخلق الأيام واختار من أشهرها شهر رمضان، ومن أيامها يوم الجمعة، ومن لياليها ليلة القدر، ومن ساعاتها ساعة الجمعة، ومن عشرها عشر ذي الحجة.
والمسلم يعيش مباركاً في العمل وفي الزمن، وأعظم البركة في العمل الطاعةُ؛ إذ هي بركة على أهلها كما يقول تعالى: ((مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا)) وعن ابن عباس – رضي الله عنه – عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى قال: ((إن الله كتب الحسناتِ والسيئات، ثم بين ذلك، فمن همَّ بحسنة فلم يعْمَلْها كتبها الله عنده حسنةً كاملة، ومن همَّ بحسنة فعَمِلَها كتبها الله عنده عشرَ حسنات إلى سبعمائةِ ضعف ٍإلى أضعافٍ كثيرة، ومن همَّ بسيئة فلم يعلمها كتبها الله عنده حسنة كاملة، ومن همَّ بسيئة فعملها كتبها الله سيئةٍ واحدة)) متفق عليه .
وأعظمُ الزمن بركة، عشر ذي الحجة؛ إذ لها مكانة عظيمة عند الله تعالى، تدل على محبته لها وتعظيمه لها، فهي عشر مباركات كثيرة الحسنات، قليلة السيئات، عالية الدرجات، متنوعة الطاعات. فمن فضائلها: أن الله تعالى أقسم بها فقال: ((والفجروَلَيالٍ عَشْر))ٍ ولا يقسم تعالى إلا بعظيم، وله أن يقسم من خلقه بما يشاء، ولا يجوز لخلقه أن يقسموا إلا به .
ومن فضائلها: أن الله تعالى قرنها بأفضل الأوقات، والقرين بالمقارن يقتدي، فقد قرنها بالفجر وبالشفع والوتر وبالليل. ومن فضائلها: أن الله تعالى أكمل فيها الدين؛ إذ تجتمع فيها العباداتُ كلُّها، وبكمال الدين يكملُ أهلُه، ويكمل عمله، ويكمل أجره، ويعيشون الحياة الكاملة التي يجدون فيها الوقاية من السيئات، والتلذذ بالطاعات، ومحبة المخلوقات، وبكمال الدين تنتصر السنة، وتنهزم البدعة، ويقوى الإيمان، ويموت النفاق، وبكمال الدين ينتصر الإنسان على نفسه الأمارةِ بالسوء لتكون نفساً مطمئنة تعبد الله كما أراد، وتقتدي بالأنبياء، وتصاحب الصالحين، وتتخلق بالأخلاق الحسنة، وقد حسدنا اليهود على هذا الكمال، قال حَبْرٌ من أحبار اليهود لعمرَ رضي الله عنه: آيةٌ في كتابكم، لو نزلت علينا معشر اليهود اتخذنا ذلك اليوم الذي نزلت فيه عيدا((ا لْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ الأسْلاَمَ دِيناً)) قال عمر: (إني أعلم متى نزلت، وأين نزلت. نزلت يومَ عرفة في يوم جمعة).
ومن فضائلها: أن الله أتم فيها النعمة؛ إذ تنعم الأرواح بشتى أنواع الطاعات القولية والفعلية والتعاملية .
ومن فضائلها: أن العباداتَ تجتمع فيها ولا تجتمع في غيرها، قال الحافظ ابن حجر في الفتح : والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره .
ومن فضائلها: أنها أفضلُ أيام الدنيا على الإطلاق، دقائقُها وساعاتُها وأيامُها ، فهي أحب الأيام إلى الله تعالى، والعمل الصالح فيها أحب إلى الله تعالى، فهي موسم للربح، وهي طريق للنجاة، وهي ميدان السبق إلى الخيرات، لقوله صلى الله عليه وسلم: ((ما مِنْ أيامٍ العملُ الصالحُ فيها أحبُّ إلى الله تعالى من هذه الأيام)) يعني أيام العشر، قالوا: يا رسول الله، ولا الجهادُ في سبيل الله؟ قال: ((ولا الجهادُ في سبيل الله، إلا رجلٌ خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء)) رواه البخاري .
ومن فضائلها: أن فيها يومَ عرفة، وهو يوم معروف بالفضل وكثرة الأجر وغفران الذنب قال صلى الله عليه وسلم (( مامن يومٍ أكثرُ مِن أنْ يُعْتِقَ اللهُ عبيدا من النار من يومِ عرفة ، وإنه ليدنُوا يتجلى ، ثم يباهي بهمُ الملائكةَ، فيقولُ ما أراد هؤلاء)) رواه مسلم ، وقال صلى الله عليه وسلم: ((خيرُ الدعاءِ دعاءُ يومِ عرفة وخيرُ ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا اللهُ وحده لاشريك له له الملكُ وله الحمد وهو على كل شيء قدير ))، و ما رئي الشيطان أصغر ولا أحقر منه في مثل يوم عرفة ، وهو يوم الحج الأعظم، قال صلى الله عليه وسلم: ((الحج عرفة))، وصومه تطوعاً لغير الحاج يكفر ذنوبَ سنتين: سنةٍ ماضية وسنة مقبلة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ((صيامُ يومِ عرفةَ إني أحتسبُ على الله ِ أن يُكفرَ السنةَ التي بعدهُ والسنةَ التي قبلهُ)) رواه مسلم من حديث أبي قتادة َ رضي الله عنه
ومن فضائلها: أن فيها يومَ النحر، وهو اليوم العاشر من ذي الحجة، وهو أفضل الأيام كما في الحديث: ((أفضلُ الأيام يومُ النحر))، وفيه معظم أعمال النسك من رمي الجمرة وحلق الرأس وذبح الهدي والطواف والسعي وصلاةِ العيد وذبح الأضحية واجتماع المسلمين في صلاة العيد وتهنئة بعضهم بعضاً,وفضائلُ العشر كثيرة ٌلا ينبغي للمسلم أن يضيِّعها. ومن الأعمال المشروعة فيها: التكبير والتهليل والتحميد : لما رواه أحمد عن ابن عمر رضي الله عنهما, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم )) ما من أيام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتحميد (( وقال البخاري - رحمه الله : -كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهم يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما ، وصفته ( الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر , الله أكبر ولله الحمد(
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الْحَمْدُ للهِ عَلَىْ إِحْسَاْنِهِ ، وَالْشُّكْرُ لَهُ عَلَىْ تَوْفِيْقِهِ وَامْتِنَاْنِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَاْ إِلَهَ إِلَّاْ اللهُ ، وَحْدَهُ لَاْ شَرِيْكَ لَهُ تَعْظِيْمَاً لِشَأْنِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ الْدَّاْعِيْ إِلَىْ رِضْوَاْنِهِ صَلَّى اللهُ عَلِيْهِ وَعَلَىْ آلِهِ وَأَصْحَاْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَاً كَثِيْرَاً .
عباد الله / اتقوا الله تعالى, وراقبوه, واعلموا أن أفضلَ الناسِ أكثرُهُم للموت ذِكْرا, وأحسَنُهم لما بعدَه استعداداً، وإن من أفضلِ ما يستعد به المرءُ, استغلالَ مواسم الخير, كأيام عشر ذي الحجة ، والتي يشرع من الأعمال فيها : الأضحية, فهي سنة مؤكدة, وقال بعض أهل العلم بوجوبها على الموسر، وأما غير الموسر ومن لم يجد سعة في ماله فلا ينبغي أن يشق على نفسه.
والأصل أن الأضحية مشروعة في حق الأحياء, فإن هذا هو هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه, حيث كان الواحد يضحي عن نفسه وأهل بيته, وأما ما يظنه بعض العامة من اختصاص الأضحية بالأموات فلا أصل له. وبعض الناس يضحون عن الميت أول سنة يموت يعتقدون أنه لا بد منها, وأنه لا يجوز أن يُشْرَكَ معه في ثوابها أحد, وهذه بدعة منكرة لا أصل لها في الشرع.
وبعض الناس يضحون عن أمواتهم وينسون أنفسهم وأهليهم, وهذا جهل منهم بأحكام الأضحية والحكمة في مشروعيتها.
عباد الله: إذا دخل شهر ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فإنه يحرم عليه أن يأخذ شيئاً من شعره أو أظفاره أو جلده حتى يذبح أضحيته, لحديث أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره ) رواه مسلم.
وإذا نوى في أثناء العشر أمسك عن ذلك من حين نيته, ولا إثم عليه فيما أخذ قبل ذلك. وهذا الحكم خاص بالمضحي فقط, حتى لو كان لا يتولى الذبح بنفسه فإنه يمسك عن شعره وأظفاره.
وإذا أخذ شيئاً من شعره وأظفاره أو بشرته متعمداً فعليه أن يتوب ولا كفارة عليه.
فاتقوا الله عباد الله واستغلوا أوقاتكم فيما يقربكم إلى الله وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه .
أيها الناس / اتقوا الله الذي يخلق ما يشاء ويختار، خلق السماوات واختار منها السابعة، وخلق الأرض واختار منها مكة، وخلق الأيام واختار من أشهرها شهر رمضان، ومن أيامها يوم الجمعة، ومن لياليها ليلة القدر، ومن ساعاتها ساعة الجمعة، ومن عشرها عشر ذي الحجة.
والمسلم يعيش مباركاً في العمل وفي الزمن، وأعظم البركة في العمل الطاعةُ؛ إذ هي بركة على أهلها كما يقول تعالى: ((مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا)) وعن ابن عباس – رضي الله عنه – عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى قال: ((إن الله كتب الحسناتِ والسيئات، ثم بين ذلك، فمن همَّ بحسنة فلم يعْمَلْها كتبها الله عنده حسنةً كاملة، ومن همَّ بحسنة فعَمِلَها كتبها الله عنده عشرَ حسنات إلى سبعمائةِ ضعف ٍإلى أضعافٍ كثيرة، ومن همَّ بسيئة فلم يعلمها كتبها الله عنده حسنة كاملة، ومن همَّ بسيئة فعملها كتبها الله سيئةٍ واحدة)) متفق عليه .
وأعظمُ الزمن بركة، عشر ذي الحجة؛ إذ لها مكانة عظيمة عند الله تعالى، تدل على محبته لها وتعظيمه لها، فهي عشر مباركات كثيرة الحسنات، قليلة السيئات، عالية الدرجات، متنوعة الطاعات. فمن فضائلها: أن الله تعالى أقسم بها فقال: ((والفجروَلَيالٍ عَشْر))ٍ ولا يقسم تعالى إلا بعظيم، وله أن يقسم من خلقه بما يشاء، ولا يجوز لخلقه أن يقسموا إلا به .
ومن فضائلها: أن الله تعالى قرنها بأفضل الأوقات، والقرين بالمقارن يقتدي، فقد قرنها بالفجر وبالشفع والوتر وبالليل. ومن فضائلها: أن الله تعالى أكمل فيها الدين؛ إذ تجتمع فيها العباداتُ كلُّها، وبكمال الدين يكملُ أهلُه، ويكمل عمله، ويكمل أجره، ويعيشون الحياة الكاملة التي يجدون فيها الوقاية من السيئات، والتلذذ بالطاعات، ومحبة المخلوقات، وبكمال الدين تنتصر السنة، وتنهزم البدعة، ويقوى الإيمان، ويموت النفاق، وبكمال الدين ينتصر الإنسان على نفسه الأمارةِ بالسوء لتكون نفساً مطمئنة تعبد الله كما أراد، وتقتدي بالأنبياء، وتصاحب الصالحين، وتتخلق بالأخلاق الحسنة، وقد حسدنا اليهود على هذا الكمال، قال حَبْرٌ من أحبار اليهود لعمرَ رضي الله عنه: آيةٌ في كتابكم، لو نزلت علينا معشر اليهود اتخذنا ذلك اليوم الذي نزلت فيه عيدا((ا لْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ الأسْلاَمَ دِيناً)) قال عمر: (إني أعلم متى نزلت، وأين نزلت. نزلت يومَ عرفة في يوم جمعة).
ومن فضائلها: أن الله أتم فيها النعمة؛ إذ تنعم الأرواح بشتى أنواع الطاعات القولية والفعلية والتعاملية .
ومن فضائلها: أن العباداتَ تجتمع فيها ولا تجتمع في غيرها، قال الحافظ ابن حجر في الفتح : والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره .
ومن فضائلها: أنها أفضلُ أيام الدنيا على الإطلاق، دقائقُها وساعاتُها وأيامُها ، فهي أحب الأيام إلى الله تعالى، والعمل الصالح فيها أحب إلى الله تعالى، فهي موسم للربح، وهي طريق للنجاة، وهي ميدان السبق إلى الخيرات، لقوله صلى الله عليه وسلم: ((ما مِنْ أيامٍ العملُ الصالحُ فيها أحبُّ إلى الله تعالى من هذه الأيام)) يعني أيام العشر، قالوا: يا رسول الله، ولا الجهادُ في سبيل الله؟ قال: ((ولا الجهادُ في سبيل الله، إلا رجلٌ خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء)) رواه البخاري .
ومن فضائلها: أن فيها يومَ عرفة، وهو يوم معروف بالفضل وكثرة الأجر وغفران الذنب قال صلى الله عليه وسلم (( مامن يومٍ أكثرُ مِن أنْ يُعْتِقَ اللهُ عبيدا من النار من يومِ عرفة ، وإنه ليدنُوا يتجلى ، ثم يباهي بهمُ الملائكةَ، فيقولُ ما أراد هؤلاء)) رواه مسلم ، وقال صلى الله عليه وسلم: ((خيرُ الدعاءِ دعاءُ يومِ عرفة وخيرُ ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا اللهُ وحده لاشريك له له الملكُ وله الحمد وهو على كل شيء قدير ))، و ما رئي الشيطان أصغر ولا أحقر منه في مثل يوم عرفة ، وهو يوم الحج الأعظم، قال صلى الله عليه وسلم: ((الحج عرفة))، وصومه تطوعاً لغير الحاج يكفر ذنوبَ سنتين: سنةٍ ماضية وسنة مقبلة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ((صيامُ يومِ عرفةَ إني أحتسبُ على الله ِ أن يُكفرَ السنةَ التي بعدهُ والسنةَ التي قبلهُ)) رواه مسلم من حديث أبي قتادة َ رضي الله عنه
ومن فضائلها: أن فيها يومَ النحر، وهو اليوم العاشر من ذي الحجة، وهو أفضل الأيام كما في الحديث: ((أفضلُ الأيام يومُ النحر))، وفيه معظم أعمال النسك من رمي الجمرة وحلق الرأس وذبح الهدي والطواف والسعي وصلاةِ العيد وذبح الأضحية واجتماع المسلمين في صلاة العيد وتهنئة بعضهم بعضاً,وفضائلُ العشر كثيرة ٌلا ينبغي للمسلم أن يضيِّعها. ومن الأعمال المشروعة فيها: التكبير والتهليل والتحميد : لما رواه أحمد عن ابن عمر رضي الله عنهما, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم )) ما من أيام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتحميد (( وقال البخاري - رحمه الله : -كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهم يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما ، وصفته ( الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر , الله أكبر ولله الحمد(
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الْحَمْدُ للهِ عَلَىْ إِحْسَاْنِهِ ، وَالْشُّكْرُ لَهُ عَلَىْ تَوْفِيْقِهِ وَامْتِنَاْنِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَاْ إِلَهَ إِلَّاْ اللهُ ، وَحْدَهُ لَاْ شَرِيْكَ لَهُ تَعْظِيْمَاً لِشَأْنِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ الْدَّاْعِيْ إِلَىْ رِضْوَاْنِهِ صَلَّى اللهُ عَلِيْهِ وَعَلَىْ آلِهِ وَأَصْحَاْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَاً كَثِيْرَاً .
عباد الله / اتقوا الله تعالى, وراقبوه, واعلموا أن أفضلَ الناسِ أكثرُهُم للموت ذِكْرا, وأحسَنُهم لما بعدَه استعداداً، وإن من أفضلِ ما يستعد به المرءُ, استغلالَ مواسم الخير, كأيام عشر ذي الحجة ، والتي يشرع من الأعمال فيها : الأضحية, فهي سنة مؤكدة, وقال بعض أهل العلم بوجوبها على الموسر، وأما غير الموسر ومن لم يجد سعة في ماله فلا ينبغي أن يشق على نفسه.
والأصل أن الأضحية مشروعة في حق الأحياء, فإن هذا هو هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه, حيث كان الواحد يضحي عن نفسه وأهل بيته, وأما ما يظنه بعض العامة من اختصاص الأضحية بالأموات فلا أصل له. وبعض الناس يضحون عن الميت أول سنة يموت يعتقدون أنه لا بد منها, وأنه لا يجوز أن يُشْرَكَ معه في ثوابها أحد, وهذه بدعة منكرة لا أصل لها في الشرع.
وبعض الناس يضحون عن أمواتهم وينسون أنفسهم وأهليهم, وهذا جهل منهم بأحكام الأضحية والحكمة في مشروعيتها.
عباد الله: إذا دخل شهر ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فإنه يحرم عليه أن يأخذ شيئاً من شعره أو أظفاره أو جلده حتى يذبح أضحيته, لحديث أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره ) رواه مسلم.
وإذا نوى في أثناء العشر أمسك عن ذلك من حين نيته, ولا إثم عليه فيما أخذ قبل ذلك. وهذا الحكم خاص بالمضحي فقط, حتى لو كان لا يتولى الذبح بنفسه فإنه يمسك عن شعره وأظفاره.
وإذا أخذ شيئاً من شعره وأظفاره أو بشرته متعمداً فعليه أن يتوب ولا كفارة عليه.
فاتقوا الله عباد الله واستغلوا أوقاتكم فيما يقربكم إلى الله وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه .