الشيخ/عبدالله السالم
08-08-2014, 08:09
الحمدُ اللهِ الذي (لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى) أشهدُ أن لا الهَ ألاَّ هوَ وحده لاشريك له وأشهدُ أن نبيَّنا محمداً عبدُهُ ورسولُهُ ، وصفيُهُ وخليلُهُ ، نبياً شرحَ اللهُ صدرَهُ ، ووضعَ عنه وزرَهُ ورفعَ ذكرَهُ . صلى اللهُ عليه وعلى آلهِ وأصحابِهِ ، الطيبينَ الطاهرينَ ، وعلى من سارَ على نهجِهِم إلى يومِ الدينِ ، ثم اقتفى ، وسلم تسليماً كثيراً ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) أمّا بعد : أيُّها الأحبةُ في اله ، يقولُ الله عزَّ وجلَّ في الحَديثِ القدسيِّ {يا عِبادي كلُّكم ضالٌّ إلاَّ من هديتُهُ ، فاستهدُوني أهدِكُم } فالكيِّسُ العاقلُ ، هُو الذي يسعى جَاهداً .. لتحقيقِ هذا المطلبِ فلا يتوانى ولا يتأخرُ ، ويبَادرُ دُونَ تسويفٍ ولا إرجاءٍ ، ويبذلُ الغاليَ والنفيسَ في سبيلِ الحُصولِ على الهدايةِ ، وكما جاءَ في الحديثِ {ا ستهدُوني أهدِكُم } سلمانُ الفارسيُ ، رضي الله عنه جابَ الفيافيَ وقطعَ الديارَ ، وتنقلَ بين البُلدانِ ورضيَ بالذُلِ ، حتى بيعَ رقيقاً ، بحثاً عن الهدايةِ ، حتى استقرَ بين يدي النبيِّ e ، بعد ما كانَ عند أبيِهِ ، يُوقدُ النارَ ، ليعبُدَها قُوُمُهُ في بلادِ فارسٍ ، فعندما تحركتْ همتُهُ ، وقويتْ عزيمتُهُ ، وبدأَ في طلبِ الهدايةِ هداهُ اللهُ ، حتى قالَ عنهُ النبيُّ e {سلمانُ منَّا أهلَ البيتِ } وهنيئاًلهُ .. ويستحقُ ذلك ، فبَعدَ هذا العناءِ الطُويلِ ، والسفرِ الشاقِ ، صارَ من أهلِ البيتِ ، الذين قالَ اللهُ عنهم : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ). فطلبُ الهدايةِ من صفاتِ المُفلحينَ ، ولم يكنْ سلمانُ وحدَهُ الذي سعى في طلبِها ، بل أصحابُ النبيِّ e .. كَمْ لا قَوا وعانَوا من المتاعبِ ، والمشاقِ ، والإنتقالِ والهجرةِ والتضحيةِ ، حتى صاروا هُداةً مُهتدينَ ؟ فرضيَ اللهُ عنهم ورضوا عنه ، ونالوا الخيريةَ على جميعِ القُرونِ لو أنفقَ أحدُنا مثلَ جبلِ أُحدٍ ذهباً ، ما بلغَ مدَّ أحدِهم ولا نصيفَهُ ، فالمتاعبُ والمشاقُ في سبيلِ الهدايةِ أمرٌ هينٌ ، بل محبوبٌ إلى النفسِ قالَ تعالى ( فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ ) وانشراحُ الصدرِ لهذا الدينِ ، علامةُ الهدايةِ ، أمَّا الضيقُ والسآمةُ والكراهيَّةُ ، فذلِكَ علامةُ الضَّلالِ والشَّقاءِ ، يقولُ سُبحانه ( بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِين َ) والهِدايةُ لا تأتِي إلاَّ بمُجَاهدةِ النفسِ ، ومُجانَبةِ الهوى ، قال تعالى ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ) فلاَ بُدَّ من المُجاهدةِ ، أمَّا من أقامَ على المعاصي ، واستمرَّ على كبَائِرِ الذُّنوبِ ، واستمرءَ المُنكراتِ بِأنواعِها ، وجَلَسَ ينّتظِرُ الهدايةَ ، فَهَذَا حمقٌ وجهالَةٌ ، لا يُصلِّي الجُمُعَةَ ، ولا يشهدُ الصلاةَ مع الجماعَةِ ، ولا يحضِرُ المُحاضرةَ ، ولا يقرَأ كِتاباً ، ولا يسمعُ شَرِيطاً ، ولا يقْبَلُ نصِيحةَ ناصحٍ ، فمِن أينَ تأتي الهِدايةُ ؟ إنَّ أحوالَ َبعضِ الناسِ مع طَلَبِ الهِدايةِ أحوالٌ عجيبَةٌ غريبةٌ ، فقد أعرضَ أكثَرُهُم عن طلبِها ، وزَهِدَ في تحصيلِها ، بل إنَّهم يسعونَ في طلَبِ الضلالِ ، إلاَّ من رحِمَ اللهُ وقلِيلٌ ما هُم ، إنَّكم تَسمَعُون وترونَ ، كم يسعَى أُناسٌ من الناس ، وراءَ شهَواتِهم ، وكم يبذُلونَ لِتحقِيقِ رَغَبَاتِهم ، ويَتَنافسُونَ على هذِه الدُّنيا أشدَّ التَّنافُسِ ،ويعرضونَ عن الآخرةِ ، فأينَ السَّعيُ والبذلُ والتَّنافُسُ – على أُمورِ الآخِرةِ ؟ لَقدْ وصَلتْ بِبعْضِهمُ الحالُ – إلى درجةِ الإِيثارِ ، وقَدْ قالَ الله تعالى ( فَأَمَّا مَنْ طَغَى * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى ) يسعَونَ ليلاً ونهاراً ويَتَحمَّلُونَ المتاَعِبَ والمشَاقَ ، ويُحمِّلِونَ النَّفسَ مالاَ تطِيقُ ، .. والهَدَفُ الأوَّلُ والأخِيرُ .. هو..هَذه الدُّنيا ، وقد يضْحَكُ أحَدُنا على نفسِهِ ، ولكِنَّ الحِسابَ – عندَ الَّذي ( يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ) فأحدُهم عِنّدَهُ الاستِعْدَادُ ، أن يُنْفِقَ ما يُنْفِقُ ، دُونَ ترَدُّدٍ ولا كسلٍ ، ومَهْما بلَغَ على ملذَّاتِهِ ، ولَكِن يتَصدَّقُ .. أو يتَبرَّعُ أو يَصِلُ .. فيَحْسِبُ لِذَلِك ألفَ حِسابٍ وحِسابٍ ، وتأمَّلوا أيُّها الأحباَبُ ،ما يقعُ في هذا المُجتَمعِ ، مِن مشَاهِدٍ وموَاقِفٍ مُبكِيَةٍ ، فيها دلاَلةٌ واضِحَةٌ ، على أنَّ أكثرَ النَّاسَ – بعيدِينَ عن طلَبِ الهِدايةِ ، وعن أخْلاَقِ وصِفَاتِ المُسلِمينَ الصَّادِقِينَ ، وفيه دَلالَةٌ أيَضاً ، على التَّبَعِيَّةِ والتَّقلِيدِ .. ومُحَاكاتِ من سقَطَتْ أخلاَقُهُم ، وضاعَتْ قِيَمُهُم ، والنَّبيُّ e يقُولُ فيمَا يروِي عن اللهِ عزَّ وجَلْ {يقَولُ الله عزَّ وجَلْ خَلقتُ عِبادِي حُنفاَءَ وفي رِوايَةٍ مُسلِمين فاجتَالَتهُم الشَّياطِينُ } فالإنسانُ يُولدُ مَفطُوراً علىَ قَبولِ الحَقِّ ، كانَ النَّبي e يقولُ في دُعائِهِ في الليلِ { اهدِني لِما اختَلَفَ فيهِ مِن الحقِّ بِإذِنِك ، إنَّكَ تَهدِي مَن تَشاءُ إلى صِراطٍ مُستَقيم } وأمَرَ عليهِ الصَّلاةُ والسلامُ علياً أن يسألَ اللهَ السَّدادَ والهُدى ، وعلَّمَ الحَسَنَ ، أن يقَولَ في قُنُوتِ الوِتِرِ ،{اللهُّمَ اهدِنا فيمَن هديتَ } فنسألُ اللهُ جَلَّ وعلاَ أن يهديَنَا فيمَنْ هدى وأن يجعلَناَ هُداةً مُهتَدِين . بارك الله لي ولكم
الحمدُ للهِ المبدئِ المعيدِ ، الفعالِ لما يريدُ ، ذي العرشِ المجيدِ ، والبطشِ الشديدِ ، وأشهد أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ ، وأشهدُ أن سيدَنا محمداً عبدُهُ ورسولُهُ ، صلى اللهُ وسلم عليه ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الوعيدِ ، أمّا بعدُ : أيها الأحبةُ في الله : اعلموا رحِمنِي اللهُ وإيَّاكُم أنَّ الهِدّايةَ في إتِّباعِ سُنَّةِ الرَّسُولِ e فقد قالَ اللهُ تعالى ( وإن تُطِيعُوهُ تَهتَدُوْا ) وأعظَمُ ثمرةٍ مِن ثِمارِ الهِدَايةِ ، دُخُولُ الجنَّةِ فقد قالَ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ {كُلُّ أمَّتي يَدخُلونَ الجنَّةَ إلاَّ من أبى .. قيلَ : من يأبى يا رسَولَ اللهِ : قال من أطَاعَني دَخلَ الجنَّةَ ، ومن عصَاني فقد أبى } فعليكُم بِطَاعةِ أوامِرِهِ ، واجتِنابِ نواهيهِِ ، وعليكُم بِالتَّمسُّكِ بِسنَّتِهِ ، واحذرُوا ردَّ الحَقِّ واحْتِقارَ النَّاسِ ، فإنَّ هذا هُو الكِبَرُ كَما جاءَ عنهُ e، والكِبَرُ مِن موانِعِ الهِدَايةِ {ولا يدخُلُ الجنَّةَ مِن كانَ في قلبِهِ مِثقالَ ذرَّةٍ مِن الكِبَرِ } قالَ تعالى ( قيلَ ادخلوا أبوابَ جهَنَّمَ خالِدينَ فيها فبِئسَ مثوىَ المُتَكبِّرين ) وقد أخرجَ الكِبْرُ إبلِيسَ مِن الجنَّةِ ، وما أكثَرَ مظاهِرَهُ ودلائلَهُ ، استِعلاءً على شَرعِ اللهِ ، وهجراً لِسنَّةِ رسولِ اللهِ صلَّى الله عليهِ وسلَّم ، لا سماعَ لِنصِيحَةِ ناصِحٍ ، ولا اصْغَاءَ لِموعِظَةِ واعِظٍ ، ولا امتِثالَ لأمرِ مُشْفِقٍ ، وقريباً سَوفَ تَرحلُونَ عَن هذهِ الدُّنيا ، وتُسألونَ عَن أعمالِكُم ، فأعِدُّوا للسؤالِ جواباً وللجوابِ صواباً ، اللهُمَّ أيقظْنا مِن رقْدَةِ الغَافِلينَ ، واجعلْنا مِن عِبادِكَ الصَّالِحين عِبادَ الله صلُّوا علىَ المعصُومِ عليهِ أفضلُ الصَّلاةِ وأتَمُّ التَّسليمِ ، فإنَّهُ يقولُ. إنَّ أولى النَّاسِ بي يومَ القِياَمةِ ، أكثَرُهُم عليَّ صلاةً ويقولُ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام { مَنْ صلَّى عليَّ صلاةً واحِدةً صلَّى اللهُ عليهِ عشرَ صلواتٍ ، وحطَّ بِها عنهُ عشرَ سيئاتٍ ورفَعَهُ بِها عشرَ درجاتٍ } اللهُّم صلِّ وسلِّمْ وأنعِمْ وأكرِمْ وزِدْ وبارِكْ على عبْدِكَ ورسُولِكَ مُحمَّدٍ وارضِ اللهُّم عن أصحابِهِ الأطهاَرِ ، أبي بكرٍ وعُمَرَ وعُثمَانَ وعَلي وعنْ سائِرِ أصحاَبِ نبيِّكَ أجمَعِين وعنِ التَّابِعينَ وتابعيهم بِإحسَانٍ إلى يومِ الدِّينِ وعَنَّا معَهُم بِمَنِّكَ وفضلِكَ ورحمَتِكَ يا أرحمَ الرَّاحِمينَ ، اللَّهُم أعزَّ الإسلاَمَ وانصُرِ المُسلِمِين ، ودمِّرِ اليَهُودَ والنَّصارى يا ربَّ العَالمِين ، اللَّهُم زَلزِلْ الأرضَ مِن تحتِهِم ، وصُبَّ عليهِمْ العذَابَ مِن فوقِهِمْ ، وأرسِلْ علِيهِم حِجَارةً مِن السَّماءِ تَجعَلُهُم حصيداً خَامِدين ، وعِبرَةً لِلمُعتًبِرين ، إنَّكَ على ذلِك قدِيرٌ وبالإجابَةِ لجَدِيرٌ ، اللَّهُم اجعلْنَا هَادِينَ مهدِيين غيرَ ضالِّينَ ولا مُضِلِّين ، سِلماً لأولِيائِكَ حَرباً لأعدائِكَ ، اللَّهُم إنَّا نسألُكَ أن تَرْفَعَ ذِكرَنا ، وتَضَعَ وِزرَنا ، وتُطَّهِرَ قُلُوبَنا ، وتُحصِّنَ فُروجَنا ، وتغفرَ لنا ذُنوبَنا ، ونسألُكَ الدَّرجاتِ العُلى مِن الجنَّةِ ، اللَّهُم اغفِرْ لِجميعِ موتىَ المُسلِمين الَّذينَ شَهِدوا لَكَ بِالوحدَانيَّةِ ولِنبيِّكَ بالرِّسالَةِ وماتوا على ذلِك ، اللَّهُم اغفرْ لَهُم وارحمهُم وأكرِمْ نُزُلَهم ووسِّعْ مُدخَلَهم ونقِّهم مِن الذُّنوبِ والخطَايا كما يُنقَّى الثوبُ الأبيضُ مِن الدَّنَسِ ربَّنا أتِنا في الدُّنيا حسَنةً وفي الآخِرَةِ حسَنَةً وقِنا عذابَ النَّارِ عِبادَ اللهِ إنَّ اللهَ يأمُرُ بالعَدلِ والإحسَانِ وإيتاءِ ذي القُربى وينهى عنِ الفَحشاءِ والمُنكرِ والبَغي يعظكم لعلَّكُم تذكَّرون فاذكروا اللهَ العظِيمَ يذكُرْكُم واشكُرُوهُ على نِعَمِهِ يَزِدْكُم ولَذِكرُ اللهِ أكبرُ واللهُ يعلمُ ما تصنَعُون
الحمدُ للهِ المبدئِ المعيدِ ، الفعالِ لما يريدُ ، ذي العرشِ المجيدِ ، والبطشِ الشديدِ ، وأشهد أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ ، وأشهدُ أن سيدَنا محمداً عبدُهُ ورسولُهُ ، صلى اللهُ وسلم عليه ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الوعيدِ ، أمّا بعدُ : أيها الأحبةُ في الله : اعلموا رحِمنِي اللهُ وإيَّاكُم أنَّ الهِدّايةَ في إتِّباعِ سُنَّةِ الرَّسُولِ e فقد قالَ اللهُ تعالى ( وإن تُطِيعُوهُ تَهتَدُوْا ) وأعظَمُ ثمرةٍ مِن ثِمارِ الهِدَايةِ ، دُخُولُ الجنَّةِ فقد قالَ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ {كُلُّ أمَّتي يَدخُلونَ الجنَّةَ إلاَّ من أبى .. قيلَ : من يأبى يا رسَولَ اللهِ : قال من أطَاعَني دَخلَ الجنَّةَ ، ومن عصَاني فقد أبى } فعليكُم بِطَاعةِ أوامِرِهِ ، واجتِنابِ نواهيهِِ ، وعليكُم بِالتَّمسُّكِ بِسنَّتِهِ ، واحذرُوا ردَّ الحَقِّ واحْتِقارَ النَّاسِ ، فإنَّ هذا هُو الكِبَرُ كَما جاءَ عنهُ e، والكِبَرُ مِن موانِعِ الهِدَايةِ {ولا يدخُلُ الجنَّةَ مِن كانَ في قلبِهِ مِثقالَ ذرَّةٍ مِن الكِبَرِ } قالَ تعالى ( قيلَ ادخلوا أبوابَ جهَنَّمَ خالِدينَ فيها فبِئسَ مثوىَ المُتَكبِّرين ) وقد أخرجَ الكِبْرُ إبلِيسَ مِن الجنَّةِ ، وما أكثَرَ مظاهِرَهُ ودلائلَهُ ، استِعلاءً على شَرعِ اللهِ ، وهجراً لِسنَّةِ رسولِ اللهِ صلَّى الله عليهِ وسلَّم ، لا سماعَ لِنصِيحَةِ ناصِحٍ ، ولا اصْغَاءَ لِموعِظَةِ واعِظٍ ، ولا امتِثالَ لأمرِ مُشْفِقٍ ، وقريباً سَوفَ تَرحلُونَ عَن هذهِ الدُّنيا ، وتُسألونَ عَن أعمالِكُم ، فأعِدُّوا للسؤالِ جواباً وللجوابِ صواباً ، اللهُمَّ أيقظْنا مِن رقْدَةِ الغَافِلينَ ، واجعلْنا مِن عِبادِكَ الصَّالِحين عِبادَ الله صلُّوا علىَ المعصُومِ عليهِ أفضلُ الصَّلاةِ وأتَمُّ التَّسليمِ ، فإنَّهُ يقولُ. إنَّ أولى النَّاسِ بي يومَ القِياَمةِ ، أكثَرُهُم عليَّ صلاةً ويقولُ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام { مَنْ صلَّى عليَّ صلاةً واحِدةً صلَّى اللهُ عليهِ عشرَ صلواتٍ ، وحطَّ بِها عنهُ عشرَ سيئاتٍ ورفَعَهُ بِها عشرَ درجاتٍ } اللهُّم صلِّ وسلِّمْ وأنعِمْ وأكرِمْ وزِدْ وبارِكْ على عبْدِكَ ورسُولِكَ مُحمَّدٍ وارضِ اللهُّم عن أصحابِهِ الأطهاَرِ ، أبي بكرٍ وعُمَرَ وعُثمَانَ وعَلي وعنْ سائِرِ أصحاَبِ نبيِّكَ أجمَعِين وعنِ التَّابِعينَ وتابعيهم بِإحسَانٍ إلى يومِ الدِّينِ وعَنَّا معَهُم بِمَنِّكَ وفضلِكَ ورحمَتِكَ يا أرحمَ الرَّاحِمينَ ، اللَّهُم أعزَّ الإسلاَمَ وانصُرِ المُسلِمِين ، ودمِّرِ اليَهُودَ والنَّصارى يا ربَّ العَالمِين ، اللَّهُم زَلزِلْ الأرضَ مِن تحتِهِم ، وصُبَّ عليهِمْ العذَابَ مِن فوقِهِمْ ، وأرسِلْ علِيهِم حِجَارةً مِن السَّماءِ تَجعَلُهُم حصيداً خَامِدين ، وعِبرَةً لِلمُعتًبِرين ، إنَّكَ على ذلِك قدِيرٌ وبالإجابَةِ لجَدِيرٌ ، اللَّهُم اجعلْنَا هَادِينَ مهدِيين غيرَ ضالِّينَ ولا مُضِلِّين ، سِلماً لأولِيائِكَ حَرباً لأعدائِكَ ، اللَّهُم إنَّا نسألُكَ أن تَرْفَعَ ذِكرَنا ، وتَضَعَ وِزرَنا ، وتُطَّهِرَ قُلُوبَنا ، وتُحصِّنَ فُروجَنا ، وتغفرَ لنا ذُنوبَنا ، ونسألُكَ الدَّرجاتِ العُلى مِن الجنَّةِ ، اللَّهُم اغفِرْ لِجميعِ موتىَ المُسلِمين الَّذينَ شَهِدوا لَكَ بِالوحدَانيَّةِ ولِنبيِّكَ بالرِّسالَةِ وماتوا على ذلِك ، اللَّهُم اغفرْ لَهُم وارحمهُم وأكرِمْ نُزُلَهم ووسِّعْ مُدخَلَهم ونقِّهم مِن الذُّنوبِ والخطَايا كما يُنقَّى الثوبُ الأبيضُ مِن الدَّنَسِ ربَّنا أتِنا في الدُّنيا حسَنةً وفي الآخِرَةِ حسَنَةً وقِنا عذابَ النَّارِ عِبادَ اللهِ إنَّ اللهَ يأمُرُ بالعَدلِ والإحسَانِ وإيتاءِ ذي القُربى وينهى عنِ الفَحشاءِ والمُنكرِ والبَغي يعظكم لعلَّكُم تذكَّرون فاذكروا اللهَ العظِيمَ يذكُرْكُم واشكُرُوهُ على نِعَمِهِ يَزِدْكُم ولَذِكرُ اللهِ أكبرُ واللهُ يعلمُ ما تصنَعُون