الشيخ/عبدالله السالم
01-05-2014, 16:40
الحمدُ للهِ ، قدَّمَ من شاءَ بفضلِهِ ، وأخرَّ من شاءَ بعدلِهِ ، هو المبدءُ المعيدُ ، الفَعَّالُ لمايُريدُ ، جلَّ عن أتخاذِ الصاحبةِ والولدِ ، ولم يكنْ له كفواً أحدٌ ، أشهدُ أن لا إلهَ إلا هوَ ، وحدَهُ ولا شريكَ له ، ( لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) وأشهدُ أن محمداً عبدُهُ ورسولُهُ صلى اللهُ عليه ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ وسلم تسليماً كثيراً : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) (يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا*يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً):أما بعد أيها الأحبةُ في الله ، فَإِنَّ زَكَاةَ المالِ ، حَقٌ واجبٌ في المالِ ، إذا بلغَ النِّصَابَ ، وَحَالَ عَليهِ الحولُ ، لَيسَ للإنسانِ فِيهِ فَضلٌ ولا منةٌ ، بل إِنَّهُ يَأثمُ إثماً عَظيماً إذا أَخَّرَهُ ، أَمَّا إِذَا جَحَدَها ! فَالأمرُ يَكُونُ أشدَّ خُطورةٍ ، فَمَنْ جَحَدَ وجوبَها كفَرَ، وَمَنْ مَنَعَها.. أُخِذَتْ مِنهُ قَهرًا، وقيلَ: يأخذُ الإمامُ معها الشَّطرَ، فعنْ بهزِ بنِ حكيمٍ عن أبيهِ عن جدِّهِ أن رسولَ اللهِ r قالَ: { من أعطاها مُؤتجِرًا فلهُ أجرُها، ومن مَنَعَها فإنَّا آخذوها وشطرَ مالِهِ، عزمةً من عزَماتِ ربِّنا عزّ وجلّ، لا يحلُّ لآلِ محمّدٍ منها شيءٌ}أخرجَهُ أحمدُ وأبو داودَ والنسائيُّ وصححَهُ الحاكمُ . وَمَنْ حَبَسَها تَهاونًا ، وأَمسَكَها تَكَاسلاً ، وكتمَها بُخلاً وغيَّبَها شُحًّا ، أو أنقَصَها أو أخَّرَها عن وقتِ وجوبِها ، مع إمكانِ أدائِها وداعيَ إِخراجِها ، فهو عاصٍ وآثمٌ ، ومُعتدٍ وظالمٌ، لا يسلَمُ مِن تبِعَتِها ، ولا يَخرجُ من عُهدتِها ، إلاّ بإخراجِ ما وجَبَ في ذمّتِهِ منها ، وتعلَّقَ بمالِهِ من حقِّها. ومَن مضَتْ عليه سُنونٌ لم يؤدِّ زكاتَها ، لزِمَهُ إخراجُ الزكاةِ عن جميعِها ، والتّوبةُ والاستغفارُ عن تَأخِيرِها. لأَنَّ الزَّكاةَ ،هي الرّكنُ الثالثُ من أَركانِ الإسلامِ ، وجاءتْ مَقرونةً بالصلاةِ ، في أكثرِ من سبعينَ موضعاً في القرآنِ ، ولقد قَاتلَ أبو بكرٍ الصديقُ رضي اللهُ عنه ، من منعَ الزكاةَ بعد وفاةِ النبيِّ r ، حتى سُميتْ تلك الحروبُ ، حُروبُ الردةِ ، وقالَ رضي الله عنه ، والله لأقاتلنّ من فرقَ بينَ الصلاةِ والزكاةِ ، وقالَ رضي اللهُ عنه : واللهِ لو منعوني عِقالاً – وفي روايةٍ عَنَاقاً – كانوا يؤدونه على عهدِ رسولِ اللهِ r ، لقاتلتُهم عليه ، ألزكاةُ حقٌّ للهِ يُؤخذُ منك رغماً عَنْكَ ، يقولُ تعالى : (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا ) وفي حديثِ معاذِ بنِ جبلَ رضي اللهُ عنه : لما بعثَهُ النبيُّ r إلى اليمنِ قالَ :{ فإن هم أجابوكَ لذلِكَ فأخبرْهم أن اللهَ قد فرضَ عليهم زكاةً تُؤخذُ من أغنيائِهم وتردُّ في فقرائِهم} يقولُ اللهُ عز وجل : (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ ) فالزكاةُ تُخرجُ من عينِ المالِ ،وتُصرفُ في مصارِفِها وفي أهلِها ، فقد قال اللهُ عزّ وجلَّ ( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنْ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) [التوبة:60]: هبْ أن غنياً ، حَسَبَ زكاةَ مالِهِ ، فَوجدَها عشرةَ آلافِ ريالٍ ، ما المانعُ أن يُعطيَ هذا المبلغَ كلَّهُ ، عائلةً مستحقةً يعرفُ ظروفَها حقَّ المعرفةِ ، أَو أَنْ يَقسِمَ هذا المبلغَ بينَ عائلتينِ أو ثلاث ، فهذا أنفعُ وأسلمُ ، كَمْ حَاسِبٍ لزكاةِ مالِهِ , تعاركَ مع شيطانِ ثروتِهِ , فَأردَاهُ الشيطانُ قَتيلا, واللهِ ، لو أخرجَ الناسُ زكاةَ أموالِهم حقَّ الإخراجِ , ماظننتُ أَنْ يَبقَى للفقرِ والفاقة أثراً , تَأمَّلوا أمةَ الإسلامِ , كيف أكلَ علينا الشيطانُ وَشَرِبَ , فأصبحنا كَبَيّتٍ خَرِبٍ , تَمَّزقتْ أواصرُ المودةِ والرَّحمةِ , وتَشتَتْ القُلوبُ , وتباعدتِ الأنفسُ , وانعدَمتْ الأثَرةُ , وصارَ حقُّ اللهِ عَزَّوجَلَّ في المالِ , الذي إن جحدَهُ وبخلَ به , حوسبَ لذلك حساباً عسيراً , صارَ الذي يُخرِجُهُ ، يَرى ذلك مَعرُوفاً مِنهُ إِنْ أخرجَهُ , ألا فاتقوا اللهَ عبادَ اللهِ , فإنما ترزقون بفقرائِكم , وتمطرونَ بأداءِ زكاةِ أموالِكم , لعلّ القلوبَ , أصابتْها قسوةً , وانتابَها بُعْدٌ عن خالقِها وبارئِها , ولعلّ الأبدانَ , خالجَها فتورٌ , ولاجَ بها التقصيرُ , في طاعةِ العلي القدير , فأصابَها دونَ غاياتِها قصورٌ , ولعلَ الأيادي , قبضتْ الشحَّ والبخلَ , وعايشتْ الإمساكَ والقتورَ , فَلْنَتَدَافعْ رَحَمَاتُنا لِبعْضِِنَا , فَمُنفِقٌ على فَقِيرٍ , وواصلٌ لأرملةٍ ويتيمٍ , وزائرٌ لقريبٍ , وعائدٌ لمريضٍ , لتكونَ رحمةُ اللهِ أسرعُ ( إِنَّ اللهَ لا يُغَيّرُ مَا بِقَومٍ حَتَّى يُغَيِّروا مَا بِأنفُسِهِم ) اللهم لا تحرمْنا عطاؤكَ ، واجعلْه علينا متتابعاً , وأَصبْنا صَيّباً نَافِعاً ,
بارك الله لي ولكم في القران العظيم ،
ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم ، أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم منكلِّ ذنب ، فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم
الحمد للهِ على إحسانِهِ ، والشكرُ لهُ على توفيقِهِ وامتنانِهِ ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلاَّ اللهُ ، وحدهُ لا شريكَ لهُ ، تعظيماً لشانِهِ ، وأشهدُ أنَّ نبينا محمّداً عبدُهُ ورسولُه ، الدّاعيَ إلى رضوانِهِ ، صلّى الله عليه وعلى آلِهِ وأصحابِه وأعوانِهِ ، وسلّم تسليماً مزيداً: أما بعدُ: في الحديث عن أبي هريرةَ رضي اللهُ عنه قالَ: قالَ رسولُ اللهِ r : {ما مِن صاحبِ ذهبٍ ولا فضّةٍ لا يؤدِّي منها حقَّها ، إلاَّ إذا كانَ يومَ القيامةِ صُفِّحَتْ له صفائِحُ من نارٍ فأُحمِي عليها في نارِ جهنَّمَ، فيُكوَى بها جَنبُهُ وجبينُهُ وظهرُهُ، كلَّما رُدَّتْ أُعيدَتْ له، في يومٍ كانَ مقدارُهُ خمسينَ ألفَ سنةٍ، حتى يُقضَى بين العبادِ ، فيرى سبيلَهُ إمّا إلى الجنّةِ وإمّا إلى النّارِ، ولا صاحبِ إبلٍ لا يؤدِّي منها حقَّها ـ ومِن حقِّها حلبُها يومَ وِردِها ـ إلاّ إذا كانَ يومَ القيامةِ بُطِحَ لها بقاعٍ قَرقَرٍ أَوفرَ ما كانَتْ، لا يفقِدُ منها فصِيلاً واحدًا، تطؤُهُ بأخفافِها وتعضُّه بأفواهِها، كلّما مرَّ عليهِ أُولاها رُدَّ عليهِ أُخراها، في يومٍ كانَ مقدارُهُ خمسينَ ألفَ سنَةٍ، حتى يُقضَى بينَ العبادِ فيرى سبيلَهُ إمّا إلى الجنّةِ وإمّا إلى النارِ، ولا صاحبِ بَقَرٍ ولا غنَمٍ لا يؤدِّي منها حقَّها إلا إذا كانَ يومَ القيامةِ بُطِح لها بقاعٍ قَرقَر لا يفقِدُ منها شيئًا، ليسَ فيها عَقصاءُ ولا جَلحاءُ ولا عَضباءُ، تنطَحُهُ بقرونِها وتطؤُهُ بأظلافِها، كلّما مرَّ عليهِ أُولاها رُدَّ عليهِ أُخراها، في يومٍ كان مقدارُهُ خمسينَ ألفَ سنةٍ، حتى يُقضَى بينَ العبادِ فيَرى سبيلَهُ إمّا إلى الجنّةِ وإمّا إلى النارِ} أخرجَهُ مسلمٌ ، يا لها من عقوبةٍ مغلَّظةٍ ،ترجُفُ منها القلوبُ المؤمِنةُ . فيا مَن جمعَ المالَ وأوعَاهُ ، ومنَعَ حقَّ اللهِ فيهِ وأوكاهُ ، وكنزَهُ وأخفاهُ ، سَتَنالُ عِقابَ ما بخِلت َ، وستُعايِنُ شؤمَ ما عمِلتَ،أما سمِعتَ هذا الإنذار ؟من العزيزِ الجبّار (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ *يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ) [التوبة:34، 35] عباد الله صَلّوا وسلِّموا على الهادي البشير ، والسراج المنير ، الَّذي ماترك خيراً إلاَّ ودلنا عليه ، ولا شراً إلاَّ وحذرنا منه بأبي هو وأُمّي ، فقد أمركم الله بذلك في كتابه فقال: (إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيمًا)، وقال r : {من صلى عليَّ مرة صلى الله عليه بها عشرًا}. اللهم صلِ وسلَّمْ وأنعمْ وأكرمْ ، وزدْ وباركْ على عبدِكَ ورسولِكَ محمدٍ وارضَ اللهم عن الخلفاءِ الأئمةِ الحُنفاءِ ، أبي بكرٍ وعُمرَ وعُثمانَ وعلي وعن سائرِ أصحابِ نبيك أجمعين وعن التابعينَ وتابعيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ وعنا معهم بِمنِك وفضلِكَ ورحمتِكَ يا أرحمَ الرحمين ، اللهم أعزَ الإسلامَ والمسلمينَ ، وأذلَّ الشركَ والمشركين ودمرْ أعداءَ الدينِ ، من اليهودِ والنصارى وجميعِ الكفرةِ والمُلحدين،اللهم ثَبتْنا على نهجِ الاستقامةِ ، وأعذْنا من موجباتِ الحسرةِ والندامةِ يومَ القيامةِ ، وخفَّفْ عنَاّ ثُقلَ الأوزارِ وارزقنا عيشةَ الأبرارِ، وانظمْنا في سلكِ حزبِك المُفلحين ، وأتممْ علينا نعَمَتَك الوافيةَ ، وارزُقْنا الإخلاصَ ، في أعمالِنا والصَّدقَ في أقوالِنا ، وعُدْ علينا بإصلاحِ قُلُوبِنا وذُرِّيَتِنَا ، واغفرْ لنا ولوالدِينا ولجميعِ المسلمين ، برحمتِك يا أرحمَ الرحمين ، اللهم احفظْ بلادَنا وولاةَ أمرِنا وعلماءَنا ودُعاتَنا ، اللهم وحِّدْ كلمتَنا وقوي شوكتَنا ياربَّ العالمينَ ، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنيين والمؤمنات ، الأحياء منهم والأموات ، اللهم ربنا ( آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ).
بارك الله لي ولكم في القران العظيم ،
ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم ، أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم منكلِّ ذنب ، فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم
الحمد للهِ على إحسانِهِ ، والشكرُ لهُ على توفيقِهِ وامتنانِهِ ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلاَّ اللهُ ، وحدهُ لا شريكَ لهُ ، تعظيماً لشانِهِ ، وأشهدُ أنَّ نبينا محمّداً عبدُهُ ورسولُه ، الدّاعيَ إلى رضوانِهِ ، صلّى الله عليه وعلى آلِهِ وأصحابِه وأعوانِهِ ، وسلّم تسليماً مزيداً: أما بعدُ: في الحديث عن أبي هريرةَ رضي اللهُ عنه قالَ: قالَ رسولُ اللهِ r : {ما مِن صاحبِ ذهبٍ ولا فضّةٍ لا يؤدِّي منها حقَّها ، إلاَّ إذا كانَ يومَ القيامةِ صُفِّحَتْ له صفائِحُ من نارٍ فأُحمِي عليها في نارِ جهنَّمَ، فيُكوَى بها جَنبُهُ وجبينُهُ وظهرُهُ، كلَّما رُدَّتْ أُعيدَتْ له، في يومٍ كانَ مقدارُهُ خمسينَ ألفَ سنةٍ، حتى يُقضَى بين العبادِ ، فيرى سبيلَهُ إمّا إلى الجنّةِ وإمّا إلى النّارِ، ولا صاحبِ إبلٍ لا يؤدِّي منها حقَّها ـ ومِن حقِّها حلبُها يومَ وِردِها ـ إلاّ إذا كانَ يومَ القيامةِ بُطِحَ لها بقاعٍ قَرقَرٍ أَوفرَ ما كانَتْ، لا يفقِدُ منها فصِيلاً واحدًا، تطؤُهُ بأخفافِها وتعضُّه بأفواهِها، كلّما مرَّ عليهِ أُولاها رُدَّ عليهِ أُخراها، في يومٍ كانَ مقدارُهُ خمسينَ ألفَ سنَةٍ، حتى يُقضَى بينَ العبادِ فيرى سبيلَهُ إمّا إلى الجنّةِ وإمّا إلى النارِ، ولا صاحبِ بَقَرٍ ولا غنَمٍ لا يؤدِّي منها حقَّها إلا إذا كانَ يومَ القيامةِ بُطِح لها بقاعٍ قَرقَر لا يفقِدُ منها شيئًا، ليسَ فيها عَقصاءُ ولا جَلحاءُ ولا عَضباءُ، تنطَحُهُ بقرونِها وتطؤُهُ بأظلافِها، كلّما مرَّ عليهِ أُولاها رُدَّ عليهِ أُخراها، في يومٍ كان مقدارُهُ خمسينَ ألفَ سنةٍ، حتى يُقضَى بينَ العبادِ فيَرى سبيلَهُ إمّا إلى الجنّةِ وإمّا إلى النارِ} أخرجَهُ مسلمٌ ، يا لها من عقوبةٍ مغلَّظةٍ ،ترجُفُ منها القلوبُ المؤمِنةُ . فيا مَن جمعَ المالَ وأوعَاهُ ، ومنَعَ حقَّ اللهِ فيهِ وأوكاهُ ، وكنزَهُ وأخفاهُ ، سَتَنالُ عِقابَ ما بخِلت َ، وستُعايِنُ شؤمَ ما عمِلتَ،أما سمِعتَ هذا الإنذار ؟من العزيزِ الجبّار (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ *يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ) [التوبة:34، 35] عباد الله صَلّوا وسلِّموا على الهادي البشير ، والسراج المنير ، الَّذي ماترك خيراً إلاَّ ودلنا عليه ، ولا شراً إلاَّ وحذرنا منه بأبي هو وأُمّي ، فقد أمركم الله بذلك في كتابه فقال: (إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيمًا)، وقال r : {من صلى عليَّ مرة صلى الله عليه بها عشرًا}. اللهم صلِ وسلَّمْ وأنعمْ وأكرمْ ، وزدْ وباركْ على عبدِكَ ورسولِكَ محمدٍ وارضَ اللهم عن الخلفاءِ الأئمةِ الحُنفاءِ ، أبي بكرٍ وعُمرَ وعُثمانَ وعلي وعن سائرِ أصحابِ نبيك أجمعين وعن التابعينَ وتابعيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ وعنا معهم بِمنِك وفضلِكَ ورحمتِكَ يا أرحمَ الرحمين ، اللهم أعزَ الإسلامَ والمسلمينَ ، وأذلَّ الشركَ والمشركين ودمرْ أعداءَ الدينِ ، من اليهودِ والنصارى وجميعِ الكفرةِ والمُلحدين،اللهم ثَبتْنا على نهجِ الاستقامةِ ، وأعذْنا من موجباتِ الحسرةِ والندامةِ يومَ القيامةِ ، وخفَّفْ عنَاّ ثُقلَ الأوزارِ وارزقنا عيشةَ الأبرارِ، وانظمْنا في سلكِ حزبِك المُفلحين ، وأتممْ علينا نعَمَتَك الوافيةَ ، وارزُقْنا الإخلاصَ ، في أعمالِنا والصَّدقَ في أقوالِنا ، وعُدْ علينا بإصلاحِ قُلُوبِنا وذُرِّيَتِنَا ، واغفرْ لنا ولوالدِينا ولجميعِ المسلمين ، برحمتِك يا أرحمَ الرحمين ، اللهم احفظْ بلادَنا وولاةَ أمرِنا وعلماءَنا ودُعاتَنا ، اللهم وحِّدْ كلمتَنا وقوي شوكتَنا ياربَّ العالمينَ ، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنيين والمؤمنات ، الأحياء منهم والأموات ، اللهم ربنا ( آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ).