المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصبـــــر



الشيخ/عبدالله السالم
27-03-2014, 17:32
الحَمدُ للهِ وَعَدَ الصَّابِرينَ بِأجرٍ بِغَيرِ حِسابٍ،نَشهدُ أنْ لا إلهَ إلاَّ اللهُ وَحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لهُ الحُكمُ وإليهِ المَآبُ،ونَشهدُ أنَّ مُحمدَاً عبدُ اللهِ وَرَسُولُهُ خيرُ مَن صَبَرَ وصَابَرَ بِلا تَشَكٍّ ولا حَزَنٍ ولا اكتِئَابٍ,الَّلهمَّ صَلِّ وَسَلِّم وبارِك عليه وعلى جميعِ الآلِ والأصحاب (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) (يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا*يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) أمَّا بَعدُ:أيُّها الأحبةُ في الله ، يقولُ المولى جلَّ وعلا ( يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱسْتَعِينُواْ بِٱلصَّبْرِ وَٱلصَّلَوٰةِ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّـٰبِرِينَ ) فَستَعِينوا على دُنياكُم بالصَّبر والتَّقوَى , فإنَّ العَبَدَ في حَيَاتِهِ ، مُحتَاجٌ إِلى التَّحَلِّي بِالصَّبرِ الجَميلِ ، فَلا استِقَامَةَ وَلا إِمَامَةَ , وَلا فَوزَ وَلا فَلاحَ ، إِلاَّ بِالصَّبرِالجَمِيلِ ، إِذْ هُوَ وَقُودٌ وَزَادٌ ، وَقُوَّةٌ وَعَتَادٌ ، يَحتَاجُهُ المَرِيضُ في شَكوَاهُ،والمُبتَلى في بَلوَاهُ ، وطَالِبُ العِلمِ مَعَ كُتُبِهِ وَدُرُوسِهِ ، وَالدَّاعِيَةُ لا يَشُدُّ عَزمَهُ مِثلُ الصَّبرِ ، والآمِرُ بالمَعرُوفِ والنَّاهي عن المُنكَرِ ، أعظَمُ وصِيَّةٍ لَهُ من اللهِ تعالى: (وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ) فلَن تَجِدَ أَبًا في بَيتِهِ , وَلا مُعَلِّمًا في مَدرَسَتِهِ ، ولا موظفًا في مُؤَسَّسَتِهِ ، وَلا خَادِمَاً ولا عَامِلاً ، إِلاَّ وَهُم بِحَاجَةٍ مَاسَّةٍ إِلى الصَّبرِ الجَمِيلِ
إِنِّي رَأَيْتُ وفي الأَيَّامِ تَجْرِبَةٌ ... للصَّبْرِ عاقِبَةً مَحْمُودَةَ الأَثَرِ
وقَلَّ مَنْ جَدَّ في أَمْرٍ يُطالِبُهُ ... فاستَصْحَبَ الصَّبْرَ إِلاَّ فَازَ بالظَّفَرِ فَلَولا التَّحَلِّي بِالصَّبرِ الجَميلِ ، لَغَرِقَ المَهمُومُ في بُحُورِ هُمُومِهِ ، يقولُ المصطفى e {وَمَا أُعطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيرًا وَأَوسَعَ مِنَ الصَّبرِ}والمُؤمِنُ يَحتَاجُ إِلى الصَّبرِ عَلَى طَاعَةِ اللهِ ، حَتى يَقُومَ بها وَيُؤَدِّيَهَا، و يَحتَاجُ َإِلى صَبرٍ عَن مَعصِيَةِ اللهِ ، حَتى يَترُكَهَا للهِ ، وَإِلى صَبرٍ عَلَى أَقدَارِ اللهِ المُؤلِمَةِ ، فَلا يَتَسَخَّطُهَا ، بَل إِلى صَبرٍ عَلَى نِعَمِ اللهِ وَمَحبُوبَاتِ النَّفسِ ، فَلا يَدَعُ النَّفسَ تَمرَحُ وَتَفرَحُ الفَرَحَ المَذمُومَ ، بَل يَشتَغِلُ بِشُكرِ اللهِ ،والْمُؤمنُ في كُلِّ أَحوَالِهِ يَحتَاجُ إِلى الصَّبرِ ، وَبِالصَّبرِ يَنَالُ الفَلاحَ"وَلأَهَمِّيَّةِ الصَّبرِ ، وَعُلُوِّ مَنزِلَتِهِ ، فَقَد ذَكَرَهُ اللهُ في كِتَابِهِ في تِسعِينَ مَوضِعًا، فَأَمَرَ بِهِ فَقَالَ تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصبِرُوَا وَصَابِرُوا) ،وَقَال سُبحانه (وَاستَعِينُوا بِالصَّبرِ وَالصَّلاةِ ) وَجَعَلَ الإِمَامَةَ في الدِّينِ مَورُوثَةً عَنِ الصَّبرِ وَاليَقِينِ بِقَولِهِ سُبحانه (وَجَعَلنَا مِنهُم أَئِمَّةً يَهدُونَ بِأَمرِنَا لَمَّا صَبَرُوَا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ) بل حَتَّى في الخُصُوماتِ وأَخذِ الحقُوقِ التي لكَ ، نُدِبْتَ إِلى الصَّبرِ الجَميلِ ، قَالَ تَعَالى: (وَإِنْ عَاقَبتُم فَعَاقِبُوا بِمِثلِ مَا عُوقِبتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرتُم لَهُوَ خَيرٌ لِلصَّابِرِينَ) وَأَعظَمُ الخَيرِ في الصَّبرِ ، أَنَّ أَجرَهُ لا يُحَدُّ ولا يُحسبُ ،( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجرَهُم بِغَيرِ حِسَابٍ)
وَإِذَا وَجَدَ المُؤمِنُونُ مَشَقَّةً وَعَنَتَاً , أَتَت مَحَبَّةُ اللهِ لِلصَّابِرِينَ , وَمَعِيَّتُهُ لَهُم ، لِتُخَفِّفَ عَنهُم وَطأَتَهُ ، وَتُهَوِّنَ عَلَيهِم صُعُوبَتَهُ ، قَالَ تَعَالى( وَاللهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ) وَحِينَ يَفرَحُ أُناسٌ بمَا نَالُوهُ مِن مَتَاعٍ دُنيَوِيٍّ زَائِلٍ،أَو ِتَحقَّقَ لَهُم مَا تَمَنَّوهُ وَسَعَوا بِهِ من سعيٍ باطلٍ ، يَأتي فَلاحُ الصَّابِرِينَ,بِأَنَّ العَاقِبَةَ الحَسَنَةَ لهم ، قالَ تعالى ( سَلامٌ عَلَيكُم بما صَبَرتُم فَنِعمَ عُقبى الدَّارِ) وَحِينَ يَكبُرُ مَكرُ الأَعدَاءِ ، وَيَعظُمُ كَيدُهُم ، وَيَشتَدُّ أَذَاهُم،فَإِنَّ الصَّبرَ وَالتَّقوَى هُمَا خَيرُ عِلاجٍ ، وَأَنجَعُ وَسِيلَةٍ ، لإِبطَالِ كَيدِهِم ، وَإِخمَادِ عَدَاوَتِهِم ، قَالَ اللهُ تَعَالى(وَإِنْ تَصبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُم كَيدُهُم شَيئًا إِنَّ اللهَ بما يَعمَلُونَ مُحِيطٌ) وكَمَا امتَدَحَ اللهُ الصَّبرَ في كِتَابِهِ فسُنَّةُ النَّبِيِّeوسِيرَتُهُ قولاً وَعَمَلاً, كُلُّها صبرٌ جميلٌ ,ألم يقُل نبيُّنا: e(الصَّبرُ ضِيَاءٌ)؟. وقَالَ: (يَقُولُ اللهُ تَعَالى في الحديثِ القدسي { مَا لِعَبدِي المُؤمِنِ عِندِي جَزَاءٌ إِذَا قَبَضتُ صَفِيَّهُ مِن أَهلِ الدُّنيَا ثُمَّ احتَسَبَهُ إِلاَّ الجَنَّةُ}وَفي المُسنَدِ وغيرِهِ أَنَّهُ قَالَ: {وَاعلَمْ أَنَّ في الصَّبرِ عَلَى مَا تَكرَهُ خَيرًا كَثِيرًا،وَأَنَّ النَّصرَ مَعَ الصَّبرِ،وَأَنَّ الفَرَجَ مَعَ الكَرْبِ،وَأَنَّ مَعَ العُسرِ يُسرًا}وَقَالَ بأبي هُوَ وأُمي e { المُؤمِنُ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ وَيَصبِرُ عَلَى أَذَاهُم أَعظَمُ أَجرًا مِنَ المُؤمِنِ الَّذِي لا يُخَالِطُ النَّاسَ وَلا يَصبِرُ عَلَى أَذَاهُم}وَكلُّلنا يعلمُ قصَّةَ المرأةِ ، التي كانت تمشي مع النَّاسِ وهي من أهل الجنَّةِ! فقد قَالَ ابنُ عَبَّاسٍ لعَطَاءِ بنِ أَبي رَبَاحٍ رضي اللهُ عنهم[أَلا أُرِيكَ امرَأَةً مِن أَهلِ الجَنَّةِ؟فَقُلتُ: بَلَى،قَالَ:هَذِهِ المَرأَةُ السَّودَاءُ،أَتَتِ النَّبيَّ فَقَالَت:إِنِّي أُصرَعُ وَإِنِّي أَتَكَشَّفُ فَادعُ الله لي،] قَالَe{ إِنْ شِئتِ صَبَرتِ وَلَكِ الجَنَّةُ،وَإِنْ شِئتِ دَعَوتُ اللهَ أَن يُعَافِيَكِ}،فَقَالَت:أَصبِرُ،فَادعُ اللهَ لي أَن لاَّ أَتَكَشَّفَ، فَدَعَا لَهَا!هكذا يامُسلِمُونَ،يَظَلُّ الصَّبرُ سِرَاجًا لَنا في دُرُوبِ الحَيَاةِ ، وَنُورًا في ظُلُمَاتِ الفِتَنِ ، وَرَفيقًا في غُربَةِ الزَّمَنِ ، أَلا فَاتَّقُوا اللهَ وَاصبِرُوا، إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصبِرْ فَإِنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجرَ المُحسِنِينَ
جُبِلَتْ على كَدَرٍ وأنت تُريدُها… صَفْواً مِنَ الأَقذَارِ والأَكْدَارِ
ومَكَلِّفُ الأَيَّامِ ضِدَّ طِبَاعِها ..... مُتَطَلِّبٌ في المَاءِ جَذوةُ نَارِ
بارك الله لي ولَكم في القرآنِ العظيمِ،ونفَعني وإيّاَكم بِهدِيِ سَيِّدِ المُرسَلِينَ،وأَستَغفِرُ اللهَ لِي وَلَكُم ولِسائِرِ المُسلِمينَ,فَاستَغفِرُوهُ،إنَّه هُو الغَفُورُ الرَّحيمُ.


الحمدُ للهِ ربِّ العَالَمِينَ،نَشهَدُ أنْ لا إلهَ إلاَّ اللهُ وَحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ المَلِكُ الحَقُّ المُبينُ, ونَشهَدُ أنَّ نَبيَّنا مُحمدًا عبدُ اللهِ ورَسُولُهُ الصَّادِقُ الأَمِينُ،اللهمَّ صَلِّ وسَلِّم وَبَارِك عليهِ وعلى آلِهِ وأصحَابِهِ والتَّابعينَ لَهم بإحسانٍ وإيمانٍ إلى يومِ الدِّينِ.أَمَّا بَعدُ : ذَكَرَ العُلمَاءُ أنَّ الصَّبرَ هو:حَبْسُ النَّفسِ على الطَّاعَةِ وَكَفُّها عن المَعصِيَةِ والدَّوامُ على ذَلِكَ.فالمُسلِمُ يَحبِسُ نَفسَهُ عن التَّسَخُّطِ بالمَقدُورِ،ويَحبِسُ لِسَانَهُ عن التَّشَكِّي لِلمَخلُوقينَ،وَيَحبِسُ جَوَارِحَهُ عن الوُقُوعِ في المَعَاصي والآثامِ.والصَّبرُ ثَلاثَةُ أَقسَامٍ:صَبْرٌ على طَاعَةِ اللهِ ، وَصَبْرٌ عن مَعصِيَةِ اللهِ ،وثالِثُها الصَّبرُ على أَقدَارِ اللهِ المُؤلِمَةِ ، فالنَّوعُ الأَوَّلُ:أَعظَمُها لأنَّ العِبَادَاتِ شَاقَّةٌ على النُّفُوسِ ؛ وتَحتاجُ إلى مُصابَرَةٍ ومُجَاهَدَةٍ! فالصَّلاةُ والصِّيامُ والحَجُّ والزَّكَاةُ, والأمرُ والنَّهيُ, كُلُّها تحتاجُ إلى صَبْرٍ جَميلٍ،كما قَالَ اللهُ تَعَالى(وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ) والقِسمُ الثَّانِي:الصَّبرُ عن الوُقُوعِ فِيمَا حَرَّمَ اللهُ تَعالى ، وَذَلِكَ بِكَفِّ النَّفسِ عن أنْ تَفعَلَ مُحَرَّمَاً أو تُقَصِّرَ في واجبٍ ، وأَمَّا القِسمُ الثَّالِثُ:فَهُو صَبرٌ على أَقدَارِ اللهِ المُؤلِمَةِ ، وعلى مَصَائِبِ الحَيَاةِ المُتَنَوِّعَةِ ، فَمَن من البَشَرِ مَنْ سَلِمَ من ذالِكَ ؟ مَن منَّا من لَم يُصبْ بِمَرَضٍ ؟ مَنْ مِن البشَرِ من لم يَفقِدْ مَالاً أو قَرِيباً أو عَزيزاً؟ مَنْ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَعَرَّضَ لِفتنَةٍ وَبَلِيَّةٍ ، مِن قَريبٍ أو شَانِئٍ وحَاقِدٍ ؟ فَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ كما قالَ اللهُ تعالى: ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ) فهذهِ سُنَّةُ اللهِ ابتِلاؤُهُم بِشَيءٍ من الخَوفِ ، ولَم يَقُل:بِالخَوف كُلِّهِ؛ لأنَّهُ لو قَالَ:بالخَوفِ لأَهلَكَهُم؛لأنَّ مَقصُودَهُ تَعَالَى ، تَمْحِيصُهُم وتَطهِيرُهُم من ذُنُوبِهم ومَعَاصِيهِمْ .ونَحنُ يارعاكمُ الله عندَ المَصَائِبِ قِسمَانِ:قِسمٌ جَازِعٌ سَاخِطٌ ، مُهلِكٌ نفسَهُ بالأَسى والحَسرَةِ،فهو قد جَمَعَ على نَفسِهِ مُصِيبَتَينِ,فَواتَ المَحبُوبِ،وَفَواتَ الأَجرِ العَظِيمِ ، الذي رَتَّبَهُ اللهُ لِلصَّابِرِينَ!وقِسمٌ راضٍ بقَضَاءِ اللهِ وقَدَرِهِ,فَهؤلاءِ بَشِّرهم بِبِشَارَةِ اللهِ لهم وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ فَلَهُم أَجْرٌ غَيرُ مَعدُودٍ ولا مُقَدَّرٍ ولا مَحدُودٍ؛جَزاءً لَهم على عَظِيمَ ما صَبَروُا وعلى رَبِّهم يَتَوكَّلونَ.لأنَّهم : قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ فَنَحنُ مَمْلُوكُونَ لِلَّه، مُدَبَّرُونَ تحت عَوْنِهِ وتَصَرُّفَاتِهِ؛فَكانَ جَزاؤهم (أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) فهم الْمُوَفَّقُون لِلْحَقِّ والرَّحمَةِ!
ولهذا عَجِبَ رَسُولُ اللهِ e من حالِ المُؤمِنِ فَقَالَ{ عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ؛إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ؛إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ،وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لِأَحْدٍ غَيْرِ الْمُؤْمِنِ} اللَّهُمَّ اجعَلْنَا ممَّن إِذَا أُعطِيَ شَكَرَ،وَإِذَا ابتُلِيَ صَبَرَ،وَإِذَا أَذنَبَ استَغفَرَ,آمنَّا باللهِ وتَوكَّلنا عليه، عبادَ الله صلُّوا رحمني اللهُ وإيَّاكم ، على الهادي البشيرِ ، والسراجِ المنيرِ ، كما أمرَكم بذلك اللطيفُ الخبيرُ ، فقال سبحانه قولاً كريما ( إِنَّ اللهَ وَملاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبيْ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُواْ صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) وقد قال عليه الصلاةُ والسلامُ { حيثما كنتم فصلوا عليَّ فإنَّ صلاتَكم تبلغني }وقالَ بأبي هُوَ وأُمي{ من صلى علي صلاةً صلى اللهُ عليه بها عشراً } اللهم صلِّ وسلمْ وأنعمْ وأكرمْ وزدْ وباركْ ، على عبدِك ورسولِكَ محمدٍ ، وارضَ اللهم عن أصحابِهِ الأطهارِ ، ما تعاقبَ الليلُ والنهارُ ، أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعليٍّ ، وعن سائرِ أصحابِ نبيِّك أجمعين ، وعن التابعينَ وتابعِيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ ، وعنَّا معَهم بمنِّكَ وفضلِكَ ورحمتِكَ يا أرحمَ الراحمينَ . اللهم أعزَّ الإسلامَ المسلمينَ ، ودمرْ أعداءَ الدينِ من اليهودِ والنصارى ،والشيعةَ والشيوعيين ، وجميعِ الكفرةِ الملحدينَ اللهمَّ أصلح أحوال المسلمينَ واحقن دمائهم ، ووحِّد صفُوفَهم ، اللهمَّ اشفِ مَرضَانَا,وعَافِ مُبتَلانا،وارحم مَوتانا,واهدِ ضَالَّنا,وارزقنا حُسنَ القولِ والعَمَلِ , ربَّنا اجعلنا مُقيمي الصَّلاةِ ومن ذُرِّياتِنَا رَبَّنا وَتَقَبَّل دُعاءَ,اللهمَّ ثَبِّتنا بالقولِ الثَّابتِ في الحياةِ الدُّنيا ويَومَ يقومُ الأشهادُ.، اللهم أيدْ إمامَنا بتأيدِكَ ، وانصرْ بهِ دينَكَ ، ووفقْهُ إلى هُدَاكَ ، واجعلْ عمَلَهُ في رِضَاكَ ، وارزقْهُ اللهم البطانةَ الصالحةَ الناصحةَ ، التي تدلُهُ على الخيرِ ، وتعينه عليه، اللهم احفظْ بلادَنا وولاةَ أمرِنا ، وعلماءَنا ودُعاتَنا ، اللهم وحِّدْ كلمتَنا ، وقوي شوكتَنا ياربَّ العالمينَ ، واجعل هذا البلد رخاءً سخاءً آمِناً مُطمَئِناً ، وسائر بلاد المسلمين يا ربَّ العالمين ، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنيين والمؤمنات ، الأحياء منهم والأموات ، اللهم ربنا ( آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)