اسامه الدندشي
06-03-2014, 23:25
ألثورة السورية تلكلخ نموذج
اسامه الدندشي
الحوار المتمدن-العدد: 4332 - 2014 / 1 / 11 - 10:32
المحور: المجتمع المدني
بعد صلاة الجمعه ,وقف أحد الشباب وصاح ألله وأكبر على الظالم ,الشعب يريد الحرية , كانت بداية الحراك السلمي.
الى جانب شعارات الحرية, حملت أمهات وزوجات المعتقلين يافطة كتب عليها,"الشعب يريد أسرى الجوية" .
قبل الثورة بعام ,قامت الخابرات الجوية ,بحملة أعتقالات ,هي الأسو كانت المخابرات الجوية للمهربين ,هي الأسوأ من نوعها في تاريخ أجهزة الأمن السورية من حيث التعذيب والترويع والتجويع وامتهان كرامة وحقوق الأنسان ,هي أقرب لانتزاع حقوق المواطنة,واستعمار وجود الأنسان بشريا,منها الى مكافحة التهريب .
المظاهرة التي شكلت منعطفا خطيرا في مسارها السلمي هي التي انطلقت من ساحة الحرية,وسط البلدة -كما سماها- المتظاهرين ,وتتحذ الطريق الطريق المحيط بالمدينة ,مرورا بمبنى الأمن السياسي ,حيث توقفت أمام مبنى دار الحكومة المجاور لمبنى أمن الدولة ,عبرت عن مطالبها في الحرية وأطلاق سراح المعتقلين ,وسلكت الطريق الذي يقسم المدينة الى شطرين شرقي وغربي وينتهي في ىساحة الحرية.
استوقف المظاهرة أمام المركز الثقافي , رئيس البلدية أنذاك , ونقل تعهد الأمن بالأستجابة لجميع طلباتهم بما فيها أطلاق سراح أسرى الجوية , لقاء فض المظاهرة,فشلت المفاوصات, وتابعت مسيرتها ألى ساحة الحرية ,حيث رفع علم الثورة لأول مرة ,بطول اثنى عشر متر تقريبا .
كنت أسند ظهري على الحائط والدموع تتساقط من عيني في صمت وخشوع ,النساء والفتيات ,ملأت البلكون تزغرد وتهلل لشباب بعمر الورد,حطموا حاجز الخوف ,وتحدوا بصدور عارية ,وأيدي بيضاء لاتعرف سلاحا سوى قلم المدرسة ,وأدوات مهنة تحتاجها لقمة العيش .
خطب أبوعبيدة أحد الناشطين المعارضين ,وتحدث بأسهاب ,ونكر على تحركهم العشائري والعصبي لتحييد بعض الشباب عن التظاهر لا ابراهيمية ولاعثمانية ولا عباسية, الوحيد الذي فهم أبعاد ملاحظته ,لذلك كنت الوحيد الذي صفق له .
تحدثت المعلمة ناريمان دندشي زوجةالمعتقل ,همام دندشي الذي أعتقلته أجهزة الأمن ,عن أمهات الثوار والثورة البيضاء .
تحدث محمد فاروق دندشي ,وكنت قد أقنعته ,ألا يكون خطابه بيانا ,كما أراد تقديمه,لأن البيان يخرج من جهة تنظيمية,ملزم ومسؤول , وأبلغ المتظاهرين بمشاركة أثنين من الطائفة العلوية المظاهرة ,زغردت النساء على البلكون ,وعلت أصوات المتظاهرين واحد واحد الشعب السوري الواحد .
عندما كانت الشباب, موظفين وطلاب وحرفيين ,تعلن أنسحابها وانشقاقها عن الحزب الغادر والغاشم حزب البعث كما وصفوه .صعد أحد المتظاهرين عامود الكهرباء ,ليمزق أعلانا لأحد الأخوة العلويين شادي اسماعيل , تصدى له عمر دندشي أحد قادة التظاهر ,ورجاه ألا يشوه سلمية الثورة وشعارها واحد واحد الشعب السوري وكنت كنت قد وصلت وأنزلت بنفسي المتحمس عن عامود الكهرباء وبقي الأعلان سليما .
وصل الى ساحة الحرية , ثلاث موفدين من قبل الأمن لأقناع المتظاهرين بفض المظاهرة ,التي لم يعد لها مبرر سيستجاب لكل مطالبهم , لكن تهديد وتخويف أحدهم للجموع المحتشدة , باستقدام الفرقة الرابعة , خلق حالة من الأستنكار والرفض لهذا التهديد ,فعلى الصياح والهتافات ,وقرروا الأعتصام والنوم في ساحة الحرية .
لفت نظري شخص موضوع أهتمام من موفدين الأمن ,سألت عنه فقالوا أنه حمود الخطيب ,وحمود يقود أكبر مجموعة تمرد من حارة البرج ,مطلوبة للجوية, تقدمت منه وقلت له :الجميع يريدون تبييض وجوههم على حسابك ,خذ قرارك بنفسك ولاتمنح أحدا فرصة الصعود على كتفيك ,لحق بي وقبلني قائلا كل عمركم أصيلين .
في اليوم الثاني تجددت المظاهرة , بمشاركة أكثر للسيدات والفتياة, تتقدمهم أمهات وزوجات المعتقلين لدى الجوية ,وأخذت نفس مسار الأولى ,وحين أقترابها من الأمن السياسي , كانت عناصرها تأحذ وضعيو الرمي جاسيا ,وبنادقهم باتجاه المظاهرة , توقفت المسيرة ,بين شباب يريدون المضي ,والبعض يرغب سلوك طريق محاييد , وبعض الشباب حملوا حجارة وركضو باتجاه البنادق المصوبة الى صدورهم وألقوها على مسدديها ,كان الرد مباشرة بأطلاق النار على المتظاهرين ,جرح ثلاثة منهم أحدهم أبن الفطين الدندشي .
كنت كالكثيرين لايعلموا أن الدراجات النارية التي ترافق المظاهرة ,كان الشخص الراكب من الخلف ,يخفي تحت سترته بندقية وأن مسار المظاهرة محمي , وأن مجموعة مسلحة تمركزت في مقبرة البلد عندما شاهدوا عناصر الأمن تأخذ وضعية القتال ,والمقبرة تبعد عدة أمتار عن الأمن السياسي ,ودار الحكومة ,وامن الدولة,هذه المجموعة فتحت النار على عناصر الأمن السياسي ,التي أطلقوا النار على المتظاهرين ,وقيل يومها أن ستتة من عناصرها قتلوا .وللحق أقول أن البندقية التي ظهرت للمرة الأولى هي البندقية التي رعتها أجهزة الأمن ,وأغمضت عينيها عنها , وهي كانت ترافق المهربين وتحمي بضاعتهم ,بين تلكلخ وحلب وغيرها ,
طاش صواب الجموع المتظاهرة ,وفي لحظة غضب عارم ,توجهوا الى مكتب الحزب وحرقوا سيارته ,وراحوا يطوفون شوارع المدينة في الحارة الغربية , ورفع لأول مرة شعار الشعب يريد أسقاط النظام.
أحد الجمارك أطلق النار في الهواء ,عندما اقترب المتظاهرون من المبنى , طوق المتظاهرون المبنىى مطالبين المفرزة تسليم سلاحها , والأمن يضغط على الجمارك بعدم تسليم سلاحهم, والمتظاهرون غاضبون يهددون ويتوعدون ,أرسلت الأجهزة الأمنين ,أصدقائهم من المهربيين ,لفك الحصار وانتهى بأخراج عناصر الجمارك بأمان و بدون سلاح ,السيارة وقفت بعيدا عن باب الجمارك خوفا من غضب المتظاهرين ,أحطتهم أنا وأبو مؤيد الرجب ومجموعة من شبابنا ,والخوف بادي على ملامحهم و يصيح أحدهم نحن أخوة ,نحن أهل ,وخلت الجمارك ألا من المتظاهرين ,الذين استباحو االمبنى واستولوا على 13 بندقية روسية الصنع ,تحركت بسرعة ,نحو حمود الخطيب ,ليجمع البواريد ويبقيها بعهدته ,لأن لذلك تداعيات خطيرة .
في اليوم التالي ,كانت المدينة بيد المتظاهرين ,وضعوا الحواجز في شوارع المدينة ,وحاجز تفتيش على الطريق الأستراتيجي ,الذي يصل الريف الجنوبي الذي تقطنه الطائفة العلوية ,بالريف الشمالي وبمرافق الدولة ,تفتش السيارات بما فيها باص الممرضات العاملين في المشفى خشية حمله حنود وسلاح,لأن الجيش أتخذ من المشفى مركزا له , البلد خرجت عن سيطرة الدولة ,ووقعت تحت سيطرة المتظاهرين ,وبدأت ملامح عسكرة الثورة تبدوا على ملامح بنادق الصيد التي ظهرت بأيدي الشباب .
الشعرة التي قصمت ظهر البعير ,أطلاق أحد المشايخ النار على سيارة لم تتوقف ,قتل فتاة صغيرة وأمها , حملها أحد المتظاهرين بسيارته الى المشفى بطلب من الأمن ,الذي لم يعد آمنا دخول المدينة , وسلكت القرى المحيطة بتلكخ الطرق المحيطة بالمدينة , تلكلخ لم تعد آمنة لهم
وبدأحراك جديد ,يقوده الأمن وحلفائهم المهربون , ومجموعات مسلحة من المتظاهؤين بدأت تتشكل لحماية المدينة,ودبابات تتمركز حول تلكلخ لحصارها ,والتي سقطت عسكريا بهذا الحصار.
وهنا أنوه أني لاأنتقص من قدر وقيمة المهربين ,فهم سادتنا ,خلال أربعون عاما , وهم يتربعون على قمة الهرم الأجتماعي والسياسي والأقتصادي , أذكر أني حلست مرة في مضافة أحدهم ,فطلب مني صاحب المضافة تغييرمكاني ,لآنه مجلس أحد السادة المهربين ,الذي أطل بسيارته الفخمه واخذ مكانه, وأنا أخذت طريقي حيث كتبي وأقلامي.
وللأنصاف أن المهربين رسل الأمن كانو بين نارين ,نار صداقة مصالح متينة وقوية مع الأمن ,وبين أبنائهم المتظاهرين .
وفي مستجدات الثورة ,كان من الضروري أضعاف تأثيرهم القوي على الثورة ,لأن الثورة تحتاج لأخلاقيات جديدة تحترم القانون ,وتحترم المال العام , فيهاالكرامة والعزة أفضل من مال الدنيا ,لذلك كان لابد من تحييدهم عن العبث بالحراك الجديد ,لذلك خضت صراعا غير مكافئ معهم من تحت الطاولة, رغم قوتهم ورغم ضعفى . وللحراك بقية
اسامه الدندشي
الحوار المتمدن-العدد: 4332 - 2014 / 1 / 11 - 10:32
المحور: المجتمع المدني
بعد صلاة الجمعه ,وقف أحد الشباب وصاح ألله وأكبر على الظالم ,الشعب يريد الحرية , كانت بداية الحراك السلمي.
الى جانب شعارات الحرية, حملت أمهات وزوجات المعتقلين يافطة كتب عليها,"الشعب يريد أسرى الجوية" .
قبل الثورة بعام ,قامت الخابرات الجوية ,بحملة أعتقالات ,هي الأسو كانت المخابرات الجوية للمهربين ,هي الأسوأ من نوعها في تاريخ أجهزة الأمن السورية من حيث التعذيب والترويع والتجويع وامتهان كرامة وحقوق الأنسان ,هي أقرب لانتزاع حقوق المواطنة,واستعمار وجود الأنسان بشريا,منها الى مكافحة التهريب .
المظاهرة التي شكلت منعطفا خطيرا في مسارها السلمي هي التي انطلقت من ساحة الحرية,وسط البلدة -كما سماها- المتظاهرين ,وتتحذ الطريق الطريق المحيط بالمدينة ,مرورا بمبنى الأمن السياسي ,حيث توقفت أمام مبنى دار الحكومة المجاور لمبنى أمن الدولة ,عبرت عن مطالبها في الحرية وأطلاق سراح المعتقلين ,وسلكت الطريق الذي يقسم المدينة الى شطرين شرقي وغربي وينتهي في ىساحة الحرية.
استوقف المظاهرة أمام المركز الثقافي , رئيس البلدية أنذاك , ونقل تعهد الأمن بالأستجابة لجميع طلباتهم بما فيها أطلاق سراح أسرى الجوية , لقاء فض المظاهرة,فشلت المفاوصات, وتابعت مسيرتها ألى ساحة الحرية ,حيث رفع علم الثورة لأول مرة ,بطول اثنى عشر متر تقريبا .
كنت أسند ظهري على الحائط والدموع تتساقط من عيني في صمت وخشوع ,النساء والفتيات ,ملأت البلكون تزغرد وتهلل لشباب بعمر الورد,حطموا حاجز الخوف ,وتحدوا بصدور عارية ,وأيدي بيضاء لاتعرف سلاحا سوى قلم المدرسة ,وأدوات مهنة تحتاجها لقمة العيش .
خطب أبوعبيدة أحد الناشطين المعارضين ,وتحدث بأسهاب ,ونكر على تحركهم العشائري والعصبي لتحييد بعض الشباب عن التظاهر لا ابراهيمية ولاعثمانية ولا عباسية, الوحيد الذي فهم أبعاد ملاحظته ,لذلك كنت الوحيد الذي صفق له .
تحدثت المعلمة ناريمان دندشي زوجةالمعتقل ,همام دندشي الذي أعتقلته أجهزة الأمن ,عن أمهات الثوار والثورة البيضاء .
تحدث محمد فاروق دندشي ,وكنت قد أقنعته ,ألا يكون خطابه بيانا ,كما أراد تقديمه,لأن البيان يخرج من جهة تنظيمية,ملزم ومسؤول , وأبلغ المتظاهرين بمشاركة أثنين من الطائفة العلوية المظاهرة ,زغردت النساء على البلكون ,وعلت أصوات المتظاهرين واحد واحد الشعب السوري الواحد .
عندما كانت الشباب, موظفين وطلاب وحرفيين ,تعلن أنسحابها وانشقاقها عن الحزب الغادر والغاشم حزب البعث كما وصفوه .صعد أحد المتظاهرين عامود الكهرباء ,ليمزق أعلانا لأحد الأخوة العلويين شادي اسماعيل , تصدى له عمر دندشي أحد قادة التظاهر ,ورجاه ألا يشوه سلمية الثورة وشعارها واحد واحد الشعب السوري وكنت كنت قد وصلت وأنزلت بنفسي المتحمس عن عامود الكهرباء وبقي الأعلان سليما .
وصل الى ساحة الحرية , ثلاث موفدين من قبل الأمن لأقناع المتظاهرين بفض المظاهرة ,التي لم يعد لها مبرر سيستجاب لكل مطالبهم , لكن تهديد وتخويف أحدهم للجموع المحتشدة , باستقدام الفرقة الرابعة , خلق حالة من الأستنكار والرفض لهذا التهديد ,فعلى الصياح والهتافات ,وقرروا الأعتصام والنوم في ساحة الحرية .
لفت نظري شخص موضوع أهتمام من موفدين الأمن ,سألت عنه فقالوا أنه حمود الخطيب ,وحمود يقود أكبر مجموعة تمرد من حارة البرج ,مطلوبة للجوية, تقدمت منه وقلت له :الجميع يريدون تبييض وجوههم على حسابك ,خذ قرارك بنفسك ولاتمنح أحدا فرصة الصعود على كتفيك ,لحق بي وقبلني قائلا كل عمركم أصيلين .
في اليوم الثاني تجددت المظاهرة , بمشاركة أكثر للسيدات والفتياة, تتقدمهم أمهات وزوجات المعتقلين لدى الجوية ,وأخذت نفس مسار الأولى ,وحين أقترابها من الأمن السياسي , كانت عناصرها تأحذ وضعيو الرمي جاسيا ,وبنادقهم باتجاه المظاهرة , توقفت المسيرة ,بين شباب يريدون المضي ,والبعض يرغب سلوك طريق محاييد , وبعض الشباب حملوا حجارة وركضو باتجاه البنادق المصوبة الى صدورهم وألقوها على مسدديها ,كان الرد مباشرة بأطلاق النار على المتظاهرين ,جرح ثلاثة منهم أحدهم أبن الفطين الدندشي .
كنت كالكثيرين لايعلموا أن الدراجات النارية التي ترافق المظاهرة ,كان الشخص الراكب من الخلف ,يخفي تحت سترته بندقية وأن مسار المظاهرة محمي , وأن مجموعة مسلحة تمركزت في مقبرة البلد عندما شاهدوا عناصر الأمن تأخذ وضعية القتال ,والمقبرة تبعد عدة أمتار عن الأمن السياسي ,ودار الحكومة ,وامن الدولة,هذه المجموعة فتحت النار على عناصر الأمن السياسي ,التي أطلقوا النار على المتظاهرين ,وقيل يومها أن ستتة من عناصرها قتلوا .وللحق أقول أن البندقية التي ظهرت للمرة الأولى هي البندقية التي رعتها أجهزة الأمن ,وأغمضت عينيها عنها , وهي كانت ترافق المهربين وتحمي بضاعتهم ,بين تلكلخ وحلب وغيرها ,
طاش صواب الجموع المتظاهرة ,وفي لحظة غضب عارم ,توجهوا الى مكتب الحزب وحرقوا سيارته ,وراحوا يطوفون شوارع المدينة في الحارة الغربية , ورفع لأول مرة شعار الشعب يريد أسقاط النظام.
أحد الجمارك أطلق النار في الهواء ,عندما اقترب المتظاهرون من المبنى , طوق المتظاهرون المبنىى مطالبين المفرزة تسليم سلاحها , والأمن يضغط على الجمارك بعدم تسليم سلاحهم, والمتظاهرون غاضبون يهددون ويتوعدون ,أرسلت الأجهزة الأمنين ,أصدقائهم من المهربيين ,لفك الحصار وانتهى بأخراج عناصر الجمارك بأمان و بدون سلاح ,السيارة وقفت بعيدا عن باب الجمارك خوفا من غضب المتظاهرين ,أحطتهم أنا وأبو مؤيد الرجب ومجموعة من شبابنا ,والخوف بادي على ملامحهم و يصيح أحدهم نحن أخوة ,نحن أهل ,وخلت الجمارك ألا من المتظاهرين ,الذين استباحو االمبنى واستولوا على 13 بندقية روسية الصنع ,تحركت بسرعة ,نحو حمود الخطيب ,ليجمع البواريد ويبقيها بعهدته ,لأن لذلك تداعيات خطيرة .
في اليوم التالي ,كانت المدينة بيد المتظاهرين ,وضعوا الحواجز في شوارع المدينة ,وحاجز تفتيش على الطريق الأستراتيجي ,الذي يصل الريف الجنوبي الذي تقطنه الطائفة العلوية ,بالريف الشمالي وبمرافق الدولة ,تفتش السيارات بما فيها باص الممرضات العاملين في المشفى خشية حمله حنود وسلاح,لأن الجيش أتخذ من المشفى مركزا له , البلد خرجت عن سيطرة الدولة ,ووقعت تحت سيطرة المتظاهرين ,وبدأت ملامح عسكرة الثورة تبدوا على ملامح بنادق الصيد التي ظهرت بأيدي الشباب .
الشعرة التي قصمت ظهر البعير ,أطلاق أحد المشايخ النار على سيارة لم تتوقف ,قتل فتاة صغيرة وأمها , حملها أحد المتظاهرين بسيارته الى المشفى بطلب من الأمن ,الذي لم يعد آمنا دخول المدينة , وسلكت القرى المحيطة بتلكخ الطرق المحيطة بالمدينة , تلكلخ لم تعد آمنة لهم
وبدأحراك جديد ,يقوده الأمن وحلفائهم المهربون , ومجموعات مسلحة من المتظاهؤين بدأت تتشكل لحماية المدينة,ودبابات تتمركز حول تلكلخ لحصارها ,والتي سقطت عسكريا بهذا الحصار.
وهنا أنوه أني لاأنتقص من قدر وقيمة المهربين ,فهم سادتنا ,خلال أربعون عاما , وهم يتربعون على قمة الهرم الأجتماعي والسياسي والأقتصادي , أذكر أني حلست مرة في مضافة أحدهم ,فطلب مني صاحب المضافة تغييرمكاني ,لآنه مجلس أحد السادة المهربين ,الذي أطل بسيارته الفخمه واخذ مكانه, وأنا أخذت طريقي حيث كتبي وأقلامي.
وللأنصاف أن المهربين رسل الأمن كانو بين نارين ,نار صداقة مصالح متينة وقوية مع الأمن ,وبين أبنائهم المتظاهرين .
وفي مستجدات الثورة ,كان من الضروري أضعاف تأثيرهم القوي على الثورة ,لأن الثورة تحتاج لأخلاقيات جديدة تحترم القانون ,وتحترم المال العام , فيهاالكرامة والعزة أفضل من مال الدنيا ,لذلك كان لابد من تحييدهم عن العبث بالحراك الجديد ,لذلك خضت صراعا غير مكافئ معهم من تحت الطاولة, رغم قوتهم ورغم ضعفى . وللحراك بقية